عباس ساجت الغزي
الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 19:14
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يــــوم العـلــــــــم والمسيرة التعليمية في العراق الجديد
الله رفع مكانة أهل العلم درجات كثيرة في الثواب ومراتب الرضوان , لان العلماء عدة الامة في سرائها وضرائها , وشدتها ورخائها ، وهم الفكر الذي يحرك عجلة الامة للتقدم والنهوض بأوزارها , ولا تنتصر الامة في حرب الا بقوتهم ولا تنهزم الا بضعفهم ولا يزهر العلم الا بهم , فهم اساس بناء الحضارات في حياة الامم .
ومن هذا الدور المتميز نال اهل العلم استحقاقاتهم , واصبح لهم يوم يحتفلون به كـل عام سمـي بـ( يوم العلم ) يُكرم فيه العلماء والباحثين والتدريسين والمتميزين من العاملين , وفي هذا العام وبالتحديد يوم الخميس 2/5/2013 جرت على قاعة الحكيم في جامعة بغداد الاحتفالية المركزية لمناسبة ( يوم العلم ) التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، حيث قام خلالها معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ ( علي الأديب ) بتكريم ( 35 عالما عراقيا ) بوسام التميز العلمي ، فضلا عن تكريم ( 196 استاذً وباحثاً ) .
والقى معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي كلمة خلال الاحتفالية ، اكد فيها ان العلم وسيلة من وسائل النهوض بالقدرات البشرية , والعلم وسيلة لتغير مجرى الحياة , وان الاحتفال بيوم العلم يأتي من اجل العمل على استعادة العراق لدوره الريادي الكبير والقيادي الذي كان يشكل علامة مضيئة في الحضارة الانسانية، والذي تسيّد العالم القديم في انجازاته العلمية لكننا توقفنا ثم تراجعنا عن ركب العالم المتقدم"، وان عملية النهوض والاعمار والبناء في المجتمعات لا تقوم الا على اكتاف العلماء , داعيا الى ان تتحول المؤسسات التعليمية الى حواضن للأفكار الداعمة للعلماء ولتسويق النتاج العلمي , من اجل اعادة وهج الانجازات الكبيرة والموقع الضخم والمكانة التي احتلتها حضارة وادي الرافدين في العالم , فنحن اسياد الحضارة وآباء لجميع العلوم .
وبين ان المسيرة التعليمية المنجزة ضمن خطة استراتيجية واضحة اعُتمدت من قبل خبراء عراقيين بأسناد ودعم من مؤسسات دولية كالبنك الدولي واليونسكو واليونيسف , واعتمدت هذه الخطة لأول مرة في العراق وفي المنطقة وتشمل (التعليم العام ) في وزارة التربية وكذلك ( التعليم العالي ) , ضمت برنامج يمكن ان ينهض بالقدرات التدريسية والادارية والتقنية في جامعاتنا ضمن جدول زمني بالتدريب وتشمل المناهج الدراسية وبرنامج الجودة في التعليم ومراكز البحث العلمي .
وتضمنت خطة الوزارة عدد كبير من المشاريع في الموازنة السنوية ومنها :
( 358 مشروعاً) بواقع ( 1089مكون) وبكلفة كلية بلغت ( 4 ترليون دينار ) وتخصيص سنوي ( 612 مليار دينار ) شملت المشاريع التالية :
1. مشاريع اعداد دراسات وتصميم جامعات جديدة .
2. مشاريع انشاء مجمعات طبية لمختلف الاختصاصات مع مستشفيات جامعية تدار بطريقة الاستثمار .
3. مشاريع انشاء اقسام داخلية تدار بطريقة الخدمات الفندقية .
4. مشاريع انشاء مختبرات وقاعات دراسية في الجامعات القائمة حالياً .
5. مشاريع البنى التحتية العلمية من اجهزة ومستلزمات وضمن سياسة الوزارة لتحسين جودة التعليم وتحسين كفاءة الاداء .
وتولت دائرة البعثات خطة توسيع فرص البعثات الى الجامعات العالمية الرصينة باعتمادها على اللامركزية في ادارة نظام البعثات , والاعلان عن استعدادها لأرسال (عشرة الاف بعثة دراسية ) بالإضافة الى تواجد (اربعة عشر الف طالب بعثة ) يدرسون حاليا في الجامعات المختلفة في الخارج بينما ضمت جامعتنا في الداخل وضمن الدراسات العليا على مستوى الدبلوم و الماجستير و الدكتوراه حوالي (9800طالب ) وباختصاصات مختلفة .
واعتمد دليل للجامعات الرصينة العربية و الاجنبية في دائرة البعثات بهدف تحديد المستوى العلمي المطلوب لبرامج الابتعاث الممولة من قبل الدولة , اضافة الى قيامها بتعزيز وتطوير البرامج العلمية و الثقافية المشتركة بين الجامعات العراقية و العالمية ضمن مذكرات التفاهم والاتفاقيات العلمية وتعزيز برنامج الاستاذ الزائر .
على صعيد رعاية العلماء فقد تم تخصيص جوائز ليوم العلم تشمل اشخاص ومؤسسات تعليمية و بحثية و لضمان حقوق الباحثين فان العمل مستمر لإقرار قانون هيئة العلم و الابتكار وقانون التعاقد مع العلماء .
و في خطوة جادة و استراتيجية لدعم النشر خارج العراق و استثمار العقول العراقية واثراء البحث العلمي على مستوى العالم استحدثنا جائزة باسم جائزة الوزارة للبحوث العلمية حيث سيتنافس الباحثون في منظارها بمجال افضل بحث علمي ينشر خارج العراق وفي مجلات ذات مراتب متقدمة وفي ستة اختصاصات هي :
( الكيمياء ـ الفيزياء ـ الرياضيات ـ علوم الحياة ـ البيئة وعلوم الارض ـ النانا تكنلوجي )
كمرحلة اولى لهذا العام وسيتم الاحتفاء بهم بتشرين الثاني من هذا العام بآذنه تعالى .
اما في مجال توفير المصادر العلمية فقد قامت الوزارة بأنشاء المكتبة الافتراضية والتي تعد من المشاريع الاستخراجية الناهضة و الحديثة حيث يحصل التدريسيون والباحثون وطلبة الدراسات العليا على ما يحتاجونه من المصادر العلمية الحديثة المنشورة في العالم بصورة الالكترونية , فقد بلغ عدد الجامعات الحكومية المستفيدة من هذا المكتبة (26جامعة حكومية وأهلية ) بالإضافة الى (اثنى عشر مؤسسة حكومية) اخرى مهتمة بالبحث العلمي , أما عدد الاشخاص المستفيدين لغاية نهاية الشهر الماضي نيسان فقد بلغ ( سبعين الف مستفيد ) وبلغ عدد دور النشر المساهمة في نشرها داخل هذه المكتبة (13 دار للنشر عالمية في مختلف التخصصات ), وسيتم التعاقد هذا العام مع سبعة دور نشر اخرى باختصاصات مختلفة .
في مثل هذا اليوم من العام 2012 تم اطلاق المحرك البحثي للمجلات العلمية العراقية لتمد المجتمع المعرفي العراقي و العالمي بالنتاج العلمي العراقي ولتأخذ دورها نحو العلمية ولتكون البداية في عودة العراق وعلماؤه الى المجتمع الدولي , حيث يعد هذا المحرك الالكتروني للمجلات العلمية العراقية الاول من نوعه في سجل وزارة التعليم العالي وهو يضم كافة المعلومات عن المجالات العلمية العراقية والذي بلغ تعدادها (254مجلة ) محكمة ,احتوت على اكثر من (اثنين وستين الف بحث ) للسنوات الخمسة الماضية أي ما نسبته 95% من المجلات الصادرة في العراق , حيث يعتبر المشروع الاستراتيجي بمثابة المكتبة الالكترونية العراقية الجديدة .
اما مشروع جامعة بن سينا الافتراضي وبالتعاون مع منظمة اليونسكو فهو الاخر يعد مشرعاً مفصلياً يهدف الى تنمية القدرات العلمية العراقية الجديدة في مجال توظيف التكنلوجيا واستخدام التعليم الالكتروني في مؤسساتنا التعليمية ,حيث تم انشاء خمسة مراكز افتراضية في جامعات بغداد, البصرة, الموصل, الكوت, والانبار ومن المؤمل انشاء مركز اخر في الجامعة التكنلوجية .
على صعيد بناء القدرات البشرية وتأهيلها فقد تم ايفاد اكثر من (190طالب دراسات عليا ماجستير ودكتوراه )مع مشرفيهم الى اكثر من (20جامعة ) اجنبية ضمت برنامج البعثات البحثية لأجراء بعض البحوث المهمة و الالتقاء بنظرائهم من الباحثين في الجامعات المتقدمة اما مشروع تدريب الكوادر التدريسية و البحثية فقد تم ارسال (345 تدريسي وباحث )الى الدول المتفرقة كل حسب اختصاصه والانتهاء من الوجبة الخامسة والسادسة والتي بلغ عدد المشمولين بها (500 تدريسي وباحث ) من مختلف الجامعات العراقية والمراكز والوحدات البحثية .
اما على صعيد التفرغ العلمي فقد تم ايفاد (45تدريسي وباحث ) الى الولايات المتحدة الامريكية و المملكة المتحدة وكندا والمانيا وغيرها لمدة سنة لغرض انجاز بعض البحوث .
وفي مجال استقطاب الكفاءات العلمية العائدة الى الوطن وتأكيد للسعي الدؤوب لوزارة التعليم العالي لاستقطاب العقول العراقية العائدة ولغرض الاستفادة من خبراتهم في تطوير الواقع التعليمي للجامعات العراقية فقد تم التطبيق الاسلم بقرار مجلس الوزارة الخاص بعودة الكفاءات وذلك من خلال استقبال طلبات العائدين من قبل مركز الوزارة مباشرة ليتم تدقيقها ومن ثم مفاتحة التشكيلات وحسب , الحاجة للاختصاص اذ تم ولحد الان اعادة ما مجموعه (389) تدريسي لحد اللحظة وهنالك قوائم اخرى ستتلو هذا العدد .
اما في مجال التشريعات فقد تم اعداد و انجاز عدد من المشاريع و التعليمات و القوانين ومنها اعداد مشروع التعليمات الدراسية رقم (165) لسنة 2011 منح الاجازة ونشره في جريدة الوقائع العراقية , مشروع التعديل الثامن لقانون التعليم العالي ومشروع تعديل قانون الجمعيات والكليات الاهلية و مشروع تعليمات الشهادات الفخرية .
اعداد مشروع قانون المعهد العالي للعقم والتقنيات المساعدة على الانجاب رقم (19 لسنة 2011) , اعداد مشروع قانون الغاء قرار مجاس قيادة الثورة المنحل رقم (216 لسنة 2000) صندوق دعم الاقسام الداخلية في وزارة التعليم العالي و البحث العلمي .
اعداد مشروع قانون مكافئة اعضاء الهيئة التدريسية و التعليمية رقم (12لسنة 2008) وتم نشره في الوقائع العراقية وقانون منحة طلبة الجامعات و المعاهد العراقية الحكومية رقم (63 لسنة 2012) تم نشره في الوقائع العراقية , مشروع تعديل تعليمات الدراسات العليا رقم (26 لسنة 1990) , مشروع تعديل تعليمات الترقيات العلمية رقم (36 لسنة 1992) , مشروع قانون هيئة البحث العلمي و تعديل نظام رقم (1 لسنة 1995) , اما على مستوى القبول المركزي للطلبة والاستحداثات للأقسام العلمية الجديدة فقد تم تصميم و تنفيذ نظام القبول المركزي الالكتروني وهي خطوة استراتيجية في العمل الالكتروني وتوسيع خطة القبول لطلبة الدراسات الاولية للجامعات اما على مستوى الاستحداث فقد تم خلال العام الماضي استحداث (31 كلية ) اضافة الى (77) قسم من اقسام العلمية في مختلف الجامعات العراقية اليوم , وفي مجال الجودة وتقييم الاداء فقد تم الانتهاء من المراحل الاولى لتقيم جودة اداء التدريسين والموظفين وجودة اداء الكليات على الجامعات الحكومية و الجامعات و الكليات الاهلية والمراكز البحثية ثم تدقيق وتوحيد البيانات الواردة من الجامعات والهيئتين والمجلس العراقي للاختصاصات الطبية على القاعدة الالكترونية المعدة وفق البرنامج الاحصائي .
ومن العلماء العراقيين الذين تم تكريمهم في هذه الاحتفالية من قبل معالي وزير التعليم العالي الاستاذ علي الاديب , العالم العراقي المبدع الاستاذ الدكتور جليل كريم احمد الخفاجي بوسام التميز العلمي وللمرة الخامسة على التوالي ومنذ استحداث تلك الجوائز , ويذكران هذا العالم سجلت له ثمان براءات اختراع خارج وداخل العراق بواقع تسجيل ثلاث براءات في خارج العراق من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واليابان و(خمس) براءات سجلت له داخل العراق من الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية التابع لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي .
وكذلك الدكتور عباس محسن البكري معاون عميد كلية تكنلوجيا المعلومات للشؤون الادارية وذلك تثمينا لجهوده العلمية في المجال العلمي , ويذكر انه تم اختيار الدكتور (عباس محسن البكري) من ضمن (23 ) شخصية عالمية من علماء تكنولوجيا المعلومات وتم نشر ذلك في كتاب "Scholars Biography Book " الذي ضم (600 ) شخصية عالمية .
وتم تكريم الاستاذ الدكتور صبيح حمود شاتي التميمي من قبل معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي بوسام التميز العلمي لمناسبة اختياره كأحد رواد العلماء العراقيين خلال احتفالية يوم العلم ضمن مجموعة تضم 35 عالم عراقي , وحصلت جامعة ذي قار على ( 13 ) جائزة تكريمية في مجالات واختصاصات متنوعة , حيث حصل تدريسيو وباحثو جامعة ذي قار على تكريم معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي على انجازاتهم المتميزة في المجالات العلمية المختلفة ، فيما حصلت جامعة ذي قار على جائزة التكريم الخاصة بالجامعات التي حققت اكثر انجازات علمية مميزة. وكان عدد الجوائز التي حصلت عليها الجامعة في احتفالية يوم العلم السابقة لعام 2011 خمس جوائز .
وتم تكريم ثلاثة من طلبة كلية الزراعة في جامعة بغداد / المرحلة الرابعة في قسم الثروة الحيوانية وهم كل من سنان محمد علي اسحق و العباس طالب نجرس و ارشد حميد فليح بجائزة افضل مشروع تخرج بأشراف د. رشاد صفاء رشيد ، اذ تم التكريم من قبل السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ علي الاديب ، كما تم تكريم الطلبة بمبلغ مالي قدره500,000 (خمسمائة الف دينار) لكل مشروع تخرج .
واستمراراً لاحتفالية يوم العلم ، تم تكريم لجنة التحكيم من قبل السيد مدير عام دائرة البحث والتطوير وبحضور جميع اعضاء هيئة التحكيم ، وتمت خلال هذه المناسبة توزيع الشهادات التقديرية الممنوحة من قبل السيد معالي الوزير لأعضاء اللجنة تثميناً لجهودهم الكبيرة في تسمية الفائزين بيوم العلم .
ورغم التحديات الكبيرة التي يمر بها العراق اليوم وصعوبة وعظمة المهام تعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جاهدةً على مواكبة التطور الحاصل في المنظومة العلمية العالمية , وابراز الدور المشرق للعالم العراقي الذي اطلق شرارة الحضارة الاولى , مباركة هذه الخطوات الجبارة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشكراً للسيد معالي الوزير الاستاذ (علي الاديب ) .
عباس ساجت الغزي
#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟