حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1178 - 2005 / 4 / 25 - 11:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تصاعدت في الآونة الأخيرة الحملات الإعلامية والتصريحات السياسية المتبادلة، بين بعض الأطراف السياسية والحزبية والدينية، التي تعبر عن بعض مكونات الشعب العراقي ، والتي ينطلق بعضها للأسف الشديد من الروح الطائفية البغيضة ، ويراد منها أن تتغلغل وتتعمق أكثر فأكثر بين أبناء الشعب العراقي المتآخي والمتسامح منذ الآف السنين .
علينا جميعا أن نضع مصلحة الوطن قبل الجميع ، وأن نتفهم ظروف المرحلة الصعبة التي نمر بها ، والتي تريد منها بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية ، أن تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات وخلق بؤرة جديدة للتوتر والإرهاب والحروب في المنطقة .
وكلنا يعرف بعد سقوط الدكتاتورية مباشرة ، راهن أعداء العراق ولازالوا، على إشعال الحرب الأهلية بين المكونات المختلفة والمتنوعة لشعبنا ، هؤلاء الذين يصوروا للعالم بأن الصراع الدائر اليوم في العراق، هو بين بعض أطراف أبناء الشعب العراقي، وليس بين زمر الإرهاب المحلية والدولية وشعب العراق الداعي للسلام والإستقلال والديمقراطية .
هناك البعض من العراقيين والعرب والأجانب، من يغيضه وحدة العراقيين وتماسكهم وصمودهم وتحديهم للإرهاب والإرهابيين ، والذين يصنعون مستقبلهم بأيديهم رغم قساوة الظروف ومراراتها اليومية ، لذلك يلجأ هؤلاء ، أعداء العراق الى العمل من أجل شق وحدة وتماسك أبناء الوطن وبكل الوسائل الخسيسة والجبانة .
ولكن نقول لهم هيهات أن تنالوا من وحدة الأهل، مهما عملتم وتآمرتم وتعاونتم مع أنذال النظام المنهار، في داخل العراق وخارجه ، لأن جبهة أبناء العراق لا يمكن أن تتزعزع ، لأنها جبهة المحبة والسلام والتعايش في عراق الجميع العامر والمزدهر بجهود أبنائه ، أما أنتم فمصيركم الخزي والذل والعار .
يا أهلنا في العراق ، إحذروا الفتنة الطائفية، وحاربوها وإفضحوا من يروج لها ويغذيها ، لأنهم يريدوا من خلالها نسف ما تحقق من نجاحات بالرغم من محدوديتها، والعودة بنا الى الوراء، أو جعلنا خنادق متقابلة ومتحاربة، لكي لا نستطيع تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا المشروعة، وأن يتعافى الوطن ويزدهر ويلعب دوره التاريخي المعروف والمتميزعلى الصعيد الإقليمي والدولي.
ومن واجبنا أن نقف بقوة، بوجه كل من يسعى ويعمل من أجل تحويل مسار معركتنا الوطنية، ضد كل أإشكال الإرهاب وأعداء الحياة ، الى صراعات جانبية بإسم الدين والمذهب والقومية والطائفة، ويغلبها على مصلحة الوطن ، لأن كل هذه الصراعات تخدم أعداء العراق، وتزيد من قوتهم وإرهابهم وجريمتهم .
فلنعمل من أجل تعزيز العملية السياسية العراقية، وترسيخ عملية التحول الديمقراطي، وتعزيز وتطوير منظمات المجتمع المدني، وممارسة التعددية السياسية والتحول السلمي للسلطة .. كل هذه وغيرها هي الكفيلة في محاربة أمراض الطائفية والقضاء عليها .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟