جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 00:39
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
العمل = اهانة
سمعت مرة من يقول ان العمل اهانة. نعم تحولت طرق تقديم طلبات العمل في عصر المنافسة الى تبضيع او تحويل الطاقة البشرية الى موارد بشرية human resources او سلعة او بضاعة اي انك تحاول بشتى الطرق و الوسائل بيع نفسك لرب العمل و هناك ايضا بعض التشابه مع العاهرة التي تبيع جسدها لفترة معينة لقاء مبلغ من المال. لذا نتعجب عندما نسمع الالمانية تقول: يحافظ العمل على الشباب Arbeit haelt jung لا ادري اي شباب تقصد؟ هل تقصد باننا نلتهي بالعمل و لا نحس بالوقت او تعتقد بان الاختلاط الاجتماعي مهم للشباب و الحيوية و لكنها تنسى درجات الارهاق stress levels و ضغط المواعيد deadlinesو مشاكل الطرد و نزاعات و اهانات الدوائر؟
تتفاقم المشاكل مع العمل عندما نقبل باداء عمل لا نحبه لان فرص ايجاد عمل اليوم قليلة و شروطها صعبة او يجبر الانسان على العمل تحت ظروف صحية قاسية. لقد ارتفعت نسبة الوفيات و الامراض بسبب العمل. دمر العمل العوائل و حرم الاطفال من عطف الام و الاب و رفع نسبة الطلاق بسبب عمل الوالدين لاجل لقمة العيش لدرجة سمي الاطفال الذين يرجعون من المدرسة الى البيت بعد انتهاء الدوام باطفال المفاتيح في المانيا لعدم وجود الوالدين في البيت.
تختار المرأة عادة طريق التوقف عن العمل او البحث عن عمل نصف الدوام part-time لتكن في البيت عندما يرجع الاطفال من المدرسة و بهذا تضحي بحريتها المالية و فرص الترفيع و الترقي في الوظيفة. تؤدي وظائف الدوائر الى مشاكل صحية مثل الم الظهر و العين او تؤدي الى زيادة السمنة بسبب الجلوس لساعات طويلة في المكتب و عندما يحال البعض على التقاعد لا يعرف ماذا يعمل بوقت الفراغ المتوفر و يصاب بكآبة.
كل شخص يعيش من بيع شيء معين فالمعلم يعيش من بيع علمه و طاقته و وقته حتى الشحاذ يبيع كرامته لاجل الصدقة. كنت اتمنى ان لا اشتري و لا ابيع شيئا و لكن لا مفر اليوم من البيع و الشراء و العمل. خطورة العمل تكمن في زيادة مركزيتها فهي باتت مركزية اكثر من العائلة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ساعات التحضير و الاستعداد للعمل و استرجاع القوى.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟