أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن















المزيد.....

إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1178 - 2005 / 4 / 25 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد بضعة أيام يكون قد مرَّ ثلاثة أشهر على إجراء الانتخابات للجمعية الوطنية من دون أن نشهد تشكيل الحكومة العراقية العتيدة ، حيث تدور المفاوضات بين الكتل الفائزة في الانتخاب من جهة ، وبين هذه الكتل والسفارة الأمريكية من جهة أخرى، وراء الكواليس، في ظل جو من الصراع على تقاسم الكعكة العراقية، ولكل من هذه الأطراف أجندتها التي تسعى إلى تحقيقها من دون أدنى التفاتة إلى الشعب العراقي المغيب، والذي يعاني من محنة كبرى تعصف بالبلاد والعباد ، مفضلين مصالحهم الحزبية على مصالح الشعب والوطن .
صراع متعدد الوجوه والأشكال أساسه قومي أو ديني أو طائفي ، والشاطر من يستغل الظروف إلى أبعد مدى من أجل تحقيق أقصى ما يمكن من المكاسب الحزبية، والمصالح الذاتية والأنانية الضيقة دون الالتفات إلى ما يجري في طول البلاد وعرضها من جرائم إرهابية بشعة لم يشهد لها الشعب العراقي مثيلاً من قبل حولت حياته إلى جحيم لا يطاق .
فلا يكاد يمر يوماً دون أن نشهد انفجار العديد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تزهق أرواح المواطنين الأبرياء بالجملة ودون رحمة، حتى باتت حياة الإنسان العراقي لا تساوي شيئاً ، وتنشط العصابات المجرمة في عملياتها الهادفة إلى ابتزاز المواطنين من خلال عمليات الخطف وفرض الفدية ، وعمليات نهب السيارات التي تنقل المواد الغذائية والبضائع ، وتقتل سائقيها ، وباتت معظم الطرق غير آمنة ليلاً ونهاراً على حد سواء ، فقد استعصت هذه العصابات على الحكومة وقوات الأمن والجيش، بل وحتى القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها !!!، فقد غدت منطقة شارع حيفا على سبيل المثال بوسط العاصمة مرتعاً للإرهابيين ينفذون فيه جرائمهم البشعة في وضح النهار ، ناهيك عن العديدة من المناطق الأخرى في العاصمة بغداد.
أما المناطق المحيطة ببغداد كالمدائن والحصوة واليوسفية والمحمودية واللطيفية فحدّث ولا حرج ، فقد بات من يفكر في السفر عبر هذه المناطق أن يكتب وصيته سلفاً ، فلا أحد يأتمن على حياته في أن يصل إلى هدفه سالماً .
*أي مهزلة هذه التي تجري على ارض العراق ؟
*أي محنة هذه التي يعيش في ظلالها السوداء أبناء الشعب ؟
*ألا يكفي ما يعانيه الشعب من البطالة الخطيرة والفقر المدقع والأمراض الفتاكة ، وفقدان الخدمات الأساسية الضرورية من كهرباء ومياه الشرب الصالحة ، والصرف الصحي المنهار، حيث باتت المياه القذرة تغطي معظم الطرق والأحياء السكنية مما جعل من المتعذر اجتيازها ناهيك عن ما تسببه هذه المشكلة الخطيرة من أمراض لا حصر لها جراء التلوث الخطير للبيئة
* ألا تشعر السلطة بما يعانيه شعبنا من أزمة سكن حادة تتفاقم يوماً بعد يوم دون أن تجد من يفكر فيها، ويجد الحلول المناسبة لها .
الشعب العراقي في وادٍ ، والقوى السياسية في وادٍ آخر ، والأمريكيون يمسكون بكل خيوط اللعبة السياسية ، يمارسون الضغوط على هذا وذاك ويتدخلون بكل صغيرة وكبيرة، وكل ما يهمهم تنفيذ أجندتهم في العراق كخطوة أولى ، وفي منطقة الشرق الأوسط في الخطوات التالية . وليس المهم لديهم من سيحكم العراق بقدر ما يهمهم من سينفذ أجندتهم ، ولا يشذ عنها ، فهذا هو المعيار الحقيقي للتعامل مع القوى السياسية المختلفة.
ومن أجل هذا تم تغييب اليسار العراقي عن الساحة السياسية ،قبل وبعد الانتخابات ، ومما زاد في الطين بله التمزق الحاصل بين قوى اليسار والعلمانية وتشرذمها ، واختيار أطرافها خوض الانتخابات بصورة منفردة ظناً منها أنها ستحقق لها مكاسب أكبر فكانت النتيجة أن خرجت بخفى حنين صفر اليدين ، فضيعت وأضاعت، ولا أضنها حتى اليوم قد أدركت أخطائها وصححت مسيرتها .
العراق اليوم يجتاز منعطفاً خطيراً بسبب توجهات القوى السياسية التي حققت النصر في الانتخابات ، فالقوى الإسلامية في صراع مع التوجهات العلمانية ، وهذه حقيقة واقعة شاءت الاعتراف بها أم أبت ، والقوى الكردية تحاول تحقيق أقصى ما يمكن من مكاسب حتى ولو كان على حساب المصلحة الوطنية ، والغلو والتعصب القومي بلغ مداه ، وهو بطبيعة الحال ليس في صالح الشعب الكردي الشقيق ، فلكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس في الاتجاه، وهذا يعني تصاعد الغلو القومي والتعصب لدى الجانب العربي من الشعب العراقي ، في حين تقتضي المصلحة الوطنية تمتين عرى الوحدة والأخوة بين مكونات الشعب القومية من أجل تجاوز تلك المرحلة القاسية من العداء التي سببها النظام الصدامي المقبور وحزبه الفاشي الذي لم يرحم أحداً ، عرباً كانوا أم أكراداً أم تركماناً أم آشوريين ، وان السبيل الأمثل للخروج من هذه المرحلة البائسة هو التأكيد على الترابط الأخوي بين القوميات والنضال المشترك ، وبوجه خاص مع القوى الديمقراطية والعلمانية من أجل تحقيق الديمقراطية التي ننشدها ، والتي ستكون الضمان الأكيد لتثبيت مبدأ الفيدرالية ، وتأمين كافة الحقوق والحريات العامة لسائر مكونات شعبنا دون تمييز بسبب القومية أو الدين أو الطائفة التي تنتمي إليها.
وعلى القوى العلمانية أن تتدارك أخطائها، وتعيد النظر في مواقفها، وتعمل من أجل تحقيق جبهة عريضة تتفق وتوجهاتها في بناء عراق ديمقراطي علماني بعيداً عن الغلو الطائفي والقومي المتعصب .
وعلى القوى الإسلامية التي نالت الحظ الأوفر في الانتخابات أن ترك هي الأخرى إن لا سبيل لقيام حكم ديني أو طائفي في العراق ، وان التوجه الحقيقي نحو بناء عراق ديمقراطي هو الذي سوف يوحد سائر القوى الوطنية وبالتالي سيجعل منها قوة كبرى لا تستطيع الولايات المتحدة تجاوزها بسهولة ، وعلينا أن ندرك جميعاً أن أوراق اللعبة السياسية ستبقى بيدها ولأمد غير محدود ، وإن من يراوده الاعتقاد أن أمريكا جاءت لتسقط لنا نظام الطغيان وترحل يقع في خطأ جسيم ، وأنا اعتقد جازماً أن أمريكا جاءت لتبقى، ولتنفذ مخططها لمنطقة الشرق الأوسط ، وهي حتى لو سحبت جيوشها بعد استتباب الأمن والنظام في البلاد وإنهاء النشاط الإرهابي ، واستكملت الحكومة بناء القوى الأمنية ، والجيش ، فإن دورها في تقرير سياسة العراق سيبقى لأمد لا احد يستطيع تحديده حالياً ، وسيترتب على القوى الوطنية بمختلف توجهاتها أن توحد صفوفها لكي تستطيع أن توفر لها دوراً فاعلاً ومؤثراً في تقرير مصير البلاد، والسعي لتحقيق أقصى ما يمكن من الحقوق والمكاسب الوطنية ، والتقليل إلى أقصى حد من الخسائر في صراعها مع نزعة الهيمنة الأمريكية .
أن تأخير تأليف الحكومة إلى يومنا هذا سببه بكل تأكيد موقف وتدخلات الولايات المتحدة شئنا أم أبينا، وهي تشعر بالقلق أن تتولى القوى الإسلامية السلطة، وهي غير مطمئنة إلى توجهاتها الديمقراطية ، ومن أجل ذلك تمارس الضغوط على القوى الأخرى التي ستشارك في الحكومة لفرض شروطها كي تطمأن إلى مستقبل العراق كما خططت له هي .
فلتتوحد القوى الوطنية على أساس قواسم مشتركة تصب في الأساس في بودقة الديمقراطية، والاتفاق على أسس الدستور العلماني الذي يضمن سائر الحقوق والحريات الديمقراطية للمواطنين، والتخلي عن محاولة فرض نظام قائم على أساس ديني أو طائفي ، والتدخل في الشؤون الشخصية للمواطنين وحياتهم الخاصة ، مع احترام كون الإسلام هو دين الدولة الرسمي ، واحترام سائر الأديان الأخرى ، وتبقى الأديان علاقة الإنسان بالخالق من دون أن يُفرض الدين على البلاد كنظام للحكم .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات عمرها نصف قرن مع الشهيدين صفاء الحافظ وعبد الجبار وهب ...
- في ذكرى حملة الأنفال المجرمة ضد الشعب الكوردي
- السلطة العراقية المنتخبة وآفاق المستقبل
- صدور ثلاثة كتب للباحث حامد الحمداني
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الحادية والسبعين لعيد م ...
- البعثيون هم الذين يقودون وينفذون النشاط الإرهابي في البلاد
- جريمة البصرة ومسؤولية الحكومة والأحزاب الدينية وموقف المرجعي ...
- التربية الديمقراطية تقتضي تطوير المناهج التربوية
- سفر خالد لكفاح المرأة العراقية من أجل التحرر والديمقراطية
- جريمة الحلة ومسؤولية السلطة
- أخي الحبيب الصائغ جرحكم جرحي وحزنكم حزني
- دراسة تربوية-الخوف وتأثيراته السلبية وسبل معالجته
- إلى متى يستمر هذا المخاض العسير ؟
- الكذب وأنواعه وسبل علاجه
- ماذا بعد الانتخابات ؟ أسئلة تتطلب الجواب
- هل تتعلم قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية الدرس من نتائج ا ...
- ماذا يدور وراء الكواليس ؟ ومتى نشهد الدخان الأبيض ؟
- في الذكرى الثانية والأربعين لانقلاب شباط واستشهاد عبد الكريم ...
- الجيش العراقي ودوره السياسي في البلاد هل ستستطيع السلطة القا ...
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للوصول بالعراق نحو المستقبل ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - إلى متى يستمر التلاعب بمصير الشعب والوطن