دعاء السيدة: -دعاء-

نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 14:54
المحور: حقوق الانسان
    

على مدى شهور طويلة ، وعلى وجه التحديد منذ شهرفبراير 2011حين قام (مجهولون) باختطاف ثلاثة من الضباط المصريين بالإضافة إلى أمين شرطة أثناء قيامهم بمأمورية عمل فى سيناء ، على مدى تلك الشهور والسيدة: " دعاء رشاد"، زوجة الرائد محمد الجوهرى أحد هؤلاء الضباط لا تكف عبر وسائل الإعلام المختلفة، عن توجيه الدعاء والنداءات المتكررة إلى سائر المسئولين السياسيين والعسكريين والأمنيين لاتخاذ أية خطوة من شأنها أن تعيد المختطفين إلى ذويهم أو ـ على الأقل ـ أن تكشف بشكل حاسم عن مصيرهم الذى مازال إلى الآن مجهولا ومحوطا بالعديد من الشبهات والشكوك وعلامات الإستفهام التى لم تجد إلى الآن من يجيب عنها إجابة قاطعة تشفى قلوب أسر المختطفين، وتشفى قبل ذلك قلوب سائر المصريين باعتبار أن هؤلاء الضباط ومعهم أمين الشرطة هم أولا وأخيرا جزء من أبناء الوطن الذين أصبحوا جميعا يشعرون بأن أمنهم وأمانهم قد بات يتباعد يوما بعد يوم عن متناولهم . ..الغريب فى الأمر أن هناك مصادر معينة قد قامت وما زالت تقوم بإبلاغ السيدة: "دعاء" بمعلومات أقل ما يمكن وصفها به أنها مفزعة لكل المصريين مؤداها أن الضباط المختطفين هم حاليا فى قبضة حماس وتحت هيمنتها ، كما تحاول تلك المصادر أن توحى بأن اختطافهم واجتجازهم قد تم بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين المهيمنة حاليا على القرار السياسى فى مصر، أو على الأقل فإن احتجازهم حاليا يجرى بعلم وبمباركة من هذه الجماعة!!، حيث إن هناك ارتباطا وثيقا كما تقول تلك المصادر ( التى لم تفصح عنها السيدة دعاء ) ، هناك ارتباط بين واقعة اختطاف هؤلاء الضباط وواقعة تهريب سجناء جماعة الإخوان وكذلك سجناء حماس من سجن وادى النطرون إبان ثورة يناير 2011، وأن السبب فى عدم تحمس القيادة السياسية الحالية للإفراج عنهم هو حرصها على عدم انكشاف دور جماس فى واقعة اقتحام السجون المصرية ، وهو الدور الذى أتيح للضباط المختطفين أن يكتشفوا أثناء مهمتهم فى سيناء قرائن قاطعة عليه ( فيما تقول به تلك المصادر أو تحاول أن توحى به ) . ..وبطبيعة الحال فإن أحدا لا يستطيع أن يقطع بصحة هذه المعلومات كلها أو بعضها مما تم تسريبه إلى السيدة دعاء، وهل هى فى مجملها مزيج من الحقيقة والخيال؟ أم أنها بأكملها حقائق خالصة؟ أم أنها كلها كذب خالص؟ ، ولا أحد كذلك يستطيع أن يجزم بخقيقة الدوافع التى دفعت بتلك المصادر إلى إبلاغ السيدة دعاء بما أبلغتها إياه، ولا بطبيعة انتماءات تلك المصادر، وهل هى مصادر مصرية حريصة على كرامة مصر ومصائر أبنائها؟، أم أنها مصادر فلسطينية تنتمى إلى جهات متصادمة مع حماس ولا يعنيها إلا تشويه صورة حماس وشيطنتها فى عيون المصريين؟ ، أم أنها تنتمى إلى جهات وقوى معينة لها حساباتها الخاصة مع جماعة الإخوان أو مع غيرها ولا يعنيها إلا تصفية تلك الحسابات؟، أم أنها مزيج من ذلك كله؟؟ٍ ...أيا ما كانت طبيعة تلك المصادر وأيا ما كان انتماؤها وأيا ما كانت دوافعها ، فإن الروايات التى تطرحها أو تحاول أن توحى بها، هذه الروايات تبدو للكثيرين ممن أتيح لهم أن يستمعوا إليها فى القنوات الفضائية،تبدو فى مجملها فرضيات قابلة للتصديق بغض النظر عن كونها (بأكملها، أو على الأقل فى جزء منها) صادقة ومطابقة للحقيقة بالفعل أم لا؟ ..وعلى هذا فلا سبيل فيما نتصور إلى استجلاء الحقيقة إلا باتخاذ خطوة حاسمة من جانب القيادات المسئولة، هذه الخطوة الحاسمة تتمثل فى حدها الأقصى فى إعادة المختطفين إلى وطنهم وإلى ذويهم إذا كان هذا ممكنا، فإذا لم يكن فى الإمكان تحقيق ذلك، فإن الخطوة الحاسمة المطلوبة تتمثل فى حدها الأدنى فى إعلان رسمى يعرض للرأى العام بكل شفافية ووضوح كل ما هو متاح من المعلومات لدى جميع الجهات الأمنية والإستخبارية حول هذه الواقعة التى لا نبالغ إذا قلنا إن السكوت عنها يمثل ذروة من ذرى الإنكسار لكرامة الوطن والإستهانة بمصائر أبنائه ، شأنها فى ذلك شأن التكتم على نتائج التحقيقات فى واقعة مصرع ستة عشر جنديا مصريا فى رفح فى شهر أغسطس الماضى ، مع ملاحظة أن المعلومات التى أدلت بها السيدة دعاء رشاد إلى القنوات الفضائية والتى وجهت الدعوة إلى سائر القيادات للرد عليها رسميا ، هذه المعلومات تربط بين هاتين الواقعتين المفزعتين ، وبين وقائع أخرى أشد إيلاما وأكثر إفزاعا ...إن السكوت عن الرد المفصل والمقنع على ذلك كله لم يعد مقبولا بحال من الأحوال ، فما دعاء السيدة : " دعاء " إلى كل المسئولين والذى ما فتئت ـ أعانها الله على محنتها ـ ما فتئت تردده منذ فبراير 2011وحتى الآن ، ما هو فى الحيقة إلا دعاء من كل مواطن يهمه مصير هذا الوطن ومصير كل المصريين.

#نصارعبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات