عندما يتقاتل الأُخوةُ الأعداء في (كوزا نوسترا)

فرقد الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يُحكى أن هناك مدينة تحت قبة برلمانها تجري حكايات وحكايات ,, غرائب وعجائب ,, أسمه برلمان الشعب ولكنه في حقيقته ليس سوى برلمان المافيات الجديده ,, أنه برلمان لا يجتمع نصابه على قاسم مشترك أكبرفيما بينهم أنما يجتمع أعضائه على نزاع مشترك أعظم هذا النزاع الدائم الحدوث هو السبب الأهم في بقاء أعضائه ,,, أنهم برلمانيون في (دولة المدينة ) لطالما كان التراشق (بالأحذية) حاضراً تحت قبة برلمانهم ولطالما حضر ممثلوا الشعب ومع حقائبهم الدبلوماسية أكياساً أضافيةً وِضِع فيها احذيةً أحتياطيةً ربما حين تبدأ المعركة فيما بينهم لابد أن يخسر الكثير منهم أحذيته فكيف سيعود ألى مقر أقامته بعد الهزيمة !! لقد رضي شعب المدينة بتمرير القوانين لتخدم مصالح ضيقه لذوي النفوذ في تلك المدينة كما ورضي الشعب بنزاعات ممثليهم المستمره وتراشقهم بالأحذية وسب بعضهم البعض بأبذء الكلمات النابيه كما ورضي أيضاً هذا الشعب المغضوب عليه بالخزي والأحراج الذي وضعه فيه ممثليهم أمام شاشات الميديا العالميه وشبكات الأعلام المرئي والمسموع وأصبح غسيلهم منشور على واجهة الدار ليراه القاصي والداني ,,, وكذلك رضي شعب المدينة المسكين بوصفه بأبشع الأوصاف من قبل العالم المتحضر ورضي ورضي ورضي هذا الشعب المنكوب بالكثير والكثير من النكبات والأحباطات وسوء التمثيل ولكن مالا يمكن أن يرضاه بل ويشعره بالخوف والهلع والفزع حين تكبر هوة الأختلاف فيما بين ممثليهم لتنتقل الى شارع دولة (المدينة) البسيط المسكين الذي لايملك حولاً ولاقوة سوى أن يتقي شر خلافات سياسيي مدينتهم فيما بينهم ! بالأمس حدث من المصاب الجلل ماحدث ! فلقد أُدميتا مدينتين من مدن هذا البلد الجريح بأبشع المناظر التي هزت وجدان الشرفاء من أبناء هذا الوطن بل العالم بأسره ,,, أنفجاراً قد وقع في بقعة من بقاع هذه الأرض المبتلاة بحكامها حتى أمتزج الدم برائحة الخُضرة وسال مع جريان النهر ,,, وبقيت الأجساد جاثمة على قارعة الطريق تشكو ظُلمها لبارئها !!! أنفجاراً هز ضمير العالم المتمدن المتحضروالأنسانية وليس العالم الميت الجامد النائم ,,, ومن ثم تلاه أنفجاراً أخراً في حي آخر من أحياء تلك المدينة الجريحه والذي حصد ماحصد من أرواح كانت قد وِلِدَت كي تحيى وتعيش وتُسعَد وتبني وتُربي كما بقية شعوب العالم وليس لتموت هكذا دونما أي رقيب أو وازع من ضمير !! ولكن القتلة ووطاويط الظلام آثروا أن يدعون البسمة تتلألأ وتتألق على شفاه هؤلاء الأبرياء.

حين يختصم البرلمانيون فيما بينهم يتشائم الشعب ويفزع من صبيحة يوم آتٍ سيحَلُ على رؤسهم وسيعكر صفو حياتهم وسيفرز شريحة من يتامى وثُكالى ومفقودين ,, يوم ٌ لايتمنى المرء أن يصحو عليه ,, فالخوف يتمالك قواهم والفزع لا يفارق قلوبهم وأحاسيسهم والهلع من بزوغ شمس يوم جديد يعتلي جباههم المكسوره المحبطه ! أن برلمانيي جمهورية المدينه لايمثلون الشعب في طموحاته وتطلعاته في العيش الكريم والشعور بالأمن والحرية أنما هُم حريصون على تمثيل شعوبهم فقط حين يقتتلون فيما بينهم ليترجموا هذا الأقتتال أجبارياً ألى واقع دموي حي في شوارع المدينة يجب على الشعب أن يواجهه وأن يتحمل أعباءه ونتاجاته ! أنهم كما مافيات صقليه ( كوزا نوسترا) التي هي عبارة عن تحالف عصابات أجرامية تجمعها بُنية تنظيمية مشتركة وقواعد سلوكية أجرامية محدده وما أشبه الغايات والأهداف المشتركه بين مافيات كوزا نوسترا وبين أعضاء برلمان المدينة !!! ولكن للأولى نظاماً قيمياً وأخلاقياً رغم قسوتها وأجرامها فهي تحترم المرأة الأيطالية ولا تضرها بسوء بل وتقدسها وتعتبرها خطوط حمراء يجب الوقوف عندها ولا يمكن المساس بها !! أما مافيات برلمان جمهورية المدينة لم تضع أعتباراً لأي قيمة أنسانية فهي لا تملك نظاماً قيمياً يردعها من فعل القبيح المنكر من الأفعال ولا يهمها أمرأةً أو طفلاً أوشيخاً... أن هذه المافيات حين تقتتل فيما بينها داخل قبة البرلمان تثور ثورتها لتخرج ألى شارع المدينة كي ترضي ساديتها المقيتة وغرائزها العدوانية الدفينة ولا يوقفها عن نزعتها السايكوباثية هذه سوى رائحة الدم ومنظر الموت !

ويلكم ياشعب المدينة المسكين مما ستواجهونه من رعب وفزع وهلع طالما أن الأخوة الأعداء مافتئوا يقتتلون وطالما أن برلمانكم عامرٌ بأعضائه ونصابه ...
ولا أقول لكم سوى
أن هناك شعوباً مبتلاة بالجوع وشعوباً مبتلاة بكوارث الطبيعة وشعوباً مبتلاة بالحروب أنما انتم فبلائكم أعظم وأشد ... أنكم مبتلون بحكامكم !

#فرقد_الخفاجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات