أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله خليفة - لماذا يكرهون قرناءهم؟














المزيد.....

لماذا يكرهون قرناءهم؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 17:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



تحالفاتُ الطائفيين السياسيين مع القوى الأخرى تبعثُ على الذهول إن لم تكن مرعبة.
فهم يتحالفون مع القوى التي يسمونها غير(الإسلامية)، لكنهم يرفضون التعاون مع القوى التي يعلقون صفاتها في الفراغ والتي هي إسلامية!
ولا تقوم تحالفاتُهم على أسس فكرية تحديثية ديمقراطية مع الآخرين بل لاستغلالهم في معركتهم الأساسية ضد القوى(الإسلامية) الأخرى.
فهناك معركةٌ للتشطير ولتمزيق كل بلد عربي في معركة مجهولة الأساس السياسي الاجتماعي العميق، وخاضعة لطرف يحدد هو المعركة وأبعادها!
لكنهم يحددون بأن هويتهم(إسلامية)إذا كانت المذهبية السياسية هي المقصودة، فحتى هذه المذهبية خارج التحليل التاريخي الاجتماعي، فإذا تم تحديد هوية هذه المذهبية وشروطها يمكن للمرء أن يعرف هويتَها ولماذا تنطبق هنا ولا تنطبق هناك! فالحقيقةُ ضالةُ المؤمن كما يقولون.
فكيف تنطبق على قوى سياسية لا تحددُ الإسلامَ معياراً للعضوية والهوية؟ ثم تسحبُها من قوى ترفعُ رايةَ الإسلام كما تقولُ هويتُهُ ونصوصه؟
هي أشبه بكنسية بابوية تعطي الإيمانَ لمن تريد وتسحبها عمن لا تريد، أليست هي العصورُ الوسطى التي يجروننا إليها وإلى ظروفها وحروبها؟
ولكن الأكثر خطورة هي الهجوم الشديد على القرناء المماثلين في الدين، بإعتبارهم الخطر الأكبر، وليس على من هم قربهم ممن يرى الدينَ مجردَ أداةٍ تكتيكية أو ثقافة جهلاء أو في أفضل الفروض يرى فيها ثقافة خارج السياسة، وهو أمرٌ لا يختلف في الجوهر عن الفرضية الأولى.
فهي عدميةٌ دينية، متعددة، ملغيةٌ للدين أو معليةٌ أشكاله الخارجية!
فهذه ليست علمانيةً ولكنها عدمية سياسية، فالعلمانيون لا يُصدرون رأيهم عن إحتقار للدين ودهسه، بل من تقديره، وعدم إستغلاله كما فعلت الطبقاتُ الاستغلالية خلال قرون، يريدون عودةَ هذه الثقافات الشعبية لمداراتِها الحقيقية معبرةً عن مستوى الجماهير وعاداتها وأخلاقها خاصةً في الوقت المعاصر حين يتداخل فهم الإسلام مع تطور الديمقراطية وعلو مكانة الطبقات العاملة.
إن نظرات الطائفيين السياسيين الموظِّفين سياسياً للإسلام لمصالحهم والمعبرين عن تلك الطبقات الاستغلالية في المجتمعات وبين الإمم الإسلامية هي جوهراً متماثلة، فكلُ الشعوب والأمم الإسلامية تدهورتْ مواقف طبقاتُها الشعبية خلال القرون لأسباب إجتماعية وثقافية كثيرة وعميقة، وتمكنت القوى الاستغلالية من نشر نفس الثقافة الدينية الشكلانية بين جميع الأمم الإسلامية؛ ثقافةٌ تركزُ على الاختلاف في الوقوف بالصلاة وكيفية الوضوء والغسل وغيرها ولا تركز على المضمون الضائع بالتوحدِ والدفاع عن الفيء العام وعلو مكانة الناس.
مثل هذه الثقافات الشكلانية كرستها أنظمةٌ تبعتها هذه الفِرق فإختلطتْ بين أسلاكِ الأمم الشائكة وحدودِ الشعوب وتصادمت في حراكها الأعمى، حيث غياب النور وإفتقاد الدرس وفهم التاريخ وعدم تحسّس الخرائط الاجتماعية والقومية التي تطير فوقها كأنها خرجتْ من كهوف!
لقد تم تحطيم ثقافة الطبقات الشعبية المحدودة التي ظهرت في زمن التحرر الوطني والاستقلال، في العديد من الأمم الإسلامية، ولهذا فإن العديد من الأحزاب العلمانية واليسارية تلاشتْ عملياً، خاصة حين جعلت حداثتها متناقضةً مع إرثها، وإندمجت بقاياها التنظيميةُ النطيحةُ والمترديةُ وما أكلَ السبعُ بسياسي الطبقات الاستغلالية الحاليين، فتداخل حطامٌ إجتماعي سياسي من عصور مختلفة، مكوناً كوارث لأمم المسلمين، وعبّرَ صراعُ الطوائفِ عن ذلك الانهيار الفكري السياسي الاجتماعي الديمقراطي المضيء، وغلبة الطبقات العليا المتحكمة الآن في الدول على وحدة الشعوب الإسلامية، وأنجرتْ جماعاتُ الطوائفِ ضدها بعضها بعضاً، على طريقة الأحزاب الأوربية الخائنة في الحرب العالمية الأولى، التي إنحازتْ لطبقاتِها الحاكمة لا للشعوب، وراحت تذبحُ بعضُها بعضاً!
هو نفسُ الموقف، مع تصاعد الهستيريا الطائفية الدينية، وخفاء السكاكين القومية المندسةِ بين الثياب والأصابع، والمتفجرةِ حمماً على المدن والبشر.
إنهم يكرهون قرناءهم لأنهم هم يعيشون نسخةً شمولية محافظة كارهةً للآخرين وللتنوع وحريات الشعوب والنساء والعقول.
إنهم يكرهون قرناءهم لأنهم هم طائفيون عنفيون يستغلون ما يمكن إستغلاله من بشر وحجر لضرب العدو!
ولهذا لا يقدمون مجتمعاً جديداً يبعد اللافتات الدينية السياسية الزائفة ويتأسس على المواطنة والمساواة، بل يريدون تكرار المجتمعات الطائفية القديمة بفرقها ومجانينها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختلافاتُ تطورات الشعوب
- ثقافةُ الإعاقةِ
- رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي
- الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)
- انهيارُ العقلانيةِ في الثقافةِ البحرينية
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ (2-2)
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ
- معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)
- البرجوازي الصغيرُ القائدُ الشرقي
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية
- مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد(6)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (5)
- إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله خليفة - لماذا يكرهون قرناءهم؟