أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - صفحة من كتاب ( أنباء الدهور وأنباء العصور: للشيخ أحمد صبحى بن منصور )















المزيد.....

صفحة من كتاب ( أنباء الدهور وأنباء العصور: للشيخ أحمد صبحى بن منصور )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 ـ .. وحلّ العام العتيد ، وأهل مصر فى ضنك شديد. فالخبز فى حُكم المفقود ، والغموس هو فقط هو الموجود ، فقط للفتى الموعود . وصار الفول والطعمية من المحرمات الطبيعية . وأصبح الجاز والبنزين محرما على الأقباط والمسلمين . وشحّت الكهرباء ، فعاش الناس فى ظلام وعماء . وبسبب ارهاب البوليس ، من الاربعاء الى الخميس . إمتنع الناس من الجهر بالشكوى، وأخذوا فى الهمس والنجوى. ومن لديه الجنيهات مكدّسة ، أضحت مجرد أوراق مفلسة . لا تكفى لوجبة طعام ، أو لشراء السجائر والدخّان . حتى اللصوص والحرامية، لم يجدوا ما يسرقونه بالكلية ، فقدّموا استقالة جماعية ، وانتظموا فى طوابير التسول اليومية ، وأمام مصلحة الشئون الاجتماعية . وانتشرت أكثر وأكثر اللحى والذقون ، لتوفير اجرة الحلاقة وثمن الصابون. ووصل الناس الى حتمية الاختيار، بين الموت جوعا أو الانتحار . فخزينة الدولة خاوية ، وخزائن الحبوب خالية . والمجاعة على الأبواب ، تهدد أهل مصر بالدمار والخراب . هذا بينما ينهمك رئيس الجماعة ، فى مفاوضات ساعة بساعة . مع الرئيس السابق ، السارق . الذى نهب البلايين ، وهرّبها ذات الشمال وذات اليمين ، فى كل بلاد العالمين . والاشاعات تقول إن الجماعة ، تستخدم المجاعة. لالهاء الشعب المسكين ، عن تلك البلايين . ليلهفها الرئيس والجماعة ، بكل خسّة ونطاعة . أما قادة العسكر فهم عن الشعب لاهون ، وبهمومه لا يعبأون . فامتيازاتهم محفوظة ، وشخصياتهم محظوظة . وقد أعلنوا انهم ينتظرون ساعة الصفر ، عند طلوع الفجر . بلا تحديد وبلا تعيين ، خداعا للشعب المسكين .
2 ـ ولكن روح الشعب المصرى لا تستكين ، مهما بلغ استبداد الطّغاة الظالمين . فهو شعب حويط ، وغويط ، وعميق كالمحيط . وهو شعب عجوز ، والاستسلام التام عنده لا يجوز . وكم شهد من حقارات الملوك والسلاطين ، الذين ماتوا قتلا وسجنا فى الزنازين . فالشعب دوما فى النهاية يثور ، ويجعل الظالمين أسرى القبور .
3 ـ لذا ففى عتمة اليأس ، اجتمع أولو الشجاعة والبأس. علماء وخبراء وشخصيات ، من مختلف التيارات ، والتخصصات والطبقات . وتكونت منهم قيادة حكيمة ، وضعت خطة عظيمة . وفى ساعة الحسم إقتحموا السجن . وسيطروا على قيادته ، وحراسته . ثم دخلوا على الرئيس السابق ، السارق . وفى قبضتهم أسرته ، ومعهم العجوز زوجته . فصرخوا جميعا فى نفس الوقت والأوان ، من حسنى الى سوزان . وتم حجب الأخبار ، عما يجرى داخل الأسوار . فلم يعرف أحد فى مصر ، من العشاء حتى مطلع الفجر . بما يحدث للرئيس السابق الحرامى ، وشلته من الأحذية والصرامى . هذا بينما كان الرئيس الحالى يتشاور مع عشيرته ، وأرباب جماعته . كانوا يتهامسون ، ومع بعضهم يدبرون ، فى كيفية توزيع أموال الرئيس السابق ، السارق . ثم اتفقوا على طلب المزيد من البلايين ، مقابل بعض الامتيازات له والتكريم .
4 ـ أما الثوار ، الأحرار ، فقد نقلوا الرئيس السابق ، السارق . من مستشفى السجن ، الى قاعة كبيرة للحبس . هى زنزانة كبيرة عادية ، ولكن مجهزة بكل أدوات التعذيب الاعتيادية. وأدخلوا الرئيس السابق العتيد ، ومعه أسرته مكبلين بالحديد ، وجميعهم فى حالة من الهلع الشديد . يشبه الذعر العظيم ، الذى أذاقه لملايين المصريين ، وقيل لهم بكل عزم وتصميم ، أنهم سيذوقون طعم التعذيب المهين ، الذى أذاقوه لملايين الأبرياء المساكين ، وأن هذا هو العدل المكين . فى كل الشرائع السماوية ، والقوانين الأرضية . واستعرضوا أمامهم آلات التعذيب ، فى سجون "الاصلاح والتهذيب ". وشرحوا لهم ما ينتظرهم من آلام ، وأوجاع ، أمامها أقوى قلب يرتاع .وما ينتظرهم من ذل إهانة ، وتحقير ومهانة . يعرفها المصرى البرىء المسجون ، وقد تصل بهم للموت وحافة الجنون . وفرقعت أمامهم آلات التعذيب الكهربائية ، وأسواط الجلد السلكية ، وأوضاع الاغتصاب الهمجية ، وكلها من الأمور الروتينية، فى السجون المصرية . وقالوا أنه لا بد من تطبيق العدل التام ، ولو أدّى للموت الزؤام ، ولا بد أن يذوقها الرئيس السابق وأسرته ، كما أذاقها لشعبه وأمّته .
5 ـ صرخ الرئيس السابق بكل قوته ،وصرخ معه أعوانه واسرته . وأبدوا الانصياع التام ، لأى إشارة وكلام . وبذلوا كل فروض الطاعة ، لأى أمر تأمرهم به الجماعة . فقيل لهم أنهم الآن ليسوا تحت سيطرة الجماعة المحظورة، الحاقدة الفاشلة الموتورة ، بل هم رهن إشارة الشعب الضحية ، الذى عانى القهر والذل والأسية . وقد آن له أن يسترد منهم كل ما سرقوه ، وجميع ما هرّبوه . ويجب أن يحدث هذا الآن وفى الحال ، وبلا انتظار أو إمهال . وأنهم كقادة الشعب قد أعدوا لكل شىء عدته ، وجهزوا لكل أمر وسيلته . وأن معهم الخبراء ، من الفنيين والعلماء . بدءا من متخصصين فى التعذيب والاغتصاب ، للنساء والشيوخ والشباب . الى خبراء الاقتصاد والاتصالات ، ومن جهابذة القانون والأسهم والسندات ، الى أساتذة البنوك وشتى المعاملات . كلها لاستعادة أموال مصر ، الآن وقبل مطلع الفجر . وكل ما على الحرامية هو الطاعة ، بلا أدنى تردد أو نطاعة . وأن يقوموا الآن بالاتصالات، لتحويل الأرصدة الى البنك المركزى بالذات . وأعطوهم خمس دقائق للتسليم ، وإلا فسيبدأ التعذيب الأليم . وسارع الحرامية بالموافقة التمام ، وبدأت الاتصالات ببصمة الصوت وبالارقام . وأفشوا كل ما كان لديهم من معلومات ، وما خبأوه من أرصدة وعملات ، وقصور وأراض وفيلات ، ومنتجعات ، وشركات ، وأسهم وسندات ، كلها تم استرجاعها فى عدة ساعات . قبل مطلع الفجر ، وبكل سهولة ويسر ، الى ..مصر .
6 ـ وفى اليوم التالى صحا المصريون ، على ما يذيعه التليفزيون . فالرئيس السابق ، السارق . يعترف وبدموع الندم ، بكل ما سببه للمصريين من مهانة وفقر وألم . ويطلب من الشعب الصفح والغفران ، على ما ارتكبه من جرائم وآثام . ثم يفضح الجماعة المفترية على أعمالهم الخسيسة الدنية . وكيف كانوا يساومونه ، ويفاوضونه ، بالترغيب والترهيب كى يأكلوا كل أموال التهريب . أى يسرقون منه تحويشة العُمر وتعب السنين والتى سرقها فى أعوامه الثلاثين ، ليأكلوها فى لمحة عين . وإنه تاب ،وأناب . وفضّل أن يعيد للشعب المصرى المسكين ، ما نهبه من بلايين . ويرجو منهم الصفح والغفران ، والأمن والأمان .
7 ـ بذيوع هذه الأنباء والأخبار ، فى كل شارع وبيت ودار. أسرعت قيادات الجيش الوطنية ، بإعتقال كل أعضاء الجماعة المفترية ، وأقامت لهم محاكم ثورية ، وسياسية ، بلا رحمة ولا حنّيّة . وحاسبتهم على كل الجرائم المعلنة والمخفية ، من نهب وقتل وطغيان وهمجية ، وانتهاكات شرعية ، وقانونية ، ودستورية ، وخصوصا الجرائم السياسية ، بإهانة الرئاسة المصرية ، فى المحافل الدولية ، والاستقبالات الرسمية ، والمؤتمرات العالمية ، وبالتسول من الدول والمنظمات الدولية ، وكيف صيروها مسخرة فى أجهزة الاعلام العالمية ، وجعلوها تابعة لإمارات خليجية ، من أميرة قطر الى نساء الأسرة السعودية . وأقام الثوار فى مصر، حكومة تنبض بنبض العصر ، بلا سلفية ولا وهابية ، ولا ابن القيم وابن تيمية ، بل بمرجعية مواثيق حقوق الانسان الدولية ، وهى الأقرب الى قيم الشريعة الاسلامية ، الحقيقية ، وقامت بتطهير التشريعات المصرية من كل القوانين الاجرامية، التى تنتهك الحقوق الفردية، والكرامة الانسانية.
8 ـ وبهذا تخلصت مصر من الأشرار ، وعادت لأبنائها الأحرار ، واستعادت مكانتها الرائدة ، وسُمعتها الخالدة ، وتعانق حاضرها الجديد مع مجدها التليد . وصار حُكم العسكر والفلول والاخوان ، من مواعظ وعجائب الزمان ، مثل مصباح علاء الدين ، وعلى بابا والحرامية الأربعين . وتقرر اعتبار هذا اليوم يوم 36 شهر 15 عام 2020 عيدا قوميا لكل المصريين .
9 ـ وصارت الأجيال اللاحقة من المصريين ، فى تعجب وغضب وحنق وأنين . وهم يتساءلون ، ويتعجبون ، فى جنون . كيف صبر أجدادهم على هذا العذاب المهين ، وكيف سمحوا للإخوان المجرمين ، الكاذبين، المفترين ، السنييين ، الوهابيين ، بقهر المصريين ، من أقباط ومسلمين .!.
10 ـ وهذا من عجائب الأمور، فى كل الدهور ، والعصور ، كما قال الشيخ أحمد صبحى بن منصور ، فى تاريخه المذكور .!.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( كتاب الحج ب 4 ف 22 ) (على : خليفة فاشل ، قهره عصره )
- ( كتاب الحج ب 4 ف 21 ) إنتهاك الأشهر الحرم فى معركة صفين فى ...
- ( كتاب الحج ب 4 ف 20 ) ( خلافة على والانتقام الالهى فى موقعة ...
- ( كتاب الحج ب 4 ف 19 ) الانتقام الالهى من عثمان
- ( كتاب الحج ب 4 ف 18 ) انتهاك الأشهر الحّرم فى خلافة عثمان
- كتاب الحج ب 4 ف 17 : ) انتهاك الأشهر الحّرم فى خلافة عمر
- كتاب الحج ب 4 ف 16 : أبو سفيان فى خلافة ( عُمر)
- كتاب الحج ب 4 ف 15 : انتهاك الأشهر الحرم فى خلافة أبى بكر
- كتاب الحج ب 4 ف 14 : خالد هو سبب قتل أبى بكر
- أهلا بالموت قتلا
- تاب الحج ب 4 ف 13 : ( عُمر) هو قاتل أبى بكر
- كتاب الحج ب 4 ف 12 : ( عُمر) فى خلافة ابى بكر
- كتاب الحج ب 4 ف 11 : ( عُمر) العميل الأكبر لأبى سفيان
- كتاب الحج ب 4 ف 10 : خالد وعمرو عملاء لأبى سفيان
- شعب فاسد
- كتاب الحج ب 4 ف 9 : أبو سفيان هو رأس المكر القرشى
- ماذا لو أنّ باسم يوسف فعلها ..!!
- كتاب الحج ب 4 ف 8 : مكر قريش وراء حرب الردّة
- كتاب الحج ب 4 ف 7 : مكر قريش باستغلال الأعراب ضد النبى والمس ...
- مؤامرة لقلب نظام الحكم


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - صفحة من كتاب ( أنباء الدهور وأنباء العصور: للشيخ أحمد صبحى بن منصور )