|
الحسنات العشر للثورة على الأحزاب الكوردية في سوريا
محمد رشو
الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 15:15
المحور:
القضية الكردية
يقول المثل الشعبي (ربَّ ضارّة نافعة)، ربما هذا ما ينطبق حرفيا على أحزابنا الكوردية في سوريا. فالثورة السورية و بالرغم من دمويتها و انحرافها طائفياً، إلا أنها قدمت لأحزابنا عديد الفوائد والمكتسبات التي لم تكن لتأخذ مكانها لولا هذه الثورة، وهي:
أولاً: كشفت الثورة السورية مدى عدم الاستعداد الذي كانت فيه أحزابنا على كافة المستويات التنظيمية و الفكرية بالرغم من العمر النضالي الطويل لبعضها، ما عرّاها أمام جماهيرها، وأثبتت الثورة عدم موائمة طريقة النضال التي كانت تتبعها هذه الأحزاب مع تغير الظروف النضالية، الأمر الذي انعكس موقفاً ضبابيا في الأشهر الأولى من الثورة، مما دفع بهذه الأحزاب إلى تغيير مخططاتهم الإستراتيجية لتصبح أكثر ديناميكية. ثانياً: اشتغال الأحزاب على تطوير كوادرها بعد سنين من الإهمال و من تركيز الاهتمام على الكوادر وقت المؤتمرات فقط بصفتهم عدداً أو صوتاً ضمن تكتلٍ ما، فعمدت بعض الأحزاب إلى تطوير مجموعات من الشباب المؤمن بالحزب وبفكره و دعمهم بشتى الوسائل، مما قوّى من انتشار بعض الأحزاب على الساحة الكوردية السورية وأدى إلى اجتذاب العديد من الراغبين بالعمل الحزبي، بدلاً من حالة نفور المثقفين من الأحزاب التي كانت ومازالت واقعاً سائدا عند الكثير من صفوف المثقفين الكورد. ثالثاً: انتشار الوعي القومي بين شعبنا الكوردي من جهة، و تعرف شركائنا في الوطن على قضيتنا بشكل غير مسبوق من جهة أخرى، فبات أي كوردي في سورية يستطيع التمييز بين الاعتراف الدستوري بالشعب وما بين الاعتراف بالهوية القومية و ما الفرق بينهما، كما أن ابن درعا أو أي منطقة من المناطق السورية أصبح يملك معلومات لا بأس عن سياسات الاضطهاد والمعاناة المطبقة بحق الكورد في سورية الأمر الذي افتقدناه في ثورة 2004. رابعاً: ارتفاع سقف المطالب الكوردية إلى حدود الفدرالية، بعد أن كانت مراوحة مكانها منذ تأسيس هذه الأحزاب مطالبةً بالاعتراف باللغة و الحقوق الثقافية وأمور أخرى بسيطة فقط. خامساً: أفرزت الثورة السورية قيادات جديدة استطاعت تحريك الشارع و جذب الجماهير من مختلف الأحزاب الكوردية و من المستقلين، الأمر الذي وضع إشارات استفهام كبرى على دور القيادات التقليدية وسبب غيابها عن الشارع، ومدى مواءمتها للموقع الحزبي الذي تشغله، ودليل ذلك قدرة الشباب المستقل الثوري على تحريك الجماهير من شتى الأحزاب، و هنا تكمن فائدة أخرى للثورة في تقدير الأحزاب ولأول مرة للشباب ومحاولة جذبهم بشتى السبل، و ترسّخ إيمان لدى الأحزاب بضرورة احتلال الشباب مكانة مرموقة في تنظيماتها وربما تشغل مناصب قيادية في المستقبل القريب. سادساً: من فوائد الثورة الهامة، فضح المرجعيات الحزبية، و يستدل على ذلك بمكان إقامة سكرتارية بعض الأحزاب، كما أثبتت الثورة أن جزء من هذه القيادات لم يكن يعمل بأجندات وطنية طوال سنين عدة من "نضاله" و إنما كان ومازال امتداد سياسي لأحزاب خارج سوريا. سابعاً: كان للثورة السورية الفضل في اتخاذ قادة الأحزاب قرارات توحيدية، فظروف الثورة و الظروف الدولية و الإقليمية كانت عاملاً ضاغطاً عليها، و أدت إلى إجبار هذه الأحزاب على تشكيل المجلس الوطني الكوردي بادئ ذي بدء، من ثم الهيئة الكوردية العليا و أخيرا و ليس آخرا الإتحاد السياسي بين أربعة أحزاب، علماً أن هذه الخطوات التوحيدية جاءت بعد سنين من الفوضى الحزبية التي أنجبت ما يزيد عن 40 حزباً و كياناً سياسياً كوردياً. ثامناً: لم تقم أحزابنا الكوردية بفتح مكاتب لها بشكل علني إلا بعد الثورة السورية، و بفضلها، الأمر الذي كان شبه مستحيل قبيل الثورة. تاسعاً: ظهور ثقافة الحوار لأول مرة بين الشركاء في الوطن المختلفين عقائدياً، فلم يكن أي قائد أو مسؤول من احد الأحزاب الكوردية (ماعدا الـ PYD) يرغب بالجلوس مع أي مسؤول آخر من حزب الـ PYD أو المؤسسات التابعة له و العكس صحيح، الأمر الذي زاد الشرخ في بنية مجتمعنا الكوردي، إلى حين بدء الثورة و اضطرار هذين التيارين الفكريين الجلوس على مائدة واحدة من أجل تقاسم الكعكة الكوردية بما يرضي جميع الأطراف، كما أن الحوار امتد إلى شركائنا خارج المناطق الكوردية عبر المجالس السياسية التي اشترك فيها الكورد. عاشراً: تعتبر عودة الكثير من العوائل الكوردية إلى مناطقها الأصلية من المدن التي انتشرت فيها من فوائد الثورة، حيث أنها لم تكن لتفكر يوماً بالعودة إلى أرضها لولا الوضع الأمني العسكري الذي فرض على مناطق معيشتها بسبب الثورة.
#محمد_رشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في أصل التسمية اللغوية والتاريخية للكورد
-
العبثية التربوية وتهديد الموروث القيمي في الشرق
-
العولمة ومسائل التربية
-
تقرير حول إنتهاكات حقوق الإنسان في سوريا
-
نقاط الخلاف وعوامل اتفاق الحركة الكوردية السياسية في سوريا
-
تشتت المعارضة السورية المسلحة
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|