|
كبير المفسدين والشياطين
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 17:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال أحد خطباء الجمعة يعلق على انتشار الجرائم: " ما يحدث هو جزاء لكم، ونتيجة لما يُسمى بالحضارة الغربية، ما يحدث لكم ليس سوى عقوبة من الله يوقِعُها عليكم، ما يجري من جرائم وفسق وفجور ليس سوى نتيجة لمشاهدة الأفلام والإنترنت وإدخال كبير المفسدين والشياطين (الفيس بوك) في بيوتكم" وقبل يومين من هذه الخطبة قرأت تحقيقا صحفيا في يديعوت أحرونوت 22/5/2013 جاء فيه: " تجاهلت صحف الحارديم المتزمتين اليهود أحداث مجزرة بنك هبوعليم التي ارتكبها المجرم إيتمار ألون، عندما اقتحم البنك في بئر السبع وقتل أربعة أفراد يوم 19/5/2013 . غير أن صحيفة (هبيلس) وهي صحيفة التيار اللتواني الديني الحريدي المتزمت علَّقتْ على الجريمة وقالت: " اقترف العلمانيون البعيدون عن التوراة مجزرة في بنك هبوعليم في السبع، فلم يعد الإرهاب فلسطينيا، فهناك إرهاب أسوأ، وهو الإرهاب العلماني، وهذا يعود للتأثر بالحضارة الغربية وإعلامها ومشاهدة أفلام الرعب والإنترنت"!! التعليقان السابقان متشابهان في المضمون، مختلفان في المصدر، ولكنهما يشيران إلى أبرز التناقضات التي يعيشها كثيرٌ ممَن يلبسون العباءات الأصولية، فهم يعثرون بسهولة على مبررات جاهزة لكل ما يحدث حولهم، بدون أن يبذلوا جهدا عمليا وعقليا لتحليل هذه الظواهر ، أو يسعون لإيجاد علاج ناجع لهذا الخلل في المجتمع! فكثيرٌ من دعاة الأديان اعتادوا الجلوس على شرفات الحياة، يراقبون كمتفرجين ما يجري حولهم، فإذا رأوا ملامح السعادة في المجتمعات، يغضبون ويُذكِّرون السعداءَ بالموت والفناء، ويسعدُ بعضهم عندما يشاهدون النكباتِ والفواجعَ، لأنهم بارعون في تفسيرها، فهم يستعملون سلاحهم الوحيد (أضعف الإيمان) وهو اللسان ويفسرونها وفق تفسيرهم المعتاد !! ملاحظة أخيرة: يتناسى هؤلاء بأنهم يستمتعون بمباهج الحياة الحضارية العلمانية التي يشتمونها صباح مساء، فهم يركبون أحدث موديلات السيارات، ويستعملون الهواتف الثابتة والمحمولة، ويشاهدون ويستمعون إلى وسائل إعلام هذه الحضارة المغضوب عليها في العلن، ويستقون منها معلوماتهم، فهم يلتذون بها سرا، ولكنهم يلعنونها في خطبهم ومواعظهم، وهم بارعون أيضا في إيجاد المبررات لهذا التناقض الواضح فهم يستعملون أشهر أسلحتهم: " الضرورات تبيح المحظورات"!!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باللغة نحل مشكلاتنا
-
كتيبة إلكترونية في الجيش الإسرائيلي
-
فقوس الحزام الأمني في غزة
-
موسم الإرهاب السنوي
-
نظارات العفة بدلا من النقاب
-
فيلم تحريضي على مدارس غزة
-
يا مقهوري عمال فلسطين
-
صناعة ألقاب الفخامة العربية
-
ازدهار الخرافات في عصر التكنلوجيات
-
هل نحن أعشاب بشرية؟
-
مستقبل الشعب اليهودي
-
ربيع رجال القانون في مصر
-
اعترافات شاليت الأبله معشوق إسرائيل
-
من يزرع عنصرية يجن كرها
-
أقلام الجنك مايند
-
أوباما وحجارة سجيل إسرائيل
-
طوبى للجراد والمكرونة والفول
-
صراع حزبي على وزارة التعليم
-
مبروك حكومة المستوطنين الجديدة
-
كمبيوتر الضحية صار ملكا لك
المزيد.....
-
البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا
...
-
هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
-
قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
-
الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
-
عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل
...
-
الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا
...
-
قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|