أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي شايع - مقال منعه موقع إيلاف من النشر















المزيد.....

مقال منعه موقع إيلاف من النشر


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1179 - 2005 / 4 / 26 - 11:10
المحور: الصحافة والاعلام
    


انشر منذ وقت طويل في موقع إيلاف الإلكتروني. مقالي الأخير الذي أضعه أدناه نشر لديهم في الموقع وحذف بعد ساعات من نشره..
هنا..أحكّم القارئ اللبيب وأترك له اكتشاف سبب إعدام المقال،حيث لم يردني منهم تفصيل بحجة الحذف..وهي موضوعة جديرة بموقف قررت خلاله الانسحاب النهائي من موقع إيلاف..



ماذا بعد ظـُلم الحياة؟


ربما ذَكـَرَ ابن المقفع تلكم الحكاية؛ كان الصياد يصطاد العصافير في يوم ريح عاصف، جعلت في عينيه غباراً،وصار يمسح ما يُذرَفُ منهما بكمّه، وهو يكسر جناح كل عصفور يخرجه من الشبكة ليلقيه في كيس الصيد، حتى قال عصفور لصاحب في محنته: ما أرقَّه علينا من صياد؟ أنظر دموعه وأسمع نشيجه؟ فقال له الآخر لا تنظر إلى دموع عينيه ولكن أنظر إلى عمل يديه.

تلك الحكاية، حتى وان لم يكن ابن المقفع من كتبها أو ترجمها، فأنا أذكرُه هنا لسببين؛الأول لأنه كان شهيد الكلمة،ومهيض جناح في حضرة طغاة قتلوه وقطّعوا أوصاله تقطيعاً، لا لشيء سوى رجاحة وعي، وسعة أفق دواة وقلم..

وهو فعل سيتكرّر في شهيد عراقي، لمّا يعثروا بعد على جثته، بل وجدوا رأسه قرب أبواب صحيفة عراقية كان يكتب فيها،هذا الشهيد هو الصحفي أحمد الربيعي.

أما السبب الثاني لذكر الحكاية؛فهو تعامل بعض العرب وإعلامهم في معلن الصوت ومخفي اليد؛ الداعمة لكلّ إرهاب لا يتوانون عن تسميه جهادا، في فضائيات رعبهم المقيت.

هذا السبب وأسباب أخرى سيبطلُ قربها كلّ عجب من قراءة عناوين الأخبار العراقية النازفة.



و لي في حكاية الصياد –الجلف- هذا مأرب حديث عن بعض صيادين اجتمعوا قبل أيام،بين مصطادٍ في عكر المصادفات السياسية وبين آخر تلذّذ- لغاية في نفسه- مشهد الرعب العراقي .وهو يحضر معهم أعمال مؤتمرهم القومي العربي السادس عشر في الجزائر. وفي الأسطر القادمة لا أريد مناقشة هذا المؤتمر؛فلا فكر ليناقش ولا منهج ليتّبع،والدليل فيما طرحه بيان لهم نشروه على الانترنت، ستوجب فقرات كثيرة فيه تقديم هذا النفر الضال إلى العدالة،أو إلى مصحات نفسية شبيهة بمصحات ما بعد النازية،فالقارئ لكتابات هؤلاء سيذهل من تناقضات وغرائبيات لا تصدر إلا عن القومين العرب!،لامتيازهم بخرق المألوف،والعدول عن المعروف، ولي كعراقي في فنطازيات المارد العربي!،وبطل التحرير القومي! ما يضحكني مجدداً رغم ما نحن فيه من تراجيديا ومصائب.

هذه المؤتمرات والملتقيات،تفصح عن خفايا كثيرة وربما دسائس واتفاقات،أصبح بعضها معلنا وكما قال الشاعر العربي الحَذِرْ:نرى تحت الرماد وميض نار. ووميض النار الذي نحاذره نرى نتيجته في البث الفضائي للقتل الرخيص، فالعراق الآن ساحة حرّة لمخططات هؤلاء،ومختبرا قومياً لتحالفات وتنظيرات عفى عليها الزمن وعافتها كلّ نفس طامحة للحرية. فما يخاطر أنفس بعض القومين العرب هو بقايا تنظيرات القرن التاسع عشر الأوربي،وقد جرّبتها أمم سبقت،ونزف العالم في نتائجها دماً عبيطاً في حروب قومية وإقليمية أختلط فيها حابل الأديان بنابل القوميات.مثلما اختلطت التيارات والاتجاهات في هذا المؤتمر؛ من قوميين ويساريين منشقين ودعاة ليبرالية وباعة خردة وتجار دافوسيين (يأكلون مع معاوية ويصلون خلف علي) وطوائف ممن لا يستقرون على حال ولا يصبرون في منوال،فأكثرهم يأخذه الموج أنى جاءت الريح.حتى إن هذه الريح جعلتهم يبدون بعيون دامعة ،ليصرخ بعضهم: مالكم لا ترون دموع السيد معن بشور الأمين العام للمؤتمر القومي العربي السادس عشر.



تلاقى هؤلاء خلف الأكمة الجزائرية، لأن وراء الأكمة ما وراءها،فاجتمعوا من كل حدب وصوب على مصلحة لا يمكن أن يفسرها أي متابع بغير العدوانية والوحشية والخروج على القانون الدولي والتجاوز الفج على سيادة دولة وشعب..و إلا بم يفسَّر ما ورد من نص تمجيد بيانهم للأعمال الإرهابية الجارية في العراق،ومطالبتهم الجامعة العربية بسحب اعترافها بالحكومة العراقية المنتخبة،بل يمضي البيان في التعامي والغي حدا "يدعو القوى السياسية الشعبية في الوطن العربي إلى العمل على تفعيل تأييد الشارع العربي للمقاومة ، ويؤكد على حق أبناء الأمة في المشاركة في صفوفها، ويعتبر إن تأييد المقاومة من محيطها العربي بكل السبل الممكنة يجب أن يشكل أولوية أساسية".

أقل تفسير منطقي لفهم هذه التخرصات؛ تلك الوجوه العربية المغرر بها والمدفوعة بالشرّ والبغي للفتك والذبح والقتل،والتي بثـَّت بعض الفضائيات اعترافاتهم،ولعل المتابع العربي للشأن العراقي قد فجع بالأحاديث المرعبة عن عرب ذَبحوا بأيديهم عراقيين لأن أحداً قد أوهمهم إن في هذا الأمر على الظالمين جهاد.

و ليس غريباً كل ما ورد في بيان القوميين ومن لف لفهم وحضر اجتماعهم،كما ليس جديداً أن تولي فضائية الجزيرة هذه الفعالية اهتماماً في الوقت الذي تقيم فيه مؤتمراً تدعو له الصحفيين والإعلاميين من شتى بقاع الأرض ليناقشوا حياد الفضائيات العربية وموضوعيتها.والأغرب من هذا وذاك أن صحيفة عربية مرموقة مثل الحياة تنشر مقالاً مسلسلاً في عدة أجزاء نشر جزئه الأول يوم أمس للبعثي شبل العيسمي تحت عنوان" القومية هوية للفرد العربي تشبه ملامح الوجه وبصمة اليد فلا يستطيع التخلي عنها متى شاء".. أرعبني هذا العنوان الذي يشبِّه الجسد ويجعله كانتماء يذكّر بالإطار الحديدي الذي كان يقيس فيه جنود النازية رأس الآري من غيره الذي سيعدم لذنب لم يرتكبه.والغاية ذاتها في تشابه ملامح الوجه وشكل الرأس، أرادها العيسمي وهو يصفُّ سطوره المدافعة عن القومية كإرث حي للعروبة!. ضحكت بمرارة وأنا أقول: أيـّة قومية وأرث يتحدث عنه السيد البعثي؟، وأيـّة مواعيد سأم العرب منها منذ أيام ساطع الحصري؛ الرجل التركي القومي العربي؟!..

ساطع الحصري.. الرجل التركي القومي العربي.. هذا التعريف بالرجل القومي ومثاله الداعي إلى الأمة العربية وهو شخصيا من أصول تركية،مثال عن حال هذه الحركات الغريبة وأوهامها حيث تداعت أركان وامكانات عربية كبرى تحت رفيف شعاراتها القومية المتشددة، والأمثلة كثيرة،ولعل في مثال جمال عبد الناصر وشعاراته الواعدة في قومية عربية متوحدة لن تغيب عنها الشمس،ما يثبت بطلان هذه الوعود التي..

كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيدها إلا الأباطيل

ولا ندري عن أي القومين نضرب لهم مثلا،بعد أن أُفتضح نموذجهم الصدامي العفلقي الدموي،ولاحت عظام ضحايا مقابره الجماعية في الأفق.

يقول السيد العيسمي- الذي سأمنا صغاراً صورته وهو يقبل طاغية العراق، ويحتشد معه في الركب الدموي البعثي- أن كل ما حدث ويحدث الآن للعرب هو نتيجة،لأنهم لم يتبعوا نهج القوميين!!.ولا أدري أي حال سيكون للأمة لو أن العرب جميعهم اتبعوا النموذج القومي في طاغية العراق،فكيف سيصبح حال أهل دبي مثلا لو أنهم أعلنوا الوحدة مع العراق منذ مجيء البعث إلى السلطة..أم هل سيتخيل أهل قطر مصيرهم الذي يتمناه لهم السيد محمد المسفر وهو يحضر مؤتمر القوميين العرب في الجزائر،وكيف ستؤول الحياة في السعودية وهي تجرّب "نعمة" البعث و سنوات العراق في ثلاثة حروب قومية سمّى الدكتور السعودي يوسف مكي ..طاغية العراق بطلها القومي.

نحن في العراق نعرف هؤلاء حقّ قدرهم لأن الكثير منهم يطلّ علينا عبر الفضاء المسموم،غير أن ما يؤسف حقاً ويُذهبُ النفسَ حسرات أن نرى صحيفة متميزة مثل الحياة يأخذها المدّ الإعلامي في التواد مع بعض الغوغاء،و إلا كيف يمكن تبرير إطلالة البعثي شبل العيسمي عبر وريقاتها، لينظـِّـر مجدداً تنظيراته العتيقة،حيث كان بعض رفاقه يعتبروها مآثر في الفكر،وكانت تستهوي صدام وزبانيته فيطبعها مقتطعة ً من أموال الشعب العراقي حتى ينتهي مصيرها ركاماً ورقياً يسعد به الجزارون وباعة المكسرات لتغليف بضاعتهم بطريقة شعبية.

هل عاد هذا الكاتب للنشر ليعتذر (للأمة) عما سببوه لها من هدم ودمار وهوان،ألم يفصح بهذا التقرير السنوي لمركز الأهرام للدراسات الأستراتيجية لعام 1999،الذي اتهم الحركات القومية وشخصياتها بكل ما آل إليه الوضع..فما بالكم الآن بكوارث صارت تترى جراء تراكم أخطائهم.

مؤسف حقاً ما نشرَته صحيفة تـُقرأ في مكتبات العالم كلّه، وكنا في منافينا البعيدة نطلبها في مكتبات مدننا، ثقة بخطوطها وأفقها الثقافي.

مؤسف أن تجعلنا الحياة نتسائل: هل حقا ستبقى الحياة عقيدة وجهاد..؟

هل خاب الرجاء في الصحافة المتميزة؟.

من سيمنحنا فرصة للرد على كثير من مغالطات السيد العيسمي،وتناقضاته الكبيرة؟.

هل ستنصفنا بعد أن ظلمتنا الحياة؟.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
- اضحك مع الإعلام العربي
- الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
- حكاية رئيس تحرير
- ! مؤامرة القول بنظرية المؤامرة
- عاليا يا سبابة التشهد الديموقراطي
- حوار أثار استغرابي
- دعوة لإحراق السفن
- رسالة الى الشيخ بن لادن في العام الجديد
- ما كان الحوت ذئب يونس ..يا أيها السفير
- هل يستحق محمود درويش تلك الجائزة؟
- قبل أن يبطشوا بسيد القمني
- الأكراد..والندم الماركسي!


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي شايع - مقال منعه موقع إيلاف من النشر