أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قهر الخوف بالسخرية














المزيد.....


قهر الخوف بالسخرية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 15:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أكدتْ الأبحاث السيكولوجية أنّ الخائف لا يُبدع . وإذا كانت أسباب الخوف تتنوع ، فإنّ أبشعها هو الخوف من السلطة الحاكمة. لذا يذهب ظنى أنّ شعبنا بقدرته الساحرة على السخرية من الحـُكام (منذ أقدم العصور) لديه طاقة إبداعية طرح فيها خلاصة خبرته مع الطغاة. وكان من بين أسباب نجاح ال 18يومًا فى يناير2011هو حالة الدفء الإنسانى ، وهى حالة شملتْ أشكالا متنوعة من الإبداع من بينها السخرية من مبارك وعصابته ، سواء بالشعارات أو الأغانى أو النكت (جمع نكنة وهى صحيحة لغويًا) فعندما انتشر خبر وجود المليارات فى سويسرا فى حساب مبارك ، ومبارك أعلن (فى الخطاب العاطفى) أنه لن يترك مصر، بعد دقائق سمعتُ النكتة التالية : الرئيس مبارك أصدر قرارًا بترحيل الشعب المصرى إلى سويسرا ، ونفقات المعيشة تـُصرف من حسابه فى بنوك سويسرا ، مع الإقامة فى فنادق الدرجة الأولى . وبعد أنْ استولى المجلس العسكرى على الحكم ، وفرّط فى أمن مصر القومى (ترك الإرهابيين يُدمّرون خطوط الغاز، قتل الجنود المصريين فى سيناء ومذبحة ماسبيرو إلخ) سمعتُ النكتة التالية : واحد نقيب إترقى وبقى رائد ، راح يشترى نسر عشان يعلقه علا الازبلايط ما لقاش.. قام معلق غطيان كازوزه. وبعد أنْ استولى الإسلاميون على الحكم ، وبعد تراجع الرئيس مرسى عن القرارات التى أصدرها (مثل عودة مجلس الشعب ثم سحب القرار، وعدم قدرته على تنفيذ قرار حظر التجول فى مدن القناة إلخ) كتب أحد شباب الفيس بوك ينصح الرئيس بعمل الآتى كى يضمن تنفيذ قراراته فقال له : 1- تاخد مُثبّت قرارات 2- تنام علا ضهرك شهرين لعلّ وعسى القرارات تثبت 3- أو تاخد حبوب منع إصدار قرارات.
وشعبنا الساخر هو الذى أسقط قرار حظر التجول فى مدن القناة ، إذْ بعد دقائق من إذاعة خطاب الرئيس ، خرجتْ السيدات (فى السويس) من بيتوتهن إلى الشوارع ومعهن غطيان الحلل والدق عليها وقالت إحداهن : بيان هام . حانة ساعة الحظر. علا المواطنين النزول إلى الشارع فورًا .. ثم تبع ذلك غناء راقص ((مرسى يا مرسى.. سيب الكرسى)) وفى المدن الثلاث (السويس والإسماعيلية وبور سعيد) تم إحياء تراث السمسمية بأغانيها الوطنية ، كما انتشرتْ أغانى أم كلثوم بعد تغيير كلماتها مثل (( حظر إيه اللى إنت جاى تقول عليه.. إنت عارف معنى الحظر إيه)) و ((وصفولى الحظر لقيته خيال.. وكلام فى الهلس يدوب يتقال.. أهرب م الحظر أروح علا فين.. ولعبنا مع الجيش إحنا الاتنين)) مع ملاحظة أنّ الكلمات الأخيرة كانت كنوع من التأكيد على ما حدث بالفعل ، حيث تم تنظيم دورة رياضية لكرة القدم اشترك فيها بعض أفراد من القوات المسلحة ، الذين عرضوا استخدام ملاعب الجيش ، ولكن المواطنين فى المدن الثلاث رفضوا العرض وفضلوا أنْ تكون الدورة الرياضية فى الشوارع والميادين . ولأنهم مثل كل شعبنا لديهم طاقة لا تنفد من الإبداع الساخر، فإنّ أهالى الإسماعيلية أصدروا البيان التالى (( نحن أهالى الإسماعيلية.. نـُناشد الرئيس عدم فك الحظر لحد ما تخلص الدوره الكرويه)) ولذا كان من بين الشعارات ((ساعة الحظر ما تتعوض ش)) كما يُلاحظ أنّ أى ماتش كورة يبدأ فى تمام الساعة التاسعة مساءً ، أى فى التوقيت الذى حدّده قرار رئيس الدولة. ولأنّ قرار مرسى لم يُنفذ ولو لثانية واحدة ، خرج هذا الشعار الساخر ((القطه عضتْ وركها.. هىّ اللى جابته لنفسها)) وارتبط مع هذا شعار (( اللى عنده دم أحسن من اللى عنده دقن )) وهذا المثل تحوير لمثل مصرى قديم (( اللى عنده دم أحسن من اللى عنده فدادين ))



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاق فيلسوف وأخلاق داعية إسلامى
- النكتة المصرية ومقاومة الاستبداد
- الدكتور سيد عويس والشخصية المصرية
- فلسطين بين الصهاينة والعروبيين
- المغزى الاجتماعى للأمثال المصرية
- عتمة افتراضية - قصة قصيرة
- سيناء وتوابع زلزال يناير2011
- العلاقة بين الحضارة المصرية وأفريقيا
- عقوبة الجلد وبداية سعودة المصريين
- الفنان خالد حمزة وفن كتابة السيرة الذاتية
- رد على آخر رسالة من الأستاذ طاهر النجار
- هل تخرج الثورة من غرفة الإنعاش ؟
- صفاء الليثى ناقدة من طراز نادر
- هيكل الأستاذ المقدس وآفة الأيديولوجيا
- تحية شكر وتقدير للأستاذ طاهر النجار
- رد على الأستاذ محمد بن عبد الله عندما سأل : دنشواى أم كفر ال ...
- جمال حمدان وتعريب مصر
- محمد نجيب بين سجن الواقع ورحابة الخيال
- تطور دراماتيكى فى نقابة الصحفيين
- العلاقة العضوية بين الحداثة والديمقراطية


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قهر الخوف بالسخرية