أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - محنة العراق وبن سبأ الإيراني















المزيد.....

محنة العراق وبن سبأ الإيراني


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 12:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس هناك شعب مولع بنظرية المؤامرة كالشعوب العربية، حتى أصبحت عندهم أشبه بالمعتقد الديني. فمن فرط هوسهم بهذه النظرية، صرت أعتقد أن لها علاقة بالجينات الوراثية. ولِمَ لا وهناك كتاب معروف بعنوان: الجين الأناني Selfish gene للعالم ريجارد دوكنس، وكتاب آخر ظهر حديثاً باسم جين الإيمان Faith gene يعتقد مؤلفه أن الإيمان بالمعتقدات الدينية له جين وراثي خاص به. لذلك فلا غروَّ أن يكون هناك عامل وراثي عند العرب متخصص بنظرية المؤامرة ينتقل عندهم من جيل إلى جيل يثير عندهم الهوس بتآمر العالم عليهم!!

وقد ظهرت نظرية المؤامرة، ربما لأول مرة، في التاريخ العربي-الإسلامي بعد مقتل الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، فتفتقت العبقرية العربية آنذاك واخترعت شخصية غامضة لا أثر لوجودها المادي تتمتع بقدرات خارقة، أطلقوا عليها (عبدالله بن سبأ) ووصفوه بأنه يهودي من اليمن دخل الإسلام للتآمر عليه وأنه وراء الفتنة الكبرى ومقتل عثمان وكل ما حصل بعد ذلك.
ففي عصرنا الحالي، ظهر بن سبأ على شكل إسرائيل والصهيونية والموساد والإمبريالية الأمريكية التي تحيك المؤامرات لتدمير العرب وهي السبب لتخلفهم والكوارث التي لحقت بهم، حتى صارت هذه النظرية غذاءهم اليومي والويل لمن يعترض عليهم، إذ سرعان ما يقذفوه بشتى تهم العمالة للاستعمار والصهيونية والشعوبية وغيرها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى متى يعلق العرب غسيلهم القذر على المؤامرات الخارجية؟ و متى يتحرر العقل العربي من وباء نظرية المؤامرة ويلجأ إلى التحليل العلمي العقلاني لمعرفة سبب تخلفنا وهزائمنا وكوارثنا التي جعلتنا أمة تضحك من جهلها الأمم؟

والآن، ونحن في القرن الحادي والعشرين والشعب العراقي يواجه أشرس هجمة إرهابية من فلول البعث الساقط وحلفائهم السلفيين العرب الذين تم غسل أدمغتهم من قبل فقهاء الموت، حيث يعملون على قتل العراقيين وإغراق وطنهم في فوضى عارمة بعد أن تحرر من أعتى نظام ديكتاتوري همجي دموي متخلف عرفه التاريخ. وهذا يؤكد مدى تعلق العرب وهيامهم بالاستبداد وتعلقهم بشخصية الدكتاتور وتأليههم للمستبد وعدائهم للحرية والديمقراطية.
وإذا ما انفجر غضب الشعب العراقي في مظاهرات ضد عمليات الإرهاب كما حصل بعد مجزرة الحلة التي ارتكبها إرهابي أردني راح ضحيتها ما لا يقل عن 300 عراقي بين قتيل وجريح، وراح الأردنيون يحتفلون بقتل العراقيين، يتبادلون التهاني بدون أي خجل أو مراعاة لمشاعر هذا الشعب الجريح، قالوا لنا أن الذي أثار غضب العراقيين ضد الأردن هو الإستخبارات الإيرانية وأحمد الجلبي، وكأن الشعب العراقي لا رأي ولا شعوره ولا إرادة له وإنما هو عبارة عن دمية تحركها المخابرات الإيرانية!!
وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فقبل أيام قام الإرهابيون البعثيون ومعهم حلفاؤهم السلفيون الزرقاويون باختطاف 150 عراقياً من سكان بلدة المدائن والتهديد بقتلهم ما لم يرحل جميع سكانها من الشيعة، كمحاولة منهم لإشعال حرب أهلية. فقالوا لنا إن هذه مؤامرة وراءها الإستخبارات الإيرانية وعناصر شعوبية حاقدة، بمعنى أن يكون وراءها عبدالله بن سبأ ولكنه إيراني في هذه المرة. وصدقهم البعض مع الأسف الشديد وتمنينا من كل قلوبنا أن تكون رواية الاختطاف "مفبركة" فعلاً كما ادعت "هيئة علماء المسلمين في العراق" ورددها من يتعاطف معهم من الإعلاميين العرب.
فقد أصدرت "هيئة علماء المسلمين في العراق" بياناً جاء فيه (فقد راقبنا الأزمة المفتعلة والمكشوفة الأهداف حول ما يسمى بأزمة الرهائن في قضاء المدائن التي أريد منها مع ما أريد إثارة الرأي العام وتأليبه على أهالي هذه المدينة الكريمة، تمهيداً لاستهدافها عسكرياً بالطريقة نفسها التي طالت مدناً عراقية أخر والتي وقفت وراءها فئات معروفة بافتعال الفتن والأزمات والتمهيد لها ببعض أعمال الإثارة والتحريض واستغلال العامل الطائفي المقيت لتحقيق بعض مصالحها الرخيصة وتغطية أعمالها الإجرامية المكشوفة ضد مخالفيها من السُنة وغيرهم. (إيلاف19/4/2005). كما نفى عضو المكتب السياسي للحزب الاسلامي العراقي وجود صراع طائفي في منطقة المدائن قائلا إنه لا توجد أي مشكلة ذات طابع طائفي في المدينة والشيعة والسنة يتعايشون بسلام من مئات السنين في تلك المنطقة. (نفس المصدر).

ولكن الحقيقة ليست كذلك، إذ تبين اليوم (20/4/2005) وفق ما أذاعته وكالات الأنباء وكما أعلنه الرئيس جلال الطالباني: "تم انتشال سبع وخمسين جثة لرجال ونساء وأطفال من نهر دجلة جنوبي بغداد يعتقد انها تعود لرهائن كان مسلحون قد احتجزوهم في بلدة المدائن في وقت سابق من الاسبوع." (bbcarabic.com 20/4/2005). كما علقت مراسلة القناة الرابعة البريطانية قائلة:(هذا أول دليل على اختطاف الرهائن في المدائن). كذلك تم العثور على عشرين قتيلاً في ملعب مدينة الحديثة، كلهم من الشرطة العراقية. إذنْ، فهل ما زالت أزمة المدائن "رواية مفبركة" وراءها الإستخبارات الإيرانية وأحمد الجلبي؟
الحقيقة المرة هي أن هناك خراب بشري شامل في العراق كنتيجة حتمية لحكم البعث الفاشي لأربعة عقود، ولكن لم نكن نتصور يوماً أن هذا الخراب قد بلغ حداً فاق كل التصورات وأنه يمكن تحويل هذا العدد من البشر إلى وحوش كاسرة يذبحون أبناء جلدتهم ومن نفس عنصرهم العربي لا لشيء إلا لأنهم يختلفون عنهم في المذهب. وهذا يؤكد أن البعث حزب عنصري وطائفي وإرهابي معادي للبشرية وجميع القيم الإنسانية، لن يتورع عن استخدام أسوأ وأخس الوسائل الإجرامية الدنيئة لتحقيق أغراضه القذرة وهو يحاول إشعال حرب طائفية.
لا أريد هنا أن أبرئ الإيرانيين في محاولاتهم لإفشال العملية الديمقراطية في العراق، فقد تطرقنا لهذا الموضوع مراراً. ولكن أن نوعز كل ما يجري في العراق، وحتى لو انفجر هذا الشعب غاضباً في مظاهرات ضد من يدعم الإرهاب من العرب أو إطلاق صرخة عما يجري في بلدة المدائن من جرائم الإبادة والتطهير العرقي وفضح الإرهابيين فيها واعتبار ذلك فبركة وراءها المخابرات الإيرانية "الشعوبية" أمر مخالف للواقع وإهانة لذكاء شعبنا ومحاولة لذر الرماد في العيون والدفاع عن الإرهابيين القتلة وإضاعة لحقوق الضحايا. أيها العراقيون اتحدوا ضد الإرهاب فلا خلاص لكم إلا بسحق الإرهابيين وفضح من يدعمهم.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتنة المدائن صناعة بعثية
- هل البعث قابل للتأهيل؟؟؟
- ملاحظات سريعة في ذكرى سقوط الفاشية
- مغزى عولمة تشييع البابا يوحنا بولس الثاني
- علاقة سلوك البشر بالحيوان في الرد على بن سبعان
- لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟
- تحية للمرأة في يومها الأغر
- سوريا والإرهاب
- أعداء العراق في مأزق
- اختيار الطالباني رئيساً ضرورة وطنية
- من وراء اغتيال الحريري؟
- بريماكوف الأكثر عروبة من العربان!!
- وحتى أنتِ يا بي بي سي؟
- العراق ما بعد الانتخابات
- مرحى لشعبنا بيوم النصر
- يوم الأحد العظيم، يوم الحسم العراقي
- الشريف الحالم بعرش العراق
- مقترحات لدحر الإرهاب؟
- الزرقاوي، الوجه الحقيقي للثقافة العربية-الإسلامية
- البعث تنظيم إرهابي وعنصري


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - محنة العراق وبن سبأ الإيراني