حسين علي الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 00:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قلنا ان الطبخة الامريكيه التي اعد ت على نار هادئه , واترع لنا صحونها ( برايمر) لتورثنا تخمة وعسر هضم دائمين قد تجلت اثارهما في هذه السلسلة المتلاحقه من الازمات التي لاتنتهي احدها وتنسحب من الميدان , الا لتحل اخرى اشد منها عتَوا واكثر ايذا وشرورا , حتى غدى الهدوء والاسترخاء من اشد الممنوعات على مستوى الدولة والمواطن , فادامة زخم الصراع وتفاقمه وفشل المعالجات الحقيقيه القادره على احتوائه هي السمة السائده والعنوان الرئيسي الذي يغلف كل العناوين والواجهات الاخرى , فكان استيحائنا لعنوان المقال( الوطن الازمه ) هومن صميم المعانات وتشخيصا صائبا ودقيقا لاهم صفه شكلت مرضا عضالا فيه , وان هناك يدا خفيه تعمل في اتجاهين اولهما وئد واقتلاع اي بوادر حقيقيه للشفاء وثانيهما الاستمر في تلويث مناخاته باخطر الفايروسات واشدها فتكا بالمواطنين .
وان هذه الايدي تنسل عبر مسارات متعدده خارجية وداخليه , بعضها امتدادا وتواصلا للرغبة والنفوذ الامركيين وبعضها الاخريمثل الرغبة العربيه السنيه في وئد وتمزيق كل ما هو شيعي وهنا تلتقي اكثر من اراده واكثر من عنوان اضافه الى صراع المصالح لدول الجوار واتفاقهم الضمني على ان يبقى العراق ممزقا, تسحقه المشاكل والصراعات ليبقى بامكانياته الاقتصاديه المعروفه سوقا مفتوحا لكل بضائعهم ومنتجاتهم , وعدى هؤلاء هناك الكثير من الروس الطامحه للوصول الى السلطه والامساك بسدة الحكم , فهي تختلق الطروحات وتبتدع الاتجاهات والحجج لتجعل منها سلما للمطالبه بحقوق مزعومه , وحاجات يصفونها بالشرعيه وهي في الواقع ليست اكثر من انعكاسات لما يستعر ويتاجج في نفوسهم المريضه من رغبات هوجاء وتوق غيرمشروع للهيمنة والسيطره , يناضر هولاء ويسايرهما حينا او تتناقض وتتظارب بينهم المصالح حينا اخر , ثلة من رجال الدين وبعض الزعامات العشائريه التي ترى في الفوضى العارمه فرصة سانحه لتحقيق جانبا من حلمهم الموئود بالضهور والتسيد على قاعدة ان لا احد احسن من احد......!
كل هذه الجهات والعناوين واخرى غيرها لم نشر اليها كونها من المكونات والعوامل الطبيعيه التي هي من الخصوصيات التكونيه للمجتمع العراقي والتي كانت والى زمن قريب لا تمثل عوامل صراع يمكن ان ينعكس بمثل هذه الشدة والوضوح المجلجلين لان. . ان امريكا كانت خلف المجهر تنضر وترى وتحلل و تدرس وتفكر ومن ثم تتخذ القرار ...! فحين صمتت المدافع بعد ان اضحت كامل الرقعه العراقيه بين فكيها اقدمت على سلسلة من الاعمال المدروسة والمدبره بعناية فائقه والغريب ان الجميع وصفها فيما بعد بالاخطاء ....!!
هذه الاخطاء المضحكة المبكيه التي كان ابرزها حل الجيش العراقي بعد تدمير الياته ومعداته والتي هي في الجانب الغير منضور تمثل المتراكم من ثروات العراق لاكثر من سبعين عاما خلت , في بعض سنينها كان ناتج العراق باكمله يذهب للتسليح وشراء المعدات , هذه الخطوة الخطيره التي حرمت البلاد من اي جانب من جوانب القوه الحقيقيه, وصفت بالخطا الشخصي لحاكم العراق الجديد ( برايمر) ولقد سبقتها داله تشير الى نوايا امريكا الحقيقيه تجاه العراق , لقد فتح جنودها ابواب المعامل والمنشات الصناعيه والخدميه وكل المرافق العائدة للدوله امام شلة من اللصوص الذن دخلوا البلاد بحماية دباباتهم, ولصوص الداخل ايضا فتعاونوا على سلب ونهب كل مخلفات الدوله العراقيه, لقد اوصلت الاداره الامريكيه متعمده وعن درايه ودراسه معمقه اوصلت العراق الى مرحلة الصفرفي كل شيء ...!
لقد هَيئة المناخ لقيام الدولة الجديده فحفرت الارض وعزقتها واستحضرت ارواح كل شياطين الجحيم وهي تنثر البذار, كانت تدرك بحنكة المزارع القديم نوعية الارض ومدى خصوبتها , واي نوع من البذور او الشتلات يصلح لان ينموا و يشرئب فيها , فلم تدخر وسعا في ان توسع وتسمد وتمنح الرعاية في مدياتها القصوى للحقول التي تنتج وسائل التخلف والتناحر والفرقه وتجعل من ابناء الوطن الواحد فرقا واشياعا واطيافا متناحره .!
ان عوالم متعدده من الحقد الامريكي قد استفرغت هنا وارسلت الى اقصى عمق ممكن بواسطة الطرق الموضعي او توربينات الحفر العميق بتقنيات متفرده ومميزه ,لتشكل اضافة نوعيه في رصيدها الزاخر بتعويق الشعوب .
وحين تيقنت من ان ما غرسته قد اينع وترعرع خشيت jعليه من مضار الاشعة الحمراء لشمسنا المحرقه , فعمدت الى تغطيته بالبساط الشفاف للديمقراطية الزائفه وحقوق الانسان , والذان هما في حقيقتهما ديمقراطية النهب الرسمي بشفافية تغلق العيون او حقوق النخبة الحاكمة الموكده انسانيتها والمصانه بالحصانات الدبلماسيه ..!.
ان امريكا تعلم ان بغداد ليست اثينا ولم يكن لسكانها مجالس للحكم بالنيابة عن الشعب وانها لم تعرف للبرياليه وما كان لهاعلماء رسخوا مفاهيم العقل النقدي فلم يخلوا طور من اطوار تقدمها الا وكان هناك من ينتقد ويعدل ويبدل , ان بغداد ككل البلاد الذي تدفق عليها بدوا الجزيرة ما عرفت في تاريخها القديم والحديث الا حاكم مستبد مطلق, او رجل دين يحرم الحلال ويسعى الى ان يصون النساء في خزائن من حديد كما يصان الدرهم والدينار .
وتعلم ايضا ما هو الفرق بين الحضارة الهلينيه والهلستينيه وانها تويد ما ذهب اليه مورخيهم من ان اشكال الحكم المطلق كانت مستوحاة من الشرق بعد ان عبروا لابيض المتوسط وهي متيقنه تما ما من الفهم الغربي لكلمة الديمقراطيه يعني الالتزام الصارم بالنظام والقانون وان الفهم العراقي والعربي لها هو التحلل والاباحيه والانفلاة , كما ان ابصارها لم يفتها قبل هذا وذاك اهميه ان تدار اي بقعة في الارض بذراع حديدي وقبضة قاسيه لن تتردد في سحق من يتمرد على سياقاتها في الحفاض على العقد بجيد واحد وليس مشاعا يطمح اليه كل من يمتلك جيد جميل وما اكثرهم في بلد التنوعات والمذاهب والاعراق المتعدد .!
كانت تعلم ان تخفيف الضغط عن بلد انصهرت مكوناته عنوة وبضغط لم يتوقف او تلين قناته على مدى عشرات القرون في سلسله هائله من الملوك والحكام من الجبابرة والطغاة المتسلطين , مما دفع الى القاع السحيق بكل تلك التفاعلات ونواتجها المرعبه ولم تفلح في الصعود الى السطح سوى ابخرة لا توثر اوتغير رائحه المناخ الا في المناطق البعيده وبمستويات صغيره وغير ملحوضه احيانا. اما ان تاتي امريكا وترفع الغطاء دفعة واحده ,وتسمح لما كان محبوسا في الاعماق ان يطفو الى السطح وان يتحرر من كل كوابحه وقيوده فاي كرة من نارستقذفها افواه الشياطين.....!ان كرات النار تلك ليست بغريبه اوجديده عليها , فا لشيطان هنا امركي المنشا وهو قدخبرهذه الكرات مرات عديده وقذف بها في اماكن متعدده من العالم فاحرق ومزق ودمر .
هو يدرك ويعلم تماما ان كرته الناريه , او ديمقراطته الفوضوية هذه كفيله بان تفتت المجتمع وان تمزق الدوله وان مداخل ابوابها مزاغل كل نهج منحرف عقيم ,لان لس هناك كوابح وقواعد امنة ومتينه تقوم عليها,بل فوضى عارمة وتخبط لا نضير له يجعلان ان كل الزلازل والكوارث ممكنة الحدوث , ويبقى ثمة سوال صغير وبسيط يجب ان يجيبنا عليه الشيطان الامريكي اولا ... لماذا تمنع قوانين جامعاتهم السيدات من ارتداء الحجاب ولا يمتنعون هم عن تسليم مقدراتنا للملتحين....؟
ان لاجابه على هذا السوال ستسلط مزيدا من الضوء على الفوضى الغير خلاقه او كرة النار التي اكتوينا بها والعديد من الشعوب ....! وللحديث صلة في المقال القادم
#حسين_علي_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟