أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (01) تساؤلات وإستفسارات














المزيد.....


مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (01) تساؤلات وإستفسارات


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مُنذ الآف السنين سأل فرعون ملك مصر سؤالاً ومازال حتى اليوم الناس تسأل نفس السؤال "من هُوّ الرب حتى أسمع لقولهِ؟" (خروج 2:5). سؤالاً مُمتازاً ولكِنه ليس سهلاً!

الحياة أيضاً ملآنة بالكثير مِنْ التساؤلات والإستفسارات: لماذا جئنا للعالم؟ لماذا نعيش هذة الحياة؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ هل هناك حياة بعد الموت؟ ماذا عن المُعاناة، الألم، المرض، الموت، الحياة بعد الموت، وهَلُمَ جراً؟

يبقى السُؤال المُهِم والأَهَم: مَنْ هُوّ الله؟
وأنا طفلة صغيرة كُنتُ دائماً أحشُر نفسي في الحاجات التى تَخُص الله وكثيراً ما كُنت أسأل مَن هُمْ حولي: مَنْ هُوّ الله؟ مَنْ خلق الله؟ متى ولِدَ الله؟ هل الله عِنده عائلة مِثلنا؟ هل الله سَيموت مِثلنا؟ ما شكل الله؟ هل الله مِثلنا يأكل ويشرب وينام ويمشى؟ هل الله ذكر أم أُنثى؟ أين يسكُن الله؟ ما العمل الذى يعمله الله؟
للأسف كثيرا ماكُنت لا أقتنع بالإجابات التى أتلقاها وحينما أُجادِل يقولون لي أنتِ ستفقدين عقلك ؛ لا تتحدثي كثيراً عن الله ؛ لما تِكبرى ستفهمين! ولما كبرت الدنيا تعقدت أكثر بسبب كثرة العقائد والآراء والفلسفات والأبحاث والدراسات وهذا طبيعى!

عندما تدرس الديانات والعقائد المُختلِفة في العالم سوف تكتشف العديد مِنْ الأراء والأفكار عن الله ومن هُوّ؟ وما الذى يستطيع أن يعمله؟ ستجد أن الله يَعني أشياء مُختلفة بالنسبة لأشخاص مختلفين. ولكن مَنْ مِنهُم على صواب؟ ومَنْ مِنهُم يجب أن نُصدقهم؟ ولماذا يجب أن نصدقهم؟

البعض يؤمن بالله الواحد مثل اليهود والمسيحيين والمسلمين ويَذكُر التاريخ أن أخناتون فرعون مصر كان يعتقد بوجود الإله الواحد. البعض الآخر يؤمن بتعَدُد الآلهه مِثل الهِندوس والفراعنة في سابق الزمان وغيرهم. والبعض الآخر يصنعون تماثيل مِنْ الحجارة أو المعادن ويتعبدون لها ويُقدمون لهم الذبائح والقرابين. والبعض قد يقول أن الإنسان إخترع الأديان ليتغلب على خوفه مِنْ المجهول. البعض أيضاً لا يؤمن بوجود إله أو آلهه.

كثيراً مِنْ المُلحدين المُعاصرين يتجاهلون وجود الله ولكِنهُم في الواقع لا يُنكِرون وجوده. أنهُم فقط يُريدون أن يتحرروا مِنْ سُلطان الله عليهم. أنهُم يعتقدون أن الله يستعبد الإنسان ويُفقِده حريته وإنسانيته.
فمثلاً الفيلسوف فووباخ يقول "أن نقطة التحول الكبرى في التاريخ ستكون اللحظة التى سيعني فيها الإنسان أن الإله الوحيد هو الإنسان نفسه." بمعنى أن الإنسان إلهاً لذاته وليس هُناك إله يتحكم فيه ويُعطيه وصايا واجبة التنفيذ مشروطة بالعقاب والثواب.
ماركس جاء ليُنكر وجود الله ويؤكد على وجود الإنسان ؛ وبالتالى فهوّ يرى أن الدين وسيلة خاطئة لجعل الإنسان يهرب دائماً إلى ما يسمى الله. وعلي ذلك كثيراً ما نسمع عبارة "الدين أفيون الشعوب."
الشاعر الفرنسي بريفير يقول بنوع مِنْ السُخرية "أبانا الذى في السموات، أبق فيها." بمعنى اتركنا نعيش كما نريد وندبر حياتنا بأنفسنا وبطريقتنا، وأنت إلزمْ مكانك وإسعد بالسماء بتاعتك بعيداً عنا.

عموماً حُرية الدين تعني أنك يمكن أن ترى ما تريد أن تراه، وأن تؤمن بما تريد أن تؤمن، حتى ولو كنت تؤمن بعدم وجود الله طالما أنك مخلصاً للدولة أو المكان الذى تعيش فيه.

عَالِمْ مِنْ عُلماء الطبيعة ذهب في رحلة خَلوية على شاطئ المُحيط الأطلنطى ؛ وأخذ يجوب الشاطئ مُستغرقاً في التفكير في الحقائق العلمية التى توصل إليها هُوّ ومَنْ مِثلهُ بخصوص الكون وخلقة. وأخيراً وصل إلى قناعة بأنه ليس هُناك إله كما يعتقد البعض ولكن كل شئ في الكون يخضع لقوة غير عادية مُتمثِلة في التفاعلات الطبيعية وتأثيرها في العالم مِنْ حولنا.
استيقظ العالم مِنْ تفكيرهِ العميق على طفل صغير كان قد حَفَر حُفرة في رمال الشاطئ. الطفل يحمل في يدهِ دلواً صغيراُ يذهب إلى المياه القريبة مِنْ الشاطي يملأ الدلو ويرجع ليصبه في الحُفرة. ظل الطفل على هذا المِنوال ذِهاباً وإياباً بين المياه والحفرة ؛ يملأ الدلو ليصبه في الحُفرة.
إقترب العَالِمْ مِنْ الطفل الصغير وربَتَ على شعره الأصفر الناعم الذى تبلل مِنْ حبات العرق المُتساقِطة مِنْ جَبينهِ المُتورد بالإحمرار ؛ فرفع الطفل عينيه نحو الرجل مع إبتسامة بريئة وأنفاساً مُتلاحقة بسبب العمل الذى يقوم به.
إبتسم العَالِمْ وقال له: ماذا تفعل ياحبيبي؟
أُريد نقل البحر في الحُفرة.
البحر كبير جداً وعميق جداً والحفرة بتاعتك صغيرة جداً.. ولكن لماذا تريد نقل البحر في الحفرة؟
أبي قال لي أن الله كبيراً جداً وعميقاً جداً مثل البحر ؛ وأنا بحب ربنا كثير قوى وعلشان كده عايز أنقله وأضعه في الحفرة بتاعتي.
إبتسم العَالِمْ وربت مرة أُخري على رأس الطفل الصغير وتركه قائلاً لنفسه: حقاً كيف لعقلي المحدود أن يستوعب الله الغير محدود!

هذا حقيقي أنهُ مِنْ الصعب لعقُولنا المحدودة أن تستوعب وتفهم الله الأبدي الغير محدود!
لقد قيل، لو أن الله صغيراً بالكاد لكى نستوعبه بعقولنا المحدودة؛ فهُوّ بالتالى ليس كافياً وليس قديراً على تدبير إحتياجاتنا.
ولذلك يجب ألا نُصاب بالإحباط لو كنا غير قادرين على أن نفهم مَنْ هُوّ الله لأننا سوف نجد الحقيقة وما نريد أن نعرفه عن الله مِنْ خلال كلمتهِ.

وللحديث بقية.....



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمرد أصحاب الحق
- عايزين نِفرَح!
- لماذا تبكين؟
- مِنْ -بَرْ- ل -بَرْ- وَالمِسكِينْ لَيسَ لهُ بَِرْ
- ََتسَاقَطَتْ الآمَالْ وَلَكِنْ!
- هل بِصلب يسوع المسيح غُفِرتْ كُلْ الخَطَايَا؟
- مِنْ أى روح أَنتُمْ؟
- الشَيطان فَقَدَ عقلهُ
- أَطفَالْ بُؤسَاءْ
- كَيفَّ يَكُون هَذَا؟
- الجُمعة العَظيمة أَمْ الحَزينة!
- مِحتَاجِينْ زِيَارةِ إلِهيةِ!
- النَاصِري والنَصَارى والنَاصِريِيِنْ
- العُنفْ دَليلْ الضَعفْ
- المرأة في مَحكَمِة الإنسانية
- هل هذا جوع جنسي ولا .......؟
- أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!


المزيد.....




- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - مَنْ هُوّ الله حتى أُطيعه؟ (01) تساؤلات وإستفسارات