|
كلهم يطلب وصلاّ بليلى .. وليلى لاتريد سوى خدماّ وبوّابين
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 11:51
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الكل يتصنع اللطف والأناقة ويستظهر مئات أبيات الشعر والهيام ويرتدي أبهى الحلل والعمائم ويتعطر بأرقى العطور الباريسية ينتظرون إطلالتها البهية ليقدموا لها فرائض الطاعة والعشق .. لكن ليلى تنظر إليهم من برجها العاجي فتزدريهم وتأمر حجّابها بطردهم لأنها متخمة بالعشّاق والمعجبين من كبار الشعوب والأمم .. لأنها لاتريد سوى حجّابا وبوّابين ووكلاء بالعمولة وليلى الفاتنة هذه ليست ليلى الأخيلية ولا ليلى قيس ولا ليلى العراقية .. السومرية العينين الاّشورية القوام والبابلية النهدين ...؟ وليلى هذه التي يتسابق لكسب ودها ورضاها روْوس الأنظمة العربية وروْوس المعارضات العربية - مع استثناءات صغيرة = من الليبراليين الجدد إلى الليبراليين المتمركسين إلى الإسلاميين ( المعتدلين ) هذه تسمية أمريكية الصنع وليست من عندي - إلى قوميين تقدميين إلى دعاة الدفاع عن حقوق الإنسان الذين ينالون أجرهم بالقطعة ....الى مايسمى فعاليات إقتصادية وموْتمرات قومجية وشعبوية من كل صنف ولون الكل يطلب ود ليلى ...؟ وليلى هذه هي أمريكا ( ما غيرها) الشيطان الأكبر - والأمبريالية عدوة الشعوب رقم واحد وراعية الصهيونية العالمية وإسرائيل _ وهي الصليبية الكافرة وهي راعية الأنظمة الديكتاتورية وصانعتها ومباركة جرائمها إلى أمد قريب .. أليست هذه شعاراتكم أيها السادة المعارضون ألم تبح أصواتكم وأنتم تهتفون ضدها حتى أصبتم بداء الشقيقة واهترأت حبالكم الصوتية .. كما اهترأت أسلاك إذاعات وفضائيات النظام الأسدي العتيد الذي تعارضونه لشتمها وصب اللعنات عليها وهو ينفذ أوامرها وإملاءاتها طيلة أربعة عقود من القمع والإرهاب والذل ماذا تغير سوى إخفاء مخالبها بحرير الديمقراطية ونواجذها خلف لافتة حقوق الإنسان كأنها هي مبتكرة هذه القيم الإنسانية التي ناضل الإنسان لتحقيقها منذ ديمقراطية أثينا قبل الميلاد حتى اليوم وهل هي تطبق هذه المبادئ في بلادها نفسها ... إ ن تسكع أنظمة القمع واللصوصية على أبوابها متسولة بقائها على الكرسي لايختلف كثيرا عن المعارضات التعيسة التي تستجديها باسم ( الحوار والتفاوض ) معها بغية الحصول على بعض الحلوى أو الزيّم من مائدة العهد الأمريكي المباشرالقادم بعد استنفاذ دور الأنظمة الديكتاتورية في سحق اليسار الديمقراطي والوطني في سورية والوطن العربي ..وأضحى الكل يطلب رضى أمريكا وجعالاتها وكرمها البوشي لم لا ..؟ وإدارة بوش خصصت مليار ومئتي مليون دولار لدعم المنظمات الإسلامية ( المعتدلة ..؟ ) لقطع الطريق على المنظمات الإرهابية كما أعلن وهنا أسأل ما الفرق بين الأنظمة المنبطحة والمعارضة المتهافتة خلف إرضاء أمريكا و ( الحوار ) معها ومن أي موقع يتم هذا الحوار - إن أبسط قواعد الحوار أن يتم بين طرفين متساويين والتفاوض بين قوتين متكافئتين أو شبه متكافئتين .. وماعدا ذلك ليس سوى عقود إذعان وعمالة رخيصة ولسنا بحاجة للأمثلة ....؟ لقد صدقت مقولة إبن خلدون في مقدمته : ( إن المغلوب مولع بتقليد الغالب ..) هكذا أصبحت المعارضة تزحف خلف رضى أمريكا عوضا عن تحليل الواقع علميا والنزول إلى صفوف الشعب المضطهد والجائع صاحب المصلحة الأولى في إنهاء نظام المافيا الأسدي لنقل التذمر والتمرد الكامن في الأكثرية الصامتة إلى ساحة النضال الجماهيري القادر وحده إسقاط هذا النظام الذي أضحى مشخاصا من تبن وفق برنامج ثوري واضح المعالم لبناء المستقبل ودولة القانون والديمقراطية الحقيقية ... الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني المعرض : يصرح علنا بتاريخ 15 - 4 الجاري - استعداده الحوار مع أمريكا .. ولكن في دمشق - والإخوان المسلمون يفاوضون أمريكا سرا وعلنا كما يفاوضون النظام منذ أمد بعيد .. بعد أن ارتدوا جلباب الديمقراطية واحترام الرأي الاّخر . دون أن يتخلوا عن تراثهم العصبوي المتخلف الذي صاغه مرشدهم الأعلى المودودى والذين نقلوا فكره الى تنظيم حزبى وأبرزهم السيد قطب الذي يصر على حاكمية الله وحده وهو وحزب الإخوان المسلمين الذي أسسه في مصر كحزب وحيد لله وكلاء الله على الأرض وطرح شعاره الشهير : ( من تحزّب خان ) والشيخ حسن البنّا الذي يعتبر المرأة ناقصة عقل ودين ...؟ وهكذا بقدرة قادر لم تعد أمريكا الصليبية الكافرة بل صديقة المسلمين الحريصة على الديمقراطية في بلادهم والنموذج التركي والباكستاني وغيره ماثل أمامنا ألى جانب سيستاني ومقتدى الصدر في العراق وسائر التيارات الإسلامية التي تحكم العراق وما الضير أن تتكرر التجربة في سورية ... لذلك بدأت معظم أطراف المعارضة وأدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان وتجارها بالجملة والمفرق يمسحون جوخ الإخوان المسلمين ويتباركون بالتقرب إليهم وجاء بيان التجمع الأخير بمناسبة عيد الجلاء في 17 نيسان الجاري ليشيد بهم أيما إشادة : ( إن التيار الإسلامي عموماوجماعة الإخوان المسلمين في توجهاتها الديمقراطية على وجه الخصوص جزء أساسي من البنية الفكرية والسياسية والثقافية لشعبنا . ولا تستقيم الحياة العامة دون مشاركة الممثلين الحقيقيين له ... لذلك لابد من إلغاء القانون رقم 49 السيْ الصيت ) ...؟ أولا - إن الخلط بين التيار الإسلامي والإخوان المسلمين خطأ كبير لايختلف عن الخلط بين التنظيمات الإسلامية المختلفة والدين الإسلامي نفسه الذي يدعي كل تنظيم تمثيله على الأرض ولا يأتيهم الباطل من أية جهة كانت ....؟ ثانيا - أنا لاأريد بهذه العجالة فتح مساجلات مع أية جهة معارضة خصوصا في هذه المرحلة المفصلية الخطيرة وإن كان إصلاح الخطيئة أفضل من التمادي في الباطل دوما ...ولاأبغي إقصاء أحد موْمن بضرورة تفتح كل الأزهار وتباري كل المدارس والشعب وحده هو الحكم عبر صناديق الإقتراع الحر والنزيه .. كما كنت من أوائل المستنكرين لصدور القانون 49 تاريخ 7- 7 -1980 الجائر وسائر القوانين والمحاكم الإستثنائية ولكن من حقي أن أوجه سوْالا للتجمع الوطني الذي أصدر البيان السابق : ؟ هل أضحى موْمنا بما صرّح به أحد قادة الإخوان المسلمين المقيمين في لندن السيد زهير سالم لصحيفة النهار بتاريخ 4- 4 الجاري ( إن الإخوان المسلمين لم يعودوا تنظيما حزبيا بل أضحوا حالة ) أي حالة مجتمعية شاملة ... هكذا قالها بنرجسية طاووسية رهيبة ... هل صدّقتم أن شعبنا يساق هكذا كالقطيع خلف عدد من خطباء المساجد كما حدث في العراق ..؟ ألم يسقط شعبنا في أنزه إنتخابات برلماني في تاريخ سورية عام 1954 مرشحي الإخوان بما فيهم المرشد العام المرحوم مصطفى السباعي في الإنتخابات التكميلية عام 1957 ونجح مرشح التجمع الوطني الديمقراطي المحامي رياض المالكي بفارق كبير رغم كل الحشود الدينية التي جاْت من مصر وغيرها لنصرة الإخوان ...؟ ثم لماذا لايطالب المعجبون بديمقراطية الإخوان المسلمين .. لماذا لايطالبوهم بالإعتذار للشعب السوري عن الجرائم التي ارتكبوها الموازية لجرائم النظام وما الفارق بين مجزرة سجن تدمر ومجزرة مدرسة المدفعية في حلب وبين محكمة الجزّار التي أقامها الإخوان المسلمون في حماة التي كانت تحكم بالساطور وبين محاكم النظام الميدانية أو محكمة فايز النوري وعبدالله الأحمد وغيرهما المسماة ( محكمة أمن الدولة ) التي لاتخضع لقانون أو دستور ..؟ ثم الأهم والأخطر أين هو قائد الطلائع المقاتلة الشيخ ( عدنان عقلة ) الذي ورّط مئات الشباب وقادهم إلى المحرقة ؟؟ ألم يكن لغما ّ من ألغام النظام المجرم وبقي حيا يعيش في كنف النظام وحمايته ...بينما أعدم النظام السفّاح عائلات بكاملهالمجرد صلة قربى مع المطلوبين والمطاردين من الإخوان وإذا كان النظام الأسدي الفاشي قد بني على الطائفية والعشائرية فهل الخلاص منه يتم بطائفية أخرى .. هل هذا ما يصبو إليه شعبنا ؟؟؟؟؟؟ لماذا لم يطرح أي تيار من المعارضة السورية ووعاظها الذين سيتحولوا قريبا ألى وعّاظ سلاطين ( عنوان كتاب للمرحوم علي الوردي )إن الدولة التي يناضل شعبنا لتحقيقها هي الدولة العلمانية الديمقراطية المبنية على أساس مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء وفصل الدين عن الدولة... وكيف يمكن تحقيق المجتمع المدني الموحد دون إلغاء قوانين الأحوال الشخصية الطائفية التي أصدرها المفوض السامي الفرنسي ولاتزال سارية المفعول حتى الاّن وإصدار قانون أحوال شخصية موحد يساوي بين المرأة والرجل وإصدار قانون الزواج المدني لتحقيق وحدة المجتمع وبناء الأسرة على أ ساس الحب والديمقراطية وهل خطت أية دولة متقدمة في العالم خطوة إلى الأمام دون فصل الدين عن الدولة .. ولو عدنا إلى المربع الأول في تاريخ استقلال سورية لرأينا الروّاد الأوائل رفعوا شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) أي ضمنا فصل الدين عن الدولة طبق الكثير منه عمليا بين الناس ولو لم ينص عليه القانون والدستور وأخيرا بأية صفة تحاور الأطراف المختلفة أمريكا والنظام في اّن واحد ..؟ هل أصبحت أمريكا وصية على العالم وسورية محمية تابعة لها ..؟ وأخيرا ماذا نسمي هوْلاء الزاحفون والمتسلقون خلف العربة الأمريكية .. أترك ذلك للقارئ الكريم ...؟
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صيدنايا... قصيدة لاتنتهي _ القسم الثالث والأخير
-
لاتقلها .. ياعزيزي أبا رشا
-
تحية إلى الشعب العربي الأحوازي المناضل في سبيل تحرره الوطني
...
-
في ذكرى الجلاء أين أضحى استقلال سورية ولبنان
-
دعوة .. لبناء جمعية وطنية ديمقراطية سورية في الخارج لوضع دست
...
-
مسرحية ( كراكوز وعواظ ) سورية أمام البرلمان الأوربي
-
صيدنايا... قصيدة لاتنتهي ...؟
-
صيدنايا ... قصيدة لاتنتهي
-
السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي -3 .. ؟
-
السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي ..؟
-
أيها القتلة واللصوص .. إرفعوا أيديكم عن لبنان .. كفى
-
السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي ...؟
-
مقدمة كتابي مملكة الإستبداد المقنن في سورية - القسم الثاني
-
مقدمة كتابي الجديد : مملكة الإستبداد المقنن في سورية
-
قمة بدون جبل .. ومهرج ديمقراطي جدا ...؟
-
أهلا بنوروز الفرح والحرية هذا العام في سورية الأسيرة ...؟
-
اليوم قيامة لبنان .. وغدا قيامة سورية _ اليوم عرس لبنان .. و
...
-
في الذكرى الأولى لمجزرة القامشلي
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ولبنان ... القائمة رقم 9
-
باقة من شهداء الحريّة في سورية ... القائمة رققم 8
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|