أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟














المزيد.....

أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 22:59
المحور: المجتمع المدني
    



تمر البلدان والمجتمعات العربية بمرحلة دقيقة وحرجة ، تعد الأخطر في تاريخها الحديث ، وذلك جراء استفحال جملة من التحديات الخارجية والتناقضات الداخلية التي تجابهها ، والتي تتجسد في انكشاف غالبية البلدان العربية امام شتى التدخلات الإقليمية والدولية، وتعاظم النزاعات والصراعات والحروب الطائفية و المذهبية والإثنية بين مكوناتها الاجتماعية ، والتي من شأنها زعزعة أوضاعها بل استئصال وجودها ذاته ، في حال الفشل في إيجاد الحلول والمخارج الصحيحة والواقعية لها. الأسئلة المطروحة هنا : ما هي الأسباب والعوامل التي أدت إلى وصول العالم العربي إلى الطريق المسدود والأزمة البنيويه الخانقة التي يعانيها على الرغم من موقعه الجيو ستراتيجي الفريد و الأمكانيات الضخمة التي التي يزخر بها كالموارد الطبيعية والمالية والبشرية والكفاءات العلمية الواعدة ؟ ولماذا وصل حلم إقامة الدولة المدنية الحديثة إلى طريق مسدود ، حتى ما بعد الاحتجاجات والتحركات الثورية التي أسماها الغرب " الربيع العربي " و التي أطاحت بقيادات العديد من الأنظمة العربية الإستبدادية / الفاسدة ، و التي كان يظن انها راسخة رسوخ الجبال ، غير أنه جرى إعادة انتاجها عبر واجهات أخرى ؟ بداية لا يمكن القفز على حقيقة طبيعة الأزمة التي تعيشها غالبية النظم والمجتمعات العربية باعتبارها أزمة وطنية شاملة وعميقة ومركبة ، تطال بنيانها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني ، و ليس بالإمكان لأية حلول ترقيعية وسطحية وتلفيقية أن تخرج العالم العربي من الحال المزري الذي وصل اليه. باختصار يمكن القول أنها أزمة الواقع والبديل أو البدائل المزعومة معاً. وتعود هذه الأزمة في جذورها وأبعادها إلى عوامل وشروط تاريخية حكمت نشأة وانبثاق "الدولة العربية الحديثة" بمكوناتها وعناصرها الملتبسة وفي سيرورتها المرتبكة والمتناقضة، كما يعود إلى فشل وإجهاض المشروع النهضوي العربي (منذ أواسط القرن التاسع عشر) نتيجة عجزه عن تمثل وإنجاز مسائل ومهام تاريخية تعد أساسية وحاسمة، سبق للمجتمعات الغربية أن حلتها وفقاً لشروط تطورها الخاصة على امتداد ثلاثة قرون، كما أن عدداً من المجتعمات (في البلدان الأخرى) قطعت شوطاً متقدماً على صعيد تحقيقها. بعضهم يعزو ذلك إلى أسباب وعوامل تاريخية وخارجية كطبيعة السلطة العثمانية التي تميزت بالتخلف والاستبداد والفساد ثم المؤامرات والمكائد الاستعمارية التي تكللت في اتفاقيات سايكس بيكو التي أجهضت مشروع الاستقلال العربي وقطعت أوصال المنطقة العربية على هيئة مستعمرات أو سلطات حماية وانتداب تقاسمتها بريطانيا وفرنسا، ومع أن هذه العوامل مهمة في إعاقة مشروع النهضة لكنها لا تعطي تفسيراً وتحليلاً شاملاً للمسألة، خصوصاً أن البلدان العربية مضى على استقلالها ما يزيد على نصف قرن وبعضها تجاوز ذلك بكثير. وهنا لا بد من التطرق إلى العوامل الداخلية الأخرى وأشير هنا إلى محاولات ومشروعات الإصلاح الديني، والتطوير والتحديث السياسي والفكري الذي قاده الرواد من رجال الدين والمثقفين المتنورين الذين احتكوا بالغرب ونهلوا من معارفه وعلومه، ولمسوا مدى تقدمه الحضاري والصناعي والعلمي وتأثروا بمستويات تطوره السياسي والاجتماعي والثقافي، وسعوا جاهدين للاستفادة من تلك المنجزات لتطوير الأوضاع في البيئة والتربة العربية، غير أنه مع وجود قواسم مشتركة بين النخب الدينية والثقافية و الإصلاحية، إلا أن أنهم تباينوا و انقسموا إزاء الكيفية أو الوسيلة الأفضل لتحقيق ذلك، خصوصا إزاء السؤال الكبير لماذا تقدم الغرب ولماذا تخلف العرب والمسلمون؟ حيث سعى تيار التجديد والإصلاح الديني إلى الموائمة والتوفيق بين الحضارة الغربية ومنجزاتها وبين التعاليم الإسلامية من حيث إخضاع الواقع ومقتضيات الحياة وفقاً لفقه الواقع والمعاش والعمران البشري والمصلحة العامة التي تقتضي إباحة المحظورات وفقاً للضرورات درءاً للمفاسد وحفظاً لمصالح الأمة، وبما لا يخالف جوهر الدين (القرآن والسنة) مستندين في ذلك إلى الاجتهاد والاستقراء والتأويل والاستنباط والأخذ بقاعدة أسباب النزول وعدم الاكتفاء بفقه النصوص والشروح والتفاسير القديمة باعتبارها فكراً بشرياً قابلاً للصواب والخطأ والتجاوز . وفيما يتعلق بالاتجاه الإصلاحي الليبرالي فقد أخذوا على عاتقهم بث أفكار التنوير وإعلاء شأن العقل وترسيخ قيم الحرية والعدالة والمساواة (مبادئ الثورة الفرنسية) وطالبوا بالتحديث السياسي ـ الاجتماعي ـ الاقتصادي ، وتحرير المرأة وكافحوا من أجل الاستقلال والوحدة القومية للعرب. واللافت هنا هو المساحة المشتركة والحرية المتاحة للتعبير وحق الاختلاف الذي كان سائداً بين دعاة التجديد والإصلاح الديني من جهة ودعاة الحداثة والعصرنه من الليبراليين والعلمانيين من جهة أخرى، دون أن يجرؤ أي طرف على تكفير وتخوين أو رفض وإلغاء الآخر. غير أن المشروع النهضوي بشقيه الديني الإصلاحي والليبرالي واجه طريقاً مسدوداً ، وفشل في ترسيخ مفاهيمه وتصوراته على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها رواد النهضة ، و الثورات والانقلابات التي اندلعت وتحققت من خلالها بعض المنجزات الملموسة ، غير أنها سرعان ما تبخرت، عبر مصادرة الدولة والمجتمع ، والأستحواذ على الثروة والسلطة والقوة من قبل الفئات الحاكمة . مرة أخرى نتسائل هنا : في ظل هذا الحراك العربي غير المسبوق ، لماذا يتعثر قيام الدولة المدنية ، ويفشل توليد مشروع نهضوي عربي جديد ؟



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
- العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة
- 2012 .. أمال عريضة ، وخيبات كبيرة
- الولايات المتحدة .. - هاوية مالية - أم أزمة بنيوية
- مصر الجديدة .. المخاض الصعب!
- تونس / مصر .. للصبر حدود


المزيد.....




- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟