أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رامي الغف - ساسة في الولائم شركاء وفي الميدان غرماء!!!














المزيد.....

ساسة في الولائم شركاء وفي الميدان غرماء!!!


رامي الغف

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 23:27
المحور: حقوق الانسان
    





الأزمات تعصف بالجسد الفلسطيني والانقسام ينهش به، والوطن بلا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب، إناس يفترشون الأرصفة من أجل الحصول على حفنة شواكل لشراء ربطه خبز أو قنينة حليب لأطفالهم، وإناس آخرون يصطفون طوابير طويلة للحصول على نصف أنبوبه غاز لطهو الطعام لهم ولأبنائهم، برلمان معطل ووزارات منقسمة بين هنا وهناك، مؤسسات أهلية يديرها إناس جشعين همهم كيف يكونون ثروات كبيرة، ومؤسسات دولية قاتمة لا لون لها ولا طعم ورائحة هدفها إذلال الجماهير لتمرير مشاريع تخصهم هم وحدهم، بؤس وشقاء في المخيمات والأزقة والحواري الشعبية، أمراض منتشرة ولا عقاقير تداويها، فقر مدقع ولا برامج وإستراتيجيات لإنقاذ الجماهير، احتلال بشع بربري يحاصر الوطن من كل الجوانب والاتجاهات هموم وأحزان، تدمير وتخريب ممنهج، فهل كتب علينا نحن الجماهير الفلسطينية أن نبقى أبدا مكسوري القلوب والخواطر؟ وهل كتب علينا أن نبقى نتسلى بذكريات آبائنا وأجدادنا عن فرحة لم يدم عمرها عدة سنوات؟

حزن صامت وقضية مستباحة، ننظر إلى مستقبلنا على طاولة قمار اللاعبين عربيا وإقليميا ودوليا؟ فيحاولون أن يغتالوها ويجعلوها معوقة بل ويدفنونها في سراديب الهيئات الدولية والأممية، وحين تتنافر قلوب السياسيين ويختلفون في كل شيء إلا في حالة واحدة وهي حين يضعون الوطن على لائحة التشريح، ويتقاسمون دمه ولحمه وشحمه وعظمه في السر والعلن، دون أي خوف أو وجل من الله، ويتركون بعض الفتات إلى عباد الله المحرومين والمسحوقين لسنوات طويلة شاقة منهكة فيها البؤس والشقاء، من أية نعمة أوجدها الله في وطنهم، حينئذ تدق أجراس الخطر على مشارف الوطن.

سياسيون أوصلتهم الجماهير إلى المجالس التشريعية والقضائية والتنفيذية والوطنية والثورية، هاجسهم الأول والأخير مكاسبهم وامتيازاتهم لهم ولعائلاتهم، أنانيتهم ورغبتهم في الثراء الفاحش على حساب الجماهير المغلوبة أمورها تجاوزت كل حد معقول، ولم يعد يخفي نوازعهم أي كلام معسول، فإذا اقتسموا الغنائم يتحولون إلى سمن على عسل فيما بينهم طالما بقوا راضين على ما تقاسموه، أما إذا تنافرت مصالحهم فإنهم يتحولون إلى أعداء يتربص أحدهم بالآخر، ويهاجم أحدهم الآخر بأقذع الكلمات وأفظع الجمل، ويدعي كل منهم بأنه إمبراطور الزمان الوطني، وإنه الضحية وفي غاية البراءة والطهر والإخلاص للجماهير والوطن، دون أن يكون للوطن ومصير الوطن أي اعتبار في قاموسه الحقيقي.

في أعماق كل منهم تصرخ نفس أمارة بالسوء، نهمها وغلواءها خلف مغريات الدنيا ليس له حدود، وحين تشعر بأن هذه المطامع والشهوات المحرمة قد مسها ضرر تصاب بالهياج والانفعال صارخة متوعدة كاشفة عن نرجسيتها البالغة إما أنا أو ليأتي من بعدي الطوفان.! لم تسمع منهم الجماهير منذ سنوات وسنوات سوى زخرف القول، وبات لسان كل مواطن صدق بأقوالهم لفترة من الزمن، ووضع ثقته فيهم بعد أن نال من أطنان وعودهم الكاذبة، ومشاريعهم الخاوية يقسم اليمين بأنه سيلفظهم وسيلفظ وعودهم.

مثل هذا النوع من السياسيين الذين ضربوا مصالح الجماهير عرض الحائط لا تهمهم مصالحهم لا من بعيد ولا من قريب، ولا مصير الوطن إن عشعش بين ظهرانيه الخراب، أو اشتعلت في كل أرجائه الحرائق، أو سفكت على بطاحه أنهارا من الدماء!!! وحين تعم الكوارث، وتتوالى المحن والمصائب على الوطن وفقرائه حينذاك أيضا يتراشقون التهم كالسهام فيما بينهم وكل يلقي باللائمة على شريكه في الحكم بأنه هو السبب الأول والأخير في هذه المأساة.!!! فيا لها من مأساة ودوامة لا تبدو لها نهاية في فلسطين الفجائع والجراح والآهات.

ولو كانت هذه اللقاءات والعداوات نابعة من جوهر الحرص على الوطن ولمصلحة المواطن لهان الأمر، لكن الواقع يؤكد إن المصالح هذه لا تمس الجماهير والوطن لا من بعيد ولا من قريب، وإن الجماهير باتت تعيش بين طاحونة الانقسام والشروخ والمهاترات الرهيبة التي تعصف بهم، وبين صراعات السياسيين المستمرة ولا أمل يرتجى بوضع حد لهذه الطاحونة الدموية التي باتت مستمرة ولا تبدو لها نهاية، ولكي أعمم هذه الحالة على الجميع، فالساحة الفلسطينية لا تخلو من سياسيين ومؤسسات وجمعيات وقادة من ذوي الضمائر الحية المتوقدة بنور الحق والأخلاق، والتي لم تلوثها الأطماع الشخصية والفصائلية والأهواء الشخصية، لكن تأثيرهم ودورهم ضعيف وضئيل وغير مؤثر في الساحة.



#رامي_الغف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية الرئيس الصائبة!!!
- مواصفات الحكومة المقبلة!!!
- الصلح خير!!!
- هذه هي الحكومة التي تريدها الجماهير!!!
- وداعاً يا نصير المستضعفين!!!
- أنصفوه وارحموه!!!
- قمر فلسطين!!!
- توحدوا تنجحوا!!!
- أمل بعد الألم!!!
- إنها مغلوبة فأنتصر!!!
- لماذا يكمموا أفواهنا ويقتلوا رسالتنا؟
- إنهاء الانقسام والخروج من عنق الزجاجة!!
- هل أذيب الجليد الفلسطيني أخيراً؟؟؟
- ارحمونا وارحموا فتح!!!
- عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث في حوار خاص وشامل
- عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض الأقاليم الشعبية الخارجي ...
- لله دركم يا أبناء الفتح!!!
- 48 شمعة مضيئة!!!
- وردة الدول العربية!!!
- غزة لن تركع ولن تستكين!!!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رامي الغف - ساسة في الولائم شركاء وفي الميدان غرماء!!!