أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفيلي المافيوي!














المزيد.....


تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفيلي المافيوي!


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 20:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ليس بخافٍ على أحد أنَّ الأهداف ألتي تقف وراء الصراعات السياسية الجارية في الساحة العراقية هي الإستيلاء على السلطة ومن خلالها على ثروات البلد والتحكم بالمال العام لصالح الفئة المسيطرة بصرف النظر عن الشعارات ألتي ترفعها الجهات المتصارعة.
توجَد قاعدة مألوفة على صعيد صياغة النظريات والقوانين العلمية والإجتماعية والتشريعية، وهي أنّ خروج تلك الصياغات إلى حيّز الوجود وتطبيقها عملياً لأول مرة، غالباً ما تظهر فيها بعض الثغرات والنواقص، ثمَّ يتم تلافيها عن طريق إجراء التعديلات والإضافات اللازمة كي تصبح أكثر ملاءمةً لتلبية حاجات البلد و المجتمع. بيدَ أنّ الذي جرى ولايزال يجري على الصعيدَين التنفيذي والتشريعي هو عكس تلك القاعدة!... حيث إستُغلَّتْ الكثير من نواقص وقصور القوانين للتغطية على عمليات الفساد «الفساد المُقنّن» وفي مقدمتها الفساد الإقتصادي. في بداية سقوط نظام البعث الفاشي تَفشّتْ ظاهرة الحواسمُ فقد جرى الإستيلاء على عقارات الدولة وأزلام البعث وتحويل ملكيتها بعقود شراء رمزية أو وضع اليد عليها من قِبل أحزاب العراق الجديد بدلاً من أنْ تكون عائديتها تابعة إلى وزارة المالية!..لكن إتّضحَ فيما بعد إنّ أخطر عمليات الحوسَمة هي تلك ألتي تمثّلتْ بالسطو على البنوك قامت بها المجاميع الرثّة مادياً و أخلاقياً وإجتماعياً وسياسياً وثقافياً، أي الشريحة المنحطة والمنبوذة مجتمعياً، وقد رصَدتُ أشخاصاً من تلك العيّنة وليس كما يقول المثل «سمعتُ مِمَّنْ سمعَ»، أصبحوا يمتلكون العقارات ويجوبون عواصم العالم وأكثر رحلاتهم إلى جنوب شرق آسيا من أجل النضال الجنسي!.. هذه الشريحة لم تكتفِ بسرقة المال العام، بَل ولَجتْ عالم التجارة وأغرَت السوق الداخلية بالمستوردات الرديئة، ولكي تحمي نفسها ولاتقع تحت طائلة القانون وتُلاحَق قضائياً مستقبلاً، إنضوَتْ تحت خيمة أحزاب السلطة. هنالك مؤشرات تثبت ،ليس تلكؤ بسبب عدم الكفاءة، إنما تواطؤ السلطتين التشريعية والتنفيذية مع التخريب والفساد الإقتصادي حمايةً لمافيات «إقتصاد الظل» ألتي أضحَتْ مصالحها متشابكة ومرتبطة بالجهات الرسمية القابضة على السلطة. ومن تلك المؤشرات ألتي تعكس الواقع المأساوي ألذي يعيشه الإقتصاد العراقي الواقع تحت هيمنة المافيات الإقتصادية هي كالتالي:
• لم يجرِ تعديل القانون الخاص بالبنك المركزي من قبل البرلمان العراقي، بما يخدم الإقتصاد الوطني والحد من تهريب العملة الصعبة بغطاء قانوني، بَل بقيَ قانون الحاكم المدني ،برايمر، ساري المفعول.
• عدم تشريع نظام ضريبي متطور يساهم في تكوين الناتج القومي الإجمالي.
• المماطلة وعدم الإسراع في إنجاز شبكة الهاتف الأرضي المتطورة تكنولوجياً، لكونها تؤثر سلباً على العوائد المالية لشركات الهاتف المحمول المملوكة من قِبل بعض ألأحزاب.
• عدم الجدّية في النهوض بالواقع الصناعي لأنه سيؤدي إلى ضرب مصالح طبقة التجار الطفيليين ألتي تعتاش على تسويق المنتوج الأجنبي.
• الخرق والإستخفاف بقانون «الرقبة*» الخاص بالأراضي الزراعية، الذي أدّى إلى تجريف البساتين من قبل مالكيها والذي بدوره تسبّبَ في تكرار العواصف الرملية وإرتفاع درجات الحرارة والتلوث البيئي.
• عدم الإكتراث لحدوث الكوارث الطبيعية وإتخاذ الحلول الكفيلة لتفاديها، وهذا ما حصل مع فيضانات الأمطار وما نجم عنها من مأساة بشرية وإقتصادية. كان بالإمكان شَق جداول مبطنة تسيطر على مياه الأمطار والتحكم بها وتوجيهها بين السدود والأنهار والأهوار حسب الحاجة.
وأخيراً الخطوة اللاحقة ألتي يسعى لإنجازها مجلس الوزراء والبرلمان هي الهرولة للإنضمام إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2016. أسأل أولئك المهرولون أصحاب مشروع الدخول إلى تلك المنظمة: ما هي الشروط التي تصب في مصلحة الإقتصاد العراقي الريعي في الظروف الراهنة، وهل ستسمح الدول المتقدمة إقتصادياً المنضوية تحت لواء تلك المنظمة للإقتصاد العراقي بالنهوض الشامل لكل فروعه؟ لن يكون ذلك مطلقاً، بَلْ الإنضمام سينعش التجارة الطفيلية المدمّرة للإقتصاد الوطني.
إنَّ كل مَنْ هو مهتم بالشأن الإقتصادي العراقي، يطرح أراءه ومناشداته البنّاءة لخدمة وإزدهار إقتصاد بلده الذي ينعكس إيجاباً على رفاهية مجتمعه، لكن وللأسف لا يؤخَذ بتلك الآراء والمناشدات النابعة من تحليل علمي، إنما يجري تجاهلها و رميها في سلة المهملات. لاعجب من ذلك، حينما تصل درجة الإستخفاف إلى حد الإستهانة بدم الإنسان العراقي، فالرأي الأكاديمي لا يساوي أية قيمة عندهم.
ــــــــ
* قانون الرقبة يشترط على مالك الأرض الزراعية أنْ يحافظ على صيغتها وطبيعتها الزراعية، حتى وإن تمّ بيعها، تبقى وتُستغَل للنشاط الزراعي فقط من قِبل المالك الجديد، ولايجوز تحويلها لإستخدامات أخرى.




#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام المرئي المستقل المؤمن بالعملية الديمقراطية و دوره في ...
- التيار الديمقراطي والحتمية الأصعب
- إعتقال الدكتور مظهر محمد صالح .. هو عدم تقدير للإعتبار الأكا ...
- الإقتصاد العراقي و سايكس – پيكو الإقتصاد العالمي
- محطات تثير القلق... تستوجب التوقف عندها !
- الأمطار من نعمة الى نقمة... اللامبالاة بدلاً عن صرامة القانو ...
- البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها
- قانون الإنتخابات والملحق الجزائي !
- حذّرنا من الوصفات الجاهزة ...!
- فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة
- بكتيريا الفساد لا تفرز أنزيمات البناء !
- الأوليغارشية .. وصوَرها في العراق
- السياسة الإقتصادية والنهج الوطني
- التيار الديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- التيارالديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- مؤتمرمعهد الإصلاح الإقتصادي العراقي وما تمّخضَ عنه
- الشطري جزء من شارع المتنبي
- أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان
- سياسة تشويه وإلغاء المنجزات الإقتصادية لثورة 14 تموز وإحتضان ...
- البنك المركزي بين مطرقة صندوق النقد الدولي وسندان الفساد الم ...


المزيد.....




- هل يمهد اتفاق الغاز بين تركيا وتركمانستان لعهد جديد في أمن ا ...
- بي بي تبدأ الإنتاج من المرحلة الثانية لمشروع آبار ري?ن للغاز ...
- تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأحد
- لماذا حطم الروس الرقم القياسي في شراء الذهب؟
- النساء و-فتات الذهب-.. هكذا انهار منجم الموت في مالي
- أسعار الذهب اليوم الأحد 16 فبراير 2025 للبيع والشراء
- المنتجات السودانية تنتشر في السوق الأوغندي
- كويكب ينطلق بسرعة هائلة قد يضرب الأرض ويحدث دمارا كبيرا.. إل ...
- استطلاع: نحو ربع الألمان لا يمتلكون مدخرات
- للأسبوع الثاني ..انخفاض كبير في صادرات نفط العراق إلى أمريكا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفيلي المافيوي!