|
الشيوعية خيارنا لفهم فلسفة التاريخ
حمه شوان
(Hamashwan)
الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 12:08
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في احتفالية الحزب الشيوعي العراقي في 15 نيسان بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس الحزب. ألقى الكلمة الرفيق حمه شوان سكرتير منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في هولندا أيها الحفل الكريم أيتها الرفيقات أيها الرفاق نحتفل اليوم بالذكرى الحادية والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. فالحادي والثلاثون من آذار من كل عام ذكرى تأسيس اللبنات الأولى من صرح كيان سياسي جماهيري شامخ أُطلِقَ عليه إسم لجنة مكافحة الإستعمار والإستثمار، ليتحول بعد ذلك الى حزب للوطن وللناس، باسم الحزب الشيوعي العراقي، جامعاً في صفوفه كادحي شعبنا من العرب والكرد والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن، معلناً بوضوح ودون مواربة، إنحيازه التاريخي لأصحاب الأيادي والأصابع الخشنة المشققة من الكدح.. وليضم في صفوفه طلبةً ومثقفين ورجال دين وكسبة ومُعدَمين، مِمَن حلموا بأن يملأوا الوطنَ قَمْحاً وحريةً. والإحتفال بهذه المناسبة ليس حدثاً عادياً بالنسبة لنا، لأن الحزب الشيوعي العراقي هو بيتنا الأممي الكبير، الذي ضمَّ ويضُم في صفوفه ثوريّ العراق، من مختلف القوميات والأجناس والمذاهب والطوائف، يُعَبِّرونَ فيه عن كل فصول الحياة، ويوحِّدُهم محبة الناس والغناء للحياة. والحزب الشيوعي العراقي بالنسبة لنا كشيوعييين كردستانيين، مدرسة للحلم الكبير...حلم يستلهم العزم من بطولات كاوة الحداد وسبارتاكوس، والحسين، وأبطال كومونة باريس، ويستوعب تراث المسيح، وعمرو المقصوص، وغيلان الدمشقي، ويجد جذوره في أحلام صاحب الزنج، وحمدان القرمطي.. حلمٌ يتردد صداه في قصائد الجواهري، وعبدالله كوران، ومظفر النواب، وناظم حكمت، وبابلو نيرودا... حلمُ يسترشد بتراث ماركس ولينين وفهد، وإسهامات الحركة العمالية والإشتراكية في العالم، وكل ما هو جميل وثوري طامح للتغير الإجتماعي في الفكر البشري. والحزب الشيوعي بالنسبة لنا، هو حزب الحلم الإشتراكي، حتى لو بدا هذا الأمر خيالياً عند البعض، وسباحةَ ضد التيار عند البعض الآخر. فهذا الخيار المتجدد المبني على تطلعات أبناء شعبنا وإرادتهم الحرة ومصالحهم الأساسية، يفتح لنا أفقاً غير محدود في التاريخ البشري، في حين يسعى الآخرون الى سد كافة النوافذ عبر مفردات السلفية والضلامية والنيوليبرالية. أن هذا الخيار هو فهمنا لفلسفة التاريخ من أجل عالم مبني على المساواة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية بين كل البشر... عالم خالٍ من الإضطهاد الطبقي والقومي... عالم رافض للعنصرية والشوفينية والإضطهاد الديني، وإضطهاد المرأة.. عالم بعيد عن الفقر والبؤس والشقاء والإغتراب. إن هذه التوجهات الأساسية للشيوعيين في الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي، تجد مفرداتها التفصيلية في النضال اليومي للشيوعيين من أجل إيجاد التوافقات السياسية المبنية على قاعدة جماهيرية واسعة، وتستند على الحريات الأساسية، ومنها حرية الفكر والإعتقاد والتعبير عنهما، والحريات الشخصية، وتضع اللبنات الأساسية للديمقراطية المبنية على أساس التداولية، والإنتخابات الحرة النزيهة، وسن الدستور الديمقراطي للعراق الفيدرالي الموحد، الذي يضمن حقوق الشعب الكردستاني وحقوق القوميات الأخرى كالتركمان والكلدوآشوريين، على أساس الإتحاد الإختياري والمساواة القومية، ونبذ كافة اشكال التعصب القومي والطائفي. لقد أفرزت نتائج الانتخابات البرلمانية وعملية الانتخابات ذاتها، حالة سياسية جديدة ينبغي أن يتعامل الشيوعيون والديمقراطيون اليساريون بمختلف مشاربهم الفكرية، بشكل جديّ وموحد. فقد جرى التصويت في الإنتخابات على أساس الإنتماء للخصوصيات الطائفية والقومية والمذهبية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الإصطفاف الطائفي والقومي بشكل أو آخر عند الإستفتاء على الدستور، أو في الإنتخابات المقبلة. وإذا كان هذا الأمر من مخلفات سياسات الديكتاتورية المقبورة، وإرهابها الدموي، فإنه ليس من المقبول إيجاد الذرائع لبناء الحياة السياسية في العراق على هذا الأساس البعيد عن الخيارات البرنامجية والمصالح الحقيقية للطبقات والفئات الإجتماعية في كردستان وفي عموم العراق. إن تغييب إرادة الناس الحقيقية، وتحشيد الجماهير على أسس شعبوية، والتأثير على الخيارات السياسية من خلال الإستعانة بالمراجع الدينية، أو البحث عن مرجعية قومية، أو طائفية كتعبير عن التناقضات داخل القوى السياسية للقومية أو للطائفة الواحدة، وإظهارها بمظهر المتضارب في المصالح والخيارات مع القومية أو الطائفة الأخرى، أمر من شأنه ان يعيق الجهود الرامية لإنبثاق عقد إجتماعي جديد ليشكل أساساً للدولة العراقية المبنية على أسس المواطنة التي توازن بين الإنتماء للوطن الواحد، وبين الإنتماء للخصوصيات القومية أو الثقافية، أو الإجتماعية الأخرى. كما أن هذا الامر من شأنه خلق التوترات داخل القوى السياسية للقومية الواحدة أو للطائفة المعينة. إنطلاقاً من هذه المخاطر، نؤكد حرصنا على وحدة البيت الكردستاني على أسس الديمقراطية ومن خلال إشراك جميع القوى السياسية الكردستانية، وجماهير شعبنا في العملية السياسية، من منطلق المشارك، لا التابع. ويتطلب هذا الأمر الإسراع في توحيد الإدارتين، والإهتمام بالمشاريع التي تضمن الخدمات الأساسية لأغلبية الجماهير كمشاريع المجاري، وتوفير الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، والإهتمام بالمشاريع التنموية بعيداً عن تبذير الطاقات وهدرها، والصرف على المشاريع ذات الطابع الترفي التي تدر بالمنفعة وتوفر الخدمات لفئات البرجوازية الكبيرة والطفيليين والأثرياء الجدد. أبها الحفل الكريم! أيتها الأخوات! أيها الإخوة! إن الحزب الشيوعي الكردستاني والعراقي يدعوان كافة قوى الديمقراطية واليسار، وسائر القوى الوطنية الحريصة على مستقبل شعبنا، الى توحيد الصفوف.. فأمامنا معارك سياسية كبيرة تتطلب شحذ الهمم. ولن يُكتب لنا النجاح في المستقبل إذا لم نعتمدْ بجدية على إرادة الجماهير وتطلعاتهم عبر الدفاع عن مصالحهم اليومية. إن حزبنا وفي هذه الذكرى المجيدة يؤكد أن مستقبله رهن بخياره السياسي المتجدد المبني على مطالب الجماهير الكادحة، وربطه الجدلي بين النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومصالح الكادحين، وشغيلة اليد والفكر، وبين نضاله من اجل إستعادة السيادة الوطنية كاملة، ومعاداته للعسكرة، ولوضع القواعد العسكرية الأجنبية، وللتدخلات الخارجية. أن خيار الديمقراطية والتجديد هو خيارنا، وهو يعني بأن قلوبنا وعقولنا مفتوحة لكل الملاحظات الإنتقادية الموجهة من قبل رفاق الحزب وأصدقائه وأطراف الحركة الديمقراطية اليسارية، وأطراف الحركة الوطنية كافة. إن العراق وكردستان العراق بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى الشوعيين والى حزبهم. المجد للحزب الشيوعي العراقي المجد لشهداء الحزب المجد لشهداء الحركة الوطنية العراقية والحركة التحررية القومية الكردستانية.
#حمه_شوان (هاشتاغ)
Hamashwan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على
...
-
روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر
...
-
هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
-
الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو
...
-
دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
-
الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل
...
-
عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية
...
-
إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج
...
-
ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر
...
-
خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|