أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - يا مشايخ الدين . انتم آخر من عرف الله















المزيد.....

يا مشايخ الدين . انتم آخر من عرف الله


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4105 - 2013 / 5 / 27 - 20:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما كنا صغارا حتى منتصف العمر رأينا في صورة المشايخ المعرفة التي تستطيع الإجابة عن كل سؤال عصي يتدفق الفهم في عقولهم مثل أمواج البحر .
وعرفنا من تراتيلهم بان لهم علاقة قوية مع كائنات خفية لا نعرفها هم وحدهم ممن يمتلكون مفاتيح أسرارها وبكلمات بسيطة يستطيعون فتح باب المستور والولوج نحو أسرار الملكوت بسحر كلماتهم العجيبة الهائلة .
وتسايرنا بطريقة الفهم البسيطة بأننا نتميز على بقية الشعوب بهؤلاء المشايخ وأنهم بالتالي ثروة هائلة تفوق كل أرقام وحسابات النفط الذي هو مصدر عيشنا الوحيد .
وإننا رغم فقرنا المدقع نمتلك ميزة متفردة على بقية الشعوب المتوحشة الغارقة في وحل الرذيلة بميزة الخلق الرفيع والأخلاق الفاضلة التي يمتلكها هؤلاء المشايخ المقدسون من أسرار الملكوت .
وأنهم بالتالي يتحملون مسؤولية جمة عظيمة تتعلق بنقل ما يملكونه من علم الله إلى بقية تلك الشعوب .
لكن عجلة الزمن السائر على الدوام وقفت مثل العائق في مواجهة هذه المراهقة الفكرية يوم قرئنا كتب تلك الأقوام الأخرى ووجدنا في أول الأمر أنها تتشابه إلى حد كبير مع كتب المشايخ بدئا بأناجيل ذلك الذي قسم التاريخ إلى قسمين ببشارة يسوع المخلص بأناجيلها الأربعة بدئا بمرقص إلى يوحنا بشخصية ابن الله الذي كان أنسانا ومخلصا والها بكلمات لا تختلف لا بالشكل والصورة عما قرئناة في كتبنا .
حتى وصلنا إلى العهد القديم بعمر جاوز الثلاثين وهالنا ما قرئناة في تلك الأسفار بدئا بالقسم الأول من التكوين إلى سفر التثنية مرورا بالأمثال والحكم حتى وصلنا إلى طوبيا .يهوديت وفيشوع ابن سيراخ .
لكننا قلنا مع أنفسنا بتعليل ينطقه الجميع بان تلك الكتب تنبع من مصدر واحد يكون الفارق بينها سوى عجلة الزمن .
يقول الرفيق النمري في وصف هذه الأديان .:-
""أقتصر وصف "الرسالات السماوية" على الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية
والإسلام. ويبدو ظاهريًا على الأقل أن وصفها بهذا الوصف يعني التبجيل والتمييز
عن الديانات الأخرى كونها جاءت من الله في السماء بوساطة رسل ثلاث اختارهم
الله نظرًا لكمال أخلاقهم وإيمانهم المطلق به وهم موسى ويسوع ومحمد بالرغم من
أنه حتى الديانات الوثنية كانت تؤمن أيضًا بأن آلهتها تسكن السماء"".
وسرنا مع المعرفة نقرأ لنقاد الأديان ونتبع حفريات المعرفة لتلك الأقوام الوثنية بأديانها ونعرف أسماء إلهتها والتي افرد لها العلم باب اسماه علم اللاهوت تعرفه الموسوعة الفلسفية " بأنة علم الله ".
وبدئنا مع بدايات الحضارة المكتوبة نقراء للسومريين أديانهم .معتقداتهم من " اينانا ملكة الأرض والفردوس " لمؤلفة دايان ولكشتاين ونوح كريمر ترجمة د شاكر الحاج ووجدنا بان كل المفاهيم التي نعرفها من الله والملائكة حتى العرش صعودا نحو العالم الأعلى الجنات والفردوس نزولا إلى العالم الأسفل حتى قصة الخلق السومرية التي روتها التوراة وأعادها القران .
" أنا اينانا
" أنا سيدة السماء
سيدة الصباح
الضوء الباهر "
هكذا تقول اينانا .
ولا يختلف مضمون " اينانا ملكة الأرض والفردوس عن كلمات مؤلف " مغامرة العقل الأولى" لفراس السواح وهو يسهب بشرح أسطورة الطوفان وكيف انتقلت من عبر المدرسة الانتشارية من شعب إلى شعب كل يسخرها لمصلحته وينقش في متنها أسماء ملوكه والهتة من سفر البداية والتكوين السومري إلى التكوين التوراتي .
ومن سفر الطوفان .التنين .الجنة السومرية إلى قايين وقابيل والعالم الأسفل إلى سفر الآلة الميت حتى الآلة المخلص وكيف أعادت التوراة كل هذه المسميات بإسفارها بنفس المعنى .
حتى يصل فراس السواح إلى التعريف بكل أسماء الآلهة ومكانها بدئا بالة السومريون انليل الذي يسكن السماء إلى أيل آلة السوريون الذي هو أصل آلة الديانة اليهودية وعبده العبرانيون باسم "ايلولهم" مرادفا" ليهوة" إلى أيل آلة السماء عند الكنعانيين .
ولا يختلف كتاب "المعتقدات الدينية لدى الشعوب " المؤلفة "جفري بارندر " ترجمة د عبد الغفار مكاوي عن فراس السواح وملكة الفردوس وهو يبتدئ بديانات بلاد الرافدين وتلك الإلهة التي تسكن السماء في الألف الثالث قبل الميلاد حيث كان الآلة انليل سيد السماء " وأيا " المحبوب من البشر ومردوخ الذي يضئ السماء .
ويسهب المؤلف في شرح المصطلحات بذكر كل أسماء الآلهة لكل تلك الشعوب القديمة بدئا ببلاد الرافدين مرورا بمصر القديمة إلى اليونان . إيران حتى الهند والصين فاليابان وألهتها التي تسكن السماء .
وتركنا بلاد الرافدين ودخلنا الكونفشيوسية وكما تنقل عنها الموسوعة الفلسفية بالقول " يعتبر مانك زو نزو توفى سنة 298 قبل الميلاد تلميذ بوذا من أتباع كونفشيوس وهو يعرف عن فلسفتة القائلة "
" أن الطبيعة البشرية تستمد مبادئها الأخلاقية من القوة الهادية التي ترقد في السماء .."
ولا يمكن معرفة الله إلا عن طريق تلك الحياة المليئة بالشر والمعاناة ولا ينشا هذا إلى عن طريق معرفة الحقيقة القصوى –الله - عن طريق اليوغا ذلك المذهب الذي صاغه باتنجالي في الهند 150 قبل الميلاد والذي يماثل العرفان عند بعض الفقهاء في دين الإسلام .
ونادت الكونفشيوسية في أخلاقها بان الإنسان هو اخو الإنسان ودونت في سفرها الأخلاقي لعلم الأخلاق ما يفوق ما كتبة كل مشايخ الإسلام .
ولا تختلف الكونفشيوسية عن الطاوية ومعلميها القائلين بان الحياة وهم وان الوجود الحق ينبع من الأبدية المستقلة وان الوجود تتصارع فيه قوى الخير والشر . الله والشيطان . الظلمة والنور .
ولو تركنا كل هذه الديانات التي يقول فيها صاحب كتاب " نقد العقل العربي " محمد عابد الجابري بان حضاراتها لا عقلية وان مخيلتها سحرية الطابع لندخل في تلك الأقوام التي نادت بسيادة العقل وكيف عرف اليونانيون الله عن طريق العقل لا عن طريق النقل .
يعتبر هيرقليطس المتوفى 483 قبل الميلاد بأنة أول من قال بفكرة اللوغوس أو العقل الكوني ويقول في ذلك بأن هذا العقل يكون أشبة ب " نار إلهية لطيفة " أو " نور الهي " هو حياة العالم وقوانينه كما يذكر جورج طرابيشي في " نظرية العقل" .
بينما قال انكسيجاروس المتوفى 428 قبل الميلاد بفكرة "النوس" أو " الروح " التي خلقت العالم .
وسارت المدرسة الرواقية وراء تعاليم هيراقليطس بمبادئها الإنسانية المنادية بالإخوة .
بينما كان النوس وراء الثورة السقراطية بفكرتها القائلة " أن الله أولي والمادة ثانوية وان الله هو مصدر هذا الوجود وعلته والروح المطلق والعقل الكلي " تلك الفلسفة التي سار في دربها أفلاطون ومن بعدة أرسطو حتى ديكارت ومالبرانش إلى كانت حتى آخر فلاسفة المثال هيغل .
ولو تمعنا بما قاله فلاسفة أوربا في منتصف القرن السادس عشر عن الله لعرفنا بان تلك الكلمات تفوق كل ما كتبة مشايخ الدين إلى اليوم وتنم عن أن هؤلاء عرفوا الله قبل أن يعرفه مشايخ اليوم قبل أكثر من خمسمائة " 500" عام في كتبهم الفلسفية كما في هذه الشواهد .:-
يقول نيكولاي مالبرانش " إن الله لم يخلق الأشياء جميعا بل يحتويها جميعا في داخلة والله هو العلة الكاملة لجميع التغييرات التي تحصل وليس للإنسان أي دور في أفكاره بل أن الله هو مصدر هذه الأفكار" .
ويضيف " ما من شي إذا تأملنا فيه كما ينبغي إلا ردنا إلى الله " .. " وان كل شي يجري بإرادة الله فإذا أراد الله أن يحرك كرة فوق منضدة من النقطة ا إلى النقطة ب فأنة ليس لأي قوة أن تحركها إلا قوة الله "
وعملت مدرسة " كانتبري" في أوربا قبل أكثر من 400 عام ما لم تعمل بة أية مدرسة دينية في العالم للتعريف بالله وفلسفته والإيمان بة وكان من أول شروطها الإيمان بالله قبل كل معرفة "

لكن مشايخ الدين عندنا ربما لا يعرفون أن هناك آخرين سبقوهم في كل شي حتى بفكرة الله كما سبقوهم في المعرفة .الطب .الرياضيات حتى الصناعة وربما لا يعرفون أن هذه الأمم قد تخلت عن هذه الأفكار كما يقول الأستاذ الدكتور علي عباس في كتابة " إدارة الأعمال الدولية " .
" لم يعد الدين يلعب دورا في الحياة الأخلاقية والسلوكية للفرد في المجتمعات الغربية بل أصبح المصدر الأول للقيم والأخلاق هو ما يحصل علية الفرد من مال وممتلكات وبمقدار القوة العسكرية التي تستخدمها تلك الدول لقهر الأمم الضعيفة ونهب ثرواتها "

لكن هؤلاء المشايخ مازالوا يقولون بلا وعي بأنهم هم الوحيدون في هذا العالم ممن يستطيع تخليص الإنسانية من ألامها وحزنها الأبدي لو أنها استمعت إلى دينهم وكلمات منابرهم الوعظية فكان مثلهم
" كحامل التمر إلى هجر " كما يقول المثل العربي
أو " كناقل الفحم إلى نيوكاسل " كما يقول مثل الانكليز .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح لحل المأساة العراقية
- في حقبة هزال التاريخ : -الحملدار- ينتقد ستالين
- أي أسلام هذا الذي وحد العالم يا عبد الحميد الصائح ؟
- هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحري ...
- ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -
- اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان
- بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى ...
- ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
- أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
- ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
- من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت ...
- غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص ...
- وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
- أكاذيب خروتشوف ج 2
- أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
- اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم
- النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوم ...
- أين هو الوطن أولا .. قبل أن نبدأ بتشجيع منتخب الوطن ؟
- كيف نفهم الجدل الماركسي في -اللخبطة- العراقية ؟
- لماذا تفصل الدول المتقدمة الدين عن الدولة في أراضيها وتنمية ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - يا مشايخ الدين . انتم آخر من عرف الله