رضا كارم
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 12:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه العبارة الخطرة ذات الشهرة الخطيرة.
تلك التي رٌحّلت من "الابستمي" النوفمبري، الى "حقل الدلالات " ما بعد 23أكتوبر 2011، أو تاريخ تقنين الانقلاب على المهمات الثورية للثوار.
بن علي و بورقيبة و معارضيهما، من أحمد المستيري (المعارض الفراشة) الى نجيب الشابي (رجل السفارات الأول) حتى حمة الهمامي... جميعهم يخشون الفراغ، و يخوّفون الشعب من "البديل القادم" الذي لا يعني ضمن منظور تصوراتهم الإصلاحية المهادنة، غير الفوضى بالمعنى المتوحش للكلمة.
لكأن "الانتظام" الذي يعيشونه و يمزّق أوصالنا تهميشا و تفقيرا و احتقارا ، يستحق المزيد من المراهنة عليه حتى ّضمان إصلاحه"...
إنها أزمة الفعل . أزمة الإرادة في التغيير. و قد تشكلت التصورات و المثل و البرامج ضمن نظام قوالب مسقطة ما قبلية و ميتافيزيقية، لتضمن صوابية قرار اللافعل و اللاتغيير. مقابل ذاك يراهنون على المسايرة النقدية ، و المرافقة "التنسيبية" وفق العبارة الشهيرة للمعارض الشهير و الصديق السابق"محمد الحامدي" التلميذ الوفي جدا لنجيب الشابي.
ما معنى أن ننسّب خيانة الحكّام لمطامح الجماهير في الخبز الكريم و الشغل المتحرر؟
ما نسبة خيانتهم لتلك المطالب البيوحياتية؟
جيل دولوز سيد "قانون الاختلاف" لم يذهب هذا المسلك السفسطائي الريبي ، و إذا كان الاختلاف لديه اختلافات ، فليس ذلك تهربا من الإجابة و لا تمييعا للمعنى و الواقع. إنه فحص "مختلف" لواقع متعدد، لا ينحصر ضمن أقواس مسقطة، بل يتحدد من خلال أقواسه في التاريخ كما تعينت ، كما وقعت فعلا.
جيل دولوز ليس أبا لهذا "التنسيب القميئ" الذي عوض اتخاذ القرارات الشجاعة و صوغ التجربة الجريئة اي الثورية ، بالمهادنة و الملاطفة و المسايرة و الاحتشام...
إن التاريخ لا تصنعه الميوعة و الإصلاحية و المعارضة الديكور.
التاريخ دورة من الانقلابات الثورية ، يؤمنها المقاومون بدمائهم .
___________________________
رضا كارم-قلعة سنان -منتدى المقاومة التشاركية.
#رضا_كارم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟