فؤاد الهيلالي
الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:24
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
سلسلة وثائق المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية -إلى الأمام- مرحلة 1970 - 1980 (الخط الثوري) الحلقة الثالثة: -أوراق من ساحة النضال الثوري - الورقة الحادية عشر.
تقديم
بنشر الورقة الحادية عشرنكون قد أنهينا الجزء الأخير من الحلقة الثالثة التي حملت عنوان" أوراق من ساحة النضال الثوري".والورقة التي بين أيدينا,و التي قمنا بترجمتها من الفرنسية إلى العربية, هي عبارة عن مقالة صدرت بالخارج. و تنتمي من حيث مضمونها إلى مرحلة ما بعد صدور وثيقة 13 نقطة, التي سطرت الخطوط العريضة للثورة المغربية في علاقتها بالثورة في الغرب العربي ( يعني مصطلح الغرب العربي في أدبيات منظمة " إلى الأمام" المغرب , الصحراء الغربية و موريطانيا).
وعلى منوال وثيقة " عقد الحماية من جديد" التي صدرت ضمن الورقة التاسعة من هذه الحلقة, نسجت وثيقة "الرد الشعبي على المؤامرة الامبريالية و الرجعية في المنطقة" تحليلا شموليا لتطورات الوضع في المنطقة والمغرب, وحددت مهاما وبرنامجا لوحدة القوى الثورية المغربية ضمن مشروع يأخذ بعين الاعتبار الوضعية القائمة على مستوى المنطقة.
بعد الانتهاء من الحلقة الثالثة سيكون لنا لقاء مع الحلقة الرابعة التي تحمل عنوان : " تحت نيران العدو : من يوميات النضال الثوري لمنظمة " إلى الأمام".
الورقة الحادية عشر
الرد الشعبي على المؤامرة الإمبريالية و الرجعية في المنطقة
1-التدخل العسكري الإمبريالي الفرنسي و أهدافه
بدون أن يغير المعطيات الأساسية للوضعية فإن التدخل العسكري الفرنسي في صراع الصحراء الغربية له مع ذلك تأثير مباشر من حيث الزيادة في خطورة هذه الوضعية من جهة, و من جهة أخرى زيادة خطورة توسيع الحرب في كل المنطقة .
كان هذا التدخل العسكري يحدث في الماضي حسب أرقى أنماط الغزوات الاستعمارية , فالذريعة نفسها التي تم الاستناد إليها,أصبحت تعد جزءا من ترسانة كلاسيكية لدى الامبريالية.
بالنسبة للأهداف الحقيقية لمثل هذا التدخل, فإن أي تمويه للامبريالية أو الدعاية لعملائها في الرباط و نواكشوط لا يمكن إخفاؤها.
إذاكانت الامبريالية الفرنسية قد هبت لنجدة نظامي ولد دادة و الحسن الثاني فلأن محمييها هم في كامل الانحلال و التعفن , لأن نظام ولد دادة مهدد بالسقوط بين عشية و ضحاها, لحد لا يمكنه أن يضمن الحد الأدنى من متابعة استغلال معدن الحديد الثمين في الزويرات, و أيضا لأن الجيش الملكي تورط بدون رجعة في حرب الصحراء الغربية, و لأنه في الأخير رغم كل حماسهم المفرط,فإن النظامين الرجعيين لولد دادة و الحسن الثاني قد ظهرا عاجزين لوحدهما عن تأمين تطبيق الخطة الامبريالية المسطرة في اتفاقيات مدريد .
-2-الخطة الامبريالية-الرجعية في الصحراء الغربية في إطار الاستراتيجية العامة للامبريالية
انبنى هذا المخطط على أساس إمكانية تحقيق بديل" منسجم" للحضور الاستعماري الفرنكاوي في الصحراء الغربية, بإقامة تكتل مغربي موريطاني يقسم فيما بينه, و عن طريقه الصحراء الغربية و يكون على رأسه النظام المحلي, ذلك القادر على ضمان حماية المصالح الاستراتيجية الامبريالية في المنطقة : النظام الكمبرادوري للحسن الثاني, و قد جاءت اتفاقيات مدريد "لمأسسة" هذه الوضعية .
بفضل هاته الاتفاقيات تكون الامبريالية قد ضمنت :
1-أن تتوفر لها ركيزة رجعية " قوية" بإمكانها أن تشكل ثقلا مضادا للأنظمة التقدمية العربية و الإفريقية, و توظيفها كقاعدة للاعتداء ضد حركات التحرر في المنطقة .
2-أن تبقى الموارد الواسعة – المعروفة- و المحتمل وجودها في الصحراء الغربية تحت مراقبتها ( فوسفاط , حديد و بترول , سواحل غنية بالأسماك ).
زد على ذلك, فإن هاته الأطماع تدخل في إطار مخطط أوسع للامبريالية,هذا المخطط الذي تمت بلورته بعد الهزائم المدوية في الهند الصينية, هدفه تفادي هزائم جديدة على نطاق واسع في إفريقا و العالم العربي .
إنه يستند أولا على قوة الامبريالية على المستوى الاقتصادي و العسكري, و قدرتها على الضغط والاعتداء , و في المقام الثاني يستند على الركائز الرجعية المحلية في الشرق الأوسط و إفريقيا.
بهذه الطريقة, تحاول الامبريالية حصر إفريقيا من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي, و من البحر المتوسط إلى رأس الرجاء الصالح داخل قوقعة حقيقية, و العمل بنفس الطريقة في الشرق الأوسط . ما هو جديد نسبيا في هذه الاستراتيجية هو إدماج قوي للمنطقتين الإفريقية و العربية.
قبل ذلك, لعبت إسرائيل في الماضي حصان طروادة للامبريالية العالمية في إفريقيا, انطلاقا من محور بريتوريا – تل أبيب , و اليوم ما زال هذا المحور مستمرا, لكن تدخل الامبريالية على صعيد القارة الإفريقية يستعمل أوراقا جديدة : بترودولار الأنظمة الرجعية العربية ( غير الإفريقية) و جيوش الأنظمة الرجعية العربية- الإفريقية ( المغرب , مصر , السودان ) و في الخلفية ( المعقل) العنصري لجنوب إفريقيا.. و أحسن صورة لهذا الدور الإفريقي لهذا التحالف المقدس, يقدمها التدخل في الزايير : لوجستيك فرنسي , جنود مغاربة , طيارون مصريون , تمويل سعودي.
إن هذا التحالف المقدس ما زال أكثر نشاطا في العالم العربي و الشرق الأوسط ,هذا التنسيق , حيث المكونات الأساسية فيه هي القوة العسكرية الصهيونية و القوة العسكرية و المالية للعربية السعودية و إيران, قد سمح بتهييئ عودة قوية للامبريالية في منطقة , حيث الأهمية الاستراتيجية لا تحتاج إلى توضيح . إن هدف الامبريالية يتمثل في إيقاف المد الثوري الذي يهدد العالم العربي :
1-بخنق البؤرتين الأكثر خطورة على مصالحها: الثورة الفلسطينية و الثورة العمانية.
2- لتصفية الأنظمة التقدمية القائمة عن طريق القوة و المؤامرة أو الارشاء.
3- لتقوية انزلاق اليمين الرجعي للأنظمة البرجوازية لتصبح بدورها أدوات فعالة لمواجهة الحركة الشعبية.
خارج التقلبات و التفاصيل , فهذا المخطط الذي يتم تطبيقه الآن هو عمليا كذلك, مع تأسيس كتلة إسرائيل – الأنظمة الرجعية العربية في مرحلتها العليا.
إن الزيارة المشهورة التي قام بها السادات لبيغين , رغم جانبها الاستعراضي , ليست إلا عنصرا "رمزيا" لسيرورة بدأت تتحرك منذ 1967,فبعد انهزام الأنظمة البرجوازية أمام العدوان الصهيوني, كان انقلاب الأنظمة الرجعية و البورجوازية ضد المقاومة الفلسطينية (عمان) و الحركة الوطنية اللبنانية, انتهاءا بالاستسلام و التحالف المعلن مع إسرائيل , ففي هذا السياق العربي – الإفريقي, يجب وضع المخطط الذي يستهدف الغرب العربي و شعوبه.
-3- مقاومة الشعب الصحراوي تفشل المخطط الامبريالي الرجعي
في نفس الوقت, فإن صمود المقاومة العمانية أفشل جيدا مخططات الامبريالية في منطقة الخليج , و كما هو الحال بالنسبة لمقاومة الشعب الفلسطيني الشرسة أزالت القناع و أحبطت المؤامرات المحاكة ضده , كما أن مقاومة الشعب الصحراوي التي لم يكن لها أي اعتبار عند الموقعين على اتفاقيات مدريد و حامييهم قد أفشل خططهم تماما .
إن هذا الشعب الذي كان يعتقد أنه سيكون صيدا سهلا لجيش الحسن الثاني قد واجه الأمر بمقاومة بلغت درجة جعلت الامبريالية الفرنسية تسرع إلى نجدة محمييها.
بطبيعة الحال , و كالعادة , يعزى الفشل دائما إلى قوة خارجية.
فجبهة البولساريو ليست إلا جماعة من المرتزقة يؤطرها الجيش الجزائري. هذه "الحجة" التافهة و المهترئة لا تقنع سوى الشوفينيين المتطرفين و أنصار سياسة النعامة.
بالنسبة لمجموع الشعوب و القوى التقدمية في العالم , و بالنسبة للشعبين الشقيقين المغربي و الموريطاني ,رغم الدعاية المسمومة للرجعية و الشوفينيين , فإن الصراع في الصحراء الغربية ليس صراعا بين الدول : المغرب و موريطانيا من جهة و الجزائر من جهة أخرى.إن الأمر ليس كذلك , بل الأمر يتعلق باعتداء نظامين رجعيين ضد شعب و مقاومة شرعية لهذا الشعب.
إن جبهة البوليساريوقبل هذا الاعتداء و بعده , قد ظهرت كانبثاق و تعبير عن إرادة كفاح مستقل للشعب الصحراوي ضد السيطرة الاستعمارية الفرنكاوية, و في نفس الوقت ضد السيطرة الرجعية المغربية – الموريطانية .
إذا كانت هناك حاجة اليوم, إلى توضيح, كيف أن كفاح الشعب الصحراوي هو ذو خاصية تقدمية مضادة للامبريالية , فإن تدخل الامبريالية الفرنسية إلى جانب الحسن الثاني و ولد دادة يتكلف بتقديم هذا التوضيح ويجب على القوى التي تدعي الكفاح المعادي للامبريالية في المغرب أن تتبنى هذه الحقائق.
فلا يمكن ادعاء النضال الثوري و قلب ظهرالمجن للآفاق الثورية المفتوحة , من خلال تطور نضال الشعب الصحراوي و احتضار نظام ولد دادة و تعميق أزمة النظام الكمبرادوري للحسن الثاني و صعود نضالات الجماهير الشعبية في المغرب و تجدرها.
-4- أزمة نظامي ولد دادة و الحسن الثاني :
ليس من الضروري التحدث بإسهاب حول وضعية النظام الموريطاني , لأنه لا أحد اليوم يستطيع ادعاء أن هذا الأخير يتوفر لديه أدنى دعم من الشعب الموريطاني, الذي يرفض أن يؤدي ثمن حرب غير عادلة و قاتلة ضد الشعب الصحراوي, الذي تربطه معه روابط الأخوة.
إن نظام ولد دادة ( هو عمليا مسنود) بالامبريالية الفرنسية و موضوع تحت الوصاية الإدارية و العسكرية الشديدة للحسن الثاني.
في بلادنا , فإن تحمل عواقب الحرب تزايد الإحساس به أكثر فأكثر, فالشعب المغربي يؤدي بدوره ثمن حرب لا يرغب فيها و لا تتلاءم مع طموحاته في الوحدة و في الأخوة مع باقي شعوب الغرب العربي, الذي تربطه معها ماضي من النضال المشترك ضد الاستعمار و روابط الأوضاع الراهنة, حيث يواجه في نضاله من أجل تغيير جدري, نفس الأعداء الذين يواجههم الشعب الصحراوي و الشعب الموريطاني.
لقد تمت التضحية بمئات من أبناء شعبنا في حرب قامت من أجل توسيع و تدعيم سيطرة العدو,الذي يمارس هذه السيطرة و هذا الاستغلال تجاههم. زيادة على ذلك ف "الحملة من أجل استرجاع الصحراء" أصبحت ذريعة ديماغوجية كبرى, من أجل ابتزاز الطبقات الكادحة لتمويل الحرب, و تفرض عليها سياسة اقتصادية ذات طبيعة رجعية تتفاقم أكثر فأكثر.
-5- الاستغلال الشرس للشعب المغربي
لقد أصبح المغرب مملكة المضاربات و الأعمال المربحة جدا , سواء بالنسبة للكومبرادوريين النهمين أو الاحتكارات الامبريالية و بترودولارات الإمارات و العربية السعودية .هذه السياسة الرجعية تؤدي إلى اغتناء فاحش لأقلية من أصحاب المال و المعمرين الجدد, و تفقير موازي بنفس الدرجة للطبقة العاملة. فحسب الإحصائيات الرسمية اليوم في المغرب , فإن 20%الأكثر فقرا من السكان تقتسم أقل من 7% من الناتج الوطني , بينما 20% من الأكثر غنى تملك 65%.
في مغرب التضخم و نقص المواد الأساسية, فالطبقة الكمبرادورية تتعاطى لمصاريف كمالية , و بذخ صارخ كما هو الحال لدى كل الدكتاتوريات الرجعية التي تسير في طريق التعفن. فالحرمان والجوع , لا يوازيه إلا شراهة و تبذير الاستغلاليين و محظوظي النظام.
إن الإحصائيات الرسمية حول استهلاك الأسر تشير إلى أن 10% من الأكثر غنى تستولي على 25% , بينما 90% من الأكثر فقرا تتقاسم 33%.
إن وضعية مثل هذه, تترجم تصاعد و احتداد الصراع الطبقي في بلادنا .
خارج هذه الفئات العليا و المتوسطة للبرجوازية المحلية التي تستفيد من فتات هذه السياسات الرجعية, حيث يقوم نظام الحسن الثاني, لأسباب تكتيكية, بمراعاة جانبها, فإن باقي الشعب المغربي : الطبقة العاملة و جماهير الفلاحين و التجار الصغار و الصناع و جماهير الشباب تتحمل ثقل هذه السياسات.
-6- احتداد الصراع الطبقي
إن احتداد الصراع الطبقي هذا تتم ترجمته , من جهة , من خلال تعميم القمع السياسي و بمزيد من تصلب النظام الرجعي والباطرونا, تجاه المطالب العمالية, و من خلال تسريع سياسة نزع أراضي صغار الفلاحين لصالح الملكية الرأسمالية الكبيرة للكومبرادور و وكلائهم و لصالح الاحتكارات الزراعية – الصناعية , و من خلال انتقاء عنيف و كثيف ابتداءا من باب المدرسة.
إن احتداد الصراع الطبقي هذا , يترجم بالمقابل بجواب شعبي يتوسع و يتجدر في أشكاله أكثر فأكثر, فالطبقة العاملة , خصوصا, خلال الثلاث سنوات الأخيرة ناضلت بكل شراسة ضد تدهور قوتها الشرائية و ضد التسريح , ومن أجل انتزاع حقوق نقابية.فحسب المصادر الرسمية نفسها , فإن عدد أيام الإضرابات تضاعفت مابين 1974 و 1976 ( من 190 ألف سنة 1974 إلى 360 ألف سنة 1976).
لقد كان جواب الطبقة العاملة نضاليا على النداء الديماغوجي " السلم الاجتماعي " الذي أطلقه الحسن الثاني , لقد مست هذه الإضرابات كل القطاعات ( صناعة التعدين , الصناعات الغذائية , النقل , البريد ,الأبناك).
إن الفلاحين ضحايا سياسة موجهة كليا نحو تلبية حاجات السوق الرأسمالية العالمية, يدافعون بضراوة عن حقوقهم المشروعة , من انتفاضة ولاد خليفة إلى انتفاضة قبائل لولالدة , ولاد بوشيبة , ولاد عقب من منطقة تمارة ( قرب العاصمة الرباط) , لقد كانت هذه السنوات الأخيرة في البوادي المغربية حافلة بالنضالات.بالتأكيد , ففي البوادي أكثر من المدن , كان الجهاز الإداري و البوليسي حاضرا في كل مكان و كان لا يرحم , فكل انتفاضة يقوم بها الفلاحون يتمخض عنها قتلى و العديد من الجرحى. لكن , لا النير القمعي الذي يثقل على الفلاحين ولا التخويف و لا العنف الرجعي بكل أشكاله يوقف الفلاحين الذين قرروا النضال و المقاومة, من أجل حقوقهم المشروعة, و نفس الشيئ بالنسبة لكل فئات شعبنا : الموظفون الصغار, المدرسون, التلاميذ و الطلبة.
و تقدم الشبيبة المدرسية خصوصا, نموذجا عن كفاحية لم يسبق الطعن فيها, و هذا ليس غريبا في بلد, حيث أكثر من نصف سكانه سنهم أقل من20 سنة و حيث أن 1,5مليون من الأطفال مابين 7 إلى 13 سنة يرمى بهم خارج المدرسة,و حيث تعيش نسبة الأميين الأكثر ارتفاعا في العالم ( أكثر من 80%).
في كل سنة يقوم النظام الرجعي بتعميق الطابع الظلامي و اللاديموقراطي لسياسته في مجال التعليم,تعليم متدهور لأبناء الطبقات الكادحة , و مدارس البعثة الفرنسية و المدارس الخاصة لأصحاب الامتيازات ( 20% من عدد التلاميذ مسجلون في القطاع الخاص ) أكثر من ثلثي التلاميذ المسجلين في الابتدائي لا يلجون الثانوي.
هناك معدلات مالتوسية لاجتياز الامتحانات و البكالوريا , لقد أصبحت المدارس في المغرب خزانا موجها لتضخيم صفوف العاطلين و تدفق الهجرة, كما أن الوضعية في الجامعة ليست أحسن حالا ف 45085 طالب مغربي يخضعون لنظام امتحان البكالوريا بدون تأطير(1387مدرس) و بدون وسائل بيداغوجية كافية تقود في أكثرالأحيان إلى طريق مسدود, منتجة في المستقبل العاطلين حاملي الشهادات , فكل ما يمكن أن يساهم في تكوين الطلبة على الفكر النقدي فهو محظوروكل تعليم حامل لمضمون إديولوجي واضح يعهد به إلى رجعيين بالضرورة, يتم جلبهم في أكثر الأحيان لهذا الغرض من الشرق الأوسط.فجواب الطلبة , ردا على هذه الوضعية , كما بالنسبة لرفاقهم تلاميذ الثانويات, مقاومة جريئة, و هذا رغم المنع الذي ضرب " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"سنة 1973واعتقال مسؤوليه. و تشهد نضالات ماي – يونيو الأخيرة, التي كلفت قتيلين و مئات من المعتقلين من الحركة الطلابية, على قوة النضالات في الجامعة و تعلق الطلبة الثابت بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب و توجهه التقدمي.
-7- القمع السياسي :
إن تطورالصراع الطبقي و احتداده في بلادنا, يترجمه أيضا اشتداد القمع السياسي , فالجهاز البوليسي للنظام الرجعي و العصابات الفاشية المدفوعة الأجر, تلاحق و تطارد, و دون توان, المناضلين الماركسيين – اللينينيين و التقدميين, المنبثقين من تطور و تجدر الحركة الجماهيرية في بلادنا , فقد انضاف عبد اللطيف زروال , عمر بن جلون ,بعد المهدي بن بركة و عمر دهكون, إلى الأسماء العديدة, لشهداء نضال الشعب المغربي ضد دكتاتورية نظام الحسن الثاني, من جهة أخرى خضع المئات للتعذيب و الاعتقال في السجون و المراكز " الخاصة" للنظام, لكن داخل السجون نفسها, فقد تم العمل على إسماع هؤلاء الثوريين, للتعبير عن إيمانهم الراسخ بانتصار الشعب المغربي ضد قامعيه, و إن الإضراب
الأخير عن الطعام, الذي أطلقه معتقلو القنيطرةو لبرهان جديد على هذا الإصرار.
-8- ديماغوجية النظام و دور الأحزاب البرجوازية:
إن تصاعد النضالات الشعبية هذا, و تجدرها المرتبط بأزمة النظام الرجعي الغارق في حرب الصحراء الغربية, يمثل الخاصية الرئيسية لتطور الصراع الطبقي في بلادنا , فالعمليات الديماغوجية للنظام ("الانفتاح", "الانتخابات") لا يمكن أن تغطي على ما هو أساسي في حياة بلادنا وتخفيه.إن هاته المناورات موجهة بالأساس إلى الرأي العام بالخارج, و تهدي لقيادات الأحزاب البرجوازية نصف هامش للعمل السياسي , فقيادات هذه الأحزاب التي أصبحت لسان حال فئات من البرجوازية التي تجني فتات النظام الكمبرادوري, لا تتطلع إلا إلى التعاون مهما كان تافها , فقيادة حزب الاستقلال انتدبت كبار قادتها
إلى الحكومة , و حزب التقدم و الاشتراكية يرى كل شيئ ورديا لأن أمينه العام يقيم في البرلمان , أما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, فهو كل هذا مجتمعا, فهو أحد المحركين الرئيسيين للتحالف الجاري مع الحسن الثاني, وضحيته. على مستوى قيادته و قائده الرئيسي بوعبيد هناك التزام تام بالعمالة للنظام, و على مستوى قاعدة الحزب, فيسود اللايقين و التخبط وسط جزء كبير من المناضلين.
إن اغتيال عمر بن جلون, و القمع اليومي, و أيضا تطورات الأوضاع في الصحراء الغربية, هي هنا, لتبين للمناضلين الشعبيين " لقاعدة الاتحاد الاشتراكي" أن الخط الذي انخرط فيه الحزب, لا يجيب على تطلعات الشعب المغربي, و لا يسمح بمواجهة العدو الرجعي و الامبريالي, و لكن بالعكس,ومن الضروري اليوم, أن هذا الوعي, الذي بدأ يستيقظ, تتم ترجمته إلى أفعال.
-9- آفاق النضال في المغرب و في الغرب العربي
إن الكفاحية المتنامية للجماهير الشعبية بالمغرب, و تطور نضال تحرر الشعب الصحراوي , و رفض الشعب الموريطاني لوضعية من نوع استعماري من جهة , و من جهة أخرى أزمة عجز نظام الحسن الثاني و انهيار نظام ولد دادة , فكل هذه الشروط هي بشكل واضح ملائمة للقوى الثورية للشعوب الثلاثة في الغرب العربي , و من تم فمسألة وحدة عمل هذه القوى الثورية على صعيد الغرب العربي مسألة أساسية و مستعجلة.
في بلادنا تجمعت الشروط من أجل انطلاقة جديدة للنضالات الشعبية , صحيح , أنه يوجد قمع و عراقيل من كل الأشكال , و لكن الذي يجب أن يحتل الصدارة, هوهذا اليقين بهذه الطاقة الثورية الهائلة لدى شعبنا و التي لا يمكن أن يطفئها القمع ,و أيضا, فمهمة الماركسيين اللينينيين هي الاندماج بعمق شديد بالجماهير , يكونون حاضرين بكل نشاط في نضالاتها , و أن يخلقوا الظروف لتكون نضالاتهم منظمة و موجهة, فعبر هذا الكفاح و من خلاله تتصلب أنوية حزب الطليعة البرولتارية المرتكز على وحدة الطبقة العاملة و الفلاحين.
إن تطور الصراع الطبقي في بلادنا , يمكن أن يسمح اليوم, بتجميع, في جبهة واسعة, نضال القوى المنخرطة بجرأة في الصراع ضد الرجعية و الامبريالية, و هو أيضا, واجب الحركة الماركسية – اللينينية في العمل في هذا الاتجاه.
فالمسألة في هذه الفترة, هي عزل العدوالرئيسي, و إضعافه بكل القدر الممكن, و مواجهته بكل القوى المناضلة التي تتطلع إلى تغيير جدري.
إن برنامج النضال المباشر في الوقت الحاضر واضح , يمكن إرجاعه بالنسبة للأساسي إلى:
1-النضال من أجل تلبية مطالب الشعب المغربي في مجال الحريات الديموقراطية و( على رأسها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و الاعتراف بشرعية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ) في مجال الأوضاع المادية و المعنوية ( الأجور , الشغل و الصحة , الضرائب , السكن ...)
في مجال التعليم ( من أجل تعليم شعبي ديموقراطي و معرب).
2-النضال ضد بقايا الاستعمار ( سبتة – مليلية و الجزر الجعفرية)
ضد كل أشكال الأحواض الامبريالية و الصهيونية في بلادنا ( قواعد , تنظيم , خبراء , , مصالح اقتصادية) و ضد كل أشكال استعمال بلادنا كقاعدة للاعتداء ضد شعوب أخرى عربية أ و افريقية.
لنكون منطقيين, فإن برنامج النضال يجب أيضا أن يتضمن في الظروف الحالية:
1-النضال ضد انخراط الجيش الملكي في الصحراء الغربية و دعم النضال المشروع للشعب الصحراوي من أجل تحرره.
2-النضال ضد سياسة الحسن الثاني الحربية, التي تبحث عن إثارة حرب بين الشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري , و تهديد مكتسباته ( الشعب الجزائري ) ضد الامبريالية.
إن كل غموض حول هاتين النقطتين الأخيرتين , لا يمكن , و يجب أن نقولها بكل وضوح إلا أن يكون في خدمة لعبة الرجعية و الامبريالية .
و على العكس من ذلك, إذا التفت وحدة القوى المعادية للامبريالية حول هذا البرنامج, بما فيه النقطتين الأخيرتين , سيشكل وحده هزيمة ثقيلة بالنسبة للعدو, لأن هذه الوحدة ستفتح أفقا نضاليا جليا و واضحا , و ستفتح الطريق نحو وحدة نضال أوسع , و لأجلها لن يتوقف الماركسيون اللينينيون عن النضال, على اعتبار وحدة نضال كل القوى الثورية في الغرب العربي, على قاعدة برنامج يأخذ بعين الاعتبار , في نفس الوقت , البعدالإقليمي للنضال ضد نفس الأعداء , و البعد الوطني لنضال كل شعب حسب ظروفه الخاصة.
إن كل شيئ يدعو إلى وحدة النضال : الروابط التي نسجت عبر التاريخ بين الشعوب المغربية و الموريطانية و الصحراوية , مستلزمات الوضع الحالي ,و أفق النضال المستقبلي الذي سيخلص الغرب العربي من كل أشكال السيطرة و الوجود الامبريالي والرجعي.
إن نضال شعوب الغرب العربي نفسها, يجب أن يدخل في إطار نضال شعوب المغرب العربي و كل الأمة العربية, ضد السيطرة الامبريالية و الرجعية و الصهيونية, و على التضامن في الكفاح و بالأخص مع نضال الشعب الفلسطيني و العماني من أجل التحرر.
#فؤاد_الهيلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟