أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثامر الزغلامي - الحق في الاتصال و ضمان الخدمة العامة للاعلام السمعي البصري














المزيد.....


الحق في الاتصال و ضمان الخدمة العامة للاعلام السمعي البصري


ثامر الزغلامي

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 00:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


يبدو ان دوائر التشريع و الاستشارة في المجلس التاسيسي التي اشتغلت طوال سنتين على المواد المتصلة بحرية الاعلام و الصحافة في الدستور التونسي المرتقب لم توفق في ادراك الاتجاهات القانونية الحديثة في موضوع حرية الاعلام و التعبير و لم تستوعب نسق التغييرات الحاصلة في النشاط الاعلامي على مستوى الوسائل و المفاهيم . و اتضح ذلك من خلال ما افرزته اعمال التفكير هذه من فصول في مشروع الدستور حول حرية الاعلام لا ترتقي الى الفهم المطلوب بمنظومة التداول الجماهيري للمعلومات في الوقت الراهن .
في الحقيقة كان هذا الافراز السطحي في المادتين 26 و 121 من مشروع الدستور منتظرا بسبب سيطرة الشعارات على التفكير و تبادل الاتهامات على الاقتراح و المحاصصة على النقاش بين اغلب الفاعليين السياسيين و المهنيين و لم تخرج الاحكام المتعلقة بالاعلام في الدستور من النمطية السائدة في الرؤية لهذا المجال و التعبير عنه فتحدث الفصل 26 عن الاعلام كمجال مضمون الحرية و المادة 121 عن هيئة تختص بضمان و تعديل هذه الحرية .
و هذا النص بمفهومه ( الاعلام) و اليات ضمان حريته ( الهيئة ) لا يعتبر قادرا على تحمل السياق الثقافي و السياسي و التكنولوجي الذي نعيشه و لا يعبر عن مستجدات المباحث القانونية في موضوع الاعلام و التعبير التي تتحدث عن مفاهيم جديدة فرضتها الطفرة الهائلة في وسائل الاتصال و هي الحق في الاتصال و ضمان الخدمة العامة للاعلام السمعي البصري .
من الحق في الاعلام الى الحق في الاتصال
لعل المشرع الامريكي في التعديلات العشرة الاولى للدستور التي تم اقرارها سنة 1791 كان اول من تفطن الى الحق في الاتصال دون وعي كامل بهذا المفهوم فضمن الدستور حق المواطن في الكلام في صياغة تمنع اصدار اي قانون للحد من حرية الكلام. و يعد هذا التضمين تجاوزا لرؤية ضيقة تحصر حرية التعبير لدى فئة او مجموعة او فرد و منسجما مع روح الدساتير التي تتجه دائما الى استيعاب المستقبل بما يطرحه من تغييرات في المفاهيم و وسائل العمل .
و حق المواطن في الكلام المضمون في الدستور الامريكي في القرن الثامن عشر هو منطلق و اساس المنظومة الاتصالية الحرة في الولايات المتحدة الامريكية في الوقت الراهن اذ اتاحت الحرية المطلقة في الكلام في شكله باللفظ او الكتابة او الصورة ثورة اتصالية و اعلامية في البلاد راكمت ثقافة احترام حرية التعبير الى حد التقديس .
و نجد نفس الاثر لمفهوم الاتصال في اعلان حقوق الانسان و المواطن الفرنسي سنة 1789 اذ تقول مادته(11) ... يستطيع كل مواطن التحدث و الكتابة و النشر بحرية ...


و لم يبدا التفكير اكاديميا في تطوير مفهوم الحق في الاعلام الى مفاهيم اشمل الا في بداية السبعينات حيث وضع عديد المختصين تصورا يقطع مع التراث القانوني للاعلام و اعتبروا ان المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان قاصرة عن ضمان حرية التعبير في ظل التحولات الجوهرية لوسائل الاتصال و تغير العلاقات الاتصالية بين الجمهور ووسيلة الاعلام , و قدموا مفهوما جديدا وهو الحق في الاتصال اقرارا باحقية كل فرد في التعبير و ابداء الرائ و المشاركة في انتاج المعلومات وبواجب المجموعة في توفير البنى التحتية و المنظومة القانونية الحامية لهذا الحق و الضامنة لمشاركته في المشهد الاعلامي ليس كصاحب راي فقط بل كمنتج للمعلومات و الاخبار .
و لعل المسالة تتضح اكثر في التجربة التونسية حيث قاد الفرد عملية تغيير جذرية في النظام السياسي التونسي بعد ان افتك حقه في الاتصال و تبادل المعلومات و المعارف. و يصبح بالتالي من حق المواطن او الفرد الذي اعطى الحرية للمشرع لصياغة دستور جديد يقطع مع الاستبداد في تونس ان يعطيه هذا المشرع حقه في الاتصال دون قيود.
الخدمة العامة للاعلام السمعي البصري
لم يشر الدستور التونسي المرتقب الى مفهوم يحضر بكثافة في ادبيات الاعلام و الاتصال في السنوات الاخيرة, هذا المفهوم هو الخدمة العامة المحمولة حصرا على الاعلام السمعي البصري باعتبار ان وسائله تستغل الاثير المملوك للمجموعة الوطنية لتمرير رسائلها الاعلامية , هذا الاستغلال للملك العام يفرض عليها تقديم خدمة عامة للمواطن تتفاوت في مساحتها و مضمونها بين الاعلام الخاص و العمومي و تضبطها قوانين لاحقة تنظم علاقة الدولة بوسائل الاعلام السمعية البصرية الخاصة و العامة .
و يكون بالتالي القطاع السمعي البصري هو المعني بالتعديل خلافا لما ورد في المادة 121 التي نصت على هيئة تعنى بالاعلام في المطلق .
و نعني بضمان الخدمة العامة التنوير و التبصير و دعم التعددية السياسية و الثقافية و المحافظة على الهوية الوطنية و الترويج لها محليا و دوليا وهو ما ينسجم مع المهام الموكولة للهيئة العليا للقطاع السمعي البصري التي رات النور مؤخرا تطبيقا للمرسوم 116 .
و لا تنطبق هذه المفاهيم على الصحافة المكتوبة و الالكترونية باعتبار تناقضها مع مبدا الملك العام و خضوعها لاليات و قوانين مغايرة اساسها الحرية و حدودها اخلاقيات المهنة الصحفية .
المادتان 121 و 26 من الدستور التونسي المرتقب في حاجة الى مراجعة لا تبيح في المستقبل سن اي قانون يحد من حرية الاتصال و تضمن خدمة عامة للمواطن تقدمها وسائل الاعلام السمعية البصرية باشراف هيئة عليا تتولى السهر على تامين هذه الوظيفة .



#ثامر_الزغلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جدّة إيطالية تكشف سرّ تحضير أفضل -باستا بوتانيسكا-
- أحلام تبارك لقطر باليوم الوطني وتهنئ أولادها بهذه المناسبة
- الكرملين يعلق على اغتيال الجنرال كيريلوف رئيس الحماية البيول ...
- مصر.. تسجيلات صوتية تكشف جريمة مروعة
- علييف يضع شرطين لأرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام بين البلدين
- حالات مرضية غامضة أثناء عرض في دار أوبرا بألمانيا
- خاص RT: اجتماع بين ضباط الأمن العام اللبناني المسؤولين عن ال ...
- منظمات بيئية تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر الفيضانات في بري ...
- اكتشاف نجم -مصاب بالفواق- قد يساعد في فك رموز تطور الكون
- 3 فناجين من القهوة قد تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثامر الزغلامي - الحق في الاتصال و ضمان الخدمة العامة للاعلام السمعي البصري