|
قال الجاهل في قلبه ليس اله
اسعد اسعد
الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 12:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عبارة ما اقساها ان ابدا بها مقالي هذا ردا علي مقالات الاستاذ ليث البرزنجي المنشورة علي موقع الحوار المتمدن عن الالحاد و انكار وجود الله و انا لا اقصد بها السب و لا التجريح فهذه عبارة قالها داوود النبي و انا اقتبستُها منه و الكلمة جهل او جاهل هنا تعني قصور او عدم المعرفة الذهنية بامر ما و ضدها أو عكسها هو العلم بالشئ و لتوضيح ذلك اقول عن نفسي انا كمهندس جاهل بالعلوم الطبية لاني لم ادرسها و الطبيب جاهل بالعلوم الهندسية لا نه لم يدرسها و هلم جرا فالجهل الذي يتكلم عنه النبي داوود هو جهل ناتج عن عدم المعرفة بالله التي ادت بالانسان الجاهل او الغير عارف ان يصل الي نتيجة او قرار انه "ليس إله".
و في اثناء رحلاته العديدة و قف بولس رسول يسوع المسيح يخاطب فلاسفة اليونان في اثينا مثبتا لهم رسوخ العقيدة اللاهوتية في الضمير البشري و يوضح لهم قصور العقل عن ادراك الله رغم ادراك الضمير له فقال بولس في خطابه امام مجمع الفلاسفة اليونانيين ما نصه " بينما كنت اجتاز و انظر الي معبوداتكم وجدت ايضا مذبحا مكتوبا عليه "لإله مجهول" فالذي تتقونه و انتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به الاله الذي خلق العالم و كلّ ما فيه هذا اذ هو رب السماء و الارض لايسكن في هياكل مصنوعة بالايادي".
و لقد قرات للاستاذ البرزنجي عدة مقالات يشرح فيها فلسفة الالحاد و تفسيره اذكر منها علي سبيل المثال "الالحاد و معني الحياة" و "خواطر علمانية" و مهزلة المعجزات و عجرفة التفسير" و "ملايين و بلايين" و كلها مقالات الحادية تتحدي من يدّعي الايمان بوجود الله ان يُثبت وجوده و لقد أُعجبت بالاسئلة و المناقشات التي اثارها الاستاذ البرزنجي لان ما فيها من معلومات و مداخل للتساؤلات و المناقشات تحوي الكثير من الاشياء التي كنتُ اجهلُها فعلا فانا يا استاذ برزنجي اعترف لك باني كنت جاهلا بما انت كتبت و انا اتساءل هل تؤمن انت بالمعلومات الفلكية التي اوردتها في مقالاتك عن الشمس و الارض و النجوم و الكواكب و خاصة تلك المعلومات التي في مقالتك المعنونة "ملايين و بلايين"؟ و من اين اتيت بهذه المعلومات؟ و اضح طبعا انك اتيت بها من مراجع علمية رياضية و فلكية و لا شك ايضا انك تثق في شخصية الناشر و المؤلف لانك اوردت معلوماتك عن الفضاء و الكون في مقالك كحقائق علمية كونية و ليس من باب الخيال العلمي فانت لم تَنسب هذه المعلومات الي نفسك أي انه لم تكن انت الذي دخلت المعامل و المراصد الفلكية و شاهدت الكواكب و الاقمار و الافلاك بعينيك و حسبت احجامها و ابعادها بنفسك و ظاهر ان ما اوردته انت في مقالاتك لم يكن علمك انت شخصيا بل نقلته لنا من مصادر تُعد بالنسبة لك مصادر موثوق بها لان اساتذتها متخصصين في هذا الفرع من علوم المعرفة او هكذا اوردت انت الينا هذه المعلومات كما عن مصدر علمي موثوق به عنده الحيثيات التي تجعلنا نصدقه و ليس من افلام او كتب الخيال العلمي المصنوعة في هوليود بغرض استعراض الفن السينمائي او من الكتب التي تباع للتسلية بغرض اثراء خيال الانسان و ليس لتوسيع معرفته العلمية لانه ببساطه موضوعها هو الخيال و ليس الحقيقة و الخطر كل الخطر ان تقرا كتابا عن غزو الفضاء و الكواكب تاليف أورسن ويلز مثلا لتكّون منه معلوماتك عن أحوال الفضاء الخارجي بل انت تستقي المعلومات من مصادرها فمراجع وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) تختلف عن كتب التسلية كما انه لا يمكن ان اقرا كتابا في الهندسة لكي استقي منه معلومات عن الامراض و علاجها فاذا لم اجد وصف الامراض و طرق علاجها في كتب الهندسة فهل هذا يعني ان المرض غير موجود . و أيضا لا يمكن ان اطالع كتابا في علم القانون الجنائي لكي ابحث فيه عن معلومات عن اسس محاسبة الشركات فاذا لم اجد شيئا عن محاسبة الشركات فهل هذا يعني ان الشركات ليس لها نظام محاسبي . و بالتالي دعني اسالك كيف يمكن ان تستقي معلومات عن الله من كتاب عن الفلك و الرياضيات فانه بنفس المنطق لا يمكن الارتكان الي كتب الرياضة و الفلك و هي تحوي اشياء لاتُدرَك بالعين المجردة و لا تحسها و لا تؤثر فيك تاثيرا مباشرا لكي تناقش بها امور الله و وجوده و فلسفة ادارته للكون و هي ايضا اشياء لاتُدرَك بكتب العلم و لا كتب القانون ولا كتب الطب.
و انا اسالك ان تنظر حولك كم مبني من الحديد او الخرسانة قد انهار اثناء بناؤه او بعد بناؤه هل معني ذلك ان نظريات الانشاءات و التنفيذ باطلة ام ان المهندس او المقاول او كلاهما معا سواء سهوا او عمدا قد اخطاْ و تكون النظريات التي في الكتب هي اساس محاسبتهم و دعني اقول لك انظر حولك في احوال الانسان اليوم القتل و الدمار و السرقة و الاغتصاب و الظلم و الحرب و الموت اشياء يرتكبها ملايين البشر كل يوم لن تجد عنها علما و لا علاجا في كتب الهندسة او الفلك و لا حتي القانون الذي يعاقب فقط و لا يشخص السبب و لا يعالج العلة لان تشخيص و علاج هذه الامور و شرح اسبابها و كيفية التغلب عليها موجود فقط في كتاب الله و الشئ المحزن ان القليل من المشاريع تراها امامك تنهار اما البشر فانهيارهم الاخلاقي و الادبي امامك في كل يوم في كل زمان و في كل مكان و انت في هذه الحالة بكل كتبك عن الفلك و فلسفتك عن الالحاد لن تستطيع ان تنسب هذا الي الله لانه في رايك غير موجود و لن تستطيع ان تنسبها الي نظرية الصدفة و الانفجار الكوني لانك بهذا تخلي الانسان من مسؤليته الادبية تجاه تصرفاته و ايضا تعفيه من المحاسبة.
فاذا اردت مناقشة شئ عن الله فعليك بكتاب الله و انا كمسيحي اقول لك ان استقاء المعرفة عن الله و تشخيصه لامراضنا الادبية و اسبابها و كيفية علاجها لن يتاتي بوضوح الا بالاصغاء لما قاله شخص عرف الله معرفة جيدة و لا يستطيع احد علي و جه البسيطة او ممن غادروها ان يدّعي كامل المعرفة عن الله الا واحد فقط اسمه يسوع المسيح الذي دُوّنت اقواله عن الله و كذلك افعاله التي فعلها باسم الله و حياته التي عاشها لله دُوّنت هذه بتفصيل في كُتُب الاناجيل التي دفع كاتبوها و حافظوها حياتهم ثمنا لما شهدوا به و دوّنوه عن يسوع المسيح هذا الذي كان هو اعلم الجميع علي الاطلاق بامور الله و هذه الكتب اسمها الاناجيل و هي كلمه ماخوذة عن اليونانية و تعني الاخبار السارة و هي موجوده ضمن عدد اخر من الكتب جُمِعَت في مجلد واحد اسمه الكتاب المقدس و هذا الكتاب نُسَخُه منتشرة في معظم المكتبات في معظم بلاد العالم بمعظم لغات العالم و تستطيع ان تستخدم ما ورد فيه علي لسان يسوع المسيح عن الله لمناقشة امور الله و انا ارجو الا تقع في مطب مناقشة تاريخيّة و حقيقة يسوع المسيح هذا حتي لا اطالبك باثبات تاريخية نابليون بونابارت او الملكة فيكتوريا فارجو ان تتسلح في مناقشاتك بمعلومات مصدرها هذا الشخص الوحيد الذي عرف الله معرفة كاملة حتي لا تكون جاهلا. فلا تصب غضبك علي الله بسبب انهيار تجّار الدين و باعة الشعارات لان الله نفسه قال عنهم "من ثمارهم تعرفونهم".
أما عدم وجود المعلومات الكونية الفلكية في الكتاب المقدس فذلك لان الكتاب المقدس غرضه ان يقدم للانسان شخص الله و ليس الكون الذي خلقه الله كما يقدم الكتاب المقدس ايضا الطريق الي معرفة الله و ليس لمعرفة الكون و هذه متروكة للذهن و العلم و الاستكشاف و اذا كنت تريد ان تعرف اذا كان الله حقا موجود فعندي لك و لكل الملحدين المخلصين جواب واحد هو اقرا ما قاله و فعله يسوع المسيح و بعدها قرر و هذا شانك اذا كنت تريد ان تبقي باختيارك ملحدا و تستمر بارادتك عن معرفة الله جاهلا.
#اسعد_اسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركة كفايه .. مصيرها الي النهايه
-
لا تحطموا الاصنام
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|