حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 11:46
المحور:
حقوق الانسان
دشن السيد جلال الطالباني رئاسته للجمهورية العراقية ، بتصريح لهيئة الإذاعة البريطانية ، حول موقفه من إصدار قرار الإعدام بحق المجرم صدام وزمرته بعد محاكمتهما محاكمة عادلة ، والذي يتطلب بعد ذلك التوقيع عليه من قبله كرئيس للجمهورية العراقية ، حيث قال أنه يفضل ( أن يقضي إجازة )، عن أن يوقع أمرا بإعدام صدام ، وأشار كذلك ( لقد قلت كلمتي ولكن لا أحد يستمع الي ، هذا هو الموقف بكل صراحة ، حيث أن شركائي في الرئاسة والحكومة والجمعية الوطنية ، كلهم مع محاكمة صدام بالموت قبل أن تتخذ الحكومة قرارها ) .
نريد أن نقول للسيد جلال الطالباني، ليس شركاءك وحدهم فقط، مع قرار إعدام الدكتاتور صدام وعصابته المجرمة، بل الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب العراقي، وفي مقدمتهم أهالي وضحايا المقابر الجماعية المنتشرة في كل أنحاء الوطن ، وأهالي وضحايا مدينة حلبجة المنكوبة، والتي تطالب اليوم بمحاكمة المجرم علي الكيمياوي على أرضها، والتي حولها هذا المجرم الى ساحة للقتل الجماعي ، إضافة الى أن المطالبة الشعبية والتي يلتقي حولها أبناء العراق، بكل الضحايا والشهداء وأحبتهم ، هي المحاكمة العادلة والعلنية والسريعة لصدام وزمرته، على ما إقترفوه من جرائم بحق العراقيين والجيران والإنسانية .
إنكم تبررون ذلك بإعتباركم محام، ووقعتم على وثيقة تدين الإعدام ، ولكن نريد أن نسألك بإعتبارك محام ، هل أنت على إستعداد للدفاع عن المجرم صدام إذا طلب منك ذلك كمحام ؟؟ ، وهل تريد أن تكافئ هذا الجلاد وعصابته على جرائمهم وأفعالهم والتي تجاوزت كل الجرائم في العصر الحديث ؟؟ ، وهل أن الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان تمنع عقوبة القتلة والمجرمين ؟؟ .
وإذا كان هذا قرارك ، والذي لا يحظى بالتأييد الشعبي ، فعليك أن تستقيل اليوم ، لأن من أعطائك صوته الإنتخابي بالأمس القريب في الإنتخابات البرلمانية ، لا يريدك أن تقف بوجه حقه المشروع، والذي يشكل رأيا عاما عراقيا، بمحاكمة القتلة والإقتصاص منهم، بإسم شهداء العراق وضحاياه ، وأعادة الإعتبار لكل الضحايا من الأيتام والأرامل والمعوقين وتقديم كل المساعدة لعوائل المتضررين والشهداء .
ولا يمكن السكوت أبدا عن هذه التصريحات التي يرفضها الجميع ، إلا أصحابها ومن يروج لها في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها الوطن ، ولا يمكن أن تكتمل فرحتنا بسقوط الدكتاتورية من دون محاكمة العصابة وإعدامها، وهذا اليوم سيكون قريب .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟