أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاصم أمين - لا يصلح الحوار ما أفسده التاريخ في سوريا















المزيد.....

لا يصلح الحوار ما أفسده التاريخ في سوريا


عاصم أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يصلح الحوار ما أفسده التاريخ في سورية
عاصم أمين :

لا يخفى على احد عند البحث في تاريخ فكر،معتقد،أخلاقيات أي حزب أو دين أو تنظيم ...الخ،في شرقنا المشروخ ،يذهب بنا الظاهر إلى التسليم ببديهية نقف عندها ،أن الكل يتبنى القيم الإنسانية والروحية ويدعو إلى إزالة الظلم وإحقاق الحق والإنصاف وإطلاق الحريات الفردية والعامة والدفاع عن حق الإنسان وحتى الحيوان في العيش والحياة.
أن كل فكر،يتوق للمجد والسلطة والملك وحب السيطرة،يتوهم في أفقه الذهني الضيق انه المخلص الاجتماعي،وهو تلك الذات وصاحبة المشروع الأصلح لقيادة المجتمع والجمهور،وبذلك لاغياً في الوقت ذاته كل فكر أو عرق أو مذهب لا تشاركه في الرؤية عينها ،ناعتاً إياهم بالكفر والمارق حينا وبالخروج عن الخط الوطني أوالديني والقومي تارة و بالإرهاب تارة أخرى..الخ.(كالمرأة التي تطعن بشرفها حين لا تتوافق سلوكها وذوقها الجمالي عن بقية نسوة الحارة ).
أن طبيعة الصراع في شرقنا المقدس هو تاريخي أبوي سلطوي، أكثر من كونه طبيعيا هادفاً إلى البقاء،هو اقرب إلى الميكافيلية منها إلى الدراوينية ،والصراع في شرق المتوسط يندرج تحت هذه المظلة المتعددة الأشكال ذات الطابع ألتناحري الالغائي، ولكل صراع تاريخه وتطوره ومساره الذي يحدد شكله ونمط سلوكه سواء أكان دينيا أو قوميا أو مذهبيا أو طائفيا ...الخ
ومن السذاجة الحديث عن أية حضارة في الشرق،كانت بريئة حاملة في طياتها بذور التسامح والعلم والمعرفة ،وحاملة الأخلاق والقيم الإنسانية ،دون أن تؤذي نملة أو فكر أو إقصاء عقل أو حرية أو لوي ذراع أو قطع لسان أو بتر ساق....الخ.
والقارئ لتاريخ شرقنا المقدس يتراءى له دون جهد أو عناء أيديولوجي، أن معظم صراعاته لم تحمل يوما أية معالم حضارية بالمعنى الحديث والمعاصر للحضارة الإنسانية، كان دائما الظلم والقتل والإبادة الجماعية والجوع والفقر والحرمان حاضرين على الدوام أفواجا أفواج،على حد تعبير توماس هوبز الكل حرب ضد الكل والإنسان ذئب لأخيه الإنسان.كان دائما صراعا سياسياً ذئبياً عاقاً وفي لباس ديني محتشم.
الحضارة لم تكون يوما هدما للحاضر،وليست استدعاءاُ أو حضوراً للماضي بقيمه وسلوكياته وإكسسواراته،بقدر ماهي بناء عقلي معرفي وروحي وسلوكي،والتي على أساسهما، تسن القوانين وتشيد الأرض وتحترم الطبيعة.
ضمن هذا السياق ووفق سردنا تندرج معظم التطورات والأحداث والفورات والثورات في البلاد العربية بما فيها ثوران وفوران التاريخ على نفسه في سورية، حيث الحنين إلى الماضي السحيق بكل تجلياته وأشكاله وسلوكياته وخلافاته الأسرية الدينية تفيض منها، إذ لايمكن فصلها عن ما جرى ويجري في شرقنا المقدس،إذ أن سوريا آخر معاقل الاستبداد والظلم والقمع حول المتوسط وهي العاصمة الأموية وأم الكنائس وبيوت العبادة ،وهي الصندوق الأسود للمنطقة،وإقليم التصفيات السياسية،ومغلف أوراقها وهي أيضا بؤرة المصالح الدولية،و طاولة اللعب والتوازنات التي تستمني من فوقها الأمم المتحدة والغرب وروسيا على شعوب المنطقة، بمفاهيم عن الحرية والعدالة والحوار الديمقراطي وحقوق الإنسان والكلاب....الخ.
والذي يفيضنا مصائبا وهولاً ، أن المجتمع الدولي المتمثل بروسيا وأمريكا ،وبعد عامين من المناطحة والقتل الممنهج للإنسان والطبيعة،وتدمير للبنى التحتية الاقتصادية والثقافية والتاريخية والروحية للإنسان السوري ،تدعو طرفا الصراع في سوريا إلى الحوار وبشكل متوافق وجدي،مختزلا سوريا وتاريخها وكل الحقوق والحريات في صراع بين نظام مستبد قاتل يتكلم لغته الرصاص،ومعارضة مصطنعة ومعلبة تتكلم بالسيف والنحر والنهي عن المنكر،دون أن تكترث لدماء أطفال ونساء سورية،وبقية المكونات والأقليات والطوائف والشركاء الحقيقيين المغلوبين على أمرهم كالكرد والآشور والسريان والدروز والمسيحيين وبقية المكونات و المذاهب التي تعيش خارج هذا الصراع الأزلي ...الخ التي عانت وتعاني من وحشية وذئبية هذين القطبين المتصارعين في سوريا منذ قرون وعقود،وكأن ليس أمام هذه المكونات إلا احد الأمرين أحلاهما مر.
تتعدد أخبار القتل في سوريا بإحصائيات على قنوات التلفزة وفي الأخبار العاجلة، وموت المواطن السوري واحد، بات خبر غرق حيوان الكنغر في المستنقع باستراليا أكثر اهتماما من مقتل مئة شهيد في سوريا يوميا!!!!!
أصبح المواطن السوري ضحية رحى الطائفية ووقود لحرب تاريخية همجية، مستوحاة من التراث والفكر الأصولي البائد من جهة ،ووقود لتصفيات وحسابات إقليمية ودولية من جهة أخرى،


الحوار لغة عصرية تتماها مع تطور العقل البشري،وهو قيمة أخلاقية معاصرة يستخدمها العقلاء للوصول إلى ماهو مشترك بين الأطراف المتنازعة أو المختلفة،بدل لغة القتل والتوحش،ولا يشمل الحوار الخارجين عن التغطية الأخلاقية والقيمية والعقلية،
والسؤال لدعاة الحوار،هل هنالك حوار بين الذئاب؟؟ وإذا أنوجد فأي نوع من الحوار سيكون(الافتراس)؟؟وفي ظل غياب الأخلاق والخطوط الحمر والقيم الإنسانية.كيف السبيل إلى الحوار بين نقيضين وعدوين تاريخيا استخدما ما طاب وألذ من أفعال سادية ضد المدنيين في المدن السورية الآمنة،وفوق ركام من الحقد والانتقام؟؟
هل سيكون حوار العقلاء القائم على المعرفة والأخلاق ؟أم حوار الاتجاه المعاكس بالكاسات والشاحطات؟؟
أن من يعول على الحوار العقلاني في سوريا ،هو واهم سياسيا ولا يفقه من السياسة إلا ركوب الخيل،و الدعوة إلى الحوار بين طرفي النزاع أشبه بسقاية شجرة ميتة،اقرب إلى العقم جنسيا اللهم اذا جرى الحوار في أنابيب الإنجاب(حوار الأنبوب) أو استعارة رحم بديل لهما،ويبقى ذلك أيضا في حيز ضعيف وفقير،طالما كلاهما قد شربوا من نفس النبع وخرجوا من نفس المعركة والمدرسة التاريخيين القائمتان على الحقد والدم ،وتقودهم تلك الذكراة الجمعية الاقصائية المتوحشة التي تجسدها معاوية والحجاج.
لا يصلح الحوار ما أفسده التاريخ بالسيف،واليوم بالبنادق والصواريخ،فاستخدام القوة العسكرية المفرطة في الصراعات الداخلية من غير مسوغ قانوني وأخلاقي ،يفتح آفاق من المبررات والأعذار،تستباح كل شي حسب المقولة القائلة (كل شي مباح في الحب والحرب)،كما أنها تفتح آفاق من الأشكال والنظم السياسية والاجتماعية التي سوف تكون عليها سوريا،وهذا ما سوف تفرزه التغيرات في الأرض وفي المواقف الدولية ،وربما تكون تقسيم سوريا إلى أقاليم سياسية حلا من حزمة الحلول الخفية ستفرضها التغيرات في المواقف والواقع المسلح .
ويبقى التاريخ هو الأب الشرعي العاق والفاشل لكل هذه الصراعات،والحاضن لكل شروفتنة وبلية ،وهو صانعها،ومسببها إذ أن من خصال الأب الشرقي أن يورث دَيْنه ودينه وحقده وثأره وانتقامه لأبنائه،لابد أن يكون اغتيال التاريخ وفرمتته ودفنه، أولى الشروط قبل الدعوة إلى الحوار، إذ مازال روحه يحلق في الطائرات متخبطا على إطلال المدن السورية و مخيمات الذل والضياع الوطني ......

عاصم أمين كاتب كردي من سوريا. [email protected]



https://m.ak.fbcdn.net/sphotos-f.ak/hphotos-ak-ash4/p417x417/394182_352207771508681_220967293_n.jpg



#عاصم_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاصم أمين - لا يصلح الحوار ما أفسده التاريخ في سوريا