أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - قوات احتلال أم ماذا ..؟















المزيد.....

قوات احتلال أم ماذا ..؟


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 12:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا أريد الدخول ، مع البعض ، في مماحكات تقلب الحقائق وتزور التاريخ والوقائع ، عن حقيقة التواجد الأمريكي في العراق ، هل هو احتلال بكل ما تحمل كلمة " احتلال " من معنى ، أم تواجد " قوات متعددة الجنسيات " ، وما الغرض من هذا التواجد ؟ ، هل تغير الواقع الأمريكي والهدف المخطط له من دخول العراق ؟ ثم ما الفرق بين أهداف قوات الاحتلال والقوات المتعددة الجنسيات إن كانت القيادة نفسها ـ أمريكية ـ؟ أم أن رغبة الولايات المتحدة في التغيير شكلية ، وهذه الرغبة تكمن في ارتباك مسار تواجدها وتغيير خططها ، لأكثر من مرة في العراق ، ومحاولة منها في تحسين سمعتها التي تضررت دوليا ، ولتصحيح علاقاتها المتضررة بأكثر الدول الأوربية بسبب انفرادها باتخاذ قرار احتلال العراق.؟
ومن المبادئ الأولية لأي حوار ، أو مناقشة لأي موضوع ، بين طرفين أو اكثر ، أن يكون هناك وضوح في مادة النقاش ، وتسمية الأشياء بمسمياتها ، بغض النظر عن المصلحة الشخصية أو العامة المتأتية من لوي الحقائق ، وللوصول إلى نتائج منطقية من دون خلط في الوقائع أو تبرير لها ، ودون أن نغير في مسار الأحداث وتوجهاتها ، علينا أن نسلم ببديهية تقول ، المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة ، ومن هذه المقدمات أن القوات الأمريكية وحلفاءها دخلت العراق ، دون رغبة من المجتمع الدولي ، ولم تحض بموافقة مجلس الأمن ، وهذه القوات أسقطت نظاما ، ديكتاتوريا فاشيا ، قمعيا معاديا للشعب العراقي ، ولكن من دون طلب من الشعب العراقي ، وهذه حقيقة لا يمكن تغييبها أو تغييرها ، على الرغم من أن أغلبية الشعب العراقي قد هللت كثيرا لسقوط النظام ، أقسى وأشرس نظام عرفه العالم المعاصر ، والاحتلال ، أي احتلال ، قد حمَله المجتمع الدولي ، بموجب قوانين وأنظمة الأمم المتحدة والعرف الدولي مسؤوليات والتزامات أزاء البلد المحتل ، وفي مقدمتها المحافظة على أمنه وممتلكاته ، وإصلاح ما خربته آلته الحربية ، ولا اعتقد أني أجد من يقول بعكس هذا .! وقد فشلت قوات الاحتلال الأمريكية في تحقيق ما أقدمت عليه في العراق ، ماعدا إسقاط النظام ، أما الأمن والبطالة والجريمة والمحافظة على أرواح وممتلكات العراقيين فهي في تردي أكثر فاكثر . والحدود ظلت مفتوحة أمام الإرهاب المتزايد ، ونتيجة لهذا الوضع الداخلي المتمثل بفشل السياسة الأمريكية في تحسين ظروف العراق الأمنية ، ولمعارضة الكثير من الدول في مجلس الأمن ، لأمريكا ، عند احتلالها للعراق ، عمدت إلى مجلس الأمن لإصدار القرار1564 ، بتغيير تسمية تواجد قواتها والقوات المتحالفة معها ، من احتلال إلى قوات متعددة الجنسيات ، وهذه التسمية ربما ، تهدف من وراءها الولايات المتحدة ، أن تحررها من التزامات مفروضة على قوات الاحتلال تجاه البلد الذي تحتله ، كما أنها تهدف إلى إشراك قوات أخرى تخفف من العبء الملقى على عاتقها وحلفائها الآخرين ، بالقلم العريض ، التغيير شكلي ، قانوني ، الهدف منه التملص من المسؤوليات الملقى على قوات الاحتلال ، كما أن القوات متعددة الجنسيات قد تسلمت الملف العراقي الذي ورثته من قوات الاحتلال فهل قامت بتنفيذ ما هو مطلوب منها ..؟وسؤال مهم آخر هل تغيرت العلاقة بين الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات عما كانت عليه عهد الاحتلال ..؟ لننظر إلى واقع الحال ، لقد اتخذت قوات الاحتلال القصر الجمهوري ، مقرا لقيادتها ، وهو رمز للسيادة الوطنية ، كما هو الحال في مقر الجمعية الوطنية ، ولا زالت هذه المرافق السيادية تحت سيطرتها ، دون أي تغيير طرأ عليها بعد تغيير التسمية ، حيث قيادة الاحتلال الأمريكية السابقة لا زالت تشغله ، دون تغيير حتى بالأشخاص ،فسمات الاحتلال وشخوصه هي هي ، ولا يتمكن رئيس الجمهورية وأركان السيادة العراقية ، إضافة لأعضاء الجمعية الوطنية ( البرلمان ) من الدخول دون موافقة الحارس الأمريكي ـ وليس الحارس البلغاري مثلا حتى نصدق أن تغييرا قد حصل ـ ، والإهانة التي تعرض لها أحد النواب أول أمس خير دليل على أن الاحتلال بكل عنجهيته لازال موجودا ، والسفارة الأمريكية ! ٍلمَ ما زالت تشغل واحدا من المرافق في القصر الجمهوري _ عنوان السيادة _ إن لم يكن هناك احتلال ..؟ الأمر الآخر وجود المستشارين الأمريكان في كل الوزارات والمرافق المهمة في الدولة ، عندما كان العراق تحت الاحتلال البريطاني ، كان عنوان الاحتلال يتمثل بوجود المستشارين في الوزارات العراقية والدوائر المهمة ، (فهل نجد الآن من نسمعه يقول كان هذا أيام زمان ) ، فماذا نسمي ألآن المستشارين وتواجدهم في وزارات ومؤسسات الدولة ، التي تمنع صرف أي دولار دون موافقتهم إن لم يكن هذا احتلالا فما هو الاحتلال ياسادة ..؟
ولنستمع الى السيد حاجم الحسني ،رئيس الجمعية الوطنية ، تعقيبا على الإهانة التي لحقت بأحد أعضاء الجمعية عند دخوله إلى مقر الجمعية الوطنية ، في زمن القوات متعددة الجنسيات!! ، وبعد ذلك نحكم هل نحن لا زلنا في عهدة الاحتلال أم لا ..؟ يقول السيد الحسني ".. أعضاء الجمعية اتفقوا على اتخاذ أربع خطوات هي :ـ ضرورة صدور أعتذار رسمي من قبل الكيان السياسي للقوات المتعددة الجنسيات ، ومعاقبة الجندي الأمريكي والإسراع في عملية نقل مقر الجمعية الوطنية ، وضرورة أن تسهل قوات الحراسة الأمريكية دخول أعضاء الجمعية الى قاعة الاجتماعات .."
بداية نقول بم يتمثل " الكيان السياسي للقوات المتعددة الجنسيات " ؟ وِلم يتواجد هذا الكيان في القصر الجمهوري ؟ إن لم يكن احتلالا ما هو سبب تواجد الجندي الأمريكي على حاجز للجمعية الوطنية العراقية التي تمثل صميم السيادة الوطنية ؟ ولماذا لا يكون الجندي أو الحارس العراقي عند الحاجز ؟ ، وهل العمل بمبدأ الشفافية يتطلب أن تكون قاعة الاجتماعات للجمعية الوطنية تحت حراسة القوات الأمريكية!، ورغم كل هذا نجد من ينكر أن البلد لا زال محتلا..!!
وعندما يتحدث البعض من كتابنا عن " احتلال أم تحرير دخول القوات الأمريكية " لأنها أسقطت نظاما هللنا نحن العراقيين له ، فهل هذا لا يعني بأية حال من الأحوال أنه لم يكن احتلالا .؟ في الذاكرة كره شديد للاحتلال ، فهل إذا كنا ممتنين للأمريكان في سقوط النظام علينا إنكار الحقائق وتزييفها ؟ وهل عدم تسمية الأشياء بمسمياتها في مثل هذا الحدث العظيم نكون صادقين في الشهادة أمام التاريخ والحدث لم يمض عليه وقت طويل ؟ نعم المحتل دخل العراق وتحرر الشعب العراقي من حكم البعث ونظامه الفاشي ، إلا أن العراق لازال تحت الاحتلال ، إن كان الأمر غير ذلك فهل هناك من عقد موثق بين العراق والقوات متعددة الجنسية ينظم العلاقة بين الطرفين ، وهل تغيرت العلاقة فعليا بين أمريكا والعراق ، لا شيء قد تغير ، وهذه حقيقة وواقع ، يؤيدها ويشاهدها العالم أجمع ، فإن زورنا الحقائق وتلاعبنا بالمفاهيم الوطنية ، فالأجيال القادمة ستسم كتابنا بالتزوير والتواطؤ مع الاحتلال ولن نجد مستقبلا من يدافع ويرفع عنا المسؤولية التاريخية أمام التاريخ في إنكار أو تشويه الحقائق المعاشة ، إن اعتذرنا عن ذلك في كرهنا وحقدنا على نظام فاشي عرض العراق لكوارث ومحن قل وقوعها في التاريخ ، وجاء بقوى احتلال مكروهة اسما وفعلا ، حطمت وخربت ما لم يستطع صدام ونظامه أن يفعلانه !.فالتاريخ كثر هم من يكتبونه ، ولن يكتب من وجهة نظر واحدة ، وأنا وغيري علينا أن نسمع حجة القائل " عندما يقول قائل منذ احتلال العراق .."ولا يجب أن نحول دون ما يريد قوله ونقول كفى ، ونقمع رأيه المخالف بقولنا "..الباقي معروف تماما .." علينا ألا نتخذ موقفا مناهضا دون أن يكمل المتحدث حديثه ، ولا نكون كالقائل (ولا تقربوا الصلاة ) وإلا أين الديمقراطية والرأي الآخر ؟ السؤال هنا بعد كل ما قيل وما يقال ، ما هي مهمات القوات المتعددة الجنسيات ؟ وهل تغيرت أو اختلفت عن مهمات قوات الاحتلال ؟ وهل تغير الحال منذ أن كان العراق تحت الاحتلال إلى أن اصبح تحت إدارة القوات المتعددة الجنسيات..؟ قوات الاحتلال ساعدت ، إن لم تكن ساهمت في نهب وتخريب التراث العراقي المتمثل في متاحفه ومكتباته وارشيفه الوطني ، فهل كشفت ولاحقت أمريكا من ارتكب هذه الجرائم ؟ وهل اختلف الأمر مع القوات متعددة الجنسيات ؟ الحدود كانت مفتوحة وتدفق منها آلاف الإرهابيين خلفوا وراءهم جرائم بالآلاف وهذه لم تكن " ..زبالة كما لم تكن زهورا .." كما قال البعض ، بل إنهم شهداء الشعب العراقي وضحايا إرهاب وقوات احتلال بينهما تصفية حساب قديم عمره أكثر من ثلاثين عاما عندما تواطأ الطرفان لحرب ضد السوفيت ..؟ فهل تغير حال الجرائم المرتكبة بحق العراق عندما تغيرت التسمية ..؟ ورغم أني لا زلت اسمي المحتل محتلا ، فلن تجدني مطالبا برحيل قوات الاحتلال الأمريكية ، أو وبديلتها في التسمية ، القوات متعددة الجنسيات ، قبل تصفية التركة الثقيلة التي خلفتها عند دخولها العراق ، وإصلاح ما تخرب وتعويض العراق والعراقيين عن كل الأضرار التي لحقت بهم .. وبعد كل هذا فالواقع يقرر والتاريخ سيحكم هل لا زال العراق تحت الاحتلال الأمريكي .؟



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..! التاريخ والوطنية
- المراة والوطن والعشق والخمرة..!!
- الخام والطعام ..!!
- إعادة بناء العراق ..مشروع نهب الشركات المتعددة الجنسيات
- ..؟!!ابتسامة فمصافحة
- أول الغيث قطر..!
- لماذا الإصرارعلى نهج خاطئ !1
- !!جلسة سرية غير مبررة
- تعليق على خبر -بايت-ولا زال طازجا !!
- فراغ سياسي وفلتان أمني ومسؤوليةحكم!
- الطبع والتطبع ..!!
- احترموا الوقت يا سادة
- هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟
- تمخض الجبل فولد فأرا !!!!
- لم التشفي يا عرب !!
- !!!شهداء الشعب العراقي
- لو كنت كرديا لتشددت
- مقاومة مأفونة..ومقاومين مأبونيين
- صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان
- المراة الراقية ..وغد أفضل


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - قوات احتلال أم ماذا ..؟