أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - لماذا القولبة والإستنساخ الفكري ... يا أهل الخير؟!!















المزيد.....

لماذا القولبة والإستنساخ الفكري ... يا أهل الخير؟!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل تعلم عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة ... ما السبب وراء ظهور الطوائف والملل و المذاهب في الأديان ...والأحزاب والمذاهب الفكرية و الاقتصادية والسياسية والفلسفية المختلفة ؟! السبب يرجع الى أن الانسان غالباً ما يكون بليداً، كسولاً أو جباناً أو تابعاً ويسلم عقله وسلوكياته لأحد المفكرين أو المبتدعين لمذهب ما... دون تفكير ولا فحص أو تمحيص أو دراسة أو حيادية !!! ويكثر الأتباع لمذهب معين لينافس المذاهب الأخرى ... وتظهر الأطماع في مجابهة ومحاربة بل القضاء على المذاهب الأخرى ... وهنا تنشأ الطائفية والمذهبية وتُصاحب بالتعصب والتشدد.

فمنذ القديم ونحن نجد مراراً أحد المفكرين المبدعين الرواد قد أنتج فكراً جديداً أثار إعجاب الناس وأتبعوه لأنه فيلسوف أو رجل حكيم وألتفوا حوله وكونوا معه ديناً وأعتبروه ( أثناء حياته أو بعد مماته) نبياً أو رسولاً لدين جديد ( أوصاحب مذهب جديد داخل دين ما!) فنجد الحكيم إيسوس في المسيحية كان شرارة إنتاج الديانة المسيحية وغيره في اليهوديه أثناء السبي البابلي، ومحمد في الأسلام! وفي داخل كل دين تظهر شخصيات قيادية ذكية بأفكار لاهوتية جديدة يقنع بها أتباع جدد ليكون مذهب أو طائفة أو جماعة جديدة!! فهناك ثلاث طوائف أو مذاهب رئيسية في المسيحية : الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت وتندرج تحت كل طائفة عدة او عشرات وأحياناً مئات من المذاهب الفرعية. وفي الأسلام نجد المذهبية أيضاً تتمثل في فرق عديدة أشهرها السنة والشيعة وفي اليهودية منذ نشأتها نجد الصدوقيين والفريسيين والغيوريين والغصنويين وغيرهم ... فهذا الداء مرض بشري إجتماعي يحدث من الأبد حينما يتبلد عقل الأنسان ويسلم عقله ومصيره في يد قائد أو مفكر يثق فيه ويسير ورائه كالأعمى ينفذ تعليماته وتعاليمه بل ويحارب حروبه ومناوشاته مع أصحاب الملل والمذاهب والأديان الأخرى دون تفكير عقلاني !! ويتم التبشير بواسطة تابعيها بهذه المذاهب في كافة الأرجاء بل و يتم توارثها عبر الأجيال والتمسك بها بالرغم من التطور والحداثة التي يعيشها المجتمع... ففي كل دين نجد الأصوليين المحافظين السلفيين الذين ينادون دوماً بالتصرف كيفما تصرف معلمهم الأول ومن معه من الصحابة أو التلاميذ... ونبذ كل جديد من البدع والهرطقات !!!

وقد اقترح Kwast Lloyd نموذج للثقافة ، وأوضح فيه أربع مستويات للثقافة على هيئة أربع دوائر بداخل بعضهم البعض. الدائرة الصغرى الداخلية كانت بخصوص Worldview او المنظور الحياتي الذي من خلاله يرى العالم وهذا المنظور ربما يكون بنيان عقائدي منبثق من فلسفة أو أيدولوجية أو ديانة ما! ومن هذه الدائرة انبثقت دائرة أكبر هي المبادئ Principles والتي تنبثق بالطبع من ايدولوجية الفرد أي كان نوعها سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية ام دينية ام جميعهم. ومن هذه الدائرة تبزغ دائرة ثالثة تدور حول القيم Values التي تنبع من المبادئ التي يعتنقها الفرد والمنبثقة من منظوره الفلسفي الايدولوجي الديني. اما الدائرة الخارجية المنظورة فتتناول السلوكيات Behaviors ومن خلال ما يفعله او يقوله الفرد من سلوكيات وأقوال وإتجاهات، من المفترض الحكم على ما يؤمن به الفرد من عقائد!

الإنسان مثل الكومبيوتر... لا يمكن أن يسير في هذه الحياة الا وتملأ عقله أيدولوجية ما ( فلسفة أو توجه فكري أو منهج حياتي أو دين ما) أي برنامج أو بنيان عقائدي فكري؛ يستطيع من خلاله رؤية العالم المحيط ومعالجة الأمور والمشاكل المحدقة به من كل حدب وصوب سواء إجتماعية أم إقتصادية أم فلسفية أم سياسية . ! فالانسان مثل شخص وُجد في صحراء وخواء فكري ولذلك فهو بحاجة لبنيان فكري عقائدي حتى يصبح انساناً سوياً!! يحتاج الى سوفتوير Software للمخ والعقل الذي يُعتبر Hardware للإنسان! ولكن المعول عليه هنا هو امتلاء العقل بنسق أيدولوجي معين ؛ ربما تكون فلسفة موجودة فعلاً مثل المثالية أو البراجماتية أو الواقعية أو الوجودية، أو تكون دين موجود فعلاً مثل المسيحية أو الاسلام أو اليهودية أو البوذية وغيرها ، أو إن لم يقبل الانسان ما هو موجود من فلسات وأديان ، فهو ينزح بالضرورة الى خلق وإبتداع بنيان أيدولوجي يتكون من ارائه الشخصيه في كافة أوجه الحياة وقد يكون ذلك النسق الايدولوجي فريد ولا يتشابه فيه مع أحد وقد يتبعه أخرين ليصبح مذهب أو دين أو فلسفة جديدة!!

الانسان بكافة الوانه دائماً يود أن يسير وفق نسق أيدولوجي يعتنقه يملأ عقله وفكره وأن لم يقدر على تكوين أيدولوجية خاصة به فهو ينزح الى إعتناق أيدولوجية موجودة بالفعل ويتبناها... وهكذا فى كافة أوجه الحياة... أما فى الجانب الديني وخاصة المسيحي يقول المسيحيون أن المسيحية ليست دين بل منهج حياة ، فالمسيح لم يؤسس عقيدة بل ترك لنا منهج حياة نسير وفقه فى ضوء إيمان قلبي يجتاح الكيان كله! و يظل الفكر بحاجة الى أن يمتلأ بأيدولوجية عقائدية.! وهكذا بنائنا العقلي! وبما أننا مختلفون ومميزون فأفكارنا وأيدولوجياتنا ستظل فى تنوع مستمر وستتزايد عدد الايدولوجيات والعقائد لتتساوى مع عدد البشر في العالم لأننا فى القرن الحادي والعشرين وداخل إطار دين واحد مثل المسيحية إنتقل الاقتناع المذهبي من مستوى المجامع الطائفية الى مستوى الإقتناع الشخصي!! ويجب أن نتعلم من الان فصاعداً أن نقبل وجهات نظر بعضنا البعض ولا نملي أفكارنا على الاخرين. فنحن لسنا عبيداً لأصنام العقائد بل نحن أسياد عليها فى قبولها أو رفضها !!!

ولقد تطور بعض المسيحيون وأيضاً أخرين من المسلمين الى رفض الطائفية الدينية وأصبحوا يعتنقوا فكر اللاطائفية Non-Denominationalism لما فيها من تشرذم فكري يؤدي الى الفرقة والنزاع بل الى دمار الدين بمجمله في النهاية !!!

فيا أخواني الملحدين الا تتعلمون من اللاطائفين شيئاً... وهو أن لا تتبعوا فكراً أو كاتباً ما قلباً وقالباً... فلتكن حراً تقطف زهرة من كل بستان ... من هذا الكتاب وذاك الكاتب وهذا الفكر الجديد ... ثم أستدخل ما قرأت في ضوء خبراتك وقراءاتك وتربيتك وخلفيتك الأجتماعية وفي ضوء التقاليد المجتمعية التي تعيش في كنفها ... ليخرج الفكر اللاديني الخاص بك فريداً غير تابع لأحد سواء عالم أو شخص عادي !!! فنحن نبذنا قدسية الأشخاص الى غير رجعة... فلماذا أجد بعض الملحدين يقدسون داروين أو نيتشه أو داوكينز أو القصيمي وهكذا...! يا سادة أين فرادتكم وفرديتكم... اتريدون أن تكون اتباعاً داخل قطيع ؟!!


فقد تكون نسخة الالحاد واللادينية الغربية غير مناسبة لبيئة الشرق الأوسط الذي يراها إنحلالية ومنافية للأخلاق !! فهل يا عزيزي تستطيع أن تعيش سلوكيات الملحد الأمريكي أو الأوربي في الشرق الأوسط؟! أنا لا أتحدث على أن هذه الأمور معاصي أو خطايا... فقد أنتهينا أعزائي أنه لا توجد هناك حياة بعد الموت ولا يوجد ثواب ولا عقاب والبعض منا ينفي وجود الله من الاساس !!! ولكن لا يجب للمواطن الصالح أن يخالف القواعد والقوانيين المجتمعية حتى يصلح المجتمع... وإن كان مجتمعنا لم ينضج بعد لأفكارنا فواجبنا أن ننميه ونقوده بحكمه نحو الطريق القويم لا أن نتحداه بسلوكيات غريبة ودخيلة عليه في البداية !!

وأولاً وأخراً... ليبحث كل فرد فينا عن فرديته وفرادته ... فلماذا نكون نُسخاً عن بعضنا أو عن كاتب أو ملحد ما عربي كان أم غربي... فهو لم يعيش في مجتمعنا... ولم يجتاز خبراتنا ... ولم يكون له نفس الخلفية الأجتماعية والثقافية لنا ... لنقرأ للجميع سواسية ولكن من فضلكم لا تتركوا عقولكم لأي كان !!! لأنه حينما نتوقف عن القراءة والدرس ... فستكون نهايتنا قبل أن نبدأ!!! فما الفرق بيننا أذا و المتدينين ؟!!






#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!
- أيها الخراف المسيحيون... لماذا تلوموا الذئاب على إفتراسكم ؟! ...
- ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟
- عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -8- التوائم الملتصقة !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -7- الخنثى والعاجز جنسيا ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -6- ضحايا الكوارث الطبيع ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -5- الحيوانات !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -4- المعوق !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -3- الأجنة والاطفال الرض ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -2- المثلي !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -1- أبن الزنا !
- عقل المتدين المُجزء !!!
- الإله الذي يُشمخ عليه !!!
- الإله الشحاذ !!!
- التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!
- إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!
- الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة
- المرآة والأزدواجية في المجتمع المصري !!!
- إبداع أم هرطقة !!!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - لماذا القولبة والإستنساخ الفكري ... يا أهل الخير؟!!