أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - عفواً حسن نصر الله.. ماذا أنتم فاعلون؟















المزيد.....

عفواً حسن نصر الله.. ماذا أنتم فاعلون؟


بلول عماد

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم ينقضِ أسبوع على خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله احتفاءً بفضية إذاعة النور، والذي تناول فيه بكثير من الاهتمام ما وصفه بـ"الرد السوري" على الإهانة الصهيونية لسورية وكرامتها لا كرامة السلطة فيها لأنها بلا كرامة، لم ينقضِ أسبوع حتى أطلت علينا عبر صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تحذيرات صهيونية جديدة غير آبهة بأي رد محتمل لنظام الأسد مستقبلاً معلنة أنها لن تتردد في إسقاطه بالقوة في حال فكر بتطبيق ما سبق أن سرب أو أعلن من نوايا لرد مبيت، كان لنصر الله فضل الاستفاضة في تفصيله والحديث عن محاسنه، ما يعني أن إسرائيل قالت كلمتها ووضعت النظام في الزاوية، فهل سيجرؤ على تنفيذ تعهداته في حال ترجمت إسرائيل تصريحات أحد مسؤوليها إلى اللغة العسكرية مرة أخرى، وما موقف نصر الله الذي تولى الإشادة بحكمة وحنكة "القيادة السورية" في حال تم ذلك؟
لو وقفنا أمام تفصيل نصر الله لرد النظام سنلاحظ أن هدفه إضفاء المصداقية عليه وإقناع جمهور المقاومة والشعب السوري بعظمته وقوته المتفردة فمضمون بيان الحكومة الذي تلاه عمران الزعبي اشتمل على عبارات إنشائية خشبية اعتادها العالم من أجهزة السلطة وإعلامها بهدف استيعاب الصدمة لا أكثر ولا أقل، والسؤال هل اكتشاف نصر الله لعبقرية واستراتيجية "القيادة السورية" بناءً على ردها كان وليد الغارات الأخيرة أم أنه تحفظ على هذا الاكتشاف منذ "عين الصاحب 2003" أو عند قصف "الكبر" في دير الزور 2007 أو حتى عند الضربة السابقة مطلع العام الحالي، وجاء الوقت المناسب لإعلان هذا الموقف، لماذا وضع نفسه في مواجهة مباشرة مع كرامتنا الوطنية وهو من يقاتل منذ عقود ثأراً لكرامة لبنان وشعبه وكرامته كمواطن، ترى ما سيكون شعوره وموقفه لو أن إسرائيل وهو من خبر إجرامها وصلفها اعتدت مرة جديدة على سورية وسيادتها، ألا تكفي اعتداءاتها السابقة مجتمعة لتقول للعالم إن النظام السوري يظن نفسه حاكم مزرعة وليس بلداً له ولشعبه كرامة؟ لماذا يحرق نصر الله تاريخه وتاريخ حزبه ويرهنهما بمستقبل سلطة غير صادقة مع شعبها لعبت ديكتاتوريتها الدور الأكبر في إيصال البلاد إلى ما هي عليه اليوم ومثلت أفعالها الحامل الطبيعي لعامل الاعتداءات الإسرائيلية المتعاقبة ونواة عامل داخلي -خارجي أدخل البلاد نفق حرب عظمى، أين هي الحكمة والعبقرية اللتين وصف بهما نصر الله "القيادة السورية" في التعامل مع معطيات لم يستفد منها أعداء سورية القدامى والجدد مع المتحولين إلى العداوة بالقدر الذي استفاد منها النظام في إعادة تنصيب نفسه حامي الحمى ومؤذن القيامة السورية بعد أن عرته تابعية الأحداث وتطوراتها لاسيما تصديره المؤسسة العسكرية لمعركة بقائه أو رحيله أو بالحد الأدنى إحداث تغيير جذري في بنيته السياسية، أين الاستراتيجيا والحكمة في تمزيق جيش والصمت عن الاعتداء على كبريائه مرتين خلال خمسة أشهر "يناير، مايو 2013"، كيف لزعيم مقاوم تحدث مطولاً في خطابه عن الدور الحقيقي والشفاف للإعلام أن يمتدح نظاماً مازال إعلامه لليوم يستهين بعقول السوريين بطريقة لا تقل عن ألم الوجدان من القهر الإسرائيلي الذي اخترقنا حتى العظم؟ أسئلة كثيرة يمتلك نصر الله الإجابة عليها، طالما "حصحص الحق" على حد روايته، لكنه تحاشى الدخول في "جوهر الاستعصاء الذابح للبلد" واكتفى ببيان عظمة رد "القيادة السورية" وحنكتها، وهذه "القيادة" هي ذاتها التي جعلت البلد من أقصاه لأقصاه مرتعاً لكل من هب ودب ليعيش بطولاته الجهادية على أراضيه، وبسبب من أفعالها جعلت الجيش يعادي الشعب والعكس بدلاً من أن يكون الاثنان معاً في خندق واحد ضد عدوهما التاريخي، وذات "القيادة" لم تستطع أن تقنع جمهورها ولا العالم كما لم يستطع عمران الزعبي وبيان حكومته تضميد جراح السوريين بعد إهانتهم للمرة الثانية خلال نصف عام.
رأى نصر الله أن فريقي الرد ينقسمان إلى محبين ومبغضين وطبعاً سنختار بثقة صف المحبين غير المحتجين بالمعنويات كما قال، فالمسألة ليست بنظر أي "سوري أصيل" قضية معنويات أو مشاعر عاطفية بقدر ما هي ركائز الكرامة والسيادة الوطنية، وبالمناسبة هل معقول أن محبي سورية الدولة في هذه الحرب المفضوحة والمفتوحة أرادوا أن ترد على اعتداء إسرائيل من أجل المعنويات فقط، ومثلاً، هل قصفت المقاومة سفينة "ساعر5" التي كانت تقصف لبنان من البحر خلال حرب تموز درءاً لانخفاض المعنويات أم ثأراً لكرامة لبنان واللبنانيين، وهل هددت المقاومة بضرب حيفا وما بعد حيفا وحتى تل أبيب أيضاً كرمى للمعنويات، وإن كان لبنان وقتها يعيش حرباً ضروس قام بها الصهاينة فهل سورية اليوم لا تعيش حرباً أقسى وأعنف من التي عاشها لبنان؟
في الرد الأول: مادام النظام يمتلك سلاحاً نوعياً سيعطيه للمقاومة وتعهد نصر الله باستلامه، فلماذا لم يستخدمه النظام في الرد على إعلان الحرب، أو لماذا لم يرد به على العدوان السابق، وإن كان السلاح المقصود كاسراً للتوازن فلماذا لا يكسر النظام التوازن على طريقة الشجعان لاسيما وهو يقول أنه يقاتل "عيون إسرائيل وأدواتها في سورية"، إما أنه لا يجرؤ وإما ليس لديه شيء وإما أنه فاقد للتوازن الوطني.
في الرد الثاني: جبهة الجولان ستفتح والمقاومة ستدعم المقاومين الجدد، وهنا لن نعلق على عدم فتحها سابقاً بناءً على منطق الدولة المركزية الضعيفة والقوية كما علله نصر الله لأنني أمتلك بقية تقدير واحترام لمنطقه العام، علماً أن إشارته هذه تتضمن تصريحاً بضعف سورية الحالية وعجزها أمام أي عاصفة حتى لو كانت بركات مطر، فما بالك لو كانت حمماً صهيونية على أثر عملية تزعج إسرائيل والمهم أكثر كيف لسورية اليوم تصدير مقاومة وهي تعج بمقاومات من شتى الأنواع "إسلامية، قاعدية، عروبية غيورة، محلية ناقمة.. الخ"، كسرت ظهرها وشلتها وأصابت جيشها بالإرهاق المضني، وهل سيقف الصهاينة متفرجين على هذا سيما أن نصر الله نوه في خطابه إلى أن إسرائيل تستغل الظروف ولا يهمها تقاتل السوريين مع بعضهم بل يهمها تحقيق أهدافها، وبما أن السوريين يتقاتلون مع بعضهم، وبعضهم استنجد بإسرائيل لتخلصه من النظام، فما يمنع إسرائيل من تشجيع نواة جيش كجيش لحد، هذا إن لم تكن قد شكلته وانتهت من أمره، وإن كان للمقاومة هامش تتحرك من خلاله فلبنان لم يسلم من الانتهاكات الإسرائيلية وقيام العدو بعمليات كل فترة سواء كانت اغتيالاً أم تفجيراً دون استطاعته الرد واكتفائه بالبيانات للأمم المتحدة، ما يعني لا رادع يمنع إسرائيل الغاصبة من حرق الجولان بمن فيه سوريين ومقاومين مستقبليين وامتداد ذلك للعمق السوري دون قدرة على الرد من القيادة العبقرية المشرئبة اليوم لاسترداد الكرامة المهدورة لأكثر من خمس مرات وفي الطريق تنتظر فرجاً قريباً لتسوية حال بلد ضاق بالمقابر ولم يبقَ في أجزاء واسعة منه إلا الأطلال وبكاء الأمهات ونحيب الأرامل؟
في الرد الثالث: وهنا مربط الخيل كما يقال، حيث تجهيز منصات الصواريخ وتوجيهها وعدم العودة لما يسمونها "القيادة" ..الخ، مع رعب الإسرائيليين وإرسالهم لتهدئة، أولاً يبدو أن رعب الإسرائيليين لم يدم طويلاً وعادوا للتهديد العلني وقد ينفذون تهديدهم، والمهم سننتظر لنرى إن ترجمت إسرائيل كلامها لفعل فهل ستتحرك صواريخ "القيادة"، وثانياً لماذا لم يتم التجهيز والتوجيه الصاروخي إبان الضربة الأولى من العام الحالي، وأين حديث وزير الدفاع فهد الجاسم في إطلالته الإعلامية عقب الغارة السابقة، هل تخشى السلطة دمار البلد وبناه التحتية وتمزق الجيش وإضعافه، ألم يحدث كل هذا خلال عامين، ألم يفشل تخطيط ما أسماها نصر الله بـ"القيادة" على صعيد احتواء الكارثة الوطنية المستعصية داخلياً وارتكبت أخطاء اعترفت بها مرغمة بعد أن كابرت عليها لفترة طويلة، فأين الاستراتيجيا في قراءة المشهد السياسي على هذا الصعيد، وأين الاستراتيجيا في قراءة المشهد الخارجي وتبعاته ما دام باعتراف السلطة نواة الأزمة داخلياً مرتبط بحبل صرة خارجي، هل تنتظر "القيادة" تغير المواقف الدولية بوجه مختلف كاشفة عن صمود الشعب السوري وحنكة وعظمة قيادته في استيعاب الهجمة الخارجية حتى يتحقق النصر وتبطل المؤامرة الكونية؟
أخيراً: إن كان نصر الله يرد المعروف لنظام دعم المقاومة كما قال فليسمح لنا وهو صاحب "الوعد الصادق" بالقول إنه لم يقنعنا تفصيله لعظمة رد النظام الأخير على إهانة إسرائيل لسورية كما لم يقنع أحد في السابق صمت النظام عن سوابق اعتداءات وانتهاكات لسيادتها، مثلما لن يقنع أحد في المستقبل أي رد يأتي ما لم يقترن باسترداد الكرامة والانتقام من الصهاينة وتلقينهم درساً لا ينسوه، هل نحلم ونكابر على الحقيقة لو تأملنا ذلك؟ سأترك الجواب للأيام كي لا يتهمني أحد باليأس والإحباط، ولينتظروا إنا معهم منتظرون.



#بلول_عماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين على -الإخبارية-.. وعين على حوار الأسد
- أسبوع بشار الأسد.. و-البيعة النصراوية-
- -أسود الشام- في -دوحة العرب-
- عن سورية الثانية وتاريخها المخجل
- هكذا دمر-إعلامهم الوطني- سورية.. ولايزال!
- -بلاد الثورات الأربع- سورية.. لماذا نجحت -المؤامرة-؟
- سورية.. أمهات في جحيم السياسة
- أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - عفواً حسن نصر الله.. ماذا أنتم فاعلون؟