أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - كلٌ يناجى سلفه














المزيد.....

كلٌ يناجى سلفه


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينتبه كلّ متأمّل فى الخطابات المتداولة اليوم فى مختلف وسائل الإعلام إلى تصاعد وتيرة التصادم والصراع بين من كانوا بالأمس «أخوة» فإذا بهم اليوم «أعداء»... جمعهم الشوق إلى نسائم الحرية وفرّقهم الطمع فى السلطة والرغبة فى الهيمنة والتهافت وراء حيازة المواقع وتضارب المصالح.

بيد أنّ وراء الفرقة والشقاق والتباغض هاجسا مشتركا يؤلف بين أصحاب اليمين وأصحاب اليسار فيجعلهم يتّخذون نفس المسار، وإن بدوا متنافرين فى الظاهر إذ الكلّ «يغنّى على ليلاه» فى حركة ارتدادية ترتمى فى أحضان الماضى وترفض التأقلم مع الواقع أو استشراف الآتى من الأيام وكأنّه ما عاد بالإمكان قبول الحاضر أو المستقبل.

منذ اندلاع الثورة التونسية والسلفيون يردّدون «غرباء غرباء» فى إحالة إلى ما يوحّد بين تيارات جهادية تروم الزجّ بالمجتمع التونسى فى أتون حرب التكفير ورفع السيف وهدر الدم وتطبيق الحدود وتنظيم العلاقات وفق قاعدة الهيمنة الذكورية، تحلم باستنساخ تجربة طالبان وما فعلوه بأفغانستان.. والواقع أنّ الحالمين «بطلبنة» تونس وفق تمثّل لما كانت عليه التجربة السياسية الإسلامية ما كذبوا إذ إنّهم أثبتوا على مرّ الأيام، أنّهم بالفعل غرباء عن الوطن، لا صلة تربطهم بالتاريخ التونسى ولا بالتراث المحلى ولا بالرموز والأيقونات ولا بالفنون والعلوم والأمجاد ذلك أنّ عيونهم مشدودة إلى عوالم أخرى: عالم «السلف الطالبانى» أو «السلف الوهابى»، تقفز على التاريخ وتتعالى على الواقع المعيش وتروم إرساء عبودية جديدة تحت غطاء دينى.

أمّا من رحم ربّى من أهل اليمين فإنّهم أثبتوا على مرّ الشهور، أنّهم ما تخلّصوا من أنموذج أسسه «السلف الإخوانى» ولذلك وجدنا محاولات لصياغة دستور على هوى الحزب المهيمن غايته تحويل الجمهورية إلى دولة دينية وإن ظهرت فى لبوس «حداثى» وعايننا مناورات ومؤامرات تحاك هنا وهناك من أجل تثبيت «التدافع» بأشكاله المختلفة.

وبين السلف الإخوانى والسلف الوهابى والسلف الطالبانى وشائج متينة وإن اختلفت المقاصد والاستراتيجيات والخطابات، فالكلّ يرفض آليات يفرضها مسار التحوّل الديمقراطى ولا يؤمن بتصوّرات وخطط وتدابير يرتكز عليها المسار. الكلّ يميل إلى تحقيق رغبات دفينة وأحلام وأمنيات كبتها طيلة عقود.

ولا يذهبنّ فى الظنّ أنّ أهل اليسار أو ممثلى القوى الديمقراطية أو الليبرالية أو العلمانية قطعوا الوصلة مع السلف فلهؤلاء أيضا سلفهم المقدّس يعودون إلى فترات انتعشت فيها الأرواح ويحلمون بعقود كان فيها «سيّد الأسياد» والمجاهد الأكبر والزعيم الحبيب بورقيبة يصول ويجول فى البلاد جارا العباد إلى عهد الدولة المدنية الحديثة، فلا غرابة والحال هذه أن تسترجع الذكريات عبر الإصغاء إلى خطب بورقيبة وأقواله التاريخية ومواقفه الثورية، وعبر الأغانى الوطنية، والصور الخالدة.. إنّه الزمن الجميل يسترجعه القوم فى محاولة لتجاوز زمن الرداءة والسقوط.

ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى القوميين فصدّام يحتل الصدارة فى الشعارات المرفوعة فى المظاهرات الاحتجاجية، وصوره تؤثث الفضاء الفايسبوكى، ومواقفه تاريخية واستشرافية بامتياز ولا غبار عليها أمّا رجولته فقد صارت أنموذجا فى زمن يتنافس فيه القوم من أجل إثبات الرجولة.

وبين حرب النماذج وتعدّد السلف نعود إلى الراحلة أمّ كلثوم لنسترجع سردية أخرى: أهل اليمين تنطبق عليهم أغانى من قبيل «هجرتك» و«أمل حياتى» و«أنا فى انتظارك» و«أقول إيه عن الشوق».. فدعهم يحلمون بإرساء الخلافة أو الدولة الدينية على الطريقة السودانية، أو الإيرانية.

وأهل اليسار تنطبق عليهم أغانى من قبيل «فكرونى» و«لسه فاكر».. فدعهم يحلمون بمجتمع لا وجود فيه لمتعصّب أو متشدّد أو «ظلامى» أو «رجعى».

ولهؤلاء وهؤلاء نقول هيهات «فات الميعاد» آن الأوان لتتصالحوا مع الزمن وتتعلموا قواعد العيش معا.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - كلٌ يناجى سلفه