|
القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 02:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سمح الله للقواعد من النساء بخلع ثيابهن امام الرجال ، فقد جاء في سورة النور : {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم} والنكاح هنا لا يدل على معنى مجازيا كـ الزواج، بل يدل على معنى جنسيا يشير الى {التزاوج} او التلاقح، اذ ان معنى {لا يرجون} لا ينفي فعل اشتهاء او انقطاع رغبة الممارسة الجنسية عند المرأة، انما يشير الى يأسهن من العثور على من يرغب او يشتهي ممارسة الجنس معهن، فاجسادهن لم تعد تجذب الرجال ولا تثير الغرائز. الفقهاء الاسلاميون في تفسيرهم لهذه الاية قالوا ان المقصود بالقواعد هن اللاتي انقطع عنهن الطمث ولم يعد لهن امل بالانجاب، وقال قسم اخر انهن اللواتي بلغن من السن مبلغاً يجعلهن لا يشتهن، ولا يُشتهن، فقد جاء في تفسير القرطبي: قال ربيعة في تعريف القاعد: هي التي إذا رأيتها تستقذرها من كبرها. وهذا تعبير مبتذل وبشع يشير يبين غلاظة قول الفقهاء وسفاهتم وضحالتهم، اذ كيف للانسان ان يستقذر انسانا اخرلانه كبير السن؟ الا يوجد تعبير اخر غير هذا التعبير السخيف في تبرير وشرح وتعريف الحالة؟ كما ان انقطاع الطمث لا يسبب اضمحلال الرغبة الجنسية عند المرأة ولا حتى كبر السن، قد يسبب التقدم في السن فتورا في الرغبة لكن لا يقضي عليها كليا، وربما لا ينهي الامل عند المراة في العثور على شرك تقضي معه حياتها. يبدو الله متناقضا جدا في هذه الاية، فهو وان يذهب بعيدا في السماح للمراة القاعد في خلع ثيابها كما تدل الاية { فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن} الا انه يشترط عليها ان لا تتبرج بزينة. ان ذلك اشبه بالسماح بالتعري شرط ان لا تحاط الرقبة بقلادة. فاذا كان الرجال راغبون عنها لانها من الكبر بحيث تعافها وتستقذرها انفسهم حسب تعبيرهم، فلماذا يظن الله بان الزينة ستثير فيهم لواعج الغرام والهيام وتهيج غرائزهم؟ فاي نوع من المؤمنين هؤلاء الذين تثيرهم زينة امرأة هزل جسدها وترهلت عضلاتها ولا ترجو نكاحا.؟ هل هؤلاء عباد الله الصالحين ام عباد الله الشاذين؟ ولماذا هذا التزمت في مسالة الحجاب اذا كان الله يبيح حتى العري؟ المفسرون، وكما هو طبعهم يحدودن اي حرية بما فيها حرية الله نفسه، فقالوا ان ما عناه الله بالثياب هي الخمار او الحجاب، ثم تناقضوا فيما بينهم، فمنهم من قال ان الثياب تعني الجلباب ومنهم من قال انها العباءة، التي لم تكن موجودة زمن تأليف الاية، ومنهم من قال انه الثوب الموضوع فوق الجلباب. مع ان ثياب النساء في الاسلام لم تختلف ولم تتغير عن تلك الثياب التي كانت في ما يعرف بالجاهلية. لكن ما يؤخذ على الفقهاء وعلى الله ايضا هو انهم يهملون احاسيس المراة ولا يحترمون مشاعرها، اذ يتركز جل اهتمامهم على معيار رغبة الرجل في اشتهاء جسدها، فهم يفترضون خفوت هذه الرغبة امام جسد امراة انقطع عنها الطمث و كبرت وعجزت وتكرمش وجهها وترهلت عضلاتها ولم تعد تهيج عواصف الغرائز، لذلك ليس من ضير ان كشفت عن جسدها، فهي الان كائن مهمل منبوذ يستقذره الرجال وتعف انفسهم عنه. لقد اسقط الاسلام تكليف الحجاب ايضا عن الاماء لأن لا قيمة لهن ايضا. اذ ان المرأة في الاسلام هي ملك الرجل، اذ تقول الاية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} والامة ايضا ملك للرجل ياتيها ايضا مثلما يأتي زوجته، اي وقت يشاء، فلماذا يحافظ على ملكيته الاولى {زوجاته} ويفرض عليهن ارتداء الحجاب ولا يحافظ على ملكيته الثانية، جواريه ومحظياته، مع انه ينجب من كليهما؟ حتى ان عمر بن الخطاب ضرب امة اوجعها حتى ادماها لانها قد غطت وجهها وتشبهت بالحرة حتى لا يتحارش بها جيل الصحابة من قريش. بما لان الزوجة تستطيع الانفصال عن زوجها، وربما لان هناك لها عشيرة او قبيلة لا تقبل ان تظام بنتها، لكن بالتاكيد لم يكن حرص او شعور ذاتي عند مسلمي الجيل الاول من الصحابة. المراة في الاسلام تعامل وكانها جسد بلا روح، فهي مثل حصان السباق، فهو محط اهتام صاحبه ومداراته ما دام الحصان قويا نشيطا رابحا، وما ان يكبر وتضمر عضلاته وتخور قواه حتى يرسله صاحبه الى القصاب فيتحول الى لحم معبأ بالمصران {سلامي} . ان التصور القرآني في هذه الاية ينطلق من فكرة اعتبار المرأة بضاعة جنسية، فان انتهت قيمتها الاستعمالية{ النكاح} فقدت قيمتها التبادلية{ الزواج} وسقطت عنها كل تكاليف التسويق الاخرى ومن ضمنها التغليف{ الحجاب} الذي قد يخفي رداءة البضاعة. وعندما يكف الطلب على المرأة-البضاعة وتغلق بوجهها ابواب اسواق التزاوج، وتصبح بضاعة بائرة، لا يعير احد بالا لتغليف تسويقها وستر عوراتها واحترام مشاعرها، فلا حرج عليها ان وضعت عنها ثيابها وابدت ما شائت من جسدها او بدت كما خلقها ربها، اذ ان الاية تقول لا حرج عليهن ان وضعن ثيابهن. ولان هذه الاية تتناقض والمنطق والعقل السليم، اهملها الناس ولم يعملوا بها وتركوها منسية، فهي وان اعطت للمراة التي تعدت الخمسين حرية خلع الحجاب، اذ ان خلع الثياب كما جاء في الاية من غير الممكن حتى التفكير فيه ايامنا الحاضرة، الا ان هذا النوع من الحرية لا يستند على مبادئ اعطاء الحقوق، بل على مسلمات تحمل في داخلها انتقاص لحرية الانسان ولكرامته. انها حرية مدفوفة بالامتهان والانتقاض والاستصغار.
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البحث عن جثة صحابي
-
الاسلاميون اذا دخلوا ثورة افسدوها!!
-
الدول الغربية ترفع شعار الاسلام هو الحل.
-
دولة الاغلبية الشيعية!!
-
عراق بلا دين عراق افضل، عراق اقوى واجمل.
-
مهمات الشيوعيون العرب
-
نظم الاخلاق الدينية وتناقضاتها مع القيم الانسانية
-
فوضى الحرية
-
التثقيف الاسلامي من اهم عوامل التحرش الجنسي
-
لماذا لم تحدث الثورة في البلدان الرأسمالية لحد الآن؟
-
من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيت
...
-
من اخطاء الرفيق فؤاد النمري: البرجوازية الوضيعة! 1-2
-
الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق
-
تهميش المذهب السني في العراق.
-
الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي
-
هل من مأخذ على المالكي ان تشبث بكرسي السلطة؟
-
دولة بدين خامل
-
ضرورة اعادة النظر بقانون الارهاب ككل وليس المادة 4 منه فقط
-
هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟
-
حكومة مهتوكة العرض!!
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|