محمد رشو
الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 23:18
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
أرجع الكاتب السبب في عدم كون الكورد أمة غزوات إلى عدة أسباب منها جغرافية التكوين القاسية الجبلية الوفيرة الخيرات و ما رافقها من ثقافة التكوين التي يدعوها الكاتب ثقافة الإكتفاء، نظراً لوفرة خيرات كوردستان.
ثم يتابع الكاتب في سرد الأسباب ليصل إلى ما سماه الذهنية السياسية، فبرأي الكاتب أي عملية غزو تحتاج إلى دولة مركزية قوية وزعيم حازم مستبد والقوة القتالية الباطشة، بينما الكورد وبسبب ثقافتهم التكوينية فهم لديهم نزعة رفض السلطة المركزية، والايمان بسلطة المجلس (Con Gir)، ثم يستعرض الكاتب عدة أمثلة من التاريخ الكوردي القديم.
ومن الأسباب ايضا برأي الكاتب ايديولوجية الغزو، فايديولوجية الغزو قد تكون دينية كما الآشوريين أو العبرانيون أو البيزنطيون أو المغول، وقد تكون إيديولوجيا قومية بغطاء ثقافي كاليونان و الرومان و الاستعمار الحديث، بينما الثقافة الكوردستانية كانت تعتمد على الإنكفاء على الذات حسب الكاتب، ويُرجع سبب عدم استفادة الكورد من الإسلام لهذا السبب أيضا.
ثم يقوم الباحث بعرض وجهة نظره في أنه مكسب رائع أن تكون أمة غير غازية، إلا أن القوى الغازية المحيطة بكوردستان التي لا تفهم إلا بمنطق القوة الباطشة، ما جعل من كوردستان مرتع للمحتلين يعيثون فساداً فيها.
بالنهاية يُرج الكاتب سبب التشتت الثقافي بين الساسة و النخب وسبب عدم عقد مؤتمر كوردستاني شامل وإحلال مشاريع المواطنة بدلا من مشاريع التحرر، يُرجعها إلى ثقافة التكوين الكوردستانية.
ويدعو كافة النخب السياسية و الثقافية أن يتغلبوا على النرجسية الشخصية و النرجسية الحزبية، والتحرر من ثقافة الهزيمة، والتوحد، وأن يجعلوا من شعبهم ووطنهم قبلة لهم في كل مكان زمان.
المراجع:
آرنولد توينبي، ودايساكو إيكيدا، التحديات الكبرى ص24
أ.و.ف. توملين، فلاسفة الشرق، ص241
ول ديورانت، قصة الحضارة، 3/77.
د. علي زيعور، الفلسفات الهندية، ص86،286
صاموئيل كرايمر، من ألواح سومر، ص79.
دياكونوف، ميديا، ص115-116، 185، 379.
عبد الحميد زايد، الشرق الخالد، ص574-575
ابن شداد، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، ص64-65
هيرودوت، تاريخ هيرودوت، ص93.
أبو شامة، عيون الروضتين في أخبار الدولتين النوريّة والصلاحية، ص3/67، 86،88
#محمد_رشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟