أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - حتى الشعلان تعَرَق خجلا من تصريحات النقيب















المزيد.....

حتى الشعلان تعَرَق خجلا من تصريحات النقيب


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواجهات المستمرة تعني حربا مستعرة أوارها ضد أبناء الشعب العراقي ونخبه السياسية والثقافية والعلمية والدينية ورجال الأمن من كل الأصناف، أما الأبرياء فلهم نصيب الأسد من حصة القتل، وتحت مسميات ليس لها توصيف سوى أنها محاولات لإثارة حرب طائفية زائفة يقف ورائها بعث خبيث، صحيح إنها تفشل في كل مرة من الوصول للهدف الأساسي وهو إثارة هذه الحرب، لكن الضحايا كثر، وينابيع الدم تزداد تفجرا، حتى صارت أنهارا، ولا أحد ينصفنا أو يقف معنا، بل الجميع يزيدون من معاناتنا، وإزهاقا لأرواحنا، وشماتة بضحايانا، وتنكرا لإنسانيتنا، وجموحا لما هو أبعد من ذلك بكثير، هذه الأعمال التي مازالت لحد الآن تسمى على أنها أعمال عنف مسلح، هي حربا بكل المقاييس معلنة من طرف واحد، ولا أدري لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها؟
جيشا إرهابيا:
لو أجرينا مسحا بسيطا وسريعا لهذا الجيش الظلامي البهيمي من الإرهابيين القتلة ومن يدعمهم أو يمد لهم العون وينتصر لهم إعلاميا ويوفر لهم الملاذ الآمن ومن يتستر على جرائمهم سواء كان مشاركا بالسلطة أم بعيدا عنها، لوجدنا أن هذا الجيش الإرهابي متكامل من جميع الجوانب، فهي حربا إذا، وليست كما تسمى على أنها مجرد أعمال عنف مسلح، ولكن مع ذلك، مازلنا نرى أنهم لا يقتلون، ونحن من يقتل فقط، لأنهم يعرفون تماما إن الإمساك بهم يعني الإفراج عنهم بعد حين ليعودوا كمن خلقتهم أمهاتهم أبرياء، وبسلاح جديد يقتلون على أن تتم تبرئتهم من الجرم مرة أخرى ثم تليها مرات. وهكذا أصبح دخول المعتقل بالنسبة لهم نوعا من التسلية أو استراحة المحارب. إن هذه المسألة لا يمكن أن تنتهي، فالأعداد في تزايد مستمر، لأن ليس هناك من يقتل منهم، وليس هناك عقاب، وهذا يشجع القادمون الجدد لينضموا إليهم، ويزيدوا من أعدادهم.
الأفق المغلق:
فلو إفترضنا جذلا، إننا استطعنا الإمساك بهم جميعا، وهم على أقل تقدير عشرين ألف من القتلة الغارقين بالدماء، وهنا يتساءل أحد الأصدقاء، الحقوقي المتنوع الخبرة، يسأل دائما ذات السؤال المرعب، هل توجد هناك حكومة، أو هيئة محكمة تستطيع أن تصدر أحكاما على هؤلاء المجرمين الغارقين بالدماء والذين يزيد عددهم على العشرين ألف مجرم؟ ولو وجدت هذه الهيئة، أو الهيئات القضائية وحكمت عليهم بالإعدام، هل توجد هناك حكومة لديها الجرأة أن تنفذ حكم الإعدام بعشرين ألف مجرم دفعة واحدة؟ أو حتى على دفعات؟ بالتأكيد لا توجد، لا المحاكم التي تستطيع أن تستوفي جميع الأدلة على العشرين ألف مجرم محترف الجريمة والقتل، ولا توجد الحكومة التي يفترض أن تنفذ هذه الأحكام. وهنا يأتي السؤال الآخر والأخطر من صديقي، هل هذا يعني إن مسألة الإعفاء عنهم أو تخفيف أحكامهم أمرا مقضيا، ولا مناص منه؟ ولو حدث ذلك، فهل سيبقى ثمة معنى للقضاء أو العدالة؟ وما هي النتائج التي تترتب على أمر كهذا فيما تم الأخذ به من باب الأمر الواقع؟ وهل يستطيع العراق أن يوقف شلالات الدم بعد ذلك؟
أخلاق الحرب:
إننا في حالة حرب مع الإرهابيين يا سادة، وهم من أعلن الحرب، وهم من يزيد من أوارها، والعراقيين من جميع الفئات يدفعون الثمن، والحرب تقتضي أن يدافع الجندي عن نفسه وسلاحه أولا ومن ثم التفكير بأشياء أخرى، كأسر من يستطيع أسره بعد أن ينجلي غبار المعركة، ولا أحسب أن الجنود يأسرون الخصم وهم مازالوا في مواجهة مع العدو الذي مازال يحمل سلاحا؟ ويجب أن لا ننسى أن هؤلاء القتلة لا يتورعون عن رمي أسلحتهم ورفع الراية البيضاء والاستسلام على أمل العودة من جديد، ولأنهم يعرفون أن لدينا وزيرا لحقوق الإنسان يهتم كثيرا بالمجرمين وسجونهم، لذا يقتضي التفكير بالأمر على أنه مجرد خديعة، تماما كما حصل مع الإمام علي وبني أمية يوم رفعوا المصاحف، ألا يكفي الدرس الذي قدمه لنا التاريخ لكي نتعظ به؟
كلِم كل قوم بلغتهم:
كنت مرة قد كتبت عن هذه الحكمة، وهي أن تكلم كل قوم بلغتهم، إذ لا يعقل أن تكلم الجاهل بلغة العالم المتخصص في علم الفيزياء الكمية، مثلا، ولا يمكن أن تتحدث مع الهندي بلغة البربر، ولا يمكن أن نتكلم بلغة تجرح حياء النساء وهن حاضرات، فكيف نتحدث بلغة حقوق الإنسان مع قتلة محترفين للقتل وإشاعة الفوضى والدمار المنظم؟ لقد تم تشخيصهم منذ الأيام الأولى التي عادوا يحملون السلاح ليواجهوا الشعب بعد أن أشبعوه قتلا خلال خمسة وثلاثين عاما متواصلة، وإذا لم يقتلوا ويرهبوا الآمنين، ما الذي يستطيعون فعله لإقناع الناس بحكمهم من جديد؟ هل سيقنعونهم بنظرية عفلق بالسياسة مثلا؟ أو إن النظرية العلاوية في السياسة كافية لتعيدهم إلى سدة الحكم؟
النظر من زوايا مختلفة:
دعونا نتفحص المشهد من زاوية أخرى، فالتصريحات التي أطلقها وزير الداخلية المؤقت خلال أحداث المدائن الدامية والتي ذهب ضحيتها أكثر من مئة وخمسون بريئا من الرهائن، والرهائن في الحروب عادة أقل شأنا من الأسرى، وفي الحروب لا يحسب لهم حساب إلا على أنهم غنائم حرب، وغالبا ما كان يطلق سراحهم لثقل حملهم، حتى هؤلاء الأبرياء لم يسلموا من القتل المروع البشع على أيدي القتلة البعثيين سواء في المدائن أو أي رهينة كانت لدى هؤلاء الأوباش. لكن نرى السيد وزير الداخلية فلح النقيب يتستر عليهم ويرمي باللوم على إيران، بشكل أذهل كل من كان يستمع له!!! ولم نكن ندري ما دخل إيران بهذا الأمر!! حتى ان خرجت في اليوم التالي مظاهرات يقودها ملتحون من هيئة علماء المسلمين يهتفون أمام السفارة الإيرانية ويطالبون بالقتلى والرهائن!!!!!!!!! في حين هم من ذبحهم، حتى ذلك الطفل الرضيع ذبح ووضع في كيس ليلقى بالنهر، وحتى الشعلان! تصوروا حتى الشعلان!!!!!! كان قد شعر بالخجل من تصريحات زميله وزيرالداخلية فلح النقيب، الذي لم يتعلم لحد الآن أن الجثث لا تستطيع الإبحار عكس التيار في الأنهار الجارية، فالشعلان، بخجل، قال أنه لم يرى أثرا لإيران في المدائن، ولم يعلق أكثر من ذلك، لقد أشفقت على إيران بالرغم من تحفظاتي على سياساتها بالكامل.
بهذا الصلف يتسترون على الجرائم!!!!! حتى لو كانت الجريمة واضحة للعيان كما هي جريمة المدائن!!!! والسؤال هل يمكن أن نعتبر أن الوزير ورجال الدين الذين قادوا المظاهرات لخلط الأوراق ضالعين بالجريمة، وهل سنضيفهم إلى قائمة العشرين ألف؟ أم أن لهم قوائم أخرى؟ وأحكام أخف من أحكام المجرمين الذين يحملون السلاح؟
هناك نظرة أخرى للمشهد من داخل المدائن، حين جلس وجهاء عشائر الجريمة، وربما بعض القتلة من بين الوجهاء، جلسوا وهم يتلون بيانهم للصحفيين ويتنكرون لوجود رهائن ويتسترون على المجرمين ويخفونهم حتى يتسنى للمجرمين إتمام جريمتهم ويلقون بالضحايا في النهر، هل يمكن أن يكون هؤلاء أبرياء؟ وإذا كان هؤلاء أبرياء، لماذا لا نعتبر صدام بريئا هو الآخر، فهو لم يقتل عادة بيده إلا من باب ""المشتهاية""؟
مازالت هناك زوايا أخرى كثيرة نستطيع أن ننظر للمشهد من خلالها، حيث مازال رئيس الوزراء المتراخي بالسيطرة على المدينة التي بقيت محاصرة مدة تزيد على عام، ومتراخيا بإنهاء الحصار الذي مازال مضروبا على مدن وقرى أخرى كالوحدة وجرف النداف وجرف الصخر واللطيفية واليوسفية وقرى مشروع المسيب والصويرة وكل مدن الطوق بالنسبة لبغداد مازالت رهينة بأيد المجرمين الإرهابيين، وبقي رئيس هذه الوزارة المتراخية عن ملاحقة المجرمين مشغولا بوضع العصي في العملية السياسية التي ينتظر الشعب نتائجها على أحر من الجمر، وأظن أن الرئيس لم ينسى أن يوصي أهل بيته قبل أن يخرج من سكنه في مقر حركة الوفاق على أن يبقوا الشبابيك مشرعة كي لا يكسرها انفجار السيارة المفخخة التي انفجرت بالقرب من المقر في الوقت الذي كان به شرطة الصويرة يدفنون الضحايا.
على الرغم من وضوح الصورة، مازال الإعلام العراقي والعربي يشكك بأن الجثث التي تم إنتشالها من النهر هم ضحايا المدائن!!!! على سبيل المثال وليس الحصر، فضائية العربية بقيت تشكك بالرغم من أن رئيس الدولة المنتخب جلال الطالباني قد أعلن بنفسه أن الضحايا هم الرهائن المقصودين من أهالي المدائن، وكانوا حين ذكروا الخبر، قالوه بطريقة توحي بأن الرئيس مجرد شاهد زور، وليس رئيس دولة منتخب، أما فضائية الجزيرة وغيرها لم تسطع تسويق الخبر بأي شكل من الأشكال، وبقي الربط بين الجثث التي حملها نهر دجلة وضحايا مجزرة المدائن غير موجود، مستهينين بذكاء المتلقي العراقي بالخصوص، والعربي عموما، بل مستهينين بكل المقاييس الإعلامية والإنسانية والعرفية والقانونية والأخلاقية، هذا إذا كان لهم بقايا أخلاق.
القاسم المشترك:
ولكي تكتمل الصورة بذهن القارئ لابد من مسح جيني للعناصر الضالعة بها، فالذي أخذ الرهائن كان بعثيا، وإن كان بلحية قاعدية أو إسلاموية، ومن وفر له الملاذ الآمن كان بعثيا، وإن كان بعقال العشيرة، ومن هربهم إلى الضفة الآخرى كان بعثيا، ومن وفر لهم السلاح هو البعث، والوزير الذي دهمهم بقواته وتنكر لوجود الرهائن كان بعثيا، وحتى الوزير الذي استحى من تصريحات زميله كان هو الآخر بعثيا، والإثنين معا يعملان في وزارة يراسها بعثيا، والمظاهرات التي خرجت في بغداد تطالب بالرهائن من الإيرانيين، كان يقودها البعث ممثلا برجال هيئة علماء المسلمين البعثية، أما الفضائيات، بلا أدنى شك، ممولة من البعث.
فالقاسم المشترك للضالعين بهذه الجريمة، هو الجينات البعثية، فجميعهم من البعثيين، سنة ام شيعة، ولا يوجد لهم قاسم مشترك آخر غير البعث، حتى لو كان القصد من هذه الأعمال هو إثارة فتنة طائفية، وحتى هذه الأخيرة، أي الفتنة، فإنها لا تخدم أحدا سوى البعث.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب للأمام لم يعد مجديا
- زيارة رامسفيلد تعيد الصراع للمربع الأول
- سقوط النظام الدكتاتوري، هل هو احتلال أم تحرير؟
- هل هي حقا محاصصة طائفية وقومية؟
- النظرية العلاوية في السياسة
- على ذمة المنجمين، غرة ربيع الأول آخر موعد لتشكيل الحكومة
- حارث الضاري يضع البرنامج الأمني للمرحلة القادمة
- أغلال الحرية والديمقراطية في العراق
- هل ستمضي العملية السياسية كما أريد لها؟
- كان على الجميع أن يتوقعوا تأخير تشكيل الحكومة
- مازق الدكتور الجعفري بتشكيل الوزارة
- الثورة اللبنانية بقيادة منظمات المجتمع المدني
- القوات المسلحة هي كلمة السر لتحالفات الفترة الانتقالية
- مشاهد الانتخابات ليست مجرد مشاهد رومانسية
- نصائح كسينجر وشولتز الجديدة للإدارة الأمريكية
- المأزق الحقيقي بعد الانتخابات
- الديمقراطية عدوهم اللدود
- لم لا نحلم معا أيها الصديق؟
- نتائج أولية للانتخابات العراقية
- خارطة المواقف من الانتخابات وهذيان الشعلان


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - حتى الشعلان تعَرَق خجلا من تصريحات النقيب