|
عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 11:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبد الرحمن الربيعي اديب عراقي معروف ليس على نطاق بلده العراق بل تتسع مساحته الادبية الى الدول العربية كروائي لايمكن التغاضى عن اعماله الادبية او تهميش دوره في هذا المجال الى جانب وظائفه الحكومية التي منّ عليه النظام العراقي في الاعلام و الخارجية العراقية كملحق ثقافي درّ عليه علاقات واسعة ومتشعبة استفاد منها في وقتها ولاحقاً اصبحت له مرتكزاً للتحرك في هذا المجال وبخاصة العمل الوظيفي او العلاقة مع الجمعيات الادبية ودور النشر كما امنت له أمكنة للتنقل الى بلدان عديدة وللاقامة بدون ملاحقة من قبل الاجهزة الحكومية للبلدان التي سكنها بعد تركه العراق، فكم من المبدعين الذين لم يجدوا مؤى لهم وطوردوا وسجنوا وابعدوا في بلدان التجأوا اليها مكرهين على مغادرة بلدهم نتيجة الضغوط والاضطهاد والملاحقة وتكميم الافواه التي تعرضوا لها، وكم من مبدعين معروفين بقوا محبوسين في سجنهم الكبير ولم يستطيعوا مشاهدة لا بلداً أخراً انما محافظة أخرى في بلادهم.. الجميع يعرف بشكل جيد مدى ارتباط عبد الرحمن الربيعي بالنظام السابق كوظيفة وكأنتماء وما شفع له بعد ذلك سوى تركه هذا الالتصاق وابتعد حسب قوله عن العراق بعدما وجد نفسه انه لايستطيع البقاء والعيش فيه وجملته هذه لا نعرف ان كان يقصد الراحة والمال او الجو والمكان فهو بالتأكيد لم يقصد الملاحقة والضغوط عليه! وقد كان هذا الابتعاد محط تقدير للحالة نفسها لأنها دلت على ان ذلك النظام الشمولي عبارة عن طاحونة تطحن اقرب الناس اليها اذا ما وقف في طريق طحنها الوحشي الدموي ، ولم اسمع او أقرأ طوال وجوده خارج العراق انه صرح او أدان او قال شيئاً ضد تلك الطاحونة بل انزوى بعيداً على الاقل عن السياسة حيث اثبت انه رجل لا تعنيه هذه المسائل وهو منصرف لأداء عمله الكتابي وغيره من الاعمال التي تدر عليه لكي يعيش وقد وقد كان محط ريبة من قبل الكثيرين الذين يعرفونه، واعذر من قبل البعض لموقفه وبخاصة ان الربيعي يعرف جيداً مدى علاقته مع ذلك النظام وخطورة اجهزته الوحشية في ملاحقة من كان معهم وانقلب ضدهم وهو خوف مشروع وطبيعي اذا ما قورن بشخصية عبد الرحمن الربيعي وسلوكه الشخصي قبل مجيء انقلاب البعث الثاني عندما كان طالباً في كلية الاداب او بعد ذلك.. العلة هنا في بعض الذين يعيشون هاجس السنين السابقة فتنعكس بكلتي صنفيها اذا كانت عجاف او مرفهة على تفكيرهم، فيرون العالم بمنظارين متناقضين لا غير، اما أسود او أبيض، وكل واحد منهم يريد ان يعمم نوع من الضرب على الآخرين لا بل يريد فرضه عليهم ولهذا يستخدم لغته للشتم والسب والتشهير دون المحاججة والنقاش والاعتماد على مبدأ حرية الرأي واحترام الآخر بدلاً من المس غير الموضوعي بالطعن في النزاهة وشرف الذين يختلفون معهم.. وقد يكون السكوت عن الحقائق الموجود في الباطل الذي استمر فيه حاكماً بأمره وهنا يثبت عليه " الساكت عن الحق شيطان أخرس " والشيطان الأخرس في عرف الذين يفهمون الخرس هو أخطر من الشيطان الثرثار الذي يبقى يثرثر حتى يلقب بالثرثار وفي كثير من الاحيان يفقدالناس ثقتهم به وبكلامه، وقد يكون الخرس مؤذياً لحد اللعنة عندما تتسنى له الظروف للخروج من جحره كملك الافعى يلدغ بحقد وكراهية معبراً عن صمته وانزوائه الطويل الذي خزنه لهذ اليوم، وأذيته هذه لا تكمن في مكان واحد فهو يتنقل بها من مكان لآخر بعد ان أمن لنفسه قدراً من الحماية واستطاع ان يوظف بعض الامور لصالحه ليتعكز عليها بكلمات حق يراد بها الباطل وفي هذا السياق يبقى هو في الباطل كما كان على الرغم من مواقفه المستجدة الجديدة لأن باطله اساساً في انتمائه للحقد والتربص والنميمة. اما الذين يرون في الحياة الالوان جميعها ويعرفون ان لكل لون قيمته الجمالية فهم يستطيعون التمييز بشكل علماني وعقلاني ما بين التهريج الثوري الفارغ اليميني واليساري المتطرفين وبين الانبطاح على الصدر ورفع العجز للاستسلام وهو بالتالي يصب في خانة الأولين كمعادلة طبيعية. لقد طلع علينا السيد عبد الرحمن الربيعي بمقالة ومقابلة في القدس اللندنية الثورية في زمن صاحبة الجلالة المحتلة، انظروا كيف يمكن الوصول الى منطق العدالة، القدس في لندن ولندن بجيوشها احتلت العراق وفي الجانب الآخر تمنح الحرية لقدس عبد الباري عطوان ان تلعب على " الشوملي " فيرفع عقيرته بالضد من الاحتلال وهو جالس في حضن صاحبة الجلالة ملكة الاحتلال ويتدرب بشكل مستمر في الس أن أن المملوكة من رجال بوش الاحتلال ومن ذلك المنبر الاعلامي الاحتلالي يسمح له ان يعلن مواقفه الثورية المضاده ضده، وهو امر عجيب حيث لا يمكن ان نتهمه انه مثلاً عميلاً أما لصاحبة الجلالة المحتلة او للسي ان ان باعتبارهما مرتبطين بشكل من الاشكال بسياسة الاحتلال واجهزته الامنية والاعجب من كل ذلك فهو يتهم الآخرين بالعمالة والمتأمركين المتأنكلزين وكأنه يريد ان يدفع التهمة عنه وهو بهذا يخطأ تماماً عندما يعتقد ان الناس ستصدقه كمثل موظف يعمل في الامن العامة او في المخابرات يتهم الآخرين بالتجسس لحساب هاتين المؤسستين الأمنيتين.. مقالة السيد عبد الرحمن مجيد الربيعي لم تأت بشيء جديد وهي عبارة عن اجترار "للحتوتات" التي يطلقها هنا وهناك البعض معتمدين على قضيتين اما ما لحقهم من الضرر المادي او الضرر المعنوي بالهزيمة في ثوريات زائفة اصبحت خرق بالية لن تستر عورات النفوس والاقلام التي كانت تسعى لأطالة عمر النظام الشمولي، وهذا لا يعني البتة اننا كنا او ما زلنا نقول ان الحرب على العراق كانت حرباً تحررية لأن الاحتلال واقع فرض علينا بقوة القانون الدولي المرقم ( 1483 ) ونحن ضده ولكن ليس على طريقة الاصطفاف بجانب فلول قتلة النظام الشمولي والطاغية صدام او فرق الارهاب السلفي والاصولي او مافيات الجريمة التي خطط لها و اطلقها نظام القتلة قبل سقوطه واحتلال العراق الذي يتحمل مسؤوليته التاريخية، نعم ان النظام البعثفاشي ورئيسه صدام حسين يتحملان كامل المسؤولية التاريخية في احتلال العراق وتخريبه وتدميره على ايديهم وايدي فلولهم المجرمة وهم مازالوا يواصلون عملية القتل والتخريب والتدمير الى حد الآن.. نعم وبكل صراحة كان جميع الشرفاء من ابناء العراق ضد الحرب وفي الوقت نفسه ضد الدكتاتورية وهم أصبحوا ضد الاحتلال بدون منازع لكن عن طريق انجاح العملية السياسية ووقوف العراق والعراقيين على اقدامهم لأن طريق العنف هو الطريق الذي ثبت وسوف يثبت اقدام الاحتلال اطول مدة ممكنة.. وعند ذلك لكل حادث حديث.. اعود الى السيد عبد الرحمن الربيعي الذي يعتبر القتل والاعتداء على النساء واغتصابهن والخطف مقابل المال وتفجير المفخخات ضد المواطنين العراقيين بالدرجة الأولى " مقاومة وطنية " فأقول ليس دفاعاً عن حاجم السلطاني ولا عن البشمركة التي يعتبرها خارجة عن قانون النظام الشمولي وسيده الطاغية لأنها قاتلته على مدى سنين طويلة ولم تكن بشمركة للطلباني او مسعود البرزاني فقط وانما لقوى وطنية اخرى معروفة باخلاصها للوطن، او عن جلال الطلباني او مسعود البرزاني أو عن حلبجة وشهدائها من الكرد الابرياء أو عن عشائر الجنوب الذي اتهمهم بالانتماء للصفويين القادمين من خارج الحدود ولا عن السيد السيستاني وقائمته الائتلاف فلهؤلاء اجندتهم واحزابهم ومؤيديهم يستطيعون الدفاع عنهم.. لكن دفاعاً عن شرف الكلمة وقول الحق والا ما فائدة الضمير والكتابة بدونه وتزوير وتزييف الحقائق بدون اي رادع سوى حجة الاحتلال الذي يكرسه اصحابه القتلة ويطيلون عمره يوماً بعد آخر.. ثم لماذا كان سكوته كسكوت خوفو الابدي عن جرائم النظام الشمولي ؟ ولماذ بقى طوال تلك الفترة منزوياً لم يتفوه بحرف واحد لمصلحة العراق والشعب العراقي؟ ولماذا الآن بالذات ؟ اعتقد ان السيد عبد الرحمن الربيعي لديه عقدة نقص أخرى فيما يخص تقبيل كتف سيده الرئيس صدام حسين حسب قوله الذي امتدحه في مقالته بالاشارة " الرئيس صدام " هذا النقص مرده وكا يبدو انه لم يستطع تقبيل حتى يد صدام حسين على الرغم من خدماته الجليلة وهذا التمييز جعله يراقب بحسد وقهر الذين كانوا يقبلون كتف صدام حسين حتى من قبل ياسر عرفات رحمه الله.. يبقى ان نقول كلمة أخيرة ان من يرى ان قتلة الشعب من كل الانواع مقاومين وطنيين ان ينضم اليهم فوراً وبدون مماطلة وتسويف وتزويق المقالات وهو خارج العراق، ومن يعتقد ان الشعب العراقي يستطيع بناء دولته الجديدة والتخلص من الاحتلال وبأي شكل كان ، دولته الديمقراطية التعددية الفدارالية فعليه ان يلتحق بالشعب والحياة ستكون الحاكم الفاصل ما بين القتل والارهاب وبين السلام والحرية والديمقراطية.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحلــم المـــلازم
-
متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة
...
-
اختلاف وتضارب الآراء حول طريقة كتابة الدستور العراقي الدائم
-
التحليلات حول سقوط النظام الشمولي - طالما الوالي الأمريكي -
-
الوجـــه المظلم في الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في مدينة ا
...
-
عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي
-
الدستور الجديد وحقوق القوميات وحرية المعتقدات الدينية في الع
...
-
لائحــــة حقوق الإنسان والإغتيال السياسي للنساء
-
قـــوى اليسار الديمقراطي ما لها وما عليها في الانتخابات القا
...
-
قلـــق مشــروع
-
عدنـــــــــــــان كــــــــان
-
حول الجنسية.. لماذا التهجم على الكرد واحزابهم وعلى احزاب اخر
...
-
مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة
...
-
ذكرى حلبجة القديمة
-
السيد علي السيستاني ومنح الجنسية العراقية
-
جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد
-
الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية
-
التداخل العذري لهمس النداء
-
في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل
-
رغيف الخبز الملاحق من قبل وزارة التخطيط ومركز الاصلاح الاقتص
...
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا
...
-
-غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
-
بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال
...
-
في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
-
5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
-
قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا
...
-
خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة
...
-
اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال
...
-
اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|