أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الشيشان أرض الذئاب والعذاب















المزيد.....

الشيشان أرض الذئاب والعذاب


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 289 - 2002 / 10 / 27 - 01:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



: 25أكتوبر 2002

 تقع جمهورية الشيشان على أرض مساحتها 11.300 كم مربع بين بحر قزوين والبحر الأسود، وتحدها من الشمال روسيا الاتحادية، ومن الشرق جمهورية داغستان ذات الحكم المحلي ضمن روسيا، ومن الغرب أنغوشيا (حكم ذاتي ضمن روسيا)، ومن الجنوب جمهورية جورجيا التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. التسمية الأصلية للشيشان هي " نوختشي" ويتحدثون لغة " الناخ" من فروع المجموعة اللغوية المعروفة ب"الايبروقوقازية" وتضم هذه المجموعة  اللغوية " الأنغوش" و "الباتسوي".  وينتمي للشعوب الإبروقوقازية كل من : (الشيشان) و(الأنغوش) و(الداغستان) و(شركيسيا). منطقة (شركيسيا) هي (قبردينا بلقان) و(قرشة شركيسيا) و(الأديقة) سبع جمهوريات بين بحر قزوين والبحر الأسود، يسهل التنقل بينها من جمهورية إلى جمهورية أخرى بسبب وحدة اللغة والعرق والتاريخ والدين. وكانت الملكة الروسية كاترين تقول عن منطقة شمال القوقاز أنها الرئة التي تتنفس منها.

. بدأ انتشار الإسلام في الشيشان في القرن الثامن الميلادي  وأرتبط الإسلام بالكفاح الشيشاني في القرن الثامن عشر الميلادي, كما جاء في كتاب الحركة الإسلامية في الشيشان والصراع الشيشاني الروسي لمؤلفه مراد بطل الشيشاني. وقدر عدد الشيشان عام 1989 بحوالي مليون نسمة.

الشيشان جرح عميق سيبقى ينزف حتى ترحل عن جسده المدمي جنازير دبابات الروس, ولن يلتئم هذا الجرح الشيشاني النازف ألا باقتلاع الأشواك التي غرزت وزرعت فيه. الشعب الشيشاني معروف عنه قوته وجلادة صبره وصلابته وروحه الوطنية والقومية العالية, والتي لا تعرف الانهزام والانكسار والاستسلام, أنه شعب التحديات من قبل عهد ستالين و حتى أيام الرئيس الروسي الحالي بوتين. وقد سبق للشيشان أن خاضوا صراعا مريرا مع روسيا القيصرية ومن ثم مع الشيوعيين السوفيات الذين أحكموا في النهاية سيطرتهم على الشيشان حتى انهيار الاتحاد السوفيتي  سنة 1991 وتسلم روسيا رسميا لورثة الاتحاد السوفيتي سابقا. ويقال أن من أسباب الصراع وجود النفط واستخراجه من بحر قزوين وكذلك تنامي النزعة الأنفصالية والقومية والدينية عند الشيشان. ومنذ القدم حدثت صدامات عدة بين الطرفين كان أولها سنة 1722 وسلسلة معارك بدءا من العام 1785 بقيادة الأمام منصور مؤسس الحركة المريدية واستمرت المعارك والمقاومة حتى منتصف القرن التاسع عشر و استطاع هذا الأمام الذي كان أميا لا يقرأ ولا يكتب أن ينتصر على الروس في عدة معارك وأن يوحد شمال القوقاز تحت راية الجهاد إلى أن تم  أسره سنة 1791وبقي في السجن الروسي حتى وفاته. وقعت في الشيشان ثورات عدة ضد الحكم الروسي, في السنوات التالية 1818,1824,1826,1831 بقيادة الأمام شامل وأستمرت من 1831 حتى 1865.كذلك ثورة الحركة القادرية عام 1877 بالإضافة للمقاومة الشيشانية التي استمرت حتى 1917. وفي السنوات التالية اللاحقة تجددت المقاومة الشيشانية بوسائل مختلفة ومنوعة, فكانت ثورة 1928 بقيادة الشيخ شيتا استاميلوف واستمرت حتى سنة 1935 و انتهت بإعدام مجموعة كبيرة من القادة الدينيين والشيوعيين الشيشان. بعدها بدأت مقاومة مدنية وسياسية عام 1940 بقيادة الكاتب الشيوعي حسن اسرائيلوف ومحامي شيوعي يدعى مايربيك شريبوف واستمرت حتى 1942 وتم قمعها بقصف جوي ومدفعي لمناطق الشيشان. في الحرب العالمية الثانية تم نفي وتهجير مئات الآلاف من الشيشان عن أراضيهم وبلادهم وتوفي منهم  مائة ألف بسنتين نتيجة التهجير والظروف السيئة وألغيت جمهورية الشيشان- أنغوش, لتعود تلك الشعوب المنفية إلى بلادها بعد وفاة ستالين وتسلم خروتشوف لمقاليد الحكم السوفيتي عام 1957. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 أعلن القائد الشيشاني المحبوب جوهر دوداييف استقلال الشيشان, مما أشعل الحرب الضارية بين الروس والشيشان من 1994 حتى 1997 و انتهت بهزيمة نكراء للجيش الروسي. ثم عادت الحرب وتجددت سنة 1999 ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا ويدفع ثمنها غاليا الشعب الشيشاني الذي دمرت دياره وشرد وأصبح عرضة للاستبداد وتجاوزات الجيش الروسي وعملائه من الشرطة المحلية.

أبان الحرب الشيشانية الروسية بين الأعوام 94 و97 حدثت عدة عمليات احتجاز رهائن نفذتها مجموعات شيشانية في مناطق روسية مختلفة. وكانت أبرز تلك العمليات الجريئة, ما قام به القائد الشيشاني الميداني المرهوب شامل باسييف ومجموعته التي احتلت مستشفى وحجزت كل من كان فيها من البشر, وانتهت العملية بقبول شروط باسييف.

كذلك قام القائد الشيشاني الميداني سلمان دوداييف مع مجموعة من رجاله بأحتجاز ثلاثة آلاف من الرهائن في مدينة كزليار بجمهورية داغستان جنوب القوقاز. وقتل في العملية بعد تدخل القوات الروسية المسلحة 200 شخص بينهم 78 جنديا روسيا. تمكن بعدها دوداييف ورجاله من الانسحاب بعد أن أصيب بجراح خطيرة. وكان دوداييف من أبرز قادة المقاومة الشيشانية في الحرب الأولى بين عامي 94-96 وقد تم اعتقاله في مارس سنة 2000.

وتعتبر العملية الحالية التي تدور رحاها في أحد المسارح الروسية في العاصمة موسكو, حيث تحتجز مجموعة من المقاتلين الشيشان بقيادة القائد الشاب موفسار براييف أبن شقيق زعيم الحرب الشيشاني الراحل عربي براييف, من الأحداث القليلة الهامة التي سوف تعيد تركيب الخارطة الداخلية الروسية من جديد, لأنها تعتبر أقوى لطمة توجه للمجهود الأمني الروسي الذي ما برح يتباهى بتصفيته لمعظم قادة الحرب الشيشانيين وبأنه على وشك الانتهاء من تلك المهمة. لقد جاءت العملية الحالية لتعصف بكل المجهودات الروسية ولتؤكد المقدرة الفائقة والمحكمة للمقاتلين الشيشان في خرق كافة الإجراءات الأمنية الروسية التي اتخذت في روسيا وخاصة في العاصمة موسكو التي تبعد عن الشيشان 1500 كلم. والأهم من هذا كله هو كيفية الطريقة التي ستتم فيها تسوية الأزمة الحالية, هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار التجارب الروسية السابقة والتي كانت فيها الغلبة للرصاص على منطق العقل والخلاص. كما أنه من المهم التدقيق جيدا في كلمات موفسار براييف التي قال فيها أنهم في مهمة استشهادية وأنه ومجموعته أتوا إلى موسكو لتذكير الروس والمجتمع الدولي بمحنة الشيشان وبضرورة انسحاب الجيش الروسي من تلك البلاد, وأهم ما جاء في كلام براييف هو ما قاله حول مهمته الانتحارية في موسكو حيث قال " لقد جئنا إلى موسكو لنموت لا لنؤمن بقاءنا". وتأكيده خلال الحديث على أنه ومجموعته يعملون تحت إمرة كل من الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف والقائد الميداني شامل باسييف. أن التجارب السابقة علمتنا بأن المقاتلين الشيشان يملكون الاستعداد للتضحية بأنفسهم لخدمة أهدافهم المقدسة وحرية شعبهم وأرضهم وأفضل شاهد على ذلك, التاريخ الشيشاني الغني بوقفات العز والبطولة والشرف الرفيع الذي يراق على جوانبه الدم.

 ملاحظة :

·       كتبت هذه المقالة يوم أمس 25-10-2002 وكانت المحادثات لا تزال دائرة بين الخاطفين والقيادة الروسية, وهذه الأخيرة أثبتت صحة توقعاتنا وخلاصة كلامنا التي كانت تدل على أن الروس لا يملكون نفسا طويلا ولا يحبذون الانتظار والصبر في مثل تلك الظروف. ففي ساعات الفجر هاجمت الوحدات الخاصة الروسية مبنى المسرح الذي كانت تتحصن فيه المجموعة الشيشانية مع رهائنها من الروس والأجانب. و استعملت القوات الروسية نوعا غير معروف من الغازات الشديدة المفعول والتأثير. المهم أن نتيجة العملية كانت مأساوية وأودت بحياة 67 رهينة بالإضافة إلى معظم عناصر المجموعة الخاطفة وزعيمها موفسار براييف, وتمكنت من أسر بعضهم بعد أصابتهم بجراح. والأهم في هذا كله أن هناك 350 جريحا معظمهم أصيبوا بجراح خطيرة أما نتيجة إطلاق النار أو بسبب الغازات التي تبين أنها ذات مفعول شديد وتأثيرات ضارة ومميتة. بعد كل هذه الخسائر في صفوف الرهائن هل من الممكن اعتبار العملية ناجحة كما تروج لها السلطات الروسية؟

·        الخسارة جماعية, للروس لأنهم يرفضون الاعتراف بالحق الشيشاني في الحرية والاستقلال والدولة, وهذا الرفض سيظل عاملا يجلب لهم القلق والعمليات الشبيهة بتلك التي دارت رحاها في المسرح المذكور. وللشيشانيين الذين يخسرون شبابهم وبناتهم وهم في ريعان العمر من أجل إيصال رسالة شعبهم المظلوم إلى العالم الذي نسيهم ولم يعد يلتفت إلى معاناتهم اليومية بفعل الاحتلال الروسي.

       

                * باحث فلسطيني مقيم في النرويج

  
 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش
- للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي. ...
- ثلج, أطفال وغربة
- الناموس في عالم السياسة..
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد
- جنازة الكندري والهاجري تختصر كل شيىء ..
- سفير بريطانيا يجرأ على الكلام
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الثاني
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الأول
- الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة إسرائيل الإرهابية
- السابع من أكتوبر تاريخ فلسطيني جديد
- نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..
- الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العرب ...
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو
- الإرهاب الصهيوأمريكي لازال مستمرا
- الانتفاضة الثانية تسير واثقة الخطى
- شعب فلسطين أكبر من أن يهان..
- رابين كان إرهابيا محترفا ومات هكذا..


المزيد.....




- قتلت وجرحت العديد منهم.. شاحنة صغيرة تصطدم بعربة خيول على مت ...
- فرنسا: ماكرون يقبل استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال ويكلفه ...
- انفجار ضخم.. الحوثيون يعرضون مشاهد استهداف سفينة نفطية بزورق ...
- قتلى وجرحى في هجوم على مسجد للشيعة في عمان
- محاولة اغتيال ترامب تكسبه ترشيح الجمهوريين بلا منازع
- شارع فيصل.. عرض صور منتقدة للرئيس السيسي على لوحة إعلانات با ...
- المغرب والجزائر.. ما حقيقة بناء سياج جديد بالقرب من منطقة - ...
- ما أسباب الانهيارات الأرضية وكيف يمكن الحماية منها؟
- انتشار القمل.. أسبابه وكيفية التخلص منه
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الظروف نضجت لاتمام صفقة تبادل الرهائ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الشيشان أرض الذئاب والعذاب