أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - مبارك في المولد














المزيد.....

مبارك في المولد


وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 1179 - 2005 / 4 / 26 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كلمته بمناسبة المولد النبوي ، طالب خليفة مصر حسني مبارك من العلماء ، بعد خراب مالطة ، أن يغيروا فكر المسلمين "بأن الدين لله والوطن للجميع ... وبأنه ليس من حق فرد أو جماعة الادعاء بأفضلية خاصة أو مرتبة أعلى ... تتيح لهم احتكار الدين ، أو تنصيب أنفسهم أوصياء عليه ، أو التحدث باسمه نيابة عن جموع المؤمنين ."
لم يقل لنا الخليفة كيف يمكن أن يقوم العلماء بهذه المهمة والتي تتعارض مع المادة الثانية من الدستور ؟ لقد أشرت في مقالة سابقة أن الرئيس مبارك أتعبنا من هذه الأحاديث غير المجدية . فهو كغيره من المسئولين في الدولة لا يعرفون إلا فن الكلام أو يؤجرون أشخاصاً لهم هذه المواهب . لأنهم يقولون ولا يفعلون . وينطبق على مبارك وشركاءه ما قاله هو نفسه في هذا الخطاب "أن الريادة والتفوق لا يتحققان أبداً بالكلمات والشعارات مهما يكن بريقها . وإنما يتحقق ذلك كله بالسعي الموصول ، والعمل المخلص الدءوب ، والإنتاج الجيد الوفير ، والإبداع في كل ميادين الحياة .. إبداع تصنعه العقول الذكية والإرادات الحرة والهمم العالية ." لا احد يعترض على هذا الكلام ، ولكن ألم يكن بالأولى أن يبدأ الرئيس مبارك بنفسه ؟ أقصد أن يحقق مبدأ المواطنة بالكامل وأن الدين لله والوطن للجميع بإلغاء المادة الثانية من الدستور حتى يحق له وللعلماء أن يعلموا المسلمين هذا المبدأ ويكون هو في هذه الحالة هو نفسه قدوة يحـتـذى بها لأن (فاقد الشئ لا يعطيه). بما أن الدستور يخص الوطن ونظامه وأسسه وحقوق ووجبات مواطنيه ، فـــلابد أن يعبر ذلك الدستور عن هذا الواقع أي أن يعلن بلا لبس حقيقةً هذا المبدأ وليس فقط في خطب ليس لها قوة القانون (ما هو الكلام ببلاش) .
أن كان الرئيس مبارك صادق في كلامه ويتمنى فعلاً خير هذا الوطن ، فلماذا لا يقوم بإصلاح دستوري فوري بتحقيق ما قاله بأنه ليس من حق فرد أو جماعة الادعاء بأفضلية خاصة ، وذلك بجعل الدستور يخص جميع المصريين على اختلاف دياناتهم وعقائدهم ومذاهبهم وإعطاء الدستور صبغة عامة لا تخص ديناً معيناً أو شريعة خاصة ؟
أنني لا أثق شخصياً في أي كلمة يقولها مبارك . لأن ارتباطه بالنظام الوهابي واضح ولا يحتاج لدليل . فمن يتابع نشاط مبارك منذ أن اعتلى حكم مصر ، يرى أنه لا يفعل كبيرة أو صغيرة قبل أن يأخذ موافقة النظام الوهابي السعودي !
قد يقول البعض أن في عصر مبارك بنينا وشيدنا وفعلنا هذا وذاك . وأنا أقول أن مبارك يغالط نفسه والشعب ، فغالبية المشاريع التي أقيمت في عصره ، لم تحقق أية تقدم أو رخاء للشعب المصري على الإطلاق . فهي مشاريع خادعة فإذا بنى مشروع ، هدم عشرات المشاريع القائمة ! فعصره يشبه الشجرة الجميلة الشكل من الخارج ، ولكن السوس يأكلها من الداخل حتى تنهار فجأة ! وهنا أستشهد بكلمات السيد المسيح له المجد عندما قال للكتبة والفريسيون "أنكم تشبهون قبوراً مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة . هكذا أنتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبراراً ولكنكم من داخل مشحونون رياءً وآثماً ."
أن ما يقوله مبارك عن الدين لله والوطن للجميع ، ليس إلا عبارات رنانة وفارغة (اسطوانة مشروخة). لأن الواقع المرير الذي يعيشه المصريين عموماً والأقباط خاصة في هذا العهد الأسود لمبارك ليس له مثيل . أن ما يحدث في ربوع مصر ضد الأقباط من قتل وخطف واعتداء على أرواح وممتلكات الأقباط أنما يدل أن مصر لم تعد كما كانت من قبل تحترم هذا المبدأ "الدين لله والوطن للجميع " . أن مبارك يستخدم لغة مزدوجة أو بحكم عسكريته يتكلم بالشفرة . ففي الوقت الذي يقول أن الدين لله والوطن للجميع ، فهو يتكلم فقط عن انتماءاته الدينية الوهابية وهذا ما عبر عنه بقوله "وضربنا على أيدي الذين يسعون إلي بث الفتنة والفرقة بيننا ، وإثارة البغضاء والشحناء في صفوفنا " وهو هنا يقصد الأقباط . لأنه عندما يذهب قبطي للشكوى يتهم فوراً بأنه يثير الفتنة والفرقة! عندما يطالب القبطي بحقه أو برد اعتداء حدث له من مسلم ، تتهمه السلطات بالفتنة وتقوم بحبسه وتهديده وتعذيبه ! هذا هو ما يفعله حسني مبارك تضامناً ومساندةً لجهاز أمن الدولة والشرطة وهو ضرب الأقباط والقضاء عليهم .
هل يمكن أن نصدق رئيس يقول شيئاً ثم يفعل شيئاً عكسه ؟ أنني أتعجب من بعض الأقباط الذين ما زالوا يمتدحون عصر مبارك وأنه عصر حرية للأقباط ؟ لقد فقد الشعب المصري حريته منذ ثورة الحرامية وزاد ذلك في عصر مبارك . فما بالك بالأقباط ومبارك يواصل تنفيذ الخطة الوهابية بتصفية المسيحية والمسيحيين من الشرق الأوسط ؟
أننا نقول لمبارك : نريد فعل وليس كلام ! أن كنت صادق في كلامك فبرهن بالفعل على ذلك ؟ البرهان الوحيد على أن الدين لله والوطن للجميع هو إلغاء المادة الثانية من الدستور وتدعيم الحريات العامة بلا تحفظ .
أما غير ذلك فما هو إلا كما (نقول بالعامية) فض مجالس وضحك على الذقون ، واستخفاف بعقلية المواطن البسيط .
كفاية يا مبارك كلام . لقد سئم الشعب عموماً والأقباط خصوصاً من الوعود الكاذبة . الشعب يريد حياة كريمة وكذلك الأقباط يريدون حريتهم الكاملة والمساواة كمواطنين مثلهم مثل غيرهم بلا زيادة ولا نقصان .



#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة المزدوجة والعنصرية واسلوب الرد في الإعلام المصري
- عودة الإرهاب وفشل أمن الدولة في مصر
- الحكومة المصرية تساند شريكتها في جرائم الحرب ضد قرار مجلس ال ...
- نفاق المنظمة العربية - لمناهضة- التمييز العنصري
- جهالة الكتاب والإعلام بقانون النصح والإرشاد
- محاربة عودة الأقباط للحياة السياسية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - مبارك في المولد