|
مذكرات أنثى في مدينة الرجال 1.1
جوري الخيام
الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 17:22
المحور:
سيرة ذاتية
التحف ملايينه و طوى الليل تحت إبطه و اتكل. ليصطاد البحر من عب الشمس و يُغرق النجوم في بحر الغدر .... بعد سبع سنين جحاف ..... دفعت ثمنهم من عرقي حريتي وكرامتي.....التحف كل شئ .... حتى أثاث المنزل اعتلاه و مضى حتى الملاعق والصور.....لم يترك لي خلفه سوى طفلة رضيعة.... اه! من وقاحة الناس .... و اه !من عزت نفسي..... و أخذ سيارة السعادة و الدلال و أتاني بغيرها سيارة.... لأليق بوضعي و لقبي الجديد....وما سيارة عندي سوى حديد و عجل .أما أنا فقاسمته لقمتي و اهديته نهداي و أنوثتي عربونا حب و صداقة في وقت هرب فيه العدو و الرفيق من فقره ....
النكاح ليس حبا و الحب ليس نكاح.....
لم أقابل في حياتي زوجين مغربيين أو عربيين سعيدين بمعنى السعادة السليمة الصافية التي لا تهدف إلى إسعاد المجتمع وإرضاء عقده, لم أسمع عن زوجين في بلادنا متفاهمين متقاربين في وجهات النظر يدين كل منهما لشخصية وفكر ومبادئ الآخر بالإحترام والتقدير... لم أقابل زوجين عندنا يقفان على نفس الدرجة من احترام خصوصية الآخر وقراراته ورغباته ….
الرجل لا يعيبه شئ و المرأة يعيبها كلام الناس وكل شئ آخر.....
عندنا يعرف الرجل كل شئ وتتعلم منه المرأة كل شئ ,عندنا يَضرب الرجل فيسكت القانون وتبكي المرأة, عندنا لا يغير الرجل بعد الزواج في حياته شيئا يحافظ على أصدقائه ورحلات صيده وسجارته و سكرتيرته الخليعة ونبيذه وحقه في ثلاث زيجات أخرى... بينما تصير المرأة فرجا يُعبد في بعض الليالي و يَعبد بعله حياته كلها... فرج فقط لا عقل له لا إرادة و لا حق له في تقرير المصير....تصير المرأة حكرا على بيت الزوجية ملكا لرجل لا صديقات لها إلا من ارترضاهم زوجها أما الأصدقاء فالمفروض أن يفهموا بنفسهم أن صداقتهم بفلانة قد انتهت فقط لآنها تزوجت و كأن حياتها قبل ذلك الرجل كانت بغاءا في بغاء...عندنا تفاهم الآباء والأجداد على كل شئ منذ قرون وما على الأجيال القادمة سوى قراءة المنهج وتطبيقه لإكثار سواد الأمة ومضاعفة المسلمين على أرض الله ...أما من نشز وخرج عن المنهج فهو عاق لا يحل للمجتمع مسامحته!
no women no cry
لم يطلقني حسب الشرع الاسلامي فلا نفقة ولا مؤخر.... و لا حسب قانون الدولة فلم يطرق باب المحامي ابدا ولم يدفع فلسا احمر و لم يرمي يمينا .... و لما؟ فهو اصلا أخذني بلا إمضاء و لا ثمن ... تزوجنا أمام الله و والداي و الناس ولكن خلف ظهر السلطات الامريكية (فقد كان في نفس يدفع مالا مقابل زواج سري أبيض) بأمر من والدتي و دموع أبي البعيدة الرافضة الصامتة....وكلت امري الى الله ... فأمي قالت سمعت في بلادها البعيدة أني أصاحبه ,مع أنها صاحبت والدي قبل يتزوجا لمدة ليست بقصيرة , و قاطعتني لأشهر... آخر شئ رضخت لسلطتها فقد كنت احبها واحبه و كانت خطبة هاتفية و ابي وافق رغم انفه و رغم انه لم يفهم لما اقتل نفسي من اجل رجل!
المكتوب باين من عنوانه…
زواج شفهي صامت و كأني مت صباح العرس... ترتيلات و آيات تقرء....منعوني من النزول ....كنت اتزين فسمعت ذاك الملتحي يقول "بالرفاء و البنين".فبكيت كثيرا و قلت انه زواج باطل كنت أريد من والدي وكيلا , ليس أخي, كنت أحتاج حضوره جدا لكنه لم يأتي ...طلبت أن يوقع زوجي على ما يضمن حقوقي في أبنائي و حقوقهم في أبيهم إذا ما أنجبنا ....
وافق هو ورفض أهلي …و تحامل الكل علي وجائني صوت والدي من خلف سماعة الهاتف يجلد مبادئي و يتهمني بالغدر لطلب مثل ذلك الطلب . اليوم يتنكرون جميعا لسوء تصرفهم أما انا فكل ما أقوله هو أني كنت اعرف جيدا ذاك الرجل سيستغل كل هفوة في شرع الله أسوء استغلال ! الاكيد أني رغم صغر عمري كنت على حق فليس غدرا أن نخاف من غدر الآخرين .الغدر أن ترموا بناتكم إلى التهلكة لإرضاء الله و الناس !
لو وؤدوني رضيعة لكان أرحم...
في ذلك اليوم أحسست بقلة حيلتي وأحسست بجبروت الذكورة.. لم يسمحوا لصوتي بأن يسمع ...رأيت نفسي أرجم و مستقبلي يهدم كله لأجل علاقة كان يجب أن تكون عابرة في حياتي لا أكثر أنا التي حاولت قطع شراييني لكي يقبلوا أن أهاجر بأحلامي إلى أمريكا لأحميها من تسلط التقاليد والدين و والداي...
المتهمة دائما جانية حتى إذا لم يتبث أحد شيئا البتة...
كنت آنذاك في خريف العشرين.....و كانت والدتي طول الوقت عابسة.....أليس هذا ما ارادت؟ألست أتزوج لإرضائها قبل أي شئ؟ و لكن عندنا نحن ليس المهم ان تصلح الفتاة الغلط بل يجب فقط ان لا تغلط - هذا إذا ما أردنا أن نسمي الحب خطأ - فهي رغم زواجي لم تردني أن أفرح كان يجب أن أظهر الأسف و الندم! أما أنا فلم أكن نادمة على أي شئ!لم أكن مهتمة بالموضوع لأن الزواج لم يكن في رادار اهتماماتي على الإطلاق في ذاك السن ولم أكن فعلا أحس أني أحتاج أن أتزوج كنت في سن أحتاج فيه إلى الرقص والدراسة والهوى والعبث .... و كنت أقنع نفسي بأن الزواج لن يغير في حياتي شيئا لكي أهدئ قلبي المقبوض...ضحكت على ضميري االمتوتر قلت له أني في أمريكا لن أظلم مع أني لم أحتم بالقانون بل بالله وشريعته ...كنت منزعجة جدا من تلك الزيجة كلها سببها و ظروفها و توقيتها ... لكني تركت المياه تجري كما رسمت والدتي لكي لا تُحول المسألة إلى قضية شرف وخلاعة أمام والدي فيأمرني بالرجوع وكذلك لأني لم أحب إغضابها....
الدين تجارة....والتجارة شطارة
أما الحقيقة و السبب الحقيقي وراء إصرار والدتي على تزويجي في ذلك السن المبكر فهو المال ولست أقصد مال زوجي لأنه كان طالبا جامعيا معدما في تلك الفترة لا يملك سوى ثمن الإيجار بل أنها كانت تريد ذلك المال الذي يدفعه والدي في مصاريف جامعتي الفيرجينية...و كان لها ما آرادت بعد أن استغلت هي كذلك الدين للوصول إلى امتلاك العقارات!
رب عفيف...ضرب خفيف....طلاق طريف!
بعد زواجنا مشيت وراء القرآن و صرت أحمد الله و اشكره اذا ماضربت .... وقد كان السب و الضرب و البصاق من زينة الحياة الزوجية و قد زين زوجي الحياة ما استطاع ..... أنا لم اكن ضعيفة لم اكن غبية بل كنت مسلمة و كنت كذلك احب الله و أحب زوجي!!و كنت أظن أن حياتي هكذا يجب ان تكون اذا اردت الجنة و الرضى...لكن كان هناك شئ في داخلي لا ينام يحثني على الرفض ويدفعني إلى التمرد فإما حقوقي كاملة أو ليرحلوا جميعهم وربهم عن حياتي .....
بعد سنوات من الشد و الربط أخذت الأذية ما أخذت من العشق و الهوى لم تعد العشرة و التعود يعوضان ما نقص... مات حبه في فؤاذي وماتت مهجتي و كانت طفلتي على مشارف ربيعها الثاني حين طلبت منه الإنفصال بسبب استصغاره الدائم لرأيي و شخصيتي و عنفه الذي لا ينتهي...
there is no law for idiots
يا ناري! كأنه كان زواجا عرفيا؟
بعد ما حدث ما قد نسميه طلاقا لم يعد هناك زواج و راحت كل حقوقي و حقوق طفلتي مع الريح...و لان الله يحتاج الى عبد يحميه فإن شرعه كذلك يحتاج إلى قانون يحميه..... فكيف إذا ظنوا انه سوف يحميني من بطش رجل لا يعرف العدل و ما كان غرامه الزائد عن الحد بي غير امتداد لعشقه لذاته....ذقت معه الحاجة في أعوامنا الأولى.. وحين تحسنت الأوضاع صار يتناسى عيد ميلادي وفي أحسن الأحوال فهو يعطينيي مبلغا من المال لأشتري هديتي بنفسي أما عيد الحب و عيد زواجنا فصارا نكتة بعد أن فهم أن المال يشتري كل شئ من الاحترام حتى الصداقة وملابسها الداخلية... نسى اني عرفته فقيراً ساعدته كثيرا و أبداً لم انظر الى محفظته .....لكني أنا لم أنسى ولن أنسى! لم يعد حقي مال أو ثروة بل صار ثارا بيني وبين الظلم الذي ينزل على المرأة من طرف أهلها وربها ومجتمعها ! و هذا حق لن أفرط فيه أبدا وثار لابد من أن آخذه.....
يتبع إن شاء القلم
#جوري_الخيام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وداعا سوريا!
-
غريزة
-
شهريار الدجال
-
-يا مرسي يا أبهة... إيه الإنجازات دي كلها-
-
جعل الملك من وطني كافرا بالحرية
-
ماذا عن وئام ؟ أنا أريد أن أفهم
-
فاطمة
-
عندما احتضر الله في قلبي مات الخوف...
-
باسم يوسف خط أحمر!
-
لكل حلمة عاصية فتوة
-
دقيقة صمت لأجل سوريا من فضلكم...
-
مذكرات أنثى في مدينة الرجال 1.0
-
من يوميات نهد لا يحتفل ...
-
مذكرات أنثى في مدينة الرجال...
-
حلاوة روح...
-
بلاستِك ...
-
ما لم يقال في شهر حزيران!
-
لادوس
-
أندرينا
-
إسئلوا العرب عن عيد الحب !
المزيد.....
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
-
التشيك.. زيلينسكي ناقش مع وزير الخارجية استمرار توريد الذخائ
...
-
الجيش الإسرائيلي يحقق بـ-مزاعم- مقتل رهينة لدى حماس، ومئات ا
...
-
مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي طال و
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط صاروخين و27 طائرة مسيرة أوكراني
...
-
سقوط صاروخ -ستورم شادو- في ميناء برديانسك في زابوروجيه
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|