أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - العلمانية هي تفاؤلية العصر الحديث














المزيد.....


العلمانية هي تفاؤلية العصر الحديث


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1177 - 2005 / 4 / 24 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لوكان للثقافة العربية شرف إنتاج مفهوم العلمانية , لاستقرت عملية نحت المفردة لغويا , في نسبة المفهوم للعلم , فالعلمانية في هذه الحالة , ستكون ذات مرجعية علمية , وبتصريف آخر ستكون العلمانية , بالاعتماد على العقل العلمي , منهجا أو اتجاها , موقفا , بل حتى كمرجعية فكرية أو قانونية تسمح بقيام شتى أنواع الأنظمة السياسية المختلفة شكلا , ولكن المعتمدة وبشكل فعلي على المقاربات العلمية الهادفة , ليس لتحقيق حياة أفضل , بل ولجعل الحياة الإنسانية أكثر تفاؤلية ونجاحا .
قد يكون من المفيد منهجيا تقسيم المراحل التاريخية للحياة الإنسانية , وفقا للحاجة , الى ثلاثة مراحل وذلك وفقا للمرجعيات الفكرية أو الأيديولوجية :
1- مرحلة الخرافات والأساطير والألوهيات .
2- مرحلة الأديان السماوية المتعددة .
3- المرحلة العلمانية.
من الخطأ بأن العقل العلمي لم يكن بمثابة قاسم مشترك أصغرى ولجميع العهود والمراحل , فلقد كان العقل العلمي ملازما للتطور البشري في جميع المراحل , ولكنه تضخم , وتكبر على أكبر صورة ممكنة له في عصر العلمنة , ولم يعد لمساحة قاعدته الهرمية حدود , وحيث اتسع نطاقه ليشمل كافة فئات المجتمع , وطبقاته وطوائفه , ليصل الى مرحلة الاستقرار شبه الطبيعية و والمتمثلة في سيادة الفرد الوحداني , والوجداني وبوصفه أعلى قيمة أنتجته الحضارة الإنسانية , بحيث تمت عملية التحرر من سلطة الجماعات الخاصة , من كهنة وسحرة وتقانة , بل من صحابة وقداسة , وكل إشكال التراتبية الدينية .
لا معنى للحياة بدون فرد , والفرد بمثالية غير افلاطونية التسلط , وبدون ضمانة , فالبحث الصادق و وهو من شعارات ما قبل العلمانية , هو عن امكان محتمل لإنسان ما , مجهول الموقع و يمكن له إفادة البشرية التائهة , أو رفع مستواها بما لايمكن قياسه مع الزمن التقليدي الموروث , بل المغلق , وأحيانا غير التفاؤلي بالمرة .
من يخدم الآخر الملك أم رعيته , بل وكيف تتم مثل هذه العملية , هذا ما يمكن دعوته بالأمر المحتمل الحدوث , وفي ظل غياب الهندسة البشرية المطلقة و المفصلة , وفقا للأهواء والنزوات .
العلم متواضع للغاية أمام الكوارث , كالزلازل , والبراكين والفيضانات والأوبئة , حتما , ولكنه يؤمن بضرورة خلق الشروط الملائمة , بل اللائقة سياسيا واجتماعيا , وبهدف حماية الفرد وضمان عيشه الكريم , من كل أشكال الطغيان بحجة المجتمع , مما يؤدي الى عملية حرمان , واختباء للطاقات بل وهدر لها في فراغ كوني عظيم , يهزأ من كل محاولة امتلاء بشري .
العلمانية اليوم ليست فصلا للدين عن الدولة , بل هي محاولة لفصل كل ماهو رجعي ضيق الأفق , بل ولا يسمح للطاقات البشرية في تحقيق عملية التطور , ومن أجل فعالية معتبرة أكبر , ولكل حياة فردية عابرة .
الحياة الفردية اللائقة تتطلب على الدوام وجود سلطة تمنع القمع , من غير غاية أو هدف , فلا يجوز لسلطة النص أن تطغى على البشر , ولا سلطة لاعتقاد لا يدعمه العقل العلمي , بدون برهان نظري أو عملي .
المفاهيم المغلقة على الحتمية , والمستسهلة لنتائج النزعة التاريخية المزيفة , أصبحت اليوم متهالكة وفي حالة شيخوخة , ومازال شباب المفهوم العلماني , ماثلا أمام كل ذي عينين .
نحن الآن نواجه تحديات الألفية الثالثة , أو مآزق مشبوهة أو محتملة لعالم ما بعد الحداثة , وحيث تتمشكل المشاعية بالشيوعية , وبحجة التصادم مابين الخرافة والأسطورة , والألوهية , مع العقل العلمي و هو اصطدام غير مفتعل , فهل يمكن أن يصيب العقل العلمي المحرر بلا حدود مرض فتاك يمنعه من مواصلة أداء دوره , في الكشف والتفاؤل بلا حدود ؟
العلمانية الحقة هي التنوير والتحرير والتثوير , ولكن الأهم في سلطتها , ليس كرامة الإنسان فحسب , بل في قدرتها على تمهيد السبيل لخلق مجتمعات منفتحة , تقبل الأفكار الجدية , وفي محاربة كل عملية انغلاق , تنشر الفكر اليائس , بل وتمنع كل عملية فتح آفاق جديدة , تفاؤلية و وهذا ما سيبقى عليه جوهرا للعلمانية الأصيلة .
احمد مصارع
الرقه - 2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بدون معارضة , هي سوريا بدون طبقات
- تحية للمرحوم روبرت أوين
- الشرق بين الخطيئة والجريمة
- اللاسياسة أو انتحار البغل
- العقل وحرية الوجود
- حق التظاهر السلمي بعد حق الحياة
- دستور : الاتحادية أفضل من الوحدوية
- هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟
- القس سعدي يوسف يطل من شباكه اللندني
- الإرهابي لا يمكنه تعريف الإرهاب
- الجامعة العربية منبر للخطابات الغبية
- شاكر النابلسي , يحرق نجمه مع الشهب
- التناحر الشعبوي والشعوبي
- قمة الجزائر , والطرق على حديد بارد
- الهداية من الله
- سجل بر , لعبد الخالق السر
- الشجرة السورية في وجه العاصفة الدولية ؟
- شكرا لشباب سورية
- سوء تفاهم
- رسالة الى السيد حسن نصر الله


المزيد.....




- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - العلمانية هي تفاؤلية العصر الحديث