أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - صيف بعثي ملتهب














المزيد.....

صيف بعثي ملتهب


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 13:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل يملك حزب البعث في مؤتمره القادم شجاعة تسريح مليون وبضع مئات الآلاف من أعضائه والاكتفاء بوضعية تنظيمية حقيقية كبقية الخلائق الحزبية التي عندها عدد واقعي يفي بالأغراض الحزبية.؟
لا نعتقد ذلك.. ولا يمكن الرهان على أي حزب يتربع على عرش سلطة يحتكرها لعقود تسمح له بتحويل الشعب بأجياله المتلاحقة إلى ما يشبه العجينة يحزِّب منها ما يشاء ويرغب ليملك كم قطيعي حزبي يقطع من خلاله الطريق على مستقبل آخر.!
انطلاقاً من هذه الحقيقة الملموسة وحدها، يصعب الرهان على حزب البعث في إمكانية الاستجابة لبعض الاستحقاقات الداخلية الحيوية على وجه الخصوص، وستظل اللعبة السياسية رهن مراكز النفوذ العسكرية، والأمنية، والحزبية الجديدة، والصراعات المستترة بين العائلات التي هيمنت على مقدرات البلاد لأكثر من أربعة عقود وهي معروفة جيداً للشعب السوري.. ومعروفة حجم الانتصارات التي حققتها في ميدان الثراء الفاحش المتناسب طرداً مع فقر غالبية الشعب وعكساً مع الإنجازات التي تكَّفل إعلام السلطة في لعب دوره التضليلي في تغطيتها وبخاصة الاستثمار الرخيص لمشاعر الناس الوطنية فظل يردد الأباطيل، والأكاذيب، ويعزف أناشيد التقديس إلى أن وصلت البلاد إلى حالة لا تسمح ببقاء المستور مستورا..ً والأكاذيب حقائق.! لقد تكفلت المتغيرات السياسية الدولية، والثورة المعلوماتية المذهلة، في الوصول إلى النهايات المحتومة فحبل الكذب قصير كما يقول المثل الشعبي.. واليوم، هل من العقل أن يتعلق مصير البلاد والعباد بمؤتمر لحزب واحد يعرف هو نفسه أنه لم يعد يملك رصيداً يؤهله للاستمرار في موقعه الذي احتكره أربعين عاماً بالتمام والكمال.؟ ثم ليكتشف أهل البلاد أنهم أصبحوا في ذيل قائمة الدول المتقدمة حيث تحصد سورية بجهود ونضالات سلطة البعث الخلاقة أسوأ مراتب الفساد، وانعدام الحريات، والسوية العلمية، وفي حقل القانون والقضاء على الموقع الأسوأ في العالم.!
كل هذه الرذائل محتّمة في تاريخ البلدان التي تنعدم فيها إمكانية تداول للسلطة ففي ظل الاحتكار الحزبي الأحادي تنعدم بالأصل الحياة السياسية جملة وتفصيلاً، وهذا الوضع هو بالضبط الذي يناسب غير الشرفاء، وفاقدي الكفاءات والمواهب حث تتشكل حلقات متماسكة من أسفل الهرم إلى أعلاه فلا يمر إنسان حتى لو كان بعثياً أباً عن جد و مهما كانت أهميته العلمية أو الاقتصادية أو غير ذلك إلا من خلال إحدى هذه الحلقات الأخطبوطية التي تتوارث المواقع وتورِّثها إضافةً إلى أنها تتمدد إلى خارج الحدود بهدف التوسع المالي والاجتماعي وتأمين حلقات خلفية مستنسخة تحت مظلة الأخوة، ووحدة المصير، والتكامل وغير ذلك من ادعاءات لا يأتيها غير الباطل من كل اتجاه.!
وإذا كان المخاض ألبعثي سينتهي إلى مؤتمر يلد فأراً ميتاً مع كل الانفراجات التي ستحصل فما سبيل الخلاص إذن.؟
نعتقد أن الرئيس الأسد وحده من يملك في الظروف الراهنة إمكانية أن يتواءم مع المجتمع الدولي ومستجدا ته السياسية لكن عبر مشروع آخر لا يمت لمشروع التحديث والتطوير المعلن عنه بصلة وهذه المواءمة وحدها الكفيلة بفتح باب الخروج من الأزمة الشاملة التي تعصف بالبلاد وإذا أردنا وضع عنوان لمثل هذا المشروع فلن يكون غير كسر هيمنة حزب البعث وإعادته إلى المجتمع مثله مثل غيره من الأحزاب، والبدء بمأسسة السلطة كي تتحول إلى دولة حقيقية بما يعني ذلك من فصل حقيقي للسلطات وجوهر المشروع لا يمكن أن يكون غير صياغة مدنية جديدة للدستور السوري تستجيب لكل الاستحقاقات الداخلية وتوفر المعايير والاشتراطات الدولية..إنه باختصار: مشروع تحويل السلطة إلى دولة..!
نعم لقد حان الوقت كي تتحول السلطة إلى دولة حيث لا رعية ولا راعٍ بل مواطنون أحرار ورئيس منتخب..وهذا وأيم الله لهو مفتاح الخلاص الوطني.



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيرة نبيل فياض فيما أجمع عليه الخطباء
- الوحدويون الانشقاقيون
- الأوباش الأمريكان لا يعطوننا نظير أتعابنا.!
- الحركة التصحيحية الجديدة
- لماذا تعشق المرأة المسلمة قيدها.؟
- رياض سيف.. مرحباً.!؟
- فظائع شارون أم : عجائب الرقم العربي : 0،01 .؟
- القتل غير الرحيم على الطريقة السورية
- المصافحة الفاتيكانية.. والاستحقاقات الفورية
- بروفة كلكاوية استباقية
- غربلة المقدسات بين الدين والسياسة
- قائد السرايا يردّ على حزب الكلكة
- الجبهة الوطنية التقدمية..وخيبة الغياب التام
- حزب الكلكة وقائد سرايا الدفاع
- مؤتمر البعث ومخرج العقلاء
- لا توقيت للحرية أيها الرئيس
- الله: بين أحزابه..ومخابراته
- هذا اللبنان
- فانتازيا القمم
- الكورد..قضية شعب


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - صيف بعثي ملتهب