أحمد دادالي
الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 15:57
المحور:
القضية الكردية
سياسي كردي وبرنامج حزبه السياسي يناطح النظام مطالبة بحقوق الكرد في سوريا ولكن القيادة ما فتئت تتسول-بكل معنى الكلمة- الحقوق الكردية , تارة من المعارضة السورية القومجية , وتارة من الدول الاقليمية , وتارة لدى السفير الأمريكي روبيرت فورد , إلى أن أثقلت السياسة كاهله وقرر الترويح عن نفسه وتجديد ربيعه , ليختار فتاة هي أقرب إلى عمر أولاده ويتزوجها , وبكرم غير مسبوق على حساب ديوان اقليم كردستان العراق , وليزيد من رفاهيته يتجه في شهر عسله صوب أوربا , ليجرب فنادقها , ففنادق هولير صارت روتينية لديه , ليس لشيء ولكن على سبيل التغير لا أكثر.
طواعية قَبِل أن يكون متحدثا باسم السفير الأمريكي فورد , ليصرح بعد لقاءاته به وأحاديثه معه ما قاله فورد , وما أكده فورد , وما حث عليه فورد , ليؤكد للولايات المتحدة أنه مستعد أن يكون رجلا بين الكرد , والمحافظ على المصالح الأمريكية في غربي كردستان , وبالتالي الحصول على دعمها له.
لكنه لم يجرب ولم يحاول أن يفاجئنا ولو مرة واحد بتصريح يقول فيه أنه أكد أمام سيادة السفير فورد على المطالب والحقوق المشروعة للشعب الكردي , وطلب الاعتراف والدعم لشرعية وصيانة هذه المطالب على المستوى الدولي.
ولا ننسى أنه في فترة من الفترات كان كل آماله وطموحاته أن يقبل به المجلس الوطني السوري وهو لم يبخل بتصريحات تؤكد رغبته هذه ولعابه يسيل , فتارة يود الانضمام باسم المجلس الوطني الكردي وتارة يود الانضمام باسم حزبه , وبالتالي ليس مهما لديه هو يمثل من في ذلك المجلس , فالمهم لديه أن يكون لديه مقعد فيه , ليصار له أن يتعرف بشخصيات جديدة , لعله يكون متحدثا باسم شخصية جديدة أهم من السيد فورد.
وعلى هذا المنوال لسان حاله يتحدث بتأكيدات الغرب والعرب , وأحيانا الترك أكثر من أن يكون لسان حاله متحدثا لما للكرد -الذين على أساس أنه وحزبه يمثلهم- من مطالب وحقوق في تلك المحافل واللقاءات.
المتابع لتصريحاته التي يصرح بها من فنادق هولير التي ألف الإقامة بها هجماته اللاذعة والبعيدة كل البعد عن الموضوعية , والاتهامات التي لا يملك أي دليل عليها على حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ورئيسها المشترك السيد صالح مسلم متهما إياه بالتشبيح لصالح النظام السوري.
عدم الموضوعية والاتهامات الجزاف التي يلقيها السيد عبد الحكيم بشار على السيد صالح مسلم تتبين إذا ما علمنا أن السيد صالح مسلم وعائلته وأعضاء حزب الـ ب ي د قد تعرضوا لكل أنواع الاضطهاد والاعتقال والملاحقة من قبل مخابرات النظام السوري في الوقت الذي كان عبد الحكيم يجالس في احتفالات النوروز رؤساء الفروع الأمنية من الحسكة ويلتقط معهم الصور التذكارية.
والكل يعلم أن السيد صالح مسلم كان ملاحقا من قبل مخابرات النظام السوري بعد أن اعتقل الأمن السوري في العام 2007 كل من السيدة عائشة أفندي –عقيلة السيد صالح مسلم- والشهيد عثمان حجي سليمان ( عثمان دادالي ) العضو في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي استشهد إثر التعذيب الذي تعرض له في أقبية الأمن السورية في حلب.
فبأي حق يأتي الآن السيد عبد الحكيم بشار ويلقي بكل هذه التهم الزائفة على حزب ما زال حتى هذه اللحظة أعضاؤه و مؤيدوه تحت سياط الأمن في السجون السورية ؟
أليس الأولى لمن يخدم النظام أن يطالب النظام بالإفراج عن معتقليه الذين ما زالوا في سجون النظام ؟
كل هذه التخبطات يمكن أن تفهم أنها فقط حقد أعمى على الـ ب ي د , فالـ ب ي د حزب سياسي كردي كما هو البارتي-جناح عبد الحكيم بشار- والأصغر عمرا مقارنة بعمر البارتي , ولكن الالتفاف الجماهيري الكبير حول ب ي د في غربي كردستان , وحصوله على ثقة الشعب الكردي نتيجة لتضحياته التي قدمها لأجل الشعب الكردي وصلت إلى حد التضحية بالنفس -الشهيدان بافي جودي وعثمان دادالي- ولسياسته التي تجعل من مصالح الشعب الكردي في غربي كردستان هدفا , والنضال لأجل الحصول على مكتسبات للشعب الكردي , جعل من الـ ب ي د هدافا لهجمات أحزاب وتنظيمات أخرى , لم تستطع أن تقدم للكرد ولا لغربي كردستان شيئا , ومصرّة أن تبقى على كرسي تمثيل الكرد مهما حصل كما بشار محتفظ بكرسيه رغم هول المجازر التي يرتكبها للحفاظ على هذا الكرسي.
وإذا لم يكن الأمر هكذا فليتفضل حضرة سكرتير البارتي في سوريا السيد عبد الحكيم بشار وليوضح لنا ما قدمه للكرد في غربي كردستان لكي يستطيع الوقوف أمام الـ ب ي د والتفاضل عليه أمام الشعب الكردي.
فالـ ب ي د على الأقل طرحت مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وساعدت في تنفيذه على أرض الواقع واستطاع الكرد عن طريق هذا المشروع أن يديروا مناطق غربي كردستان بشكل ديمقراطي , في ظل الثورة السورية والأزمات الأمنية والاقتصادية التي أفرزتها الثورة , وبقي غربي كردستان سالما من كل تلك الأزمات وصار الكرد أقوى من خلال تنظيم المجتمع في مؤسسات وكيانات من خلال مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.
من هذا كله ماذا قدم السيد عبد الحكيم بشار للكرد ؟
بل على العكس فهو لا يوفر فرصة لكي يتهجم فيها على أبناء جلدته في غربي كردستان , قد ينسى الكرد كل أفعاله المشينة بحقهم , لكن لن ينسى الكرد أن السيد عبد الحكيم قد تطاول بشكل قذر على نعوش شهداء الشعب الكردي الثلاثة في قامشلو " مظلوم ايريش – روجفان عفرين – جودي فرحان" الذين استشهدوا في بدايات شهر نيسان من العام 2013 نتيجة الهجوم عليهم من قبل الأمن السوري , أثناء تأديتهم إحدى مهامهم الاعتيادية , عندما قال في ذلك الوقت عن نعوش الشهداء أنها توابيت فارغة.
شبابنا بعمر الربيع يقدمون دمائهم لكي يحافظوا على حرية الكرد ومكتسباتهم , ويأتي السيد عبد الحكيم ويتطاول على دماء هؤلاء الشباب ويتهجم على تضحياتهم , الكرد في غربي كردستان لن ينسوا أبدا هذا الموقف والتاريخ سيتذكره جيدا.
هكذا هو عبد الحكيم بشار , لين مع أعداء الكرد , شديد على أبناء قومه , ولكن أود التنويه إلى أن كل إساءاته هذه التي يسيء بها إلى نفسه أولا , فهي ثانيا تسيء إلى نهج البرزاني الأب الخالد الذي يمثل حزبه البارتي ذلك النهج , فتصرفاته الصبيانية والغير واعية لا تخدم الكرد أبدا , بل وتساعد في بناء شرخ بين الأطراف الكردية , وعلى أسياده التدخل لكي يضعوا حدا لتخبطاته , وإيقاف تطاوله على مقدسات الشعب الكردي , فهي بشكل أو آخر تسيء لهم أيضا.
23-05-2013
#أحمد_دادالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟