أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الشرق بين الخطيئة والجريمة














المزيد.....


الشرق بين الخطيئة والجريمة


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء الأول .
من الحكمة الشعبية , أن ما تتلقاه آجلا , أكثر نفعا مما تكسبه عاجلا , بل ( اللقمة الموعودة أكثر لذة من التي نلقفها الآن ) ثم تتضاد الحكمة الشعبية مع نفسها قائلة :
( دعني أعيش اليوم وأمتني غدا , بل اليوم خمر وغدا أمر ....) .
الصراع مابين منفعتين , احداهما قريبة والأخرى بعيدة , هو جوهر التذبذب في السلوك الإنساني , لكل المجتمعات المضطربة , والمطلوب بكل هدوء وروية تعلم , كيفيات امكان عيش الأضداد , كما تفعل الحياة ذلك , لضبط هاتين النزعتين المتدافعتين , ولا يكون ذلك دون الاحتكام الى مرجعية واحدة هي من تنوير العقل العلمي , وربما يمكن عربيا دعوتها بالعلمنة .
أما الجريمة فتكمن في بعض تلك الأنظمة الرجعية , وهي تعتقد ببلاهة تامة أنها على العكس من تيار الحياة , بأنها هي التقدمية ولا احد غيرها , من الطهر بحيث يفضح سقوطها بدون شعور بالذنب , فما أوضاعها المتردية , والمزرية للغاية , وبما تقوم به من فساد وخراب , تحت طائلة التصور القروي الفاسد , بأن هذا هو العمران , وحين تتساءل عن الأسس الصحيحة لقيام ذلك , فربما يأتيك شبه جواب , ولكن بعد فوات الأوان , وبعد أن تتراكم الأخطاء , وتتعقد الأوضاع , ويصبح كل إصلاح من حكم المستحيل , لأن من البداهة اعتبار , كل إعادة اعمار أشق بما لا يقاس مع عملية الاعمار نفسها , ويعود السبب في الضياع الأبدي وتكابر فجوة التخلف , لعدة عوامل أهونها :
أولا : إضاعة فرص التنمية المتوازنة , وعدم اعتبار الحياة , مجرد تسابق خيول عربية مهجنة مع الزمن , فلا قيمة أبدا للزمن المحلي البائس , قياسا مع جدية النمو الحاصل في الأزمنة الدولية .
ثانيا :التجاهل المتعمد , وسخافة شبه مطلقة , لمبدأ العمل , وفقا للمقاييس المعمول بها دوليا, والمرجعية هنا للعلم , والعلم وحده , ومن هنا تتداعى بشكل مضحك , كل مقدسات الرائز العلمي المزعوم , وهي من نوع :
( مجلس علم خير من صلاة مليون سنة ) .
أما الخطيئة فتكمن في تجاهل كل ما هو خصوصي محلي , بل وربطه بمتطلبات الحياة الحديثة , ولكون ذلك متعلق بتقديم التنازلات المحلية وذلك لمصلحة دولية تسمح بحركة مرور رأس المال , بحرية وحيوية بالغة , ولا يكون ذلك بغير التضحية ببعض السيادة المحلية الواهية أصلا , وهذا يتطلب بكل روح رياضية مفقودة للغاية , القبول بضرورة تراجع الحق المحلي في حرية اتخاذ ( الغرارات ) وأقصد هنا القرارات بدون جدوى , بل وبدون داع ,بل لمجرد تحد الذات الغير ممكنة الوجود , خارج اعتبارات العصر .
التخلف جريمة لايمكن تبريرها , وتخفق كل أنواع التعبئة المعنوية , القائمة على مجرد الرفض والتحدي , وهو نوع من اللفظية الزائفة , والعقم التام من القدرة على فعل أي شي ملموس , وحين نقف على الخواء مكتفين و بشحذ معنويات الهياكل والخشب المسندة , وجمع الأ صفار وحتى اللانهاية ,وفي عالم الإعلام الحماسي , وهو إعلام لئيم يفتقد لي رصيد علمي , ومن قوة الحضارة , بل مجرد الرصيد المالي الضعيف و الذي يتطلب الحماية من منظومة العلم والسلطة والإمبريالية .
شحذ المعنويات , وعن طريق المغالاة في تصوير الهزائم , بوصفها انتصارات عظيمة , هو نوع من حالات الكذب على النفس , حتى لم نعد نفرق ما بين النصر والهزيمة ؟
الصراع في الشرق الإسلامي دراميا , هو كالصراع بين دافعين , أحدهما مقرب ولآخر مبعد و وهو صراع معقد , فشهوة التغيير قوة دافعة ومسرعة , ومن وحي الخبرة التاريخية في الشرق , فقد يفقد الشر كل بر له وحين يأتي آجلا , لأن الخير المزعوم يكون قد أعد له العدة لتزييف كل حقيقة ممكنة , بل وبالزغردة ( الهنداوية ) على كل واقع تجب تحيته , بما يجب ...
وللمقالة بقية ..
احمد مصارع
الرقه - 2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاسياسة أو انتحار البغل
- العقل وحرية الوجود
- حق التظاهر السلمي بعد حق الحياة
- دستور : الاتحادية أفضل من الوحدوية
- هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟
- القس سعدي يوسف يطل من شباكه اللندني
- الإرهابي لا يمكنه تعريف الإرهاب
- الجامعة العربية منبر للخطابات الغبية
- شاكر النابلسي , يحرق نجمه مع الشهب
- التناحر الشعبوي والشعوبي
- قمة الجزائر , والطرق على حديد بارد
- الهداية من الله
- سجل بر , لعبد الخالق السر
- الشجرة السورية في وجه العاصفة الدولية ؟
- شكرا لشباب سورية
- سوء تفاهم
- رسالة الى السيد حسن نصر الله
- المتراس ماركسيا, موقع ساقط عسكريا
- ثورة المرأة , الثورة المنتظرة ؟
- لا تحب ولا تكره , بل عامل بالمثل


المزيد.....




- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الشرق بين الخطيئة والجريمة