|
آل الخطيب الهيتي
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 08:01
المحور:
سيرة ذاتية
آل الخطيب بيت هيتي ،عربي ،هاشمي، علوى، حسني . كرام معروفون بالعلم والادب ،والشرف، والسؤدد. وهم أسرة جليلة الشأن شريفة المحتد. شجرة هيتية أصلها ثابت وفرعها في السماء. وهي من غرس أول من جاء منهم الى هيت جدهم سراج الدين الخطيب الواسطي الحسني الهيتي. نمت بأرض مدينتنا الفاضلة ومازالت يانعة تؤتي أكلها كل حين.
لقد ورث ابناء بيت الخطيب الهيتي المجد من علياه، وجمعوا صفات الكرم وحسن الخُلق. كما بذلوا جهدهم في العلم، واستفرغوا طاقاتهم في الأدب، فكتبوا وألفوا، وجدوا واجتهدوا في كل شأن.
وهم في هيت – ممن عاصرتهم-الأخوة ضياء الدين، وبهاء الدين، ورشاد الدين، وسيف الدين، وأبناؤهم وبعض أبناء أبنائهم .كبيرهم الشيخ الجليل ضياء الدين الخطيب إمام ،ومفتنٍ ، ومعلم، وصاحب ديوان علم وضيافة.
اتصف الشيخ ضياء الدين بدماثة خلقه، ولين طبعه فكان (رحمه الله) شيخا ظريفا. وجدنا في تعامله: الفكاهة، والدعابة، بشوشا في وجوه إخوانه واصحابه ومحبيه. يفرج همومهم ويزيل الحزن عنهم.
عرفت الشيخ ضياء الدين الخطيب معلما، حيث علمني في الصف السادس الابتدائي في عام 1960/1961 قواعد اللغة العربية على وفق المنهج المقرر حينذاك وهو المسند والمسند إليه، وليس على وفق المبتدأ والخبر. لقد كان فضيلة الشيخ الجليل علما ومعلما، تربويا ومربيا بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان سامية. لم يكن يشعرنا نحن الصبية في ذلك الحين بأنه إمام كبير وخطيب قدير وشيخ جليل. لقد كان معنا رؤوفا رحيما فأحببناه لبساطته ودماثة خلقه.
لقد كان شيخنا ضياء الدين مميزا بزيه الأزهري الجُّبة والقفطان والعمامة الأزهرية، وكان يلبس تحت جبُّته في الغالب القميص والسروال. وكان حريصا على ساعة جيبه التي كان يعلقها بسلسال متميز وكان يضبطها على التوقيت الشرقي.
و كان الشيخ ضياء الدين يعرفنا واحدا واحدا، ويعرف أباءنا وأجدادنا وشجرة نسب كل منا، وقد كان يكرر مع أي منا حين يشاكس أو حين لا يجيب بالجواب الصحيح بلازمته المشهورة ( ابن النجيبة). هذه اللازمة التي كانت مميزة للشيخ ضياء وهي – ليس كما يفهمها البعض – امتهان لحرمات امهاتنا او الحط من قدرهن، ولكنه بقوله هذا يريد أن يؤكد لنا بأننا أبناءٌ أصلاء من أمهات نجيبات طيبات وحيث أن الطيبات للطيبين والطيبين للطيبات فإننا كأهلنا طيبون.
تعلمت من الشيخ ضياء الدين حب الوطن وأنه من الإيمان، وتعلمت منه أن الدين هداية وعبادة وأنه لله وأن الوطن للجميع. وأن العلاقة ما بين الله وعباده علاقة روحية.
لقد كان (رحمه الله) في المدرسة محل احترام الإدارة والمعلمين جميعهم، وكيف لا وهو معلم الكل من المدير جاسم محمد أمين الى جاسر احميد ومحمود شكر وفخري عقرب وحسين رجب وخالد عبد الواحد ومحمد أمين ملا على وسليم عبد الرزاق بريكع واسماعيل أمين كطه وابنه صفاء. ولم يكن في الهيئة التعليمية آنذاك سوى معلميين اثنين لم يدرسهما الشيخ ضياء وهما خلوف أحمد الجدعان ومطلك عبد الرحمن العاني.
عاش الشيخ ضياء الدين إماما ومعلما محبوبا من أبناء مدينة هيت؛ ومن طلابه في جامع الفاروق وفي المدرسة، وظل على عادته وطبعه محبا لهم. وتقديرا لجهوده التربوية وخدمته الطويلة في سلك التربية والتعليم تم تكريمه في احتفال خاص اقامته مديرية معارف لواء الرمادي بتاريخ 2/8/1961 ،مع معلمة هيت الأول الست عفيفة حميد ،وقد حضر الاحتفال مدير المعارف وعدد من المسؤولين وكان اغلبهم من تلامذته. واستمر الشيخ بالعطاء حتى بلوغه السن القانونية فأحيل على التقاعد في 1/7/1964.استمر الشيخ ضياء إماما وخطيبا في جامع الفاروق حتى وفاته.
ومن بيت الخطيب عرفت بهاء الدين مديرا لدائرة التموين في (الاستهلاك) في هيت التي صارت فيما بعد دائرة مدير مال هيت، وعرفت أبناءه شمس الدين ، وصهيب، ومعاوية، ورافع، علاء.
وعرفت من أصلاء هذه الشجرة الطيبة الشيخ الجليل رشاد الخطيب، الإمام، الأديب الشاعر، الكاتب المؤرخ الذي كتب عن مدينة هيت كتابه الموسوم (هيت بإطارها القديم والحديث) بجزئيين الأول في عام 1966 والثاني في عام 1967. وقد تناول بهذا الكتاب تاريخ المدينة وتراثها الفكري والعلمي ودواوينها ورجالها ومدارسها ومعادنها وكل الأمور التي تخصها. وكان له ديوان ادبي في بغداد.
خلف الشيخ رشاد ثلاثة ابناء كبيرهم الشيخ المعلم زهير الخطيب الذي سار على خطى العائلة فهو إمام وخطيب وشاعر وأديب، كتب لهيت شعرا وتغنى بحبها وحب أهلها. وعرفت من آل الخطيب ومن ذرية رشادهم أخي وصديقي وآمري في الجيش زيد رشاد الخطيب الهيتي، و لن أنسى فضل هذا الرجل ولن ينساه اخوتي ممن كانوا معي، لن ننسى يوم 23/4/1980 عندما تم سوقنا جنودا مشاة الى مدرسة قتال الفرقة المشاة السابعة في قصبة (عربت) في السليمانية. كنت ومن سيق معي بانتظار المجهول وما سيكون عليه مصيرنا، وعلى أية رابية وفي قمة أي جبل سنقضي خدمتنا العسكرية فكان لنا المنقذ في ذلك اليوم.
لقد بلغ آل الخطيب من العلو والسمو ورجاحة العقل، والسماحة والصرامة والشهامة والأصالة والجزالة والعقل ما مافاح ريحه وطاب نشره وتضوعت رياه. فقلت فيهم في قصيدتي (دار سعدى): وذا الخطيب وأصل الطيب من دمه تضوعت ريحـــه للعالمين هــــدى
وادركت من رجال هذا البيت الهيتي الكريم الكثير منهم من كان لي معلما ومدرسا وأخص بالذكر منهم معلمي في الابتدائية المرحوم صفاء الدين الخطيب، الذي كان مرشدي في الصف الثالث الابتدائي في مدرسة غازي(النضال فيما بعد) الابتدائية للبنين ،ولن أنسى هذا المعلم .اتذكره ببنيته النحيلة وشعره الكث غير المنظم وسترته الطويلة ،لقد كان في شكله وهيئته قريبا جدا من شكل وهيئة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب. أتذكر معلمي صفاء الدين ولن أنساه فقد (أرهبني) وافزعني أنا وزملائي الطلبة بـ (عصاه الطويلة).
انهيت دراستي الابتدائية في العام الدراسي 1960/1961 واصبحت طالبا في المتوسطة وشاءت الأقدار أن يكون مدرسي في مادة الرياضيات والهندسة رجل فاضل من بيت الخطيب إنه المرحوم شمس الدين بهاء الخطيب، لقد كان شمس الدين أنيقا في ملبسه رصينا في متزنا في تعامله مع الطلبة، طيبا في علاقاته مع الطلبة وكان مدرسا ناجحا وتربويا يستحق التقدير، ودعنا شمس الدين مغادرا الى بغداد ولم التق به حتى وفاته.
وعاصرني حين كنت طالبا من آل الخطيب علم من أعلامهم هو أسامة الخطيب كان مدرسا للغة العربية في ثانوية هيت ولم أحض بشرف أن أكون تلميذا له، حيث كنت ادرس في الفرع العلمي وهو يدرس طلبة المتوسطة، وقد صار لي هذا المدرس، المعلم، الشاعر صديقا شاركني وشاركته في بعض المناسبات الشعرية.
ومن بيت الخطيب من عرفته عن بعد وسمعت عنه من معاصريه ومن أهل المدينة كل الخير الشيخ هشام الخطيب وأخوته طارق وعبد الملك. لقد سار الشيخ هشام على خطى والده الشيخ ضياء الدين الخطيب وأكمل المسيرة التي بدأها والده. وكان هو وأخوته بحق خير خلف لخير سلف.
هذا ما أردت تدوينه عن هذه الشجرة الطيبة، وعن فروعها، ولم أرد من وراء هذا جزاءً ولا شكورا ؛ولكنه واجب ،ودين علي أن اكتبه وفاءً لهم، ولن ابخل بالكتابة عن كل بيت من بيوت مدينتي الطيبة
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الفولكلور العراقي (الجوبي)
-
قلبي زورق
-
المربية الفاضلة - الست عفيفة
-
التبغ تاريخه ومكوناته وأنواع التدخين
-
لميس
-
الشهيد سعيد حمدان
-
عام بأية حال عدت يا عام
-
هكذا قال الشيخ عبد الملك العراقي
-
ما بين الدليمي والموسوي ضاعت الحقيقة
-
تَّحَرُّشُ
-
مخالعة
-
حق المؤلف باسم مستعار
-
قصر سُعدى وخرافة النهر والزواج
-
لمن العراق ؟ لمن يكون؟
-
سبحان ربي
-
قراءة في قصص (حمامة شاقوفيان)
-
قتلوا أم عامر ...قتلوا الديمقراطية
-
ولي أنت
-
ذات الخال
-
آلية سحب الثقة من الحكومة وحل البرلمان
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|