أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - يجب قلع الإسلام من جذوره















المزيد.....

يجب قلع الإسلام من جذوره


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 08:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا احد يشك في أن شريعة حمورابي تعتبر نقلة حضارية مهمة في تاريخ البشرية. وهذا ما يعترف به كل رجل قانون في العالم مهما كانت ديانته أو جنسيته. ولكن لا يخطر على بال أي منهم ان يطالب بتطبيق كل ما جاء في شريعة حمورابي في يومنا هذا مدعيا أنها أفضل ما توصلت له البشرية.

وبعد حمورابي جاءت التوراة واخذت الكثير مما جاء في شريعة حمورابي وأضافت عليها قوانين أخرى قام الفقهاء اليهود بالتوسع فيها من خلال المشنة والتلمود وأطلقوا عليها اسم الشريعة اليهودية. وقد أفتى موسى ابن ميمون، وهو كبير فقهاء وفلاسفة اليهود، أن من يرفض تطبيق شريعة الله أو يغير احدى قواعدها يجب ان يقتل خنقا، معتمدا في ذلك على نصوص من التوراة. ولا احد ينكر ان الشريعة اليهودية تعتبر نقلة حضارية في تاريخ البشرية. ولكن لا احد من اليهود أو من غير اليهود يطالب بتطبيق كل ما جاء في الشريعة اليهودية. ولو لا سمح الله تم تطبيقها لعادت البشرية إلى الهمجية.

ومن اليهودية تفرعت المسيحية. ولكن السيد المسيح لم يكن مشرعا، بل كان رجل أخلاق ولا تهمه القوانين. فألغى نظام العين بالعين والسن بالسن وعقوبة الرجم كما ألغى كل موانع الأكل وقواعد الطهارة (فالذي ينجس الإنسان ليس ما يدخل فم الإنسان بل ما يخرج من قلبه مثل النميمة، حسب قوله)، ورفض تقسيم الميراث مكتفيا بالتنبيه ضد الجشع. كما انه ألغى الشكليات في العبادة. فما يسمى "الصلاة الربانية" التي علمها لتلاميذه لا تستغرق أكثر من دقيقتين، دون ان يحدد عدد المرات التي يجب ان يرددها الفرد، وأشار على من يريد ان يصلي ان يدخل غرفته ويصلي في السر ومن يصوم أن لا يتظاهر بالصيام. وفي شريعته لا نجد إلا القليل من الالتزامات القانونية منها عدم تعدد الزوجات وموضوع الفوائد على القرض (أي منع الفوائد على قرض الحسنة وليس على قرض الإنتاج خلافا لليهودية والإسلام، وهو ما فهمه المصلح كالفان).

وبما أن المسيح لم يترك قواعد قانونية ملزمة مثل اليهودية، استمرت الإمبراطورية الرومانية بعد تحولها للمسيحية في تطبيق قوانينها. ووفقا للفقيه الروماني جايوس المتوفي قرابة عام 180 ميلاديا، فإن القانون هو ما يقرره الشعب. وهذا قلب لمفهوم القانون عند اليهود الذي يعتبرونه شريعة الله. فانتقلنا من شريعة الله إلى شريعة الشعب. فالمشرع هو الشعب وليس الله. وهذا هو أساس الديمقراطية الحديثة. والمتمعن في وثيقة حقوق الإنسان يرى انها صادرة ليس عن الله، بل عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وبقرار من أعضائها. فلا ذكر لله فيها. لا بل جاءت مخالفة لما جاء في الشرائع التي تنسب لله (بهتانا وزوراً). فقد نصت على عدم التمييز بين الناس على اساس العنصر أو الجنس أو الدين واعطت الحرية الدينية بما فيها حرية تغيير الدين.

وفي القرن السابع الميلادي كتب حاخام يهودي مسطول كشكولا مقطع الأوصال سماه قرآناً جمع فيه من كل ما هب ودب من روايات وأساطير قومه، فاتخذه محمد دستوراً له وفرضه على مجتمعه مدعيا انه من عند الله وضمنه أمراً بإتباع ليس فقط ما جاء فيه، بل أيضا باتباع سنة محمد باعتباره رسول الله ولا ينطق عن الهوى. وقد قام الفقهاء خلال القرون اللاحقة بصياغة ما يسمى بالشريعة الإسلامية معتبرينها شريعة الله ما دام ان ركيزتيها "كتاب الله" و "سنة رسول الله". وكما أفتى ابن ميمون بقتل من يرفض تطبيق شريعة يهوه، أفتى الشعراوي والقرضاوي وغيرهما بقتل من يرفض تطبيبق شريعة الله.

واليوم، في القرن الواحد والعشرين، يأتينا اتباع لمحمد مطالبين بتطبيق ما جاء في "شريعة الله". فهم يريدون قطع يد السارق، ورجم الزاني، وقتل المرتد، وتطبيق القصاص (العين بالعين والسن بالسن والخصوة بالخصوة)، وفرض الجزية على غير المسلمين، والعودة إلى نظام السبايا، وكسر التماثيل (بما فيها ابو الهول والأهرامات) كما فعل مثالهم الأعلى عندما احتل مكة عام 628، ووضع النساء في أكياس قمامة، وغيرها من السخافات. وهم الآن يفسدون في الأرض ويدمرون بلادهم، وقد أنشأوا خلايا نائمة ضمن الجاليات الإسلامية في الدول الغربية هدفها زرع الدمار في الدول التي احتضنتهم كما دمروا بلادهم.

والغريب في الأمر أن الجامعات والمثقفين وأنصاف المثقفين والجهال عند المسلمين يعيدون ويكررون علينا ليلا نهاراً بأن الكشكول الذي كتبه الحاخام المسطول هو كتاب الله متذرعين بما يتضمنه من اعجاز بلاغي وعلمي. وإن دل ذلك على شيء، فهو يدل أولاً وأخيراً على غباء القوم. فإن بلي القوم بمثل هذا الجهل والخبل فأي خير تنتظره منهم؟

وهناك من يحاول تبرئة القرآن ومحمد والإسلام مما يقول فقهاؤهم وما يفعله سفهاؤهم، ولكنهم يعرفون أن اقوالهم وأفعالهم لم تأتي من فراغ (أنظر ما يقوله الشيخ احمد القبانجي في هذا الخصوص http://www.youtube.com/watch?v=X39lgu2eXpI). فهم يعتمدون على ما جاء في القرآن وسنة محمد. ومن هنا تأتي ضرورة اعادة النظر في القرآن والسنة. فهذا الثمر من ذاك الشجر، ولا يجنى من الشوك العنب.

ولنعد لما بدأنا به هذه المقال. لماذا لا يأتي أحد اليوم ويطالب بتطبيق شريعة حمورابي كما يطالب المسلمون بتطبيق الشريعة الإسلامية؟ والجواب بسيط: هو ان شريعة حمورابي لا تعتبر شريعة الله، وحمورابي لا يعتبر رسول الله. ومن هنا أمكن التخلي عن شريعة حمورابي دون أي اشكال. ونفس الأمر يجب ان نفعل مع الشريعة الإسلامية. يجب ان نضع الأمور في نصابها. فكل كتاب هو كتاب بشري، بما فيه التوراة والإنجيل والقرآن، ومن نعتبرهم انبياء هم في آخر الأمر بشر مثلي مثلك ولا عصمة لهم بأي حال من الأحوال، لا بل أن بعضهم مجرمو حرب يجب محاكمتهم، وهذا ينطبق على النبي موسى والنبي صاموئيل والنبي إيليا والنبي محمد.

عندما تجد نفسك أمام شجرة مريضة كما هو الأمر مع الأمة العربية والإسلامية، لا يكفي ان ترش على أوراقها بعض المبيدات الكيماوية، ولا فائدة في زخرفة اغصانها. يجب عليك ان تتفحص جذورها. فإن كانت جذورها مريضة، لا بد من قلع الشجرة من جذورها واستبدالها بشجرة أخرى. وجذور الشجرة هنا القرآن والسنة. فما دام العرب والمسلمون يعتقدون ان القرآن وسنة محمد شرع الله، فقل على العرب والمسلمين السلام.


--------------------------------------
أطلبوا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ثم نعم القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
- نعم القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
- جريمة الختان 141: الموافقة المستنيرة للمريض أو وليه
- جريمة الختان 140: هل الختان عملية تجميل؟
- جريمة الختان 139: الإباحة الطبية
- جريمة الختان 138: الحق في العرض
- لماذا يجب الحفاظ على القرآن والاهتمام به؟
- جريمة الختان 137: الحق في عدم التعذيب
- جريمة الختان 136: الحق في سلامة الجسد والحياة
- جريمة الختان 135: أولوية الحقوق الفردية على الحقوق الجماعية
- جريمة الختان 134: عقدة أُوديب... وعقدة سامي الذيب
- جريمة الختان 133: الختان والحقوق الدينيّة والثقافيّة الجماعي ...
- احمر يا بطيخ: خرافات الدين
- الله يعلن استقالته
- الإسلام لا وجود له، هناك الف اسلام واسلام
- هل سامي يتطاول على الله ويسب ابراهيم؟
- جريمة الختان 132: عدم وجود سبب للتمييز بين ختان الذكور والإن ...
- جماعة الإخوان الحمير
- لا تزعجونا بصلاتكم وصيامكم
- جريمة الختان 131: التمييز بين ختان الذكور وختان الإناث جريمة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - يجب قلع الإسلام من جذوره