|
مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -1- أبن الزنا !
توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 22:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ابن الزنا هذه الضحية التي لا ذنب لها في ما حصل قبل ولادته بين أبيه وأمه الذين التقيا جنسياً بلا زواج! و أجمعت كل الديانات على محاربته وحرمانه من أشياء كان سيستحقها لو جاء عن الطريق السليم ( الزواج) . ولربما لا نلوم ذلك الشاعر الذي ولد سفاحا لما رأى قسوة الحياة عليه إنتحر وقد اوصى أن يُكتب على قبره مستشهدا ببيت ابو العلاء المعري : (( هذا ما جناه عليّ أبي .. وأنا لم أجنهِ على أحدِ)).
إذا وجدنا هذه ممارسة مجتمعية لا أساس ولا أثر ديني لها لكنا حاربناها ولكن أن نجد أن المحرض على كراهية أبناء الزنا هو الله نفسه... فهذا شئ بغيض ويثير الغيظ والاشمئزاز !!! ما الذي أقترفه الطفل البرئ ليحكم عليه بالنفي والكره والاستحقار طوال حياته بل على من سيأتي من ذريته الى الجيل العاشر والتي تقدر بثلاثمائة سنة (لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الرب (تث 23 : 2) ) !!!
فالله العارف الغيب والمستقبل والقادر على كل شئ؛ لماذا لم يسبب العقم ولو لدقائق لوالدي الطفل المولود سفاحاً عند إتصالهما الجنسي؟! هل يستمتع الله بتعذيب هؤلاء الطائفة من الناس وهم كثيرون... يأمر بكراهيتهم ونفيهم بل يتسبب في موتهم المبكر وإنقراضهم (اما اولاد الزناة فلا يبلغون اشدهم و ذرية المضجع الاثيم تنقرض (الحكمة 3 : 16) )!!! لماذا يا ترى؟! ما ذنبهم؟! إن كانت خطية الوالدان فكان يمكنه معاقبتهما هنا على الارض أم في السماء ولكن ما ذنب الاطفال ثمرة هذا الاتصال الجنسي المحرم !!! ألم يكن في مقدور الأله أن يمنع الحمل من الحدوث... ألم يمكنه إماتة الحيوانات المنوية الخارجة من صلب الاب؟! ألم يمكنه إماتة البويضة الخارجة من مبيض الأم... ألم يكن قادراً على إحباط عملية الأنجاب بمجملها... إن كان يكره السفاح؟! فلماذا لم يفعل... ذلك الاله القاسي والشرير؟!
وهذا الأمر له صداه في كلا العهد الجديد والقديم فعقلية المؤمنين بالكتاب المقدس من اليهود والمسيحيين واحدة... فهناك قصة غريبة عن نبي الله لوط الذي زنا بأبنتيه سكراناً فتسبب في لعنة أبدية لأبنيه من أبنتيه موأب وبن عمي !! وتقول القصة الأتي:
(وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لانَّهُ خَافَ انْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «ابُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الارْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الارْضِ. هَلُمَّ نَسْقِي ابَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ ابِينَا نَسْلا». فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ ابِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ انَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «انِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ ابِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ ايْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ ابِينَا نَسْلا». فَسَقَتَا ابَاهُمَا خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ايْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ ابِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوابَ» - وَهُوَ ابُو الْمُوابِيِّينَ الَى الْيَوْمِ. وَالصَّغِيرَةُ ايْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ ابُو بَنِي عَمُّونَ الَى الْيَوْمِ. (تكوين 19: 30-38) )
وفي سفر التثنية نجد اللعنة الابدية من الله لأبناء لوط من أبنتيه لأنهم أبناء زنا (لا يدخل عموني و لا موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد (تث 23 : 3) ) !!! فلماذا هذا الأمر إن كانت الخطية تقع على الابنتان اللذان خرجا مع لوط من المدينة المدانة والتي أحترقت بالنار والكبريت... لماذا يُعاقب الابن بذنب الام... ولا توجد إشارة في الكتاب المقدس كله على معاقبة بنات لوط أو حتى لوط نفسه.... يعني يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار بأمر رب الارباب !!!
وما زال هذا الخط يسير الى العهد الجديد فنجد كاتب سفر العبرانين ( والمرجح لاهوتياً بأنه بولس الرسول) بنفس العقلية حينما يكتب (و لكن ان كنتم بلا تاديب قد صار الجميع شركاء فيه فانتم نغول لا بنون (عب 12 : 8) ... أي الادانه الغير مبررة والمسبقة بأن النغول ( أولاد الزنا) لا يقبلون التأديب... !!!
من ذلك نتبين أن ابن الزنا النغل لا يقبل التأديب لأنه ليس من البنين ولا يُسلمون مراكز قيادية في المجتمع ولا رجال دين ولا قضاة ولا يجوز الزواج منهم او تزويجهم وأنهم معاقبون حتى الجيل العاشر أي لربما أكثر من ثلاثمائة عام حتى يطهروا.
فأي إله هذا يا سادة...؟! يحكم على براءة الطفولة بهذه القسوة ... ويعيش النغول في المجتمع مكروهين مهانين بلا كرامة ... بسبب هذه الأوامر الألهية !! فإن لم تكتب هذه الادانات لأولاد الزنا في الكتاب المقدس... لكان حالهم الاحترام الكامل من الجميع كما تفعل الدول العلمانية الكافرة الان التي نبذت هذه الكتب بما فيها !!!
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عقل المتدين المُجزء !!!
-
الإله الذي يُشمخ عليه !!!
-
الإله الشحاذ !!!
-
التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!
-
إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!
-
الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة
-
المرآة والأزدواجية في المجتمع المصري !!!
-
إبداع أم هرطقة !!!
-
عمق عينيكي !!!
-
نصارى ... أم ... نتذارى ... أم ... مسيحيين ؟!!
-
خطة مقترحة من محشش للتعليم ما قبل الجامعي الالزامي!
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -10- التدين !!!
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -9- ظاهرة تأخر الخادم و الوقت
...
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -8- التسبيح !!!
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -7- سيادة الله !!!
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -6- الرحمة اولاً ثم الذبيحة !!
...
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -5- فعالية الماضي في الحاضر و
...
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -4- نظرية النسبية و الصليب !!!
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -3- التلاميذ خريجوأفضل جامعات
...
-
في نقد المسيحية أثناء الأيمان -2- رنم صح !!!
المزيد.....
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|