أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلام والجهل المقدّس














المزيد.....


الإسلام والجهل المقدّس


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 20:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-----------------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة المقالات والرّدود على مدوّنتي الشّخصيّة:
http://chez-malek-baroudi.blogspot.com )
-----------------------

ماذا لو طرحنا من القرآن كلّ الأساطير والحكايات المأخوذة من التّراث الشعبي لقبائل الجزيرة العربيّة ومن الأناجيل والتّوراة، وطرحنا منه الآيات المنسوخة والتي في معظمها تنتمي للفترة المكّيّة حين كان الضّعف وقلّة العدد والحيلة مسيطرين على محمّد، ماذا سيبقى من القرآن، في نهاية الأمر؟ هذا السّؤال طرحته على الكثيرين فلم يجيبوا عنه، إمّا لأنّهم لا يفهمون أصلا ما إعتادوا على ترتيله بصفة آليّة من قرآنهم، رغم أنّهم يقولون لي كلّما فسّرت بعض آياته أنّني أحرّف معانيها (ولا أدري كيف عرفوا أنّي أحرّف معانيها وهم لا يفهمون)، وإمّا لأنّهم شكّوا في نواياي (والشّكّ متأصّل في العقليّة الإسلاميّة، لكن المشكلة الكبرى تكمن في أنّ المسلم يطبّق هذا الشّكّ في غير محلّه) فإمتنعوا عن الإجابة لكي لا تكون حجّة عليهم وعلى دينهم.
في حقيقة الأمر، الجواب على هذا السّؤال سهل وواضح ولا يستحقّ بحثا معمّقا ولا تنقيبا طويلا: إذا نزعنا من هذا الكتاب كلّ ذلك، لن يبقى منه إلاّ آيات تشريع القتل والعنف والتّحريض على الإرهاب والسّبي والرّقّ والتّدمير والهدم... سنتفطّن حينئذ إلى حقيقة القرآن، فهو ليس إلاّ كتاب إرهاب. ثمّ يأتينا شيوخ المزابل الإسلاميّة ليقولوا أنّ القرآن كتاب سماوي أتى رحمة للنّاس ولإرساء العدل. إذا كان العدل في القتل، فبئس العدل هو! وإذا كانت الرّحمة في الإرهاب والسّبي فبئس الرّحمة هي!
لكن الشّيوخ، وهم يقولون ذلك، يعرفون جيّدا أنّ المسلم نوعان: النّوع الأوّل، مسلم جاهل لا يعرف من الإسلام إلاّ ما روَوْه هم له، بعد الحذف والتّحريف والتّزيين والتّجميل، أي بإعتماد مبدأ "التّقيّة" الإسلامي؛ وذلك المسلم مغسول العقل لا يمكن أن يخشوا إنقلابه عليهم لأنّه جاهل ولا يريد البحث والتّدقيق في كلام شيوخه، بل يأخذ كلامهم كمسلّمات مقدّسة لا تقبل الشّكّ... أمّا النّوع الثّاني فهو مسلم متعلّم يشكّ ويبحث ولكنّه لن يتكلّم لأنّ الدّين شيء مقدّس ولأنّه يعيش في بلد عربي ولأنّ الدّولة في هذا العالم العربي منحازة بصفة كلّيّة إلى الدّين بطبعها – فهناك علاقة تكامل بينهما: الشّيوخ يساهمون في دعم سلطة الحاكم بفتاواهم ومباركتهم، والحاكم يوفّر الحماية والمال للشّيوخ لكي تتعاظم سلطتهم أكثر فأكثر – ولأنّ سلطة السّيف الذي إنتشر به الإسلام منذ ألف وأربعمائة سنة مازالت قائمة وتهدّد رقبة كلّ من لا يرضى الشّيوخ عن خطابه أو يشكّون في نواياه، وهذا النّوع أيضا لا يخافه الشّيوخ لأنّ ديكتاتوريّة الإسلام تكفّلت بتدجينه على مدى القرون الماضية.
من بقي إذن لفضح الإسلام؟ لا أحد، عدا أولئك الذين تحرّروا كلّيّا من سلطة الدّين وخرافاته وأيقنوا أنّهم لا ينتمون إلى الإسلام إلاّ بالصّدفة (صدفة أنّهم وُلدوا من أب وأمّ مسلمين وفي بلد معظم سكّانه مسلمون) وأنّ إنتماءهم للإنسانيّة أكبر وأعمق من أيّ دين، مهما إدّعى الكمال. لكنّهم يدركون أيضا أنّ تضامن المنظومة الإسلاميّة (الشّيوخ، الأئمّة، الحكّام، الرّعاع الجهلة، إلخ) لن يتركهم أحياء إذا ما تجرّؤوا وأفصحوا عن حقيقة الإسلام كما تبيّنها المصادر الإسلاميّة وكتب الأحاديث والقرآن.
إنّ الإشكاليّة الكبرى ليست في الإنسان بل في منظومة كاملة جعلت للجهل والتّفاهة والعنف والإرهاب قداسة تفوق وتدوس قداسة الإنسان وعقله.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركّب النّقص عند المسلمين والبحث عن مصداقيّة للإسلام لدى الأ ...
- عملا بمبدأ من فمك أدينك: هذا إعتراف أحد الدّعاة المسلمين بأن ...
- حديث عن الله والذّباب وأشياء أخرى
- التّكفير والقتل والإرهاب كوسيلة للإقناع في الموروث الإسلامي
- الرّأي المبين في تفاهة تجّار الدّين – -نوفل سلامة- أنموذجا
- نموذج من ثقافة المرأة-السّلعة في تفكير شيوخ النّكاح
- من إكتشافاتي الرّائعة على الموقع: الصديقة -منية زرّاع- من تو ...
- ردّ على تعليقات الزّائر صالح الوادعي على المقال -شذرات من وح ...
- أمثلة من فتاوى شيوخ النّكاح والإرهاب - ما حكم لعن الكفار من ...
- شذرات من وحي الخاطر - حول شروط نقد الإرهاب
- إزدواجية المعايير عند المسلمين
- عندما يصبح الحمار داعية والبغل دكتورا في كلّ العلوم
- ردود سريعة على تعليقات الأصدقاء حول المقال -ردّ موجز على الم ...
- ردّ موجز على المقال المتهافت -مالك بارودي اثبت لنا ان الله غ ...
- الدّر المكنون في مختارات من فتاوى الشّيخ صالح بن طالح عبد ال ...
- نفحات عطرة من سيرة وأحاديث رسول الإلحاد عبد الله القصيمي صلّ ...
- ردّ على تعليقات ناجي السّبوعي حول المقال -فساد الأسس الإنسان ...
- فساد الإستدلال بالقرآن على وجود الله
- ردّ على تعليق صالح الوادعي حول مقالي -حول المحاولة الجديدة ا ...
- فساد الأسس الإنسانيّة في الدّيانة الإسلاميّة - قتل المرتد في ...


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- رئيس بلدية رفح يناشد الدول العربية والاسلامية إغاثة المنكوبي ...
- وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي ...
- -ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
- قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح ...
- الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا ...
- إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
- كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط ...
- الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلام والجهل المقدّس