أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - ثقافة الحوار وادب المناضرة















المزيد.....

ثقافة الحوار وادب المناضرة


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 10:37
المحور: حقوق الانسان
    


ان الذين يبحثون عن الحوار أنما يقصدون بذلك طلب المعرفة والحقيقة لتغيير بعض الحقائق المترسخة في أذهانهم وتحويلها للمسارالصحيح،وهنالك من يبحث عن الحوار لغرض خلط الأوراق وتشويه الحقائق واللجوء في المناضرة للسب والقدح والطعن بثقافة الآخرين وكأنه يعلم ما لا يعلمون،تلك هي النظرة الفوقية والدونية التي رفض الباري ان يتعامل بها الناس مع بعضهم وقول الرسول (ص) (الناس سواسية كأسنان المشط) .
الحوار سلوك قويم ,مارسه الملائكة قبل ان يخلق الله تعالى الانسان حين انبئهم تعالى بارادته خلق البشرية ( واذ قال ربك للملائكة : اني جاعل في الارض خليفة. قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء , ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟ قال : اني اعلم ما لا تعلمون ) (البقرة : 30 ).
ولم يقتصر الحوار مع الملائكة , فرب العزة تعالى شائنه فسح المجال لابليس , حين عبرة عن رائيه مسوغأ رفضه السجود لادم ( قال : ما منعك الا تسجد اذ امرتك ؟ قل : انا خير منه , خلقتني من نار وخلقته من طين ) ( الاعراف : 12 ) . فلم يمنعه رب العالمين من الادلاء برئيه والتعبير عما يعتقده , ولم يرسل عليه عذابا يدمره في حينه رغم انه خالفة امر الله , بل منحه فرصة عندما طرده من الجنة , ومنحه مهلة الى يوم القيامة ( قال : فاهبط منها , فما يكون ل كان تتكبر فيها , فخرج انك من الصاغرين . قال : انظرني الى يوم يبعثون . قل : انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ) ( الاعراف : 13,14 )
هذا الادب القراني والخلق الرباني مثال لنا في تعاملنا مع من نخالفهم في الراي , وكيف نفسح المجال لهم للتعبير عن ارائهم بكل حرية . المناظرة مع الاخرين الحوار والمناظرة سمة من سمات اصحاب العقول والمفكرين , من اجل اقناع الاخرين برائيهم وافكارهم مستخدمين الحجج العقلية والادلة والبراهين لدعم ارائهم .
ويتعرض المسلمون المهاجرون في الغرب الى مختلف الحالات والمواقف التي تتطلب منه الرد على بعض الشبهات والاتهامات التي تنال من الاسلام او مذهب اهل البيت ( عليهم السلام ) و الشخصيات الاسلامية والعلماء والمراجع وذلك بسبب ثقافة التكفيرعند بعض الحركات الاسلامية المتعصبة ،قد تجاوزت الحدود بشكل مذهل وخطيرلاقصاء الآخر والإفتاء بقتله ،وهذا ما يتناقض مع سماحة قيم الإسلام العادلة ،لقد تجاوز الفكر التكفيري حتى مقولة (ابي حامد الاسفراييني ) وهو احد علماء الشافعية في القرن الرابع عشر حيث قال (من كفرني كفرته ذلك اني واثق من اسلامي ولااشك فيه فاذا كفرني خصمي هو الكافر)
ويعتمد نوع الحوار او المناظرة مع طبيعة الجانب الاخر وفكره ومعتقداته وسلوكه ،وكلما كان الحوار هادئا بعيدا عن التشنج والتهكم والسخرية بالخصم كلما فسح المجال للرأي الاصيل والفكرة الهادفة باخذ مكانها في الحوار واقناع الطرف المقابل بها. ومامن رسول او نبي الاوقد ناظر قومه وحاججهم وجادلهم في اثبات صحة ما يدعوهم اليه. فقد حاجج ابراهيم (عليه السلام) النمرود، كما حاجج قومه . وجادل نوح (عليه السلام ) قومه حتى قالوا له (يانوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا) (هود:32) ،
وقد امر الله رسولنا الكريم (صلى اله عليه واله وسلم) بمجادلة المشركين ودعوتهم الى الحق ، فقال (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو اعلم بالمهتدين )(النحل:125)
كما امر الله تعالى بمجادلة اهل الكتاب من اليهود والنصارى بالحكمة والموعظة حيث جاء في قوله تعالى (ولاتجادلو اهل الكتاب الا بالتي هي احسن )( العنكبوت: 46). فالغلظة في المناظرة والجدل لاتزيد الطرف الاخر الانفورا وعناد وتعصبا، وتمسكا بالباطل كما اوضحه تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضو من حولك ) (ال عمران : 159) .
ويتضمن القران الكريم احتجاجات كثيرة بين الله تعالى والبشر،ضاربا الامثال التي توضح الفكرة ، ذاكرا الادلة المنطقية والعقلية التي تدعم الفكرة،يقول الله تعالى (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه . قال : من يحي العظام وهي رميم ؟ قل يحيها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون ، اوليس الذي خلق السموات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون . فسبحان الذي بيده ملكوت كل شي واليه ترجعون )(يس : 78-82).
وقد دخل النبي (صلى الله عليه واله سلم ) في مناظرات مع اهل الاديان الاخرى ،فينقل لنا الطبرسي في كتابه ( الاحتجاج) مناظرات للرسول الاكرم (صلى الله عليه واله سلم) مع اليهود والنصارى والدهرية والثنوية ومشركي العرب ،ويروي تفاصيل شبهاتهم وجواب النبي (صلى الله عليه وسلم ) لهم ودحضه لمزاعمهم.
كما ان المتبع لسيرة الائمة (عليهم السلام) يجد امثلة كثيرة في مناظراتهم واحتجاجاتهم مع خصومهم،بدء بامير المؤمنين علي (عليه السلام ) وبقية الائمة الذين وردت اخبار كثيرة بشان مجادلة الخصوم واقناعهم ،وكانوا (عليهم السلام) يأمرون بعض اصحابهم ممن يتوسمون فيه القدرة على مقارعة الحجة بالحجة ، كما هو المشهور في موقف الامام الصادق (عليه السلام) من هشام ابن الحكم وثلة من اصحابه الذين تصدوا لافكار الزنادقة والملحدين والمخالفين في المسائل الاعتقادية كالمجبرة والمفوضة والمجسمة وغيرها من المذاهب.
ففي كل حروب الامام علي (ع) قبل ان يبتدأ المعركة كان يدخل مع المعسكر الآخر لقتاله في مناضرات فكرية وفقهية ليرشدهم لطريق الحق وان لايضلوا عنه قائلاً لهم مذكرهم بقول الرسول (ص) (علي مع الحق ،والحق مع علي ) والسؤال هو كيف يخرجون لقتاله ولقتال أصحابه ؟ وهم يعرفون مكانته ومنزلته .
ولعل قضية الأمام الحسين (ع)كانت مليئة بثقافة الحوار والطرح البناء قائلاً لهم قبل معركة واقعة ألطف(أيها الناس : انسبوني من أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها ، و انظروا هل يحل لكم قتلي ، و انتهاك حرمتي ، ألست ابن بنت نبيكم ، و ابن وصيه و ابن عمّه ، و أوّل المؤمنين بالله ، و المصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه ؟
، أو ليس حمزة سيّد الشهداء عم أبي؟ ، أو ليس جعفر الطيار عمّي ؟ والسؤال نفسه كيف يقاتلوه وينتهكون حرمة رسول الله (ص)به بقتل ابن بنته؟
وقد دعا الائمة الى المناظرة والاحتجاج ، فقد روي عن الامام الصادق عن ابيه الباقر (عليهما السلام ) قال : من اعاننا بلسانه على عدونا انطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عزوجل. وقول الامام الصادق (عليه السلام): حاجوا الناس بكلامي فان حاجوكم فانا المحجوج ،وكان الامام الصادق يحب سماع مناظرات تلاميذه مع خصومهم ويطلع على حججهم،كما ان الذي يود المحاججة عليه التسلح بالثقافة الواسعة والعميقة والمعرفة المسبقة للموضوع المعني المناضرة فيه بقراءة أكثر من مصدرعنه ومن شتى الآراء ووجهات النظر وذلك للتمكن من الرد والإجابة على الأسئلة المطروحة بروح عالية وتقبل الرأي الآخرطبقاً للمقولة الشائعة الاختلاف في الرأي لايفسد في الود قضية.



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
- اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي
- عمائم رحمة ،وعمائم نقمة
- دماء جديدة ،ودماء قديمة
- قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي
- علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
- فساد اخلاقي وفساد سياسي
- العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
- سلطة المثقف وسطوة المستبد
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد
- الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - ثقافة الحوار وادب المناضرة