ناجي الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 14:49
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
الحركة الاسماعيلية , أو القرامطة , قامت على أسس أجتماعية , وسياسية , في فترة ترد سياسي واجتماعي , وظلم , واستبداد , وارهاب , وتعصب ديني, وانتقام سياسي مقيت , في دولة العباسيين . ويمكن وصفها بالنظام الاشتراكي الاول في التاريخ الانساني .
وهي تجسيد لأحلام المضطهدين , والمقهورين , والمسحوقين في الدولة العباسيية التي كانت تعاني من الحروب , والفتن , والفوضى , والبلبلة .
كانت الحركة تصدي للواقع الموضوعي المتردى , متسلحة بقيم الحق , والعدل , والاخاء , والمحبة , والالفة , وقد لاقت اقبالا بين القبائل العربية , وفي اوساط الفلاحين , والعمال , والشغيلة لفكرها الاقتصادي الذي نص على : أن تجمع الاموال في صندوق واحد , وان يشكل المجتمع اسرة واحدة بملكية جماعية , كما كان معيار المكانة الاجتماعية , هو النشاط الذي يبذلة الفرد في خدمة الجماعة .
وقد ولت الجماعة في كل مدينة , وقرية , الشخص الاكثر جدارة , بحيث يجمع الاموال ويكسي العراة , وينفق على سائرهم ما يكفيهم , ولا يدع فقيرا , ولا محتاجا , ولا ضعيفا بينهم , ولم يتملك احد من القرامطة غير سيفة , وسلاحة . وقد استطاع القرامطة بتطبيق هذة الانظمة الاجتماعية ان ينشروا فكرهم وان يشيعوا الخير , والعدل , والمساواة , فلا غني , ولا فقير بينهم , وكونوا قوة للصراع مع العباسيين .
لقد لمس مؤسسي الحركة التفاوت الطبقي الحاد في دولة العباسيين , و تحالف المال , والسلطة , واضطهاد الاغنياء للفقراء , واستبداد الحكام بالشعب , وانصرافهم للهو , والشهوات , والاهواء , واعتبارهم بيت مال المسلمين ملكا خاصا يسرفون في تبديدة على القصور , والملذات , بدون التفات للفقر , والجهل والجوع , والمرض , الذي يفتك بقسوة بالفقراء . لذا فقد أسس القرامطة حركتهم سعيا لتحقيق مشاعة الخير والمحبة , والاخاء .
أما أنا، فلا أخلع صاحبي
عاشرته، و خبرته، و عرفته
و لذا لا أخلع صاحبي
...
من هذه الأرض ابتدأت دعوة
ابتدأ بها إسماعيل ثم تلاقفها القرامطة
و أنا قرمطي
أولئك قالو: مشاعة الأرض، و مشاعة السلاح
و لكن لم يقولوا مشاعة الإنسان
و أنا أيضاً مع مشاعة الأرض، و مشاعة السلاح
و لكنني لست مع مشاعة الإنسا
بتصرف من كتاب : القرامطة بين المد والجزر للدكتور مصطفى غالب
عمان 23 / 5 / 2013 ت 0795581766
#ناجي_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟