أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - المناداة بالخلافة هى التى افسدت حياة الناس فى كل العصور















المزيد.....



المناداة بالخلافة هى التى افسدت حياة الناس فى كل العصور


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 18:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اننا نعيش فى مجتمعاتنا العربية ازمة فكر طاحنة .... اذا اختلفت مع اى انسان فى وجهة نظرك المطروحة فى موضوع ما واختلفت معه فى الرأى او لم تكن من رأيه .... فانه يلقى بك فى الشارع ويطعنك بالكلمات البذيئة التى تدل على التخلف الفكرى وفقر الدم الثقافى والمعرفى او يقتلك معنويا او ماديا .... هذا لو كان المختلف معه فردا عاديا , اما لو كان المختلف معه من رجال الدين فسيطلق عليك قنابل التكفير العنقودية ويتهمك بالخروج من الملة .... وكأنه رب العالمين .. فمشكلة كل مثقف ليست مع الله , بل مع رجال الدين الذين يجعلون انفسهم مكان الله ....فرجال الدين قد افسدوا حياة الناس فى كل العصور .... ومصائب الدنيا كلها بسبب الخلافات بين رجال الدين .... فالصراعات الدينية قد هدمت من الكرة الارضية اضعاف ما هدمته الزلازل والبراكين ....لذلك اذا اختلفت مع رجل دين يكون حكمه عليك هو انك (كافر) .... والتكفير هو : اعدام مؤجل لحين توافر الامكانيات والشروط .... اى لحين توافر من يقتنع وينفذ باطلاق الرصاص على شخص ما ....وهو يعلم تمام العلم ان من باض له الفتوى , منحه معها راحة الضمير , وأجر من غير المنكر بيده .... وهذا هو بعينه ما حدث مع المفكر المصرى فرج فودة .... لقد كفروه واخرجوه من الملة .... مع ان احكام الخروج عن الاسلام تكون بقول صريح ظاهر لايحتمل التأويل بوجه من الوجوه .... فاذا احتمل القول 99 وجها من التكفير , واحتمل وجها واحدا من الايمان يؤخذ بالوجه الواحد من الايمان , هذا اذا كان قول واضح وصريح .... فما بالك اذا كان الانسان لم يصدر منه قولة الكفر .... لانه ليس بعد الكفر تهمة , وعقوبة الكفر الموت كما يقولون , والموت آخر العقوبة .... ولكننا فى مجتمعاتنا العربية المتخلفة جعلنا الخلافات السياسية او خلافات الاجتهاد تصل الى حد الرمى بالكفر او الردة ... واذا لم نتصدى لهذا التيار التكفيرى فكل مسلم ممكن ان يصبح متهما فى اى وقت من الاوقات ....

من يقرأ قصص الخلفاء من كتب المؤرخين القديمة تعطيه مادة غزيرة لأفلام الرعب والإجرام والجنس والوحشية التى يراها شبابنا على شاشة التلفزيون والسينما وعلى شبكة المعلومات العنكبوتية المعروفة بالأنترنت... هذا حديث ما كان أغناني عنه، لولا أنهم يتنادون بالخلافة، ليس من منطلق الدعابة أو المهاترة أو الهزل، بل من منطلق الجد والجدية والاعتقاد، فسيتدرجون مثلى إلى الخوض فيما يعرف ويعرفون، ويعلم وينكرون، وينكر ويقبلون، ليس من أجلهم، ولا حتى من أجل أجيال الحاضر التي من واجبها أن تعرف وتتعرف، وتعلم وتتعلم، وتفكر وتتكلم، بل قبل ذلك كله من أجل أجيال سوف تأتي في الغد، وسوف تعرف لنا قدرنا وإن أنكرنا المنكرون وسوف تنصفنا وإن أداننا المدينون، وسوف تذكر لنا أننا لم نجبن ولم نقصر، وأننا بقدر ما أفزعنا بقدر ما دفعنا المجتمع للأمام، وبقدر ما أقلقنا بقدر ما أستقر المجتمع في أيامهم، وبقدر ما واجهنا بقدر ما توجهوا هم إلى المستقبل.....موضوع عودة الخلافة الاسلامية قد يفتح باباً أغلقناه كثيراً وهو حقائق التاريخ، وقد يحيى عضواً أهملناه كثيراً وهو العقل، وقد يستعمل أداة تجاهلناها كثيراً وهي المنطق !!..فالباحث فى هذا الموضوع الشائك لا يهتم بالحدث في ذاته بقدر ما يعتني بدلالاته ويرى أنه بوفاة الرسول استكمل عهد الإسلام وبدأ عهد المسلمين.... وهو عهد قد يقترب من الإسلام كثيراً وقد يلتصق به، وقد يبتعد عنه كثيراً وقد ينفر منه، وهو في كل الأحوال والعهود ليس له من القداسة ما يمنع مفكراً من الاقتراب منه، أو محللاً من تناول وقائعه، وهو أيضاً وبالتأكيد ليس حجة على الإسلام، وإنما حجة للمطالبين بالحكم بالإسلام أو حجة عليهم، وسلاح في أيديهم أو في مواجهتهم، وليس أبلغ من التاريخ حجة، ومن الوقائع سنداً، ومن الأحداث دليلا.. ان من ينادى بعودة الخلافة الاسلامية يستهدف الحكم لا الآخرة، والسلطة لا الجنة، والدنيا لا الدين، ويتعسف في تفسير كلام الله عن غرض في النفوس ويتأول الأحاديث على هواه لمرض في القلب، ويهيم في كل واد، إن كان تكفيراً فأهلاً، وإن كان تدميراً فسهلا، ولا يثنيه عن سعيه لمناصب السلطة ومقعد السلطان، أن يخوض في دماء إخوانه في الدين، أو أن يكون معبره فوق أشلاء صادقي الإيمان....


وكما يقول الفيلسوف دافيد هيوم : (العقل عبد للرغبات والشهوة... العقل عبد للمعتقد)....الإنسان عدو ما يجهل، والنفس أمارة بالسوء... تأنس لما تهوى، وتعشق ما تعرف... منا من يؤمن بأول فكرة او جماعة تصادفه دون تفكير... يقبل كل ما يعضدها، ويرفض كل ما يخالفها... يدافع عنها بماله وعياله وحياته... يكفّر من يرى غير ما يراه، أو يؤمن بغير ما يؤمن به...حين ارتفعت ولا تزال ترتفع فى ميدان التحرير وفي الانتخابات السياسية والنقابية في مصر رايات مضمونها ( الإسلام هو الحل، إسلامية إسلامية) انهم يرون أن الدين والسياسة وجهان لعملة واحدة، وأن تلك الأقوال تعبير عاطفي عن شعارات الإخوان المسلمين القديمة، بأن الإسلام دين ودولة ، مصحف وسيف... الخ...مما لا أشك فيه أن وراء ما ذكرت من دعاوى وشعارات ترفعها تلك الجماعات المتأسلمة قناعة لديهم تتمثل في إن المجتمع المصري مجتمع جاهلي أو بعيد عن صحيح الدين !!..إنني هنا سأترك أحداث التاريخ تبرر، لماذا لم يعد نظام الخلافة يصلح لنا...وذلك بمناسبة فوز الإسلاميين وحصولهم على السلطة التى قاتلوا من اجلها كثيرا !! وليس من اجل الاسلام ورفعة شأنه وتغيير وجهة نظر الغرب الى الاسلام انه دين يحض على الارهاب والقتل !!..فهل قمنا بالثورة لكي يحكمنا خليفة قابع على أريكته عليه ثيابا خضر من سندس وإستبرق وأساور من فضة، محاطا بالجواري والغلمان والعبيد؟..هل نظام الخلافة يصلح لنا اليوم بعد هذا الكفاح المرير للحاق بالحضارة الإنسانية، وبناء دولتنا المدنية؟ سوف أدع أحداث التاريخ تجيب على هذا السؤال، وسأترك الحكم للقراء النبهاء اما الاغبياء فيمتنعون !!...


تلك الجماعات المتأسلمة الارهابية ومن خلفهم الاخوان وجيوشهم الالكترونية الجرارة اذا أعجزتهم الإجابة أفتوا بأنك لا تملك أدوات البحث في القضايا الدينية، وإن أفحمهم المنطق تنادوا بأنك عميل للإمبريالية، أو متأثر بالشيوعية، أو ناطق بلسانهما معاً...وحتى لا تتحول القضية إلى تراشق فإنني سأحاول معك أن أستعرض بعضاً من تلك الموانع المنظمة لأسلوب اختيارالخليفة أو الحاكم أو أسلوب الحكم أو العلاقة بين السلطات فإن تناول أي منها هو المحك الحقيقي لدعوة (الدولة الدينية) ولنبدأ بالخليفة الحاكم، وبديهي أن أول ما سيتبادر إلى ذهنك هو الشروط التي يجب أن تتوافر فيه، وقد تتصور أن الشروط سهلة، وأنها يمكن أن تتمثل في كونه مسلماً عاقلاً رشيداً إلى آخر هذه الأوصاف العامة، لكنك تصطدم بشرط غريب، تذكره كثير من كتب الفقه، وهو أن يكون (قرشياً).... وقد تتعجب من أن ينادي البعض بهذا الشرط باسم الإسلام، الذي يتساوى الناس أمامه (كأسنان المشط)، والذي لا يعطي فضلاً لعربي على عجمي إلا بالتقوى...ولعلك مثلي تماماً لا تستريح لهذا الشرط، الذي يصنف المسلمين إلى أصحاب دم أزرق وهم القرشيون الحكام، وأصحاب دم أحمر ينتظم الأغلبية، لكنهم يواجهونك بحديث نبوي مضمونه أن : (الإمامة من قريش) ، وتتبادر إلى ذهنك في الحال عشرات الأحاديث التي وضعها الوضاعون، والتي و صلوا فيها إلى تسمية الخلفاء العباسيين وتحديد موعد خلافتهم بالسنة واليوم، وهي كلها أحاديث وضعها من لا دين لهم لارضاء اهواء الحكام، ولا ضمير لهم ولا عقيدة، لكنك في نفس الوقت تخشى من اتهامك بالعداء للسنة، خاصة من الذين قصروا دراستهم للأحاديث النبوية على أساس السند وليس على أساس المتن (أي المعنى والمضمون ومدى توافقه مع النص القرآني)....

ولا تجد مهرباً إلا بتداعيات اجتماع سقيفة بني ساعدة في المدينة، والذي اجتمع فيه الأنصار لانتخاب سعد بن عبادة، وسارع أبو بكر وعمر وأبو عبيده الجراح إليهم ورشحوا أبا بكر، ودار حوار طويل بين الطرفين، انتهى بمبايعة أبي بكر، وأنت في استعراضك للحوار، لا تجد ذكراً للحديث النبوي السابق، وهو إن كان حديثاً صحيحاً لما جرؤ سعد بن عبادة سيد الخزرج على ترشيح نفسه، ولكفى أبا بكر وعمر والجراح مؤونة المناظرة، ولما فاتهم أن يذكروه وهو في يدهم سلاح ماض يحسم النقاش، ويكفي أن تعلم أن سعد بن عبادة ظل رافضاً لبيعة أبي بكر إلى أن مات، ولم يجد من يأخذ بيده إلى هذا الحديث فيبايع عن رضى وهو الصحابي الجليل ذو المواقف غير المنكورة في الإسلام... وهنا يظهر المانع الأول في مسيرة الدولة الإسلامية، وهو الخلاف الفقهي حول نسب الحاكم وهل يكون بالضرورة قرشياً أم أنه الاكفأ بغض النظر عن نسبه، ولا عبرة هنا بالمنطق أو بواقع الحال !!..ان أسلوب تولية الحاكم او الخليفة يدور حوله الجدل إلى اليوم ولا يقنع المتجادلون فيه بمنطق بسيط وواضح وهو أن القرآن لم يترك قاعدة في هذا الأمر، والرسول لم يعرض لها من قريب أو بعيد وإلا لما حدث الخلاف والشقاق في اجتماع السقيفة، ولما رفض على قبول تولية أبي بكر ومبايعته على اختلاف في الرواية بين رفضه المبايعة أياماً في أضعف الروايات، وشهوراً حتى موت فاطمة في أغلبها، بل إن أسلوب السقيفة لو كان هو الأصح، لاتبعه أبو بكر نفسه وترك تولية من يليه إلى المسلمين أو أهل الحل والعقد منهم، وهو ما لم يفعل حين أوصى لعمر بكتاب مغلق بايع عليه المسلمون قبيل وفاته دون أن يعلموا ما فيه، وهو أيضاً مرة أخرى ما خالفه عمر في قصر الاختيار بين الستة المعروفين، وهم على وعثمان وطلحة والزبير وابن عوف وسعد، وهو ما اختلف عن أسلوب اختيار على ببيعة بعض الأمصار، ومعاوية بحد السيف، ويزيد بالوراثة....لذلك قد يتبادر إلى ذهنك خاطر غريب، وإن كان صحيحاً، يتمثل في أن هذا الشرط قد وضع لكي يبرر حكم الخلفاء الأمويين أو العباسيين، وكلهم قرشي !!..لقد أراد سعد تناوب السلطة، أمير من عندكم وأمير من عندنا.... لكن قريش أبت إلا أن تكون الخلافة من نصيب القرشيين فقط !!...

لذلك عندما قبض الرسول كان في المعارضين سعد بن عبادة، سيد الخزرج، وهو من النقباء الاثني عشر... مات في عهد عمر، على معارضته لخلافة أبي بكر وعمر، ودون أن يبايع لهما؟!وقالوا أنه وجد ميتا في مغسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعر بموته أحد !!.. هل هى جريمة اغتيال سياسى بسبب معارضته لخلافة أبى بكر وعمر ام نصدق هطل وعبط الرواة ونقول قتلته الجن كما قالوا !!..المشكلة هنا أن نظام الخلافة ليست به ضوابط تحاسب الحاكم وتمنعه من الخطأ والتجاوز وتعزله إن خرج على الأمة وأساء لها... فقد اتهم عثمان بخروجه على قواعد العدل، ولما اشتد على المسلمين الخطب، حاصروه وطلبوا منه أن يعتزل...لكنه رفض وأجابهم بقولته الشهيرة: (والله لا أنزع ثوبا سربلنيه الله)... وبعد مقتل عثمان بشهور، خرج طلحة والزبير يطالبان بالثأر له في جيش عائشة...فقتلا وهزم جيش عائشة...الجدير بالذكر ان هناك في كل الأحوال مانع جديد يضاف إلى ما سبق، وهو أن مدة تولية الحاكم مستمرة مدى حياته، ولا عبرة في ذلك بأن البيعة على أساس الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله، وأن الحاكم يعزل إذا خالف ذلك، فما أكثر ما خالف، دون أن يعزل أو حتى يعترض عليه قديماً كان أو حديثاً، وحديث التاريخ في هذا ذو شجون بل قل ذو جنون، سواء في تطرف الحاكم في خروجه على صحيح العقيدة أو تطرف الرعية في الخنوع لإرادته والخضوع لبطشه.. فقد إشتهر الخليفة العباسي ( المهدي ) في إضطهاده لمن سماهم الزنادقة , إذ بدأ حملته العنيفة ضدهم سنة 163 هجرية , بعد أن أمر قاضيه ( عبد الجبار المحتسب ) بالقبض على كل الزنادقة الموجودين في البلاد , فقبض هذا القاضي على من إستطاع القبض عليه منهم وجاء بهم الى الخليفة الذي أمر بقتل بعضهم وتمزيق كتبهم , وإستمر المهدي في هذا الآضطهاد عدة سنوات حتى بلغ القمع غايته القصوى في الفترة بين سنة 166 وسنة 170 هجرية , وكان يُشرف على هذه العملية القمعية المنظمة قضاة مخصوصون أشهرهم ( عبد الجبار المُحتسب ) و ( عمر الكوزي ) ثم ( محمد بن عيسى حمدويه )..ولم يكن المتهمون بالزندقة هم زنادقة حقاً , وإنما أتهموا لآسباب سياسية , إذ إتخذ الخلفاء العباسيون من هذا ألاتهام وسيلة مضمونة للقضاء على خصومهم من الهاشميين , وقد حارب الزنادقة بالآضافة للمهدي الخليفة الهادي وكذلك الخليفة المأمون ... انهم أحرار قتلتهم أفكارهم!!..

!!...مما لاشك فيه انه عندما يدرس الواحد منا التاريخ دراسة متقنة ودقيقة ... و سيعرف أن الحكومات التي تسلطت على رقاب المسلمين باسم الخلافة والدولة الدينية كانت تعيش فسادا أخلاقيا وانهيارا دينيا كبيرا ... وأن الزمرة التي تشكل منهم بلاط الحكم تقلدوا اعلى المناصب وإمارة الولايات ومع ذلك لم يتورعوا من الولوج في أي عمل فاسد ومخالف لأصول الدين والأخلاق ... وما كانوا يمتنعون من ذلك حتى طغت عليهم الملاهي بشكل ملحوظ ، من معاقرة الخمور وتعاطيها وسهرات الطرب والغناء بحيث شاع الالتهاء بالطرب والغناء في أكثر البلاد الإسلامية خاصة مكة والمدينة اللتان تعتبران أهم مدن الإسلام ، ومنهما انتقلت إلى سائر المدن الأخرى ... رغم ان الطغمة الحاكمة وبلاط الخلافة تحكم باسم الدين والشريعة !!..الى جانب انهم اجتهدوا فى صياغة الحديث الشهير الذى يقول .. " الأئمــة من قريش " لدرجة انهم صاغوا هذا الشعار فى الشعر (فقال الشاعر كثير عزة : ألا إن الأئمة من قريش ** ولاة الحق أربعة سواء ) وتناقله العامة من المسلمون وصدقته ففعل فى السياسة ما فعل وساسوا الناس به وأستمروا يحكمون بهذا الحديث وهم فجرة يحكمون الناس باسم الدين وهم ابعد ما يكون عن الدين !!..

فمثلا ما أن تولى الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموى حتى ملأ خلافته مغانى وشراباً ومجوناً وخلاعة 4 سنين قى الحكم حتى أتى بأربعين شيخاً فشهدوا له ما على الخليفة حساب ولا عذاب (تاريخ الخلفاء السيوطى ص 246 )..المصيبة ان الخليفة يزيد بن عبد الملك الأموى يعترف أن نبينا محمد ليس نبياً ولكنه سعى للملك ... فأنشد شعراً فقال :( لعبت هاشم بالملك فلا.. ملك جاءه ولا وحى نزل ) (تاريخ الخلفاء للسيوطى )...وهذا الخليفة كان يمارس زنا المحارم حيث قال حنظلة بن الغسيل ( خفنا ان نرمى بالحجارة من السماء فيزيد رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات و.....) (تاريخ الخلفاء للسيوطى ص164)... الخليفة يزيد أعلن يوما فى مجلسه عن رغبته فى أن يطير فغنت سلاُمة عشيقته فطرب طرباً شديداً ثم قال اريد أن أطير فقالت حباية عشيقه أخرى....يا مولاى فعلى من تدع الأمة وتدعنا (مروج الذهب للمسعودى ص 210 ) يزيد هذا ترك خلافته من أجل العشق حيث عشق الخليفة يزيد الأموى جارية إسمها حبابة .... وبنى لها قصراً وفرشة وكانا يأكلان عنباً وإذا به يرميها بحبة عنب وهى تضحك فشرقت وماتت فمكث أيامأ يقبلها ويرشفها وهى ميتة حتى أنتنت فأمر بدفنها فلما دفنها أقام أيامأ عندها على قبرها هائماً ثم رجع إلى منزله حتى مات !!....واليكم نموذج اخر لحكم الدولة الدينية او الخلافة الاسلامية انه الخليفة اللوطى القذرالوليد بن عبدالملك الذى حاول نصب قبه فوق الكعبة ليشرب الخمر فيها هو ورفاقه أثناء الحج ولكن حاشيته أقنعوه ألا يفعل وفى تلوطه راود أخاه عن نفسه (مروج الذهب للمسعودى ج3 ص228- 229 )....احد المؤرخون المسلمون حديثاً قال عن الخليفة الوليد أن كثيراً من شعره وبعض من قصصه لا نستطيع روايته لوقاحه الفاظه وشذوذ أفعاله !! .. فهذا الخليفة الأموى (الوليد ) خرق القرآن حينما نصبه هدفاً للأسهم ... وأنشد شعراً وامتثل الخدم للأمير ، فعلقوا المصحف على أغصان شجرة زيتون .... وأقبل الأمير يرميه بالسهام حتى مزقه ...ثم أنشد يقول : ( أتتوعد كل جبار عنيد فها أنا ذاك جبار عنيد ...إذا قابلت ربك يوم حشر فقل يا رب خرقني الوليد) ....وحدث أن الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك كان يواقع جارية وهو سكران , وجاء المؤذنون يؤذنون للصلاة , فحلف ألا يصلى بالناس إلا الجارية , فلبست ثياب الخليفة وتنكرت وصلت هذه الجارية بالمسلمين وهى جنب و سكرى !!..
ومن غرائب الخلفاء ومن كانوا يحكمون باسم الدين ما ذكره المستشار محمد سعيد العشماوى فى كتابه الخلافة الأسلامية - الطبعة الثانية 1992 ص 147: " فى عهد الخليفة ألاموى سليمان بن عبد الملك كثر فى المدينة المخنثيين فأرسل سليمان إلى ابى بكر والى المدينة كتاباً يقول له فيه " أحصى المخنثين " فوقعت نقطة على الحــاء فأصبحت " أخصى المخنثين " ومن ثم فقد أطاع الوالى وخصى كل المخنثين فى المدينة , وكلمة " أحصى " والأحصاء تفيد أن المخنثين آنذاك كثرة تقتضى ألأحصاء , ولم يكونوا قلة لا يبالى بها " أحد !!...والخليفة الأمين إبن هارون الرشيد إبتاع الخصيان والغلمان وصيرهم لخلوته ورفض النساء والجوارى ... وتعلق قلب الخليفة الأمين بغلام إسمه كوثر فهام شوقا وهياما بالصبى ...فقال بعض الشعراء فى عصره : أضاع الخلافة غش الوزير .. وفسق الأمير ... وجهل المشير( راجع السيوطى فى تاريخ الخلفاء )!!..اما الواثق آخر خلفاء العباسيين ( حكم 6 سنوات) كان يتنقل من : غلام الى غلام وهام عشقاً للصبيان والغلمان حتى ملكوا عليه وجدانه وأذابوا مشاعره توله وصبابه وكان منهم غلام أسمه مهج لعب بعواطف الواثق (تاريخ الخلفاء للسيوطى ص342 )...

هذا غيض من فيض يوضح فضائح من ينادون بدولة الخلافة !!ولعل من المستحسن هنا أن نذكر أن الوليد ويزيد والواثق الأمين وغيرهم من الخلفاء، فعلوا ما فعلوا بتشجيع الفقهاء، الذين أنزلوهم منازل من يستخلفهم الله في أرضه، ويجعل لهم نوراً يضيء ويبين لهم (لاحظ أن الذي يبين لهم هو الله جل جلاله) ما يشتبه عليهم، ومثل هذا الخليفة الذي ينير الله له طريقه، ويوحي إليه بالحق ويرشده سواء السبيل، يصعب على فرد من الرعية أن يذكر شيئاً مما سبق عنه، أو يصدق شيئاً مما سبق منقولاً عن الرواة، أو يستمع إلى شيء مما سبق دون أن يستغفر الله، نافياً أنه جل شأنه يهدي خليفته إلى شيء من هذا أو بعض من ذاك، فالله أجل وأعز، والخليفة أعلى وأرفع، ومن يا ترى يتصدر لرفع الخلفاء إلى موضع (من لا يسأل عما يفعل) (العبارة بين القوسين مقصودة، ولعل البعض يتذكرها تحت قبة مجلس الشعب المصري منذ سنوات)...المفزع أن من يتصدر لذلك دائماً أعلى الفقهاء شأناً، وأكثرهم علماً وأفقههم في الدين، فقد ذكر (أبو يوسف) أشهر تلاميذ أبي حنيفة وأنبغهم وفقيه عصره بلا مراء، في مقدمة كتابه الشهير (الخراج) موجهاً حديثه إلى الرشيد (أن الله بمنه وعفوه جعل ولاة الأمراء خلفاء في أرضه، وجعل لهم نوراً يضيء للرعية ما أظلم عليهم من الأمور فيما بينهم، ويبين ما اشتبه من الحقوق عليهم) (مقدمة كتاب الخراج – أبو سيف)...وهي عبارات تذكرنا بالمثل الشعبي (يا فرعون من فرعنك)، وهي عبارات نهديها لمن يردون علينا بأن من سبق من الخلفاء، إنما خرجوا على الدين، وبالتالي فلا علاقة بين ما فعلوه وبين الدين أو الحكم بالدين، فلعلهم يدركون الآن أن من خرج على الدين إنما خرج بفتوى رجال الدين، وأن وطد الأمر إنما كان الحكم بالدين...

يذكر الطبري في كتابه تاريخ الأمم والملوك الجزء الثالث: لبث عثمان بعدما قتل، ليلتين لا يستطيعون دفنه... ثم حمله أربعة... فلما وضع ليصلي عليه، جاء نفر من الأنصار يمنعوهم الصلاة عليه، ومنعوهم أن يدفن بالبقيع...فقال أبو جهم: ادفنوه فقد صلى الله عليه وملائكته، فقالوا: لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبداً... فدفنوه في حوش كوكب، مقابر اليهود... فلما ملكت بني أمية، أدخلوا ذلك الحوش في البقيع...الجدير بالذكر لا علاقة بين ما فعلوه وبين الدين أو الحكم بالدين، فلعلهم يدركون الآن أن من خرج على الدين إنما خرج بفتوى رجال الدين، وأن وطد الأمر إنما كان الحكم بالدين...لقد كان لعثمان يوم قتل، ثلاثون ألف ألف (مليون) درهم، وخمسمائة الف درهم،وخمسون ومائة الف دينار، وترك ألف بعير، وصدقات قيمة مائتي ألف دينار...وكانت قيمة ما ترك الزبير واحد وخمسين مليون... وكان للزبير بمصر خطط وبالإسكندرية خطط وبالكوفة خطط وبالبصرة دور، وكانت له غلات من أعراض المدينة...وترك طلحة من الأموال ثلاثين ألف درهم، ومن العين 2 مليون ومائتي ألف دينار، والباقي عروض...وترك عبد الرحمن بن عوف، ألف بعير وثلاثة آلاف شاة بالبقيع، ومائة فرس، وكان يزرع بالجرف عشرين ناضجا، وترك ذهب قطع بالفؤوس، حتى مجلت أيدي الرجال منه، وأربع نسوة !!..وثروة الزبير بلغت 57 مليونا وأموال طلحة بلغت الف درهم كل يوم!!..

تعالوا بنا نرى ماذا فعل ترجمان القرآن عندما تولى السلطة من خلال ما دار بين الخليفة علي بن ابن ابى طالب وواليه بالبصرة عبد الله بن عباس،ترجمان القرآن: علي : (أما بعد، فقد بلغني عنك أمر. إن كنت فعلته، فقد أسخطت ربك، وأخربت
أمانتك، وعصيت إمامك، وخنت المسلمين... بلغني أنك جردت الأرض، وأكلت ما تحت يديك، فارفع إلى حسابك، واعلم أن حساب الله أشد من حساب الناس)...عند ذلك جمع ابن عباس ما تبقى من أموال في بيت المال، و قدرها نحو ستة ملايين
درهم، ودعا إليه من كان في البصرة من أخواله من بنى هلال، وطلب إليهم أن يجيروه، حتى يبلغ مأمنه!!..ففعلوا، وحاول أهل البصرة مقاومتهم وناوشوا بنى هلال قليلاً... ثم أقنعوا أنفسهم بترك المال عوضاً عن سفك الدماء... ومضى ابن عباس بالمال، آمناً، محروساً، قريراً، هانئاً...حتى بلغ البيت الحرام في مكة، فاستأمن به، وأوسع على نفسه، واشترى ثلاثة جوار مولدات حور بثلاثة آلاف دينار... يقال لهن شادن وحوراء وفتون.. صدمة هائلة، لا لعلي فقط، بل لنا جميعاً في ابن عباس، ترجمان القرآن لقد اختلس او سرق بيت المال !!...الخلافة كانت منذ بدايتها كانت خلافة قرشية... الخلفاء الراشدون كانوا قرشيين،وكذلك الأمويين والعباسيين.... بذلك تكون قبيلة قريش قد حكمت المسلمين أكثرمن 900 سنة، بدون انقطاع حتى سقوط دولة المماليك في أيدي العثمانيين عام 918هجرية... بينما الخلافة الرشيدة لا تزيد عن25 سنة...

أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية التى لم تحرم تعذيب الإنسان بصفة عامة... حتى فى أيام الرسول عذبت وقتلت أم قرفة بالطريقة الآتية: فهى فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية... أم قرفة تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم قرفة وبه تكنى...كل أولادها كانوا من الرؤساء... كانت من أعز العرب, وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال: أعز من أم قرفة... كانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارهاعلى رمح فينصب بينهم فيصطلحون...كانت تؤلب القبائل على الرسول فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية، فقتلها قتلا عنيفا منافيا لحقوق الانسان حتى لو كان كافرا , فقد ربط برجليها حبلا, ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا... وكانت عجوزا كبيرة, وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم الجميع بقتلها....ثم أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية التى تقتل الناس بالظنة حيث حدث عقب مقتل عمر ابن الخطاب، حين انطلق ابنه عبيد الله ابن عمر، و قتل ثلاثة ظن فيهم التآمر على مقتل والده، لم يثبت ذلك في حق أحد منهم...كان أحدهم الهرمزان، الذي أسلم وصح إسلامه!!... ثم أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية التى لم تحرم تعذيب الإنسان بهذه الصورة البشعة بعد وفاة علي بن أبي طالب بطعنات عبد الرحمن بن ملجم، دعا عبد الله بن جعفر بابن ملجم، فقطع يديه ورجليه وسمل عينيه... فجعل يقول : إنك يا ابن جعفر لتكحل عيني بملمول مض أي بمكحال حار محرق!!...ثم أمر بلسانه أن يخرج ليقطع، فجزع من ذلك.... فقال له ابن جعفر : قطعنا يديك ورجليك، وسملنا عينيك، فلم تجزع، فكيف تجزع من قطع لسانك؟!..قال: إني ما جزعت من ذلك خوفاً من الموت، لكني جزعت أن أكون حياً في الدنيا ساعة لا أذكر الله فيها... ثم قطع لسانه، فمات وأحرقت جثته!!...

أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية والظلم الواقع على اهل الذمة من خلال العهدة العمرية التى أجزم أن تسعون بالمائة من المسلمين لم يقرؤوا بنداً واحداً من بنودها والا سيكتشفون أنه عمر ليس بمتسامح ولا من دعاة السلام، ولا يحترم الإنسانية ولا العقائد الاخرى ، بل ويتفنن ويُغال في تحقير الناس وعقائدهم، طالما خالفوا عقيدته ....طوال قرون، دأبت كتب السيرة على ذكر عدل عمر، وزايد الفقهاء والخطباء ووعاظ السلاطين على الفاروق، مستشهدين بتلك الوثيقة المُهينة المُشينة، وكأنها وحي لا يأتيه الباطل، معتمدين على جهل وكسل العرب عامة والعامة خاصة، وأنه لن يتوجه أحد لقراءة بنود تلك العهدة، وسيكتفي بما تناقلته الألسن عنها، فالكلام هنا عن عمر، الفاروق، ولا يجوز بحال مراجعته والتأكد منه، وهو من هو كما يذكره التاريخ !!..هذة العهدة لاينطبق عليها لفظة وثيقة فالوثيقة بين طرفين يتفقان على بنودها !!..ولكنها شروط عمر التي وضعها من طرف واحد، طرفه هو، ليست محل نقاش أو مراجعة من قِبل الطرف الثاني، والطرف الثاني من هو!!، هو صاحب الأرض والتاريخ والحق !!..فشروط – العهدة العمرية - تمنع أهل الذمة – المسيحيين - من الآتي :
أن لا يُحدثوا – أي لا يقوموا ببناء كنيسة جديدة – في مدينتهم، ولا حولها، ولا ديرا ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها – أي ليس من حقهم تجديد كنائسهم ودور عبادتهم – وهي قطعاً قابلة للخراب أو الإيذاء بفعل الآخرين أو الزمن أو الظروف الطبيعية من أمطار ومياه جوفية وعوامل نحت وتعرية، وقطعاً بحاجة للتجديد والصيانة مثلها مثل المسجد... وأن لا يمنعون كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين، ثلاث ليال يطعمونهم – أي أنه يحق لأي نطع لمجرد انه مسلم، التنطُع على الكنيسة والإقامة بها والأكل من قوتها الذي يصبح ويُمسي عليه الرهبان زراعة وحصدا ونحلاً – تربية النحل وجمع العسل - دون عناء من جانب قداسته، فقط لأنه مسلم ، يضمن له الفاروق العادل بوثيقته التاريخية السلمية، فندقاً ذميّاً مجانياً بخدمات الخمس نجوم... وألا يأوون جاسوساً وهي إهانة وتخوين بحق رجالات الدين المسيحي، وهم من قال بحقهم الله أنهم أقرب مودة للمسلمين وأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون...وأن لا يُعلمون أولادهم القرآن – وهو شرط أحمق لدين يرغب بالانتشار – ولكنه يبدو أنه يرغب فقط بنشر الدين بالجزية والسيف...وأن يوقروا المسلمين وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس أي أنه بإمكان أي جلف أو جاهل أو صعلوك، طالما أنه مسلم، أن يحتل مكان رجل كبير السن ولكنه مسيحى ومهذب ومحترم، فقط لأنه مسلم!..و أن لا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة أو عمامة ولا نعلين أي يجب على المسيحي أن يمشي عاري القدمين في بيئة رملية صحراوية جافة وخشنة وقاسية وشديدة الحرارة .. هل هذا هو ما تعبر عنه رحمة الإسلام وعدل الفاروق!!.. ولا فرق شعر – أي أن لا يفرقوا شعرهم كالمسلمون، وكان العرب من الرجال تعفي شعرها فلا تحلقه وتفرقه من المنتصف حتى ينسدل على جانبي الوجه وربما لامس الأكتاف، خلافاً للنساء ممن كن يعقصن شعرهن للخلف – أي أنه يجب على المسيحي ألا يُجاري المسلم في طريقة تصفيفه لشعره ما الحكمة من ذلك هل سيغضب فيرساتشي في عليائه ؟!!.. ولا يتسمون بأسماء المسلمين ولا يتكنوا بكناهم – وكأنك كنت بحاجة لذكر ذلك يا عمر، حتى لا يُسمّي المسيحيون أبناءهم محمد جرجس أو عمر مرقص!!..وأن لا يركبوا سرجاً – أي يترجلوا – يستخدمون أرجلهم - في ترحالهم وسفرهم كالعبيد وليس من حقهم استخدام الدواب في تنقلهم – ولا يتقلدوا سيفاً أو شيئاً من سلاح – أي أنه ليس من حقهم حمل سلاح للدفاع عن أنفسهم في حال مواجهة خطر بشري أو حيواني وارد في بيئة صحراوية كتلك...و أن لا ينقشوا خواتيمهم بالعربية – على اعتبار أن العربية مقدسة ويختص بها المسلمون المقدسون ولا يجوز للمشركين من أمثال المسيحيين استخدامها - وربما عليهم استخدام لغة واق الواق أو جزر القمر أو الآرامية عقاباً لهم، والتخلي عن العربية، لغتهم الأم ولغة شعبهم وتاريخهم وموطنهم وأرضهم !! اين العدل هنا أليس ذلك من سمات كل محتل يريد طمس هوية من يحتله باخراجه من لغته عن طريق فرض لغة المحتل عليه قسرا !!...وأن يجزوا مقادم رؤوسهم – أي أن يتخلصوا من شعر مقدمة الرأس - وهو إجراء عنصري ومتوحش، لا أذكر أن الإمبراطوريات الرومانية و الفارسية الوثنية، صنعته حتى مع عبيدها وليس رعاياها – وأن يشدوا الزنانير – الأحزمة – على منتصف ثيابهم – حتى يتميز مظهرهم عن مظهر المسلمين، وحتى لا يكون بإمكانهم إخفاء أو تهريب – طبقا لقناعة الفاروق العادل – ما يمكن إخفاءه أو تهريبه تحت ملابسهم، وكأنهم كلهم مشتبهون أو محل شبهة لجريمة لم تحدث بعد!!..ألا يُظهروا صليباً أو أي من كتبهم في طريق المسلمين ..وألا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً رغم أن نفس الناقوس كان وسيلة من وسائل جمع الناس للصلاة فى بدء تشريع الصلاة قبل أن يأتيه بلال بالآذان...أين لكم دينكم وليا دين !! ....و ألا يرفعوا أصواتهم في كنائسهم بالقراءة – أي أن يحولوا عقيدتهم إلى عقيدة سرية أو بلغة الإشارات – وألا يرفعوا مع أمواتهم أصواتهم – أي أنه ليس من حقهم التعبير عن حزنهم بالبكاء والنشيج، في حضرة الموت بكل جلاله وقسوته!!..اين العدل هنا !!فإن خالفوا شيئا مما شورطوا عليه، فلا ذمة لهم، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاء – أي أنهم عبيد - بالمعني الحرفي للشروط - وليسوا رعايا – وكل السلام والتفاهم والتسامح عن العهدة العمرية، محض هراء وكذب وادعاء، والأولى بتلك العهدة أو الوثيقة أو الشريطة أن تمحى من التاريخ الاسلامى لانها تظهر مدى ظلمنا لغيرنا وعدم احترامنا لحقوق غيرنا حتى لو اختلفوا معنا فى معتقداتهم وآرائهم او اديانهم !!...

وهكذا فإن الدين كمنظومة أخلاقية وقانونية حاضر في فكرة الدولة لضبط شؤون الناس في الشأن الخاص والعام، أما من ناحية شكل الدولة واسمها،ووظائفها وإنماط حكمها،وكيفية تعيين مسؤوليها ومحاسبتهم وإقالتهم فمرد ذلك إلى ثقافة الناس وما انتجوه من قيم فلسفية وفكرية ووسائل دنيوية، وهذا من باب( أنتم أعلم بشؤون دنياكم). لأن مجال قيم الدين وفكرة الدولة والسياسة كلا منهما ينتمي إلى حقل معرفي مختلف عن الأخر، فقيم الدين كدين قد كملت(اليوم اكملت لكم دينكم)، ولكنها لم تشمل كل مناشط الحياة بعبارة أخرى(الدين كامل وليس بشامل)، لذلك فإن فكرة الدولة ومسارب السياسة متجددة متطورة في شكلها ومضمونها ....ومن هنا فإن المناداة بدولة دينية، إسلامية أو غير ذلك، هو من قبيل التجاوز والمغالطة، ناهيك عن المناداة والاصرار بإعادة نمط الخلافة ومهام الدولة التاريخية في هذا العصر....كما أكد على ذلك النسفي في القديم بقوله أن الخلافة: نيابة عن الرسول في إقامة الدين؛ بحيث يجب اتباعه على كافة الأمة.... وكرر القرضاوي ذات المعاني ولكن بعبارة حديثة حيث قال:ومن تصور قيام المجتمع المسلم-بكل مقوماته وكل خصائصه-بدون حكم إسلامي يوجهه ويرعاه ويحرسه، فقد أخطأ خطأين كبيرين... وقال في موضع أخر:حاجة الإسلام إلى دولة.ثم إن الاسلام-لو لم تجئ نصوصه المباشرة-بإيجاب إقامة دولة له، لكانت حاجته إلى دولة لا ريب فيها ...فهو يحتاج إلى دولة وحكم لأكثر من سبب وأكثر من موجب...(الحل الاسلامي فريضة وضرورة)..هم يريدون اخضاعنا لعمليات تجريب كفئران تجارب لجهلاء السياسة وأغبياء الاقتصاد... ويعطون هذا الحق لانفسهم بعد ان قصروا المبادىء والقيم على التجربة الاسلامية ... وانكروا هم وجماعتهم على البشرية مبادئها وقيمها قبل الإسلام وبعد الإسلام، بل منكرين علي الأنبياء السابقين أن يكون لهم مبادئ وقيم كما للتجربة الإسلامية...تعالوا نتساءل ونريدهم ان يردوا علينا : أين هي الإرادة الشعبية في فقهنا، وأين هي الدولة المدنية في الحديث النبوي، وأين هي الحريات في تاريخ الخلافة كلها راشدة أو غير راشدة؟، ولماذا ليس لدينا باب في كتب السنة الصحيحة وغير الصحيحة بعنوان حقوق الإنسان مثله مثل باب النكاح؟!..

الجماعات المتأسلمة والاخوان يطرحون علينا نظاماً إسلامياً لدولة الإخوان المرتجاة، فهلا أشار لنا أين توجد هذه الدولة في إسلامنا، فقهاً أو حديثاً أو قرآناً أو سيرة أو حتي شعراً؟.... فالجماعات المتأسلمة وكل الاخوانجية يقولون إن النبي والصحابة كانوا حكاماً، وإن ذلك دليل علي وجود الدولة بل هو مرجعية وإدراك سياسي للدولة.... لكنهم نسوا ان الدول أصناف منها ما هو في حال الابتداء الأول، ومنها ما أقام المؤسسات والقانون مثل أثينا وروما وبابل، منها جزر القمر ومنها أيضاً أمريكا، ومنها دول يثرب ومنها أيضاً دولة خفرع !! ...والثابت تاريخياً أنه عندما قامت الامبراطورية الإسلامية واستولت علي الدول المجاورة، استولت أيضاً علي أساليب الحكم القائمة فيها من ألوف السنين !!! لقد علقوا فقط عليها يافطة العروبة والإسلام... يا كل الاخوانجية والجماعات المتأسلمة الدولة لا تنشأ بقرار، الدولة الوحيدة التي نشأت بقرار هي إسرائيل....ومثلها تلك التي تطلبها ويطلبها الإخوان بنفس منهج التفكير البدوي ... مرسى وجماعته واسماعيل هنية وحماس يقومون بإعادة إحياء تاريخهم القديم بخطف الدولة وتعليق يافطة الإسلام عليها وإلا فليبرزوا لنا برنامجاً وطنياً واحداً، ليس لديهم شيء، كل ما يريدون هو الكرسي الأعظم في الوطن كرسى الحكم .... ان وصول مرسى لسدة الحكم حدث نتيجة أكبر عملية سطو تاريخي علني ورغم ذلك لا يخجل مما يقول ولا يستحيي وينادى بدولة اسلامية سواء اظهر ذلك او ابطنه !! ..

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لايوجد شىء اسمه السياسة النظيفة فتشوا عن الفرق بين السياسى و ...
- محمد حسان والحوينى وجهان لكابوس يصعب التعايش معه
- الاخوان يقلدون الاتراك فى المتاجرة باسم الدين
- رسالة تحذير الى العدو الصهيونى
- سوزان مبارك زليخة مصر الجديدة
- سائق التاكسي و الزبونة ( قصة قصيرة )
- حاسبوا المجلس العسكرى الطنطاوى عن اجهاضه للثورة وعن تصدير ال ...
- خان , يخون , فهو اخوان
- عنف الاخوان ضد معارضيهم وسيلة رهيبة لغاية قبيحة
- الى اللجان الالكترونية الاخوانية ايش تعمل الماشطة فى الوجه ا ...
- الاخوان ومحاولات اغتيال عبدالناصر
- مرسى النائب البرلمانى قال ما لم يفعله وهو رئيس
- الارستقراطية القرشية والاستعلاء الطبقى وسوء ادارة الأزمة هو ...
- الحرب النفسية القذرة
- الساسة ولعبة الفراش
- الى مرسى ابو صباع لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المش ...
- احتاجك كى اكون أنا
- الدور السعودى المشبوه فى دعم ورعاية الارهاب الدينى بكل اطياف ...
- الاخوان لانهم خونة يظنون كل الناس مثلهم ويغيرون رأيهم كما يغ ...
- الاخوان يحاولون بناء السقف قبل بناء الاعمدة


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - المناداة بالخلافة هى التى افسدت حياة الناس فى كل العصور