أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محسن صابط الجيلاوي - لوحات معبقة بتراب الوطن / ناصر خانة في ستوكهولم














المزيد.....


لوحات معبقة بتراب الوطن / ناصر خانة في ستوكهولم


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 13:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدعوة من المركز الثقافي العراقي في العاصمة السويدية ( ستوكهولم ) تم يوم 15-05-2013 وعلى قاعة الفنان كاظم حيدر افتتاح معرض الفنان ناصر حسن خانة تحت عنوان ( أعط عنوانا لهذا المعرض ).

والفنان ناصر خانة من مواليد الكوت 1952 ، درس النحت والرسم في أكاديمية الفنون الجميلة ، عضو نقابة الفنانين والتشكيليين العراقيين ، أقيمت له عدة معارض فنية، له مساهمات نحتية كان اخرها نصب تذكاري لمقبرة المحاويل الجماعية في جامعة الحلة بارتفاع 15 مترا ، إنجاز بانوراما ( اليوم الموعود ) بمساحة 240 متر ، ويعتبر من الجيل الذي واصل آصاله الرواد في المشهد الفني العراقي .

في أعمال خانة هناك مزج فريد للأبعاد الاجتماعية ، فمساحات اللوحة بكل تفاصيلها مكللة بالجمال والفرادة وتقف إلى جانب الحياة رغم كل الألم الموجود ، هي تستفزنا وتثير حواسنا وتعصر أفكارنا المحلقة في سماوات مدهشة لنصل إلى قراءة متأملة وجادة ومطلوبة في تعبيرات وجوه وأجساد وشخوص وعوالم الفنان...!

في لوحات كثيرة يشتغل على العين والعضلات التعبيرية لها وهي هنا لا تعيش غربة التجريد بل هي وسيلة تحقق التأثر والتأثير المطلوب لتسبح في متخيل المتلقي الذي أنهكته الأيام المريرة لوطن عانى كثيرا، العين هي المكان الذي يرى العالم ، مكان في الجسد الإنساني قادر على التقاط اللحظات الدقيقة للمشاعر، إنها مكان مسكون بالهواجس والخوف والفرح والحب والانتصار والهزيمة ، العين تقدم الشامل والهام والمنفعل في كل التفاصيل لتخط سفر الحالة الراهنة واللحظية لقدرة البشر على الكلام الصامت العميق الدلالة والمعنى ...!

رغم كل التعاسة التي تحيط حياتنا لكن الفنان أراد أن يساعدنا بكل قوة عبر السرد المكثف للوحة على تلمس لحظة أمل وفضاء أجمل قادم، كل مساحة اللوحة مشغولة بصنعة ماهرة ومنضبطة ومدروسة لتخط أثرا عميقا يعصف بالروح بكل قوة لتستل منها لحظات أثيرة في تضامن وجع الجماعية الإنسانية ...!

الجمال معادل صعب للقبح في حياتنا لكن رغم ذلك قدرة الفنان المدهشة على الخلق أستطاع أن يحقق مقاربة ممكنة تنتصر للإنسان في أقسى عذاباته ، فالجماليات هي أرقى وظيفة للفن ضد مشروع القهر والقبح والتدمير والاستلاب والعذاب...!

كل الكائنات الجميلة التي تلون حياتنا تدخل في فضاء ومشهد لوحات خانة في شكل مزاوجة مدهشة لها معنى ودلالات تجعل من قراءة أعمالة تأخذ وقتا فيه كل ذلك التأمل والجدية والإمتاع ومعها إدراك أهمية الفن ووظيفته في تغيير حياة الناس ...!

اللغة البصرية لديه لا نهائية وغير ثابتة بل هي مسكونة بمشاغل تريد أن تحدد موقفا فكريا مستمدا من حياة الفنان وتجربته ووقوفه إلى جانب القضايا الكبرى للإنسان المقهور لهذا خطوطه هائجة ولها القدرة على إثارة الأسئلة ومعها خلق مشروع حوار طويل ومستمر وغير عابر مع المتلقي عن جدوى هذه العيش وهذه الدنيا، تلك هي معادلة ومسعى الفنان الأصيل والمثابر والعميق...!

أستطاع ان يلون حياتنا بالإدهاش ويعطينا أحقية وأهمية وميزة تأملها بدل أن نمر عليها راكضين وسط لا أبالية ضجيج وصخب تناقضاتنا ومشاغلنا الكثيرة ...!

روحه تكتظ بالمتخيل والإبداعي في تلمس الأشياء والتفاصيل الصغيرة للروح الإنسانية ، عذابات البشر ، قلقهم ، صمتهم ، احتجاجهم ، أمالهم ، صبرهم ، عبثهم، قهرهم ،...وبهذا يعطي للوحة بعدا كونيا محلقا في مشروع انتصار البشر الكلي في هذا الكون...!

التجربة النحتية موجودة في فضاء اللوحة فشكل الجسد والحركية والعضلات فيها ذلك البعد وباعتقادي الشخصي المتواضع أعطت للفنان قدرة أكبر على براعة المزاوجة وهي تحسب له ففي حالات مماثلة قد يحدث ارتباك بين هذا وذاك لكن قدرة الفنان التقنية والفكرية وتجربته الكبيرة والإرث الهام للفن العراقي حققت له إمكانية مزاوجة جمالية هامة ومثيرة في روعتها وتألقها وبهائها ...!

هناك ملاحظة أن اللوحات التي عرضت معمولة بقلم الرصاص والحبر لسهولة جلبها وبهذا فالمعرض الذي أقيم بجهود شخصية لأصدقائه لا يعبر كليا عن مشروع وانشغالات فنان كبير له أثر وبصمة هامة في الفن التشكيلي والنحتي العراقي ...!

لقد احتفت ستوكهولم بفنان هام ورائد ، جعلنا بفنه نعيش لحظات ومشاعر مطرزه بالإبداع والسمو والآمال ، مساء شفيف كان فيه ناصر خانة يوزع بسخاء وكرم روحه النبيلة لتحتضن وتعانق وتلف الجميع ....!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( هربجي كرد وعرب رمز النضال ...!! )
- ( تشابه الراديكاليات وتماثلها في طبقة سياسية عراقية منسجمة . ...
- أوهام العراقي المريض ...!
- باختصار ( ثوراتنا ) وثوراتهم ...!
- ( لعبة المركز والإقليم )
- رسالة مفتوحة إلى الأخ حسان عاكف عضو المكتب السياسي للحزب الش ...
- العراقي وحب السلطة / تجربة تجمع صغير في السويد مثالا....!
- ( أيها الكرد رقابكم يانعة حان وقت قطافها )
- اليسار العراقي وحطام انقلاب 14 تموز...!
- المناضل عبد الرؤوف حسين علوان (أبو قيس ) وداعاً...!
- بعيدا عن السياسة : تمنيات من القلب إلى الأخ والرفيق حميد مجي ...
- إلى الأخ ( هافال زاخويي ) وسائر منظمات المجتمع المدني في كرد ...
- هل صحيح أن مسعود البارزاني كان مقاتلا ( بيشمركة ) ضد النظام ...
- الحزب الشيوعي العراقي - ( ضرب الحبيب زبيب) ...!
- ( المالكي وخصومه )
- آفاق وإشكاليات الثورة السورية على ضوء الدلالات في الواقع الس ...
- آفاق وإشكاليات الثورة السورية على ضوء الدلالات في الواقع الس ...
- ( الديمقراطيون للكشر ، الطيور على أشكالها تقع )
- ( لعبة الجبناء _ المالكي والأكراد وحلم الانفصال العاجل )
- ( صباح بهي مع زوال دكتاتور آخر )


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محسن صابط الجيلاوي - لوحات معبقة بتراب الوطن / ناصر خانة في ستوكهولم